مثلما أخرجت معركة القصير قطر من معادلات الصراع الدائر في سوريا، معركة يبرود إن شاء الله سوف تخرج السعودية. ووحول ما يدعيه الصهاينة اعتراض سفينة إيرانية قال الحسيني إذا أرادوا فتح معركة معنا فنحن لها..
لا تزال ذكرى استشهاد قادة المقاومة مبعثاً للاحتفالات في لبنان، ففي هذه المناسبة العطرة وتحت عنوان "أبعاد جديدة في الصراع الصهيوني - العربي إيران ولبنان"، أقام مركز الدراسات الدولية ندوة ثقافية - سياسية في مطعم الساحة، يوم الثلاثاء، برعاية النائب السابق أحمد عجمي.
افتتح عجمي الندوة بكلمة مطولة حول أهمية المقاومة ودورها في لبنان والمنطقة وأن هؤلاء الشهداء العظام يمثلون طريق السؤدد والعزة والكرامة ورافعوا راية العرب والمسلمين عالياً، مستغرباً كيف لشلة لصوص تراهن على ضعف المقاومة وتطالب بنزع سلاحها. وختم عجمي بالإصرار بالتمسك بسلاح المقاومة مهما غلت التضحيات.
الكلمة الثانية كانت لوالدة الشهيد القائد الكبير الحاج عماد مغنية، التي لفتت نظر الموجودين في الندوة أن هذا المكان الذي هو فيه الآن وصلت إليه "إسرائيل" خلال الاجتياح في العام 1982، ولكنه اليوم مزهرا عامرا بالحياة بفضل هؤلاء الشهداء جميعاً الذين بسببهم نحيا اليوم كل العزة والشرف والكرامة. وقالت إن الناس كانوا يظنون أن الشهيد عماد كان مختبأ بفعل ملاحقة العدو له، ولكن مع اعلان استشهاده ظهرت الحقيقة وبانت بأنه قائد كبير لم يخش الموت ولم يجبن. وأكدت الحاجة أم عماد مغينية أن كل ما يحصل اليوم في منطقتنا هو بسبب هذه المقاومة التي يطالبون بقطع رأسها ولكن نقول لهم خسئوا وإن شاء الله سوف نمضي من نصر إلى نصر.
وتحدثت بعد ذلك زوجة الشهيد القائد السوري محمد سليمان السيدة ريم سليمان أكدت في كلمتها على مواصلة الدرب في المقاومة والصمود والتحدي وأنه شعب لن يرضى بديلا عن بشار الأسد رئيسا للبلاد. وقدمت التحية لكل شهداء المقاومة في لبنان ولجبهة الممانعة في سوريا.
الكاتب والمحلل السياسي السيد محمد صادق الحسيني، تحدث في صلب موضوع الندوة، ولكنه بادر إلى القول بداية إنه للأسف أن الإسلام أصبح يمثل الدم والقتل وقطع الرؤوس بسبب المجموعات المسلحة الإرهابية في سوريا والعراق وكل المنطقة. وأكد نعم لقد دخلنا في معادلة جديدة من الصراع، ولكن قبل ذلك كل أشكال المقاومة في السابق مهدت لتحرير العام 2000 وفي العام 2006 ظنوا أنهم سيهزموننا من الجو وعلى مدى 33 يوماً فشلوا، وفي 13 أيلول العام الماضي ارتفع علمي حزب الله وإيران في مياه البحر الأبيض المتوسط أي عربية وإسلامية بامتياز. هذه الخسارة الكبرى لهم تقلقهم، وبعد هزيمتهم في سوريا ولبنان فتحوا معركة في اوكرانيا.
والجيش الأميركي اليوم خفض عديده في العالم ما يعني أنهم قرروا الاعتماد على عملائهم في المنطقة. ولكن مثلما معركة القصير أخرجت قطر من معادلات الصراع الدائر في سوريا، معركة يبرود إن شاء الله سوف تخرج السعودية. وتطرق السيد الحسيني إلى ما يدعيه الصهاينة حول اعتراض سفينة إيرانية ليتحرشوا بنا، فإذا كانوا يريدون الهروب ليفتحوا معركة معنا فنحن لها وهذا ما ننتظره..
وانتقل الحسيني إلى الموضوع الأوكراني وأن بوتين قوي في هذه الأزمة وها هو يهددهم. ولذلك هم يضربون في اليمن ومصر والبحرين ويعدون الجيش المصؤي لحرب استنزاف طويلة ويريدون بذلك نقل المعركة إلى الخليج ليثبّتوا أن العدو إيران.
وختم اللقاء الدكتور يوسف نصرالله الذي تحدّث عن استراتيجيات حزب الله في إدارة الصراع مع العدو الصهيوني، وكيف تحول الحزب إلى مادة للدراسات والبحوث في مراكز علمية مرموقة في الولايات المتحدة الأميركية وفي اوروبا.
وعرض خلال الندوة فيلم وثائقي عن التحدي الكبير الذي كان يمثله الشهيد القائد عماد مغنية للعدو الإسرائيلي الذي لم يتمكن من الوصول إليه غلا بعد 25 عاماً من المطاردة المستمرة. والفيلم من إعداد أخت الشهيد الإعلامية زينب مغنية.