وثيقة تعود للعام 2004 بخط البيانوني لمجلس شورى الإخوان المسلمين في سورية : الحزب الإسلامي العراقي وسيط بيننا وبين الأميركيين...
كتب نضال حمادة:
وثيقة تعود للعام 2004 بخط البيانوني لمجلس شورى الإخوان المسلمين في سورية : الحزب الإسلامي العراقي وسيط بيننا وبين الأميركيين...
في احاديثه السورية المعارضة وفي حملته المهنية المنافسة للمعارض السوري رضوان زيادة، يقول المعارض السوري عمار القربى رئيس المنظمة الوطنية لحقوق الانسان في سوريا، والتي لا يعرف لها مقر هذه الأيام، إن بداية الاتصال العلني الأميركي - الإسرائيلي بالمعارضة السورية كان في مؤتمر الفيدرالية الدولية لحقوق الانسان في برشلونة عام 1998، ويضيف القربى في احاديثه للمعارضين السوريين أن اول من استجاب لهذه الاتصالات الإسرائيلية بالتحديد هو رضوان زيادة مدير مركز دمشق لدراسات حقوق الإنسان ..
ويروي القربى قصة حصلت معه ومع زيادة في برشلونة حيث اقترب منه رجل إسرائيلي وعرض عليه تعاونا في مجال السلام في الشرق الأوسط، فلم يرحب به القربى. غير ان رضوان زيادة كان سعيدا بالكلام مع هذا الإسرائيلي وكوفىء على هذا الموقف بقبول منظمته عضوا في الفيدرالية الدولية لحقوق الإنسان، بينما لم يحصل القربى على هذه الميزة التي كان يأسف لخسارتها قائلا (شغلة ثواني كانت غيرت حياتي). ويروي معارضون سوريون آخرون ان زيادة حصل بعدها على منحة للدراسة في الولايات المتحدة الأميركية بواسطة مركز القاهرة لحقوق الانسان وأصبح من أقرب حلفاء واشنطن في المعارضة السورية، فيما التحق القربى مؤخرا بالحلف عبر حضوره مؤتمر المعارضة السورية مع صهاينة امثال برنار هنري ليفي في باريس.
هذا التواصل بين المعارضة السورية في الخارج وبين الولايات المتحدة الأميركية وجهات إسرائيلية لم يقتصر على أشخاص معينين او جهات أهلية بل وصل الى تنظيم الإخوان المسلمين السوري في تسعينات القرن الماضي من خلال اتصالات تمت عبر السعودية مع قيادات في التنظيم. واستمرت المراوحة في الاتصالات بين جماعة الإخوان السوريين واميركا حتى عام 2003، عندما غزت اميركا العراق ودخل الحزب الإسلامي العراقي الواجهة السياسية لحركة الإخوان المسلمين في العراق في العملية السياسية مشاركا عن السنة العرب بالخصوص في السلطة العراقية بعيد 2003.
في هذا السياق وفيما يبدو أنه بداية لنزاع بين أجنحة في جماعة الإخوان المسلمين السورية، سربت وثيقة لمعارضين سوريين في أوروبا تدعو حركة الإخوان المسلمين السورية إلى الاقتداء السياسي بالحزب الإسلامي في العراق ودراسة تجربته في الحكم في ظل الاحتلال الأميركي، فضلا عن اقتراحات عديدة منها عرض من الحزب الإسلامي العراقي على الإخوان المسلمين في سورية بفتح باب للتواصل بي الجماعة وواشنطن.
كاتب هذه الوثيقة بخط اليد هو المراقب العام السابق لجماعة الإخوان المسلمين في سوريا علي صدر الدين البيانوني وفيها يقول في شرح لمجلس شورى الجماعة إن الحزب الإسلامي العراقي مستعد لفتح باب تواصل وتعاون بين الجماعة في الخارج وبين واشنطن، مقترحا على مجلس الشورى في الجماعة العمل على طريقة الحزب الإسلامي العراقي في الحكم.
هذه الوثيقة التي عرضها علينا معارضون سوريون ونمتنع عن نشرها نزولا عند طلبهم، يبدو انها تسربت بفعل خلافات تسود أوساط الجماعة حاليا على خلفية حضور ممثل عن الجماعة ملهم الدروبي لتجمع عقد في باريس الأسبوع الماضي مع عتاة الصهاينة في فرنسا، حيث يتردد في اوساط المعارضة السورية في الخارج أن هناك امتعاض من الكثير من كوادر الحركة على حضور الدروبي الاجتماع المذكور، خصوصا ان الجميع يعلم ومتفق ان المراقب العام الحالي رياض شقفة كان على علم بهذا الاجتماع واعطى موافقته عليه، وهذا ما اكده هو لمعارضين سورين استفسروه عبر الهاتف، فيما اكد لنا قيادي في الجماعة مقيم في باريس أن ملهم الدروبي حضر الاجتماع بموافقة من الجماعة وبعلمها..
هذا الحرب الخفية والتي تحدثت عن محاولة نائب المراقب العام محمد فاروق طيفور الإطاحة بالمراقب العام رياض الشقفة عبر اتهامه بارتكاب اخطاء وهفوات صبت كلها في مصلحة النظام، تجد صداها في تسريبات لوثائق ولرسائل منها الوثيقة التي ذكرنا والتي يبدو ان من سربها من الجماعة يرد على المراقب العام السابق علي صدر الدين البيانوني الذي أعلن انه يعارض الاجتماع وانه ليس في مركز القرار هذه الأيام ليمنع هذه الأفعال، فيما يشرح بعض كوارد الجماعة لسوريين رفضوا تدخل الصهاينة في الشأن السوري أن حضور ممثل عن جماعة الإخوان المسلمين للإجتماع المذكور جاء بناء على طلب قطري مباشر استكمالا لاتصالات تجري هذه الأيام ومنذ اندلاع الاضطرابات في سورية بين مسؤولين في الخارجية الفرنسية من مستويات غير عالية ومسؤولين من الجماعة، حيث يعتقد ان القطريين يريدون، عبر ليفي، الوصول الى اعتراف فرنسي رسمي بالجماعة كمحاور أساسي للغرب في المعارضة السورية وذلك اعتمادا على تجرية ليفي السابقة في ليبيا..
ويبقى السوآل هل تجربة المنوذج السياسي الفرنسي القطري في ليبيا فيه ما يغري؟؟؟