23-11-2024 06:53 AM بتوقيت القدس المحتلة

يوم خطفت mtv (قضية) الطفل ميشال

يوم خطفت mtv (قضية) الطفل ميشال

حجز لقصة الخطف أمكنة كبيرة من مساحته، مع مقالات وصور كاريكاتورية وغيرها. واحدة من العبارات التي وردت في الموقع كانت: «كل مرة يتكرر السيناريو نفسه، يخلى سبيل المخطوف ويبقى الخاطف يسرح ويمرح! أهو أشرف الناس

أم تي في تستجوب الطفل لدى اطلاق سراحهأن يُخطف طفل من أمام منزل ذويه، فهذه جريمة لا توصف. أما أن يختطف بعض وسائل الإعلام الخبر ويجيّره لخدمة مصالحه السياسية والطائفية، فذاك هو المفجع. في كل أزمة، تسرع mtv إلى قطف ثمارها واستثمارها و«التهييص» عليها.

هذه المرة، وجدت شاشة المرّ في قضية خطف الطفل ميشال صقر الوصفة المثالية للعب على أوتار الطائفية والتحريض والشحن.

فاطمة شقير/ جريدة الأخبار

تنوعت وسائل التجييش أثناء التغطية. مثلاً، الأسئلة التي طرحها المراسلون على الطفل وذويه عند تحريره من خاطفيه، كانت مشبوهة تفوح منها رائحة الطائفية المقيتة. سألته المراسلة: «بتعرف إنتو بأي منطقة كنتو؟». يجيبها الطفل: «أنا سألت الرجل، وقال لي: بتعرف الهرمل؟ نحنا صرنا بالهرمل»، كأن خاطفي هذا العصر، وبغير منطق، أصبحوا متصارحين مع أنفسهم ومع المخطوف بخصوص تفاصيل العملية.

إذاً هي الهرمل تحديداً في مواجهة زحلة (بلدة المخطوف) بحسب القناة. على صعيد آخر، تركّزت اللقطات المصورة والصور المستعملة خلال التقارير التي عرضتها القناة على إظهار الصليب وصور الكاردينال الماروني السابق مار نصر الله بطرس صفير المعلقة في دارة آل صقر، بالإضافة إلى صور رئيس «حزب القوات» سمير جعجع.

كذلك، كان للـVoice Over دوره. كلام المراسل في التقرير شدّد على إيمان الطفل وأفراد أسرته وتعلّقهم الشديد بالكنيسة، كأنّ هذا «الإيمان» كان السبب وراء عملية الخطف. أضف إلى ذلك المصطلحات المستخدمة في التغطية التي تحتمل تأويلات عدة نظراً إلى ما تمثله من رموز ربطها الإعلام اللبناني بأيقونات معينة، كمصطلح «مربعات موت» نسبة إلى «المربعات الأمنية» التي نُسبت إلى «حزب الله» في الضاحية وغيرها.

والد الطفل ابراهيم الصقروبما أنّ إبراهيم صقر (والد الطفل) هو مموّل حملة «صاحب المبدأ»، المؤيدة لسمير جعجع التي انتشرت لوحاتها الإعلانية في مناطق لبنانية عدة، فقد انخرط موقع «القوات» الإلكتروني في حملة التجييش.

حجز لقصة الخطف أمكنة كبيرة من مساحته، مع مقالات وصور كاريكاتورية وغيرها. واحدة من العبارات التي وردت في الموقع كانت: «كل مرة يتكرر السيناريو نفسه، يخلى سبيل المخطوف ويبقى الخاطف يسرح ويمرح! أهو أشرف الناس أيضاً؟!».

إذاً هي مسألة «أشرف الناس» بالنسبة إلى الموقع أيضاً. هكذا، أصرّ التوأمان ــ القناة والموقع ــ على قرصنة الحادثة وإدخالها في زواريب «الشياح _ عين الرمانة مجدداً». كانا مصرّين على فدرلة الأزمات اللبنانية، فما للمسلم للمسلم، وما للمسيحي تتوكّل به القناة «المُرة».