27-11-2024 03:56 PM بتوقيت القدس المحتلة

مخاوف لبنانية من تداعيات الاشتباك السعودي ـ القطري

مخاوف لبنانية من تداعيات الاشتباك السعودي ـ القطري

راقب اللبنانيون باهتمام الاشتباك السعودي ـ القطري، في محاولة لاستدراك النتائج التي يمكن أن تنعكس سلباً على لبنان، خصوصاً في ظل استمرار المراوحة في عملية صوغ البيان الوزاري حول بند المقاومة.

داوود رمال - صحيفة السفير

راقب اللبنانيون باهتمام الاشتباك السعودي ـ القطري، في محاولة لاستدراك النتائج التي يمكن أن تنعكس سلباً على لبنان، خصوصاً في ظل استمرار المراوحة في عملية صوغ البيان الوزاري حول بند المقاومة.

يأتي هذا الاشتباك في توقيت لافت، فهو يتزامن مع مجموعة تطورات حصلت مؤخراً:

ـ قرار مصر تضييق الخناق على "حركة حماس" بحظر مكاتبها وأنشطتها في مصر.

ـ قرار السعودية باعتبار "حركة الإخوان المسلمين" حركة "إرهابية"، بالإضافة إلى "داعش" و"جبهة النصرة" و"القاعدة" و"حزب الله ـ السعودي".

ـ مصادرة إسرائيل لباخرة أسلحة قالت إنها من إيران إلى "حركة حماس" في غزة.

يعرف اللبنانيون أن للسعودية دوراً فاعلاً في لبنان، وأن لقطر دوراً مؤثّراً. ولهذا فإن مصدر القلق اللبناني مرتبط بالخوف من تمدّد الاشتباك السعودي ـ القطري إلى الوقائع اللبنانية، فضلاً عن أنه سيكون له تأثير مباشر على الوقائع السورية. وربّما كان الإفراج عن راهبات معلولا بتدخل قطري مباشر واحداً من تداعيات هذا الاشتباك، وإن كان بصورة إيجابية. لكن السؤال هو كيف ستردّ السعودية؟

قبل خمس سنوات أرسل امير سعودي طائرته الخاصة الى بيروت لنقل مرجع وطني بارز الى السعودية للمعالجة، حيث أمضى نحو أسبوعين وعاد في نهايتهما إلى بيروت. وطلب منه الأطباء العودة الى الرياض بعد سبعة اشهر لاستكمال العلاج.

بعد انقضاء المدة، ذكّرت المرجعية المذكورة الامير السعودي نفسه بأن موعد استكمال العلاج قد حان، لكن الطائرة لم تصل الى المطار، ثم كانت المفاجأة أكبر عندما تم إبلاغه ايضا ان لا تأشيرة دخول له الى السعودية، وذلك احتجاجا على موقف هذه المرجعية الداعم للمقاومة والرافض لبعض سياسات السعودية. يومها انتقد المرجع "الدولة التي تخاف من موقف".

تكرر هذا الامر عندما بدأت السعودية تتدخل مباشرة في الحرب السورية، سياسيا وعسكريا وماليا وبدعم الجماعات التكفيرية، ناهيك عن المواقف التي صدرت عن مسؤولين سعوديين، مما حدا بالمرجع نفسه الى وصف أحد هؤلاء المسؤولين بأنه "قائد محور على جبهات القتال في سوريا".
ينطلق ديبلوماسي مخضرم من هذه الوقائع ليعلق على الخلاف الخليجي الراهن، ويعتبر "ان قرار السعودية والامارات والبحرين بسحب السفراء من قطر هو قرار لا ينمّ عن عمق في الحسابات، فهو اكد بما لا يقبل الشك بأن السعودية سقطت سقطتين:

الاولى: ظهورها بأنها ليست لا رئيسة ولا قائدة لمجلس التعاون الخليجي، وبالتالي هي واحد من ستة وليس الستة كلهم معها.

الثانية: ظهورها بموقع الضعيف لعدم قدرتها على التأثير في اصغر دولة في العالم لا يتعدى عدد سكانها عدد سكان حي من احياء الرياض".

ورأى "ان ردة فعل قطر كانت مدروسة تجاه الفعل الذي اقدمت عليه الرياض، واعلانها انها لن تسحب سفراءها من الرياض وابوظبي والمنامة، ينم عن إدراك قطري لتداعيات مثل هذه الخطوة، وهو ما لم تتنبّه إليه القيادة السعودية ومعها البحرين والإمارات".

ويؤكد المصدر "ان قطر اخطأت في سياستها الداعمة للاخوان المسلمين في ما سمي بالربيع العربي في مصر وليبيا وتونس وسوريا، كما انها اخطأت في مواجهتها لروسيا في مجلس الامن الدولي الأمر الذي كلفها التغيير الذي حصل بهيكلية الحكم. وقطر لم تتعلم من هذا الدرس، حيث كان منتظرا من اميرها الجديد ان يأخذ عِبرا من اخطاء الحكم السابق ويعمد الى وقف دعمه للاخوان المسلمين في دول الربيع العربي، ويعيد ترتيب شؤون قطر مع مصر والقيادة العسكرية فيها، ويوقف التمادي الاعلامي للمؤسسات الموالية لها".

يضيف المصدر "إن هذا لا يعفي في المقابل السعودية من الاخطاء التي ترتكبها والتي من المفترض ان تكون مدركة وواعية لها. لكنها تمارس اخطاء لا تقل خطورة عن قطر لجهة دعمها الجهات التكفيرية في كل من مصر وسوريا وليبيا وتونس وحتى لبنان. والامر الملكي السعودي بسجن كل من يقاتل خارج اراضي السعودية غير كاف وجاء متأخرا، خاصة ان هناك آلاف السعوديين التكفيريين الذين يقاتلون في افغانستان والشيشان مرورا بالعراق وصولا الى سوريا".

واشاد المصدر "بحكمة كل من عُمان والكويت لعدم انجرارهما في السير، لا خلف السعودية ولا وراء قطر، وهذا ما يمنحهما فرصة كبيرة للعب دور مهم في رأب الصدع، كما حصل سابقاً".

ويشير المصدر إلى أن "هناك مصلحة لبنانية كبيرة في أن تبقى الكويت وعُمان خارج دائرة هذا الصراع الخليجي، لأن التوتّر السعودي ـ القطري لا بد أن يستدركه أحد حتى لا نرى تجاذباً خليجياً في لبنان".

واستغرب المصدر "كيف ان القيادة السياسية في الامارات انجرّت خلف السعودية في هذا القرار، حتى لو كانت دبي تتهم قطر بتشكيل خلايا اخوانية في الامارات، لأن المعروف عن دولة الامارات ومسؤوليها الحكمة والبصيرة في معالجة شؤون بلادهم ومجلس التعاون الخليجي بشكل خاص والعالم العربي بشكل عام. اما البحرين فان القيادة السياسة فيها لم تتعامل بحكمة مع قضاياها الداخلية، ومن غير المستغرب أن تقوم بما قامت به".


http://www.assafir.com/Article/2/341325

 

  موقع المنار غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه