هذا ما يخاف منه اوباما وهذا ما يرتعب منه نتنياهو وهذا ما تقلق منه وتصطك ركبها عندما تسمع به اوروبا، فيما يستعد الروس والصينيون لاستثماره حتى النفس الاخير.
وحده باراك اوباما يعرف طعم مرارة كأس السم الذي يتجرعه منذ ليلة الثالث من ايلول/سبتمبر من العام المنصرم يوم قرر التراجع صاغرا عن العدوان على سوريا.
كأس اضطر زعيم الدولة الاعظم في العالم مكرها على شربها بعد ان تأكد له انه يخسر للمرة الثالثة الحرب امام ثلاثية المشهد الدمشقي الشهير في معركة غير متماثلة مع قوة ليست نظيرة له وهذه المرة في البحر بعد ان خسرها في المرة الاولى على اليابسة في العام 2000م و في المرة الثانية في الجو في العام 2006م ….
محمد صادق الحسيني/ جريدة الأخبار
ألم الخسارة ووجعها ومرارة كأس السم الايرانية اللبنانية السورية الآنفة الذكر هي التي جعلت اوباما يصرح قبل ايام لمجلة الاطلسي بما يلي:
‘ قدمنا مساعدات عسكرية للمعارضة السورية بأكثر مما يمكنها استيعابه
‘ لم يكن ممكنا تغيير المعادلة في سورية من دون تدخل قوات أمريكية.
‘ التدخل الأمريكي كان سيجعل الأمور أسوأ على الأرض.
‘ الحجم المطلوب للتدخل يحتاج لتفويض دولي … لا نمتلكه رأيتم ما حصل في الكونغرس حتى في موضوع محصور بالسلاح الكيماوي.
‘ من يعتقدون انه منذ سنتين، او منذ ثلاث سنوات، انه كان هناك حل سريع لهذا الشيء لو اننا تحركنا بقوة اكثر، هو اعتقاد يفتقر بشكل اساسي لفهم طبيعة الصراع في سورية والاوضاع على الارض’.
‘ عندما يكون لديك جيش محترف ومسلح جيدا (يقصد الجيش السوري) وترعاه دولتان كبيرتان لديهما مصالح كبيرة في سوريا (اي ايران وروسيا) …. مبدأ انه كان يمكن لنا، بطريقة نظيفة لا تلزمنا استخدام قوات امريكية، ان نغيّر المعادلة على الارض، هو امر لم يكن صحيحا يوما.
‘ الإيرانيون استراتيجيون غير متهورين ولديهم نظرة عالمية ولا يريدون الانتحار. ويرون مصالحهم، ويتعاملون مع حسابات الربح والخسارة.ولذلك جاؤوا الى طاولة المفاوضات…!
‘ على شركائنا ‘السنّة’ التكيّف مع التغيير في علاقتنا بإيران. التحولات في المنطقة باغتت الكثير منهم والتغيير دائما كان مخيفا! ….
وهكذا يكون امام اوباما اليوم عمليا عرضان لا ثالث لهما وعليه الاختيار بين الانتحار على بوابة فاطمة من خلال الانصياع لرغبة الربان الاهوج لارخص سفينة له في البحر المتوسط، وبين ان يدخل في نفق الحوار مع راس السهم المتجه الى بطن سفينته بقوة رياح مثلث المقاومة الذي لا يعرف التردد بعد ان هزم جنرالات الهزيمة كلل وملل و كسل …!
في لبنان الذي يتحرشون به في هذه الساعات بعد ان يئسوا من اي تغيير لقواعد الاشتباك او معادلة ميزان القوى في سوريا، لمن لا يعرف سر وسحر مقولة المقاومة يوجد تحت كل شجرة يتواجد فيها رجال الله وعند اي منحدر او على سفح اي جبل او عند قمة اي سلسلة من جباله سلاح سري يعمي بصر اسرائيل لا احد يعرفه ….. الا تلك الدائرة الصغيرة والمغلقة التي تمسك بتلابيب صناعة قرار الدفاع عن لبنان في حال تعرضه لاي عدوان، اي خلفاء الحاج رضوان من القادة العسكريين الكبار و سيد المقاومة السيد حسن نصر الله ….!
واوباما باعتباره زعيم الامبراطورية الاكبر ونتنياهو باعتباره ربان السفينة الامريكية الارخص يعرفون ذلك جيدا وان كانوا لا يعرفون كنهه … وهو الامر الذي يجعلهم يعيشون حالة تهيب الدخول في مغامرة اي حرب حديدة ضد اي طرف من ثلاثية دمشق فضلا عن فتح حرب مفتوحة وبالجملة على هذا المعسكر الذي بات ممتدا من مضيق هرمز الى مضيق جبل طارق …!
وهذا هو بالضبط ما دفع بالصهيوني الارعن الى جر ادارة اوباما الى قرار اطلاق سيناريو الانقلاب في اواكرانيا انتقاما من هزيمة بوابات الشام ومحاولة لاسترداد زمام المبادرة على المستوى الدولي، قبل ان يستقر الامر بشكل نهائي في شرق البحر المتوسط لصالح الايرانيين وعرب المقاومة ….!
الامريكيون يعرفون تماما بان وصول الايرانيين الى سواحل عكا وصور وصولا الى سواحل طرطوس واللاذقية من شأنه ان يجعل ابن الاصفر اي الامريكي يخرج من هذا البحر خائفا يترقب تحولا نوعيا جيو استراتيجيا هو الاول من نوعه في تاريخ هذه المنطقة فضلا عن لبنان …!
وهنا يبدأ الخناق يضيق شيئا فشيئا على الامريكي الخائف فاما ان يقبل بحرب باردة تسببه له خياراته في تفجير الصراع مع الروس على ابواب الكرملين انطلاقا من الحدود الاوروآسيوية الروسيه، او يضطر للدخول في خيار الحرب العالمية الساخنة اذا ما ترك قضية الزحف الثلاثي الدمشقي يأخذ مداه حتى النهاية في التطهير والتحرير ومن ثم التكرير للنفط والغاز الجديديين، حيث ستكون سورية الاسد ولبنان نصر الله هما راس الحربة التي يخافها ويرتعب منها معسكر الشيطان الاكبر، والتي ستكون بمثابة الضربة القاضية لما تبقى من مشروع فتنة اريد له ان يلعب دور اعادة خلط الاوراق العربية والاسلامية بما يمنع قيام تحالف مصري ايراني يقوي ويدعم نشاط مقاومي بلاد الشام عموما والسوريين الدمشقيين خصوصا ….!
هذا ما يخاف منه اوباما وهذا ما يرتعب منه نتنياهو وهذا ما تقلق منه وتصطك ركبها عندما تسمع به اوروبا، فيما يستعد الروس والصينيون لاستثماره حتى النفس الاخير. لذلك ولغيره مما هو في ظهر الغيب من المفاجآت ادلى اوباما بما اربك حلفاءه من الرجعيين العرب الذين يسعى الى ادخالهم العصر الامريكي الجديد في المنطقة قبل ان يفوتهم القطار.