26-11-2024 08:40 PM بتوقيت القدس المحتلة

"راني بزي".. من مهنية بنت جبيل إلى ساحات الجهاد في تموز

ومن لا يعرفه؟ وهو أجمل قصة كتبت في بنت جبيل. وكيف يغيب وجهه عنها, وهو كان الشمس المضيئة في زمن الاحتلال, والشمعة التي أنارت ظلمات القهر فبلسمت الجراح... هو المقاوم الباسل, الصابر القابض على الجمر...

1- الاسم الثلاثي: راني عدنان بزي.

2- الاسم الجهادي: حاتم.

3- مكان وتاريخ الولادة: بنت جبيل 23/01/1967.

4- الوضع الاجتماعي: متأهل وله ولدان.

5- المستوى العلمي: جامعي, مهندس ميكانيك.

6- مكان وتاريخ الاستشهاد: استشهد في مواجهات بنت جبيل البطولية في 01/08/2006.

راني بزي من مهنية بنت جبيل إلى ساحات الجهاد في تموز  
ومن لا يعرفه؟ وهو أجمل قصة كتبت في بنت جبيل. وكيف يغيب وجهه عنها, وهو كان الشمس المضيئة في زمن الاحتلال, والشمعة التي أنارت ظلمات القهر فبلسمت  الجراح... هو المقاوم الباسل, الصابر القابض على الجمر, والصادق تحت لسعات السياط التي ألهبت جسده في معتقل الخيام.

المهندس الذي كان يقوم بإصلاح آليات العملاء في مخرطته في بنت جبيل, كان قائداً في المقاومة الإسلامية, والأستاذ الذي كان يدرس في معامل مهنية بنت جبيل, كان نموذجاً صافياً للإنسان المؤمن العارف بأمور دينه, ولم يخش في الله لومة لائم.

كان الأستاذ راني رجلاً زاهداً في الدنيا ولم يرها إلا جسراً للعبور من ظلمة الدنيا إلى نور الآخرة, فكان يقضي ليه قائماً لله, ويطوي نهاره مجاهداً بالسلاح والكلمة والقلم.

وطوال مكوثه في مدينة بنت جبيل لم يرهبه تنكيل العملاء به, ومحاولاتهم الحثيثة للإيقاع به, فاعتقلوه للمرة الاولى عام 1996, وأخضع للعديد من التحقيقات في فلسطين المحتلة, ولكنهم لم يصلوا الى نتيجة, فأقواله الاخيرة كانت كالأولى.
راني بزي من مهنية بنت جبيل إلى ساحات الجهاد في تموز
 كان يعلّم طلابه الجهاد بالإيحاء, ويزرع فيهم بذور التمرد والثورة, حتى كأنهم الجمر تحت الرماد, ويتنقل بين البيوت, كالداعية يعلّم الناس بطريقة غير مباشرة التعاليم الاسلامية الاصيلة.

وفي العام 1999 إعتقله العملاء وزوجته ووالدته, بتهمة وجود سلاح للمقاومة بالقرب من منزله وبعد فترة وجيزة اطلق سراح الزوجة والوالدة, وتم طردهما من المدينة فيما بقي هو يشعل النور في قلوب المعتقلين بقلبه الكبير وفكره الوقاد.

وجاء أيار التحرير, كسر الاستاذ راني السجن وانطلق في مسافات شمس النصر وخلع القناع الذي لبسه سنوات, ليرتدي بزته العسكرية, وليتابع الى جانب مهامه الجهادية الجسيمة مهنته التي أحبها, وهي التدريس في المهنية.
راني بزي من مهنية بنت جبيل إلى ساحات الجهاد في تموز

كانت حرب تموز فرصة له, فهو الباحث عن الشهادة تحت كل حجر ومدر, وكيفما تلفت قال لرفاقه: "أنا أسترشد بعلي والزهراء (ع)".... وفي بنت جبيل صمد مع الرجال الرجال, فأذاقوا الصهاينة طعم الهزيمة المرة, وداسوا بأقدامهم على أعدادٍ من قتلى العدو.

ومن بنت جبيل الى القرى الجنوبية, تنقل كالأسد لا يتعب, همه مواجهة الصهاينة وفي كثير من الاحيان كان يُحرم من هذه الفرصة, لأنهم كانوا من أجبن الجنود في المواجهات الى أن حط الرحال في قرية الغندورية هناك حيث سطر ورفاقه ملاحم بطولية ستبقى محفورة في التاريخ وهزموا العدو شر هزيمة, وعند كتف وادي الحجير أناخ الحاج راني رحله, وارتاحت نفسه الوقادة وارتسمت بسمة مطمئنة على شفتيه, وقد تمدد تحت الشمس وهو ينزف دماءه التي كتب بها على التراب قصة أعظم انتصار في تاريخ لبنان.
راني بزي من مهنية بنت جبيل إلى ساحات الجهاد في تموز

وصية الشهيد راني عدنان بزي

بسم الله الرحمن الرحيم

إخواني في الله: إن من أرفع المقامات عند الله هو مقام الشهادة والذي يناله كل من عبد الله مخلصاً, واتبع خط ولاية أهل البيت (ع) الحقة والعملية والمتمثلة بولاية الفقيه العامة التي أرسى دعائمها وجعل حلمها حقيقية إمامنا الخميني العظيم, وخلفه لطف الله السيد القائد علي الخامنئي.

إخواني: إن من حكمة الله عز وجل ولطفه أن أوجدنا فرب تلك الغدة السرطانية "إسرائيل" وأعطانا شرف مقارعة ألدِ أعدائه الازليين, لذلك أوصيكم أن تحافظوا على هذا الشرف وأن لا تجعلوا الدنيا تغركم وتخدعكم حتى وأنتم في خدمة خط ولاية الفقيه في حزب الله فحبائل الشيطان كثيرة وخطيرة, وهذه الدنيا لو أن لها أدنى قيمة لما سفك دم الحسين (ع) وأهل بيته (ع) على ترابها, وإنما هي درا بلاء وصير.

إخوتي: إياكم والركون إلى الظلمة ومهادنتهم فإن تجربة اعتقالي قد علمتني أشياء كثيرة ولكن أهمها: إن هناك أموراً أصعب وأمر من الموت, ألا وهي المذلة والتحقير على أيدي اليهود وعملائهم.

أوصيكم إخوتي بخدمة هذا الخط في أي موقع من المواقع, حتى لو كانت المواقع الخلفية لأنه يحب تهيئة أسباب النصر لأنه إحدى الحسنيين وأسباب النصر ربما تكون معظمها خلف المواقف الأمامية والنصر فيه سعادة الإمام الحجة وسعادة الأمة وتعجيل الظهور.

أوصيكم إخوتي بالانتباه الشديد والحرص على أسركم وأولادكم, فإن تربية جيل منتظر للإمام صاحب العصر والزمان على خط السيد القائد الخامنئي هي من الاعمال التي ترفع الانسان سواء متنا واستشهدنا على الجبهة, أو على فراشنا, فلا شك أن أهل البيت (ع) بانتظارنا على باب الشهداء في الجنة. 

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الرابط على موقع التعبئة التربوية