27-11-2024 07:37 PM بتوقيت القدس المحتلة

في انتظار الراهبات.. مشاهد ومشاعر

في انتظار الراهبات.. مشاهد ومشاعر

الانتظار طال، لكن الفرحة كانت سيدة الموقف في النهاية في حفل يليق برمزية الراهبات عند السوريين



خليل موسى – موقع المنار- سورية

تعب الترقب في الانتظار يوم أمس على الحدود السورية اللبنانية، كان ثقيلا، لكن رغم ان الانتظار طال، الفرحة كانت سيدة الموقف في النهاية في حفل يليق برمزية الراهبات عند السوريين يوم تحريرهن.

حشد إعلامي وسط التقاء رجال الدين المسلمين مع المسيحيين، وجوه كانت تتأمل كيف ستكون لحظة اللقاء، ووجوه أخرى ربما  كانت بملامحها تعيد الحسابات، كل هذا ظهر خلال الساعات الستة عشر التي وقفناها بدءا من دمشق وصولا  النقطة الحدودية في جديدة يابوس.

القلق بدأ يزيد على الوجوه، كما كان يزداد البرد والمطر هناك،  أخبار متقطعة ، سيأتون وربما يتأخرون، مخاوف وصلت من عرقلة الاتفاق، المفاوضات ساخنة جدا، وأكثر الأسئلة التي كانت تتناقل بين الإعلاميين هناك، "كم الوقت نحتاج بعد؟؟".

وصل أخيراً اللواء عباس ابراهيم، ما يعني أنه نجاح المفاوضات، بدأت الوجوه ترتاح والملامح تحتفل تدريجا تصاعديا، واولها أهالي الراهبات المختطفات، نعم كانت الدموع هنا ملونة بفرح اللقاء الذي لا بد انه اقترب.
اطمأن الناس أكثر حين صرح اللواء ابراهيم بوصفه "إن أهم العقبات التي واجهتنا هي تغيير الشروط باستمرار وتغيير أسلوب المفاوضات من قبل الخاطفين ولكن إصرارنا على إنهاء العملية هو الذي أدى إلى نجاحها".
أضاف شاكرا للرئيس الاسد تلك التسهيلات التي قدمها من أجل إنجاح العملية قائلا  " ولولا التسهيلات التي قدمها لنا لما تمت هذه العملية التي تكللت بالنجاح".

والد إحدى المختطفات، قال بفرح أنا مسلم ولكني ربيتها كما ابنتي، لافتا الى الأخلاق السورية التي امتاز فيها أهل البلد، مؤكدا أن هذه العملية ما المقصد منها إلا الفتنة.
أما شقيق راهبة أخرى فكان شعوره وكلامه لموقعنا كأي شاب يتعرض لفقد أخت مختطفة، عجزت كلماته امام خبر تحريرها، بكاؤه المخنوق كان دليل المقهور، لكن الفرحة بخلاصها خفف عنه كل ألمه فترة اختطاف شقيقته.

المطران غطاس هزيم رئيس دير سيدة البلمند البطريركي أعرب عن فخره بأخوته من الشيوخ كما قال، وأيضا قال ان مزيج الفرحة هذه بتحرير الراهبات زاد عليه فسيفساء سوري معروف عبر التاريخ، ليستكمل الشيخ بد الدين الخطيب أحد علماء الدين، ان الوسطية في الدين هي شيمة أهل هذا الوطن، مستنكرا ما حدث بشأن الراهبات، متمنيا ألّا تتكرر هذه العملية مرة أخرى بعد تهنئة الجميع بسلامتهم.

التسامح كان واضحا على الراهبات اللواتي كن لمدة زادت عن 3 أشهر في الاختطاف عند جبهة النصرة، فلم يتحدثن عن المعاناة التي كانت واضحة من الرسائل التي كانت تصل خلال فترة احتجازهن هناك، وكانت واضحة أكثر من الملامح المجهدة في الوجوه، ويدعمها تعب أجسادهن، طريق قطعوه عبر قرى القلمون بدأ يوم الحادثة من معلولا ليتنقلن في قرى عدة، انتهى عند نجاح عملية التفاوض، ليأتوا عبر يبرود ويدخلوا الأراضي اللبنانية من عرسال متممين الطريق باتجاه جديدة يابوس ومنها إلى الوطن.
رئيسة دير مار يعقوب الأم إغنس مريم، أكدت ان الخير دائما ينتصر على الشر، ولا بد أن الوقت حان لتحرير كل السوريين، رافعة صوتها برسالة إلى العالم اجمع انه كفى وحان وقت إيقاف كل هذه الاحداث.

اليوم في دمشق ستكتمل مراسم الاحتفال بإقامة صلاة شكر على سلامتهن، ستتسع كنيسة الصليب، ما اتسعته قلوب المنتظرين، وسيكون في وسعهن اخذ قسط من الأمن والراحة، حين يرين حشود السوريين يدخلون الكنيسة، شاكرين الله على سلامة الراهبات، وعودتهن من أيدٍ كادت تسفك دمهم، ليبقوا مترقبين صلاة شكر جديدة بتحرير المطرانين المختطفين في الشمال السوري.