تحركت عجلة الاتصالات والاقتراحات عشية الاجتماع العاشر للجنة صوغ البيان الوزاري، وسط سباق مع مهلة الاسقاط الدستورية التي يقترب اجلها، هذا ما اجمعت عليه الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الثلاثاء
تحركت عجلة الاتصالات والاقتراحات عشية الاجتماع العاشر للجنة صوغ البيان الوزاري، وسط سباق مع مهلة الاسقاط الدستورية التي يقترب اجلها، هذا ما اجمعت عليه الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الثلاثاء 11-3-2014، واشارت الصحف الى ان اخر صيغ الصياغة المطروحة تتقاطع عند مقترح جديد من الرئيس نبيه بري والنائب وليد جنبلاط، ووسط هذه الاجواء تحدثت الصحف عن موضوع تحرير راهبات معلولا الذي استمر بالتردد امس على نطاق لبناني واسع مثيرا موجة ترحيب من مختلف الاتجاهات السياسية والدينية. ووجه البطريرك الارثوذكسي يوحنا العاشر اليازجي في قداس احتفالي اقيم في دمشق بحضور الراهبات المحررات أمس وجه الشكر الى سوريا قيادة وشعبا وجيشا التي رسمت صورة صادقة عن عيش واحد، كما شكر لبنان واجهزته الامنية للدور الذي لعبوه في تفعيل جهود الوساطة، كما تحدثت الصحف عن التطورات العسكرية والسياسية للازمة السورية.
السفير
تباشير المعركة الرئاسية
فرنسا والسعودية مع التمديد.. وواشنطن إلى «التغيير»
بداية مع صحيفة "السفير" التي اولت اهتمامها للحديث في افتتاحيتها عن الملف الرئاسي اللبناني وتعقيداته وحساباته المحلية والاقليمية والدولية. وكتبت تقول "برغم المخاوف اللبنانية، وخاصة الأمنية، في الشهور الأخيرة، في ضوء ظاهرة الانتحاريين التكفيريين المستجدة، فان خيار «تحييد لبنان»، يستمر حاجة اقليمية ودولية، لا يوجد من يريد تعكير صفوها، حتى الآن، والدلائل كثيرة: من تأليف الحكومة الى صفقة راهبات معلولا، مرورا بتفكيك شبكات ارهابية، لعب الأميركيون دورا بارزا في تسهيل إلقاء القبض عليها.
وبرغم انتفاء الحدود عمليا بين لبنان «المُحيّد» وسوريا الملتهبة، أمنيا وديموغرافيا وسياسيا واجتماعيا، الا أن قرار «تحييد لبنان» يبقى ساري المفعول، في انتظار الصورة التي يمكن ان ترسو عليها الحرب في سوريا وعليها، في مستقبل لا يستطيع أحد التكهن منذ الآن بحدوده الزمنية، ويمكن أن يمتد أشهرا أو سنوات، في ضوء التعقيدات التي تحيط بالأزمة السورية... من كل حدب وصوب، وبينها عدم تعب المحاربين برغم الدمار والتضحيات والتهجير والجوع والبرد وكل صنوف القهر والعذاب.
من خلال هذه النافذة، فاز لبنان بحكومة «مصلحة وطنية»، يفترض أن تجد من يكتب لها بيانها الوزاري، ويأخذها بيدها الى مجلس النواب لتنال ثقة تجعلها حصينة، في حال الفراغ، في ظل رأي دستوري، يجعلها ناقصة الصلاحية من دون ثقة نيابية، وغير مؤهلة للتصرف بالصلاحيات الرئاسية في حالة الفراغ الرئاسي الأكثر ترجيحا حتى الآن.
تعطي هذه المظلة الاقليمية ـ الدولية، منسوبا، ولو بالحد الأدنى، من الاطمئنان، للبنانيين، برغم ما يحيط بيومياتهم من حذر وخوف وصعوبات معيشية... لكن كيف يمكن صرف هذا المنسوب في الاستحقاقات الآتية، وأولها رئاسة الجمهورية؟
من الواضح وجود ارادة دولية اقليمية باجراء الانتخابات الرئاسية في موعدها الدستوري. لا يتردد الأميركيون في تثبيت هذه القناعة أينما حلوا، لا بل كانوا الأكثر وضوحا مع رئيس الجمهورية ميشال سليمان، بأنهم يفضلون خيار الانتخاب على التمديد.
يصح القول إن دول مجلس التعاون الخليجي، وحدها عربيا، ومعها فرنسا، دوليا، لم تغادر مربع الحماسة للتمديد. تكرس هذا الانطباع أكثر فأكثر مع صفقة الأسلحة السعودية للجيش اللبناني من المستودعات الفرنسية، وهي صفقة، يأمل الفرنسيون أن يستطيع سليمان استثمارها لسنة... أو سنتين على الأكثر.
ووفق تقارير ديبلوماسية أرسلت الى بيروت، في أعقاب مؤتمر باريس الدولي الأخير من أجل لبنان، فإن أكثر من عاصمة معنية بالملف اللبناني، قررت ارسال «ضباطها» الديبلوماسيين الى بيروت، وبينهم ديبلوماسي أميركي وصل الى بيروت مؤخرا، بمهمة محددة، هي متابعة الملف الرئاسي، على أن يقتدي بهم الفرنسيون الذين كلفوا مجموعة ديبلوماسية بمتابعة الملف اللبناني، أبرز رموزها مستشار الشؤون الخارجية والشرق الاوسط ايمانويل بون والمستشار جان اورتاز والسفير السابق في لبنان دوني بييتون.
وبرغم الموقف الأميركي المتحفظ، من جهة، وعدم وجود معطيات لبنانية، ولو بالحد الأدنى، لمصلحة التمديد، من جهة ثانية، يردد الفرنسيون ان الوضع الانتقالي الراهن في لبنان والمنطقة والعالم، خاصة في ضوء الاشتباك الأميركي ـ الروسي في ساحات عدة، أبرزها أوكرانيا، «قد لا يسمح باجراء انتخابات رئاسة الجمهورية نظرا لصعوبة التفاهم بين الاطراف الدولية والاقليمية والمحلية على مرشح توافقي واحد، وما دام ان القرار الدولي ـ الاقليمي ساري المفعول بتحييد الساحة اللبنانية، فان ذلك يحتم الحفاظ على موقع رئاسة الجمهورية عبر التمديد للرئيس الحالي ميشال سليمان» وفق ما يردده الفرنسيون.
في المقابل، تعتبر الإدارة الأميركية أن الأسباب الموجبة التي يقدمها الفرنسيون والسعوديون للتمديد، «غير مقنعة»، فالعناصر التي أملت التمديد للرئيسَين الياس الهراوي واميل لحود في زمن «الوصاية السورية»... قد انتهت، «وبالتالي، نحن نصر على السير في العملية الانتخابية حتى النهاية... وفي موعدها الدستوري».
ووفق تقرير ديبلوماسي، وضع الأميركيون خريطة طريق للانتخابات الرئاسية اللبنانية تقوم على تقسيم المرشحين للرئاسة الى اربع دوائر:
الدائرة الاولى: تضم المرشحين التقليديين وابرزهم: جان عبيد (يجمع عليه محليا الرئيس نبيه بري والنائب وليد جنبلاط والرئيس فؤاد السنيورة)، بطرس حرب، روبير غانم وفارس بويز. ولعل القاسم المشترك بين هؤلاء هو الرهان على معطيات دولية واقليمية يمكن أن تحمل أحدهم الى كرسي الرئاسة الأولى، كما آلت من قبل بكل من ميشال سليمان واميل لحود والياس الهراوي ورينيه معوض الى بعبدا في زمن «الجمهورية الثانية».
الدائرة الثانية: تضم المرشحين الحزبيين: ميشال عون («التيار الوطني الحر»)، امين الجميل («الكتائب»)، سليمان فرنجية («تيار المردة»)، سمير جعجع («القوات اللبنانية»)، وكل واحد من هؤلاء لا يمكن أن يصبح رئيسا الا بقرار دولي اقليمي وبخلط أوراق في الداخل يجعل «تيار المستقبل» و«التيار الحر» في سرير واحد، على سبيل المثال لا الحصر...
الدائرة الثالثة: تضم المرشحين الشباب والتكنوقراط وابرزهم: زياد بارود، دميانوس قطار، نعمة افرام، روجيه ديب وجوزيف طربيه... ويسري على هؤلاء ما يسري على مرشحي الدائرة الأولى، من دون الاستهانة بالدور الذي يمكن أن تلعبه البطريركية المارونية، ومعها الفاتيكان، في الترويج لمرشح من المنضوين في هذه الدائرة، وجميعهم من الذين يتحمس لهم البطريرك بشارة الراعي والسفير البابوي في لبنان غبريال كاتشيا.
الدائرة الرابعة: تضم مرشحين اثنين هما قائد الجيش العماد جان قهوجي وحاكم مصرف لبنان رياض سلامة. ويسجل للأول أنه نجح في الحفاظ على الحد الأدنى من الاستقرار في البلد وصار رأس حربة في مواجهة الارهاب بأنواعه كافة على الأراضي اللبنانية.
أما الثاني، فقد نجح في قيادة السلطة النقدية طوال أكثر من 20 سنة، ما أمّن استقرارا نقديا صار مطلبا دوليا واقليميا، فضلا عن الحاجة الوطنية اليه، اذ إن لبنان وبرغم صعوباته المالية والاقتصادية، تمكن من تجاوز مطبات وأهوال اقتصادية كثيرة في السنوات الأخيرة.
هل بدأ الأخذ والرد دوليا في موضوع بورصة الأسماء، أم أن ثمة فسحة من الوقت؟
اذا كان الفرنسيون والخليجيون قد كشفوا حماستهم للتمديد، فإن الأميركيين يفضلون انتخاب رئيس جديد «حتى لو كان اسمه ميشال عون أو سليمان فرنجية» يقول ديبلوماسي لبناني يتابع الموقف الأميركي، ويشير الى أن الادارة الأميركية تقوم بغربلة الأسماء وان برزت حماسة لقائد الجيش في دوائر أميركية مؤثرة على صعيد اتخاذ القرار كالبنتاغون، ويتوقع أن يكون الملف الرئاسي اللبناني مطروحا على جدول أعمال قمة الرئيس باراك أوباما والملك السعودي عبدالله بن عبد العزيز في الرياض في نهاية الأسبوع الحالي.
هل يوجد متحمسون في الادارة الأميركية لمرشحين آخرين؟
يقول الديبلوماسي نفسه ان الانطباع الذي تركه السفير الأميركي ديفيد هيل، في الرابية ومحطات لبنانية أخرى، قبيل توجهه الى واشنطن في الأسبوع الماضي، للمشاركة في التحضير لجدول أعمال القمة الأميركية ـ السعودية، جعل كثيرين يرددون أن أسهم ميشال عون ترتفع من حيث لا يتوقع كثيرون، الى درجة أن «الجنرال» بدأ يضرب المواعيد في القصر الجمهوري... وهو بدأ في الآونة الأخيرة يلوح بخلع فاسدين في مراكز الفئة الأولى!
ما علاقة هذا الانطباع بالغزل المفتوح بين «الجنرال» من جهة والرئيس سعد الحريري والسعودية من جهة ثانية؟
للبحث صلة."
معارك ضارية بين «النصرة» و«داعش»
الجيش يضغط على يبرود والحصن
وتحدثت الصحيفة ايضا عن التطورات السياسية والعسكرية للازمة السورية وكتبت تقول " واصلت القوات السورية، أمس، ضغطها على يبرود في القلمون وبلدة الحصن في ريف حمص، عبر شن هجمات على مناطق محيطة بهما، فيما اندلعت اشتباكات ضارية بين «جبهة النصرة» وكتائب إسلامية من جهة وتنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش) من جهة أخرى في بلدة مركدة في الريف الجنوبي للحسكة.
وذكرت وكالة الأنباء السورية (سانا) أن «وحدات من جيشنا ألحقت خسائر في صفوف المجموعات الإرهابية المسلحة، ودمرت لها آليات وأوكارا فيها كميات من الأسلحة والذخيرة خلال سلسلة عمليات نوعية نفذتها في محيط يبرود ومداخلها من الجهتين الشمالية والشرقية وإيقاع إصابات مباشرة بين الإرهابيين».
وذكر «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، في بيانات، «تدور اشتباكات عنيفة بين القوات السورية، مدعمة بعناصر من الدفاع الوطني، من جهة، ومقاتلي جند الشام والكتائب الإسلامية في محيط بلدة الحصن بريف حمص الغربي»، فيما قال مصدر في محافظة حمص لوكالة «سانا» إن «19 مسلحا في حمص القديمة سلموا أنفسهم وأسلحتهم للجهات المختصة».
وأضاف «المرصد» «أسفرت الاشتباكات الضارية بين مقاتلي الكتائب الإسلامية وجبهة النصرة من جهة وداعش من جهة أخرى في منطقة مركدة بالريف الجنوبي لمدينة الحسكة، عن مقتل مسلح من الدولة الإسلامية وعدة مقاتلين من النصرة والكتائب الإسلامية». وتابع «دارت اشتباكات عنيفة بين وحدات حماية الشعب الكردي ومقاتلي كتائب محلية إثر هجوم الكتائب على مراكز وحدات حماية الشعب الكردي في قريتي الفويضة ورقبة ومحيطها في ريف مدينة تل تمر في الحسكة».
وذكرت الوكالة السورية «دمرت وحدات من الجيش أوكارا للمجموعات الإرهابية وآليات مزودة برشاشات ثقيلة ومدافع في مورك بريف حماه، وقضت على عشرات الإرهابيين وأصابت آخرين»، مشيرة إلى «تدمير تجمعات للمجموعات الإرهابية في درعا البلد ومدينة الحراك بريف درعا».
اليازجي: نتوق لأمان عرفناه في سوريا
دمشق تحتفي بحرية الراهبات
نعمت راهبات معلولا المحررات بأول يوم من الحرية، بعد حوالي 3 أشهر من الأسر لدى عناصر «جبهة النصرة» في يبرود. وقضت المحررات هذا اليوم باستقبال المهنئين والصلاة من أجل أن يعود الأمن والسلام إلى سوريا، فيما اغتنم بطريرك إنطاكيا وسائر المشرق للروم الأرثوذكس يوحنا العاشر اليازجي المناسبة للتشديد على صورة «سوريا التي نعرف، هي التي تتشابك فيها مآذن المساجد وأجراس الكنائس مرضاة لساكن السماء»، مضيفا أن «من حقنا في سوريا أن نتوق لأمان عرفناه».
في هذا الوقت، كانت معركة إعلامية تندلع بين «جبهة النصرة» والسلطات السورية. ففيما احتفت «النصرة» بما يمكن أن تعتبره دليلا على عدم غلوّها في مقابل مجموعات متشددة أخرى، سارع وزير الإعلام السوري عمران الزعبي إلى التأكيد أن الصفقة تشمل الإفراج عن 25 شخصاً فقط، رافضاً الاشارة الى وجود وساطة قطرية مباشرة أو غير مباشرة مع دمشق.
ووسط إجراءات أمنية مشددة حول مقر إقامة الراهبات قرب كنيسة الصليب المقدس في حي القصاع في دمشق، حيث أقيم القداس الحاشد، أعربت الحاجة مريم، وهي راهبة لبنانية محررة، في حديث لـ«السفير»، عن أملها أن تنسحب المبادرة التي أفضت إلى خروجهن إلى باقي المناطق القلمونية التي تتمنى لها عودة السلام والمحبة.
وقدمت الراهبة اغاس الشكر إلى أهالي يبرود ومن عمل على حمايتهن، وكذلك إلى الجيش السوري، آملة العودة بأقرب وقت إلى معلولا التي تركتها في حضرة القصف والدمار، ومتفائلة بعودة قريبة إلى منطقة لم تعرف سوى المحبة والهدوء.
وقال اليازجي، في كلمة تلاها الوكيل البطريركي أفرام معلولي خلال قداس احتفالي لمناسبة تحرير الراهبات، «الشكر لسوريا، قيادة وشعباً وجيشاً، والتي رسمت وترسم اليوم، في يوم تحرير أخواتنا، صورة صادقة عن عيش واحد، ووحدة حال تنبذ كل عنف وإرهاب وتكفير وخطف. سوريا التي نعرف، هي التي تتشابك فيها مآذن المساجد وأجراس الكنائس مرضاة لساكن السماء».
وأضاف «الشكر أيضاً للبنان ولأجهزته الأمنية للدور الذي لعبوه في تفعيل جهود الوساطة. والشكر أيضاً لكل ذوي النيات الحسنة الذين تعبوا كي تعود أخواتنا إلى الأحضان الكنسية».
وتابع اليازجي «أما لأخوينا المطرانين يوحنا (إبراهيم) وبولس (اليازجي)، وللكهنة ولسائر المخطوفين فنقول إن كنيسة الصليب المقدس في دمشق، كما رعيّتكما في حلب، تتوقان لوطء أقدامكما. وقلوبنا ومسامعنا تاقت وتتوق لملاقاتكم في عرس وطني كالذي نعيشه اليوم. صلاتنا اليوم أن نراكم بيننا. ودعوتنا نقولها للعالم أجمع، أوقفوا المأساة في سوريا. كفى اقتتالاً وخطفاً ومتاجرة بإنسان هذه الديار. لقد سئمنا لغة التنديد والشجب من الآخرين تجاه ما يجري في بلادنا، فمن حقنا في سوريا أن نتوق لأمان عرفناه».
وبثت «جبهة النصرة» شريط فيديو لعملية الإفراج عن الراهبات، ظهرت فيه رئيسة دير مار تقلا بيلاجيا سياف تدعو فيه الله إلى حماية عناصر الجبهة. وقد ظهر في الشريط نائب قائد «النصرة» في القلمون أبو عزام الكويتي، وهو ملثم بينما يحمل إحدى الراهبات بين يديه بسبب عدم قدرتها على السير نظراً إلى كبر سنها، وذلك لوضعها في السيارة المخصصة لنقل الراهبات. ولم تكن قيادة «جبهة النصرة» تريد أكثر مما حصلت عليه من خلال تصوير مقطع الفيديو هذا، فهو سيشكل إثباتاً على حسن معاملتها للراهبات، وبالتالي دليلاً على عدم غلوّها.
ولم يتضح عدد السجينات اللائي أطلق سراحهن. وقال نشطاء إن 15 امرأة على الأقل أفرج عنهن من سجن عدرا شمالي دمشق وهو عدد لا يمثل سوى جزء بسيط من 153 امرأة كان بعض المسؤولين قد أعلنوا أن اتفاق المبادلة سيشملهن.
وقال وزير الإعلام السوري عمران الزعبي، في مقابلة مع التلفزيون، إن «العدد الحقيقي للذين أطلق سراحهم مقابل الإفراج عن راهبات دير مار تقلا في معلولا، واللواتي كانت العصابات الإرهابية التكفيرية المسلحة قد اختطفتهن من الدير، هو 25 شخصاً ممن لم تتلطخ أيديهم بدماء الشعب السوري»، مشدداً على أن «كل ما يقال خلاف ذلك غير صحيح وهو من قبيل التكهنات والمبالغات».
وأضاف ان «عملية تحرير الراهبات جرت من دون أي اتصالات سورية - قطرية مباشرة أو غير مباشرة على الإطلاق، بل كانت الجهات الأمنية اللبنانية، التي مثّلها المدير العام للأمن العام اللبناني اللواء عباس إبراهيم، على اتصال مع الأجهزة المختصة في سوريا».
ونقلت وكالة الأنباء القطرية (قنا) عن وزير الخارجية القطري خالد بن محمد العطية ان «الوساطة القطرية نجحت في إطلاق سراح 13 راهبة أرثوذكسية تم اختطافهن من دير مار تقلا في مدينة معلولا بسوريا، كما شهدت العملية إطلاق سراح أكثر من 153 معتقلة سورية من سجون النظام السوري».
وأضاف «بتوجيهات من الأمير الشيخ تميم بن حمد آل ثاني قامت الأجهزة المعنية في الدولة بجهود حثيثة منذ كانون الأول الماضي للتوسط من أجل إطلاق سراح راهبات معلولا، إيماناً من الأمير بمبادئ الإنسانية وحرصه على حياة الأفراد وحقهم في الحرية والكرامة».
ورحبت واشنطن بالإفراج عن الراهبات. وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية جين بيساكي «نحن مرتاحون للتقارير التي تشير إلى الإفراج عن الراهبات. ندعو إلى الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين جوراً في سوريا»."
النهار
بيان مرجعية الدولة أم بيان "المقاومة"؟
اللجنة الوزارية على مشارف الفشل اليوم
بدورها، افردت صحيفة "النهار" صفحاتها للحديث محليا عن ملف البيان الوزاري، واقليميا عن التطورات الاخيرة للازمة السورية وكتبت تقول " قبل أقل من أسبوع من نهاية المهلة الدستورية المحددة لوضع الحكومة بيانها الوزاري الاثنين المقبل 17 آذار الجاري، تقف اللجنة الوزراية المكلفة صياغة البيان في جلستها المقررة عصر اليوم أمام اختبار حاسم باعتبار ان هذه الجلسة ستكون نهائية وسيتعين في ضوء نتائجها على رئيس الوزراء تمّام سلام احالة ملف البيان والخلاف على ما تبقى من بنوده على مجلس الوزراء في حال تعذر التوافق عليه.
واتخذ مأزق الخلاف على إدراج موضوع "المقاومة" في البيان عشية هذه الجلسة بعداً تجاوز المسألة الشكلية والصياغة اللغوية في ظل تصاعد الكباش حول الشرط الذي تتشبث به قوى 14 آذار بربط المقاومة بمرجعية الدولة من جهة واصرار قوى 8 آذار على صيغة تحفظ للمقاومة استقلاليتها المتفلتة من اي ارتباط بالدولة. واثار هذا الكباش مزيداً من المخاوف، اذا لم يتم التوصل الى تسوية قبل اجتماع اللجنة اليوم، من ان يؤدي نقل الخلاف الى مجلس الوزراء الى تفاقم المأزق باعتبار ان الرئيس سلام لا يبدو في وارد طرح الامر على التصويت لان من شأن ذلك ان يتهدد الحكومة بخطر اضافي. ذلك ان بت مصير البيان الوزاري يفترض ان يحسم قبل 48 ساعة من نهاية مهلة الشهر الدستورية لانجازه مما يتيح لرئيس مجلس النواب نبيه بري توجيه الدعوة الى المجلس للانعقاد لمناقشة البيان والتصويت على الثقة مع توزيع نسخ عن البيان على النواب قبل 48 ساعة من موعد الجلسة. وفي ظل العد العكسي لنهاية المهلة، بدا واضحا ان ثمة سباقا مع الوقت سيشكل واقعيا الاختبار النهائي للنيات حول مصير الحكومة، الامر الذي لم تتخل معه اوساط مطلعة عن تفاؤل ولو مشوباً بالحذر بألا تهوي العوامل التي ادت الى تشكيل الحكومة بعد مخاض طويل تهوي الآن بعد اقل من شهر من تشكيلها، وتالياً فان مخرجا سيتم التوصل اليه وان "على شفير الهاوية " في اللحظة الاخيرة.
مع ذلك طبعت الساعات الاخيرة مواقف اتسمت بالتصلب عبرت عنها اوساط قوى 8 آذار وإن تكن راهنت على صيغة يعمل عليها الرئيس بري ورئيس جبهة النضال الوطني النائب وليد جنبلاط. وقالت هذه الاوساط لـ"النهار" مساء أمس إن قوى 8 آذار لن تسمح بتمرير اي محاولة لابتزازها باستهلاك المهلة المحددة لانجاز البيان الوزاري الى اليوم الاخير ولن تأبه حينذاك للتهويل بحكومة تصريف اعمال. واضافت: "اذا خيرنا بين حكومة تصريف اعمال وحكومة ببيان وزاري لا يلحظ المقاومة فنحن مع حكومة تصريف اعمال تماما كما كان موقفنا من الخيار بين حكومة حيادية وحكومة سياسية فلم نقبل إلا بالثانية ". وشددت على انه "من غير الوارد ان نخضع للابتزاز في موضوع المقاومة ولن نفاوض على هذا الامر"، معربة عن اعتقادها ان فريق 14 آذار "سيماطل الى ما قبل 48 ساعة من نهاية المهلة وتمرير الذكرى التاسعة لـ14 آذار قبل ان يفرج عن التسوية".
في المقابل، بددت مواقف لوزراء ونواب من كتلة "المستقبل" الانطباعات التي تحدثت عن امكان ان تشكل الفقرة التي وردت في البيان الختامي لاجتماع وزراء الخارجية العرب في القاهرة عن "حق لبنان واللبنانيين" في مقاومة الاحتلال الاسرائيلي مخرجاً ملائماً لمأزق البيان الوزاري. وجاءت الاشارة الاكثر تعبيرا عن عدم التسليم بهذا المخرج سلفاً من ممثل الكتلة في اللجنة الوزارية وزير الداخلية نهاد المشنوق الذي اوضح ان وزراء 14 آذار "التزموا ان مقاومة الاحتلال والعدوان الاسرائيلي حق وواجب وحاجة شرط ألا تكون بادارة القطاع الخاص طائفيا وسياسيا". وقال ان "الدولة هي المرجع الحاضن لجميع اللبنانيين الذين يصرون على حقهم في المقاومة وليس كما ورد في بعض التصريحات التي تعتبر المقاومة حقا لها دون غيرها". ولفت في بيان المشنوق قوله "نحن نريد البيان الوزاري خطوة اولى نحو الاستراتيجية الدفاعية "، مبرزاً "حق الدولة في قرار الحرب والسلم ".
14 آذار
وعلمت "النهار" ان قيادات 14 آذار عقدت مساء امس اجتماعا طويلاً في حضور وزرائها في الحكومة بحث خلاله في التطورات ولا سيما منها ما يتعلق بلجنة صياغة البيان الوزاري التي تعقد اليوم اجتماعها العاشر. وخلال تقويم المواقف تبيّن ان الامور لا تزال عالقة عند الانقسام بين موقف 14 آذار الذي يتمسك بمرجعية الدولة، وموقف "حزب الله" الذي يتمسك بذكر المقاومة من دون الارتباط بالدولة والاشارة الى مرجعيتها. وقال مصدر وزاري مشارك في الاجتماع لـ"النهار" ان وزراء 14 آذار في اجتماع اللجنة اليوم سيحضون على انهاء البحث في مشروع البيان الوزاري بسرعة على اساس ان يكون البيان بيان الدولة وليس بيان "حزب الله".
وقال مصدر وزاري وسطي مشارك في اللجنة من ناحيته لـ"النهار" إن البحث عن حل وسط ليكون بمثابة اقتراح يطرح على طاولة البحث اليوم لم ينته بعد. ويأتي هذا التوضيح بعد انباء عن تقديم الوزيرين وائل ابو فاعور وعلي حسن خليل مشروع عبارة حول موضوع المقاومة.
وعند العاشرة ليل أمس عاد من القاهرة وزير الخارجية جبران باسيل، فيما ينتظر ان يعود وزير الداخلية نهاد المشنوق في وقت مبكر اليوم من المغرب بعد مشاركته في مؤتمر وزراء الداخلية العرب. وسيشارك الوزيران باسيل والمشنوق في اجتماع اللجنة الوزارية مساء في السرايا برئاسة الرئيس سلام.
عودة الراهبات المحررات
وسط هذه الاجواء، ظل حدث تحرير راهبات معلولا يتردد امس على نطاق لبناني واسع واثار موجة ترحيب من مختلف الاتجاهات السياسية والدينية. وتوجه البطريرك الارثوذكسي يوحنا العاشر اليازجي في قداس احتفالي اقيم في كنيسة الصليب المقدس للروم الارثوذكس في دمشق بحضور الراهبات المحررات أمس بالشكر الى "سوريا قيادة وشعبا وجيشا التي رسمت صورة صادقة عن عيش واحد"، كما شكر لبنان واجهزته الامنية "للدور الذي لعبوه في تفعيل جهود الوساطة".
دمشق نَفَت أيّ اتصال مع قطر
وقانون جديد للانتخابات الرئاسية
واصل الجيش السوري قصفه لمدينة يبرود في منطقة القلمون بريف دمشق الغربي قرب الحدود مع لبنان، فيما اعلنت دمشق انها اطلقت 26 شخصاً فقط في مقابل اطلاق الراهبات المحتجزات لدى "جبهة النصرة" الموالية لـ"القاعدة" الاحد ونفت اجراء اي اتصالات مع قطر من اجل انجاز صفقة التبادل.
وكثف سلاح الجو السوري غاراته على يبرود. وقال الجيش إنه يحرز تقدما نحو المدينة، وقت أظهرت صور بثها ناشطون على الإنترنت تمركز مقاتلي المعارضة على جبال دنحا، في محاولة لمنع القوات النظامية من التقدم في اتجاه يبرود.
وأوردت الوكالة العربية السورية للأنباء "سانا" أنه "تم تدمير أوكار بما فيها من أسلحة وذخيرة في محيط يبرود ومداخلها من الجهتين الشمالية والشرقية وإيقاع إصابات مباشرة بين الإرهابيين ومن القتلى وائل بيطار ومحمد الهوى".
وغداة اطلاق "جبهة النصرة" 13 راهبة وثلاث مدرسات خطفن من دير في معلولا قبل ثلاثة اشهر، أكد وزير الإعلام السوري عمران الزعبي أن "لا إتصالات سورية- قطرية في خصوص إطلاق راهبات دير مار تقلا في معلولا"، مشيراً الى ان "الحديث عن اتصالات قطرية مباشرة او غير مباشرة غير صحيح وكله محض خيال".
وصرّح لـ"الإخبارية" السورية بأن 26 شخصاً فقط خرجوا من السجن في عملية فك أسر راهبات معلولا، وان "كل ما يقال عن اعداد اخرى ليس صحيحا". وشدد على ان "كل من خرج لم تتلطخ يداه بالدماء بل فقط كان لهم علاقة بالاحداث الجارية".
وأفاد ناشطون ان السلطات أفرجت عن 15 من الناشطات كن محتجزات بسبب اتهامات تتعلق بالإرهاب في سجن عدرا على مشارف دمشق.
وقال المحامي الحقوقي البارز في دمشق أنور البني إن إحدى السجينات كانت تنفّذ عقوبة بالسجن 20 سنة. وأضاف: "نسمع عن مبادلة تجري. تأكدنا أن 15 امرأة أطلقن حتى الآن لأنهن كن محتجزات في سجن رسمي. ولم يتضح حتى الآن ماذا حدث للبقية".
وتحدث ناشطون عن أكثر من 100 امرأة أخرى محتجزات في مقار للشرطة السرية والمخابرات وبعضهن مع أطفالهن لا يزلن ينتظرن الإفراج عنهن.
وقال وزير الخارجية القطري خالد العطية إن المبادلة تشمل الإفراج عن 153 سجينة سورية من السجون الحكومية.
على صعيد آخر، أعلن تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام "(داعش) مقتل أحد قيادييه العسكريين أبو صهيب الليبي في مدينة الرقة بوسط سوريا ليصل الى اربعة عدد من قتل من قيادييه خلال أقل من 24 ساعة.
وقتل الصحافي الكندي علي مصطفى في غارة جوية على أحد أحياء مدينة حلب في شمال سوريا، استناداً الى ناشطين في المدينة.
قانون جديد للانتخابات
في غضون ذلك، عقد مجلس الشعب السوري جلسة ناقش خلالها مشروع قانون للانتخابات الرئاسية يستبعد عمليا اي مرشح للمعارضة.
وأوضحت "سانا" ان مشروع القانون "يهدف الى مواكبة المتغيرات واجراء بعض التعديلات على مواده للتوافق مع الدستور الجديد وتطوير العملية الانتخابية والاشراف القضائي عليها". وينهي الرئيس السوري بشار الاسد ولايته الثانية في حزيران 2014.
ونشرت صحيفة "الوطن" السورية القريبة من السلطات ان المرشح لرئاسة الجمهورية بموجب مشروع القانون الجديد يجب ان يكون سكن سوريا خلال السنين العشر الأخيرة، ولا بد من ان يحصل على دعم 35 نائبا على الاقل من النواب الـ 250 الذين يضمهم مجلس الشعب. ويجعل هذان الشرطان من المستحيل على اي مرشح من معارضة الخارج الترشح، كما ان ترشح اي من معارضي الداخل يصير صعبا للغاية في هذه الحال. وقالت الصحيفة ان القانون الجديد سيكون مطابقاً للدستور الجديد الذي اقر في شباط 2012.
واذا كانت المادة 88 من الدستور تقضي بعدم امكان انتخاب الرئيس لأكثر من ولايتين، فان المادة 155 تنص على ان هذا الاجراء لن يطبق الا ابتداء من الانتخابات الرئاسية المقبلة اي انه سيحق للرئيس الاسد نظرياً تولي الرئاسة لولايتين اضافيتين مدتهما 14 سنة اخرى.
الابرهيمي في نيويورك
والى نيويورك، وصل الممثل الخاص للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية في سوريا الأخضر الابرهيمي في زيارة يطلع خلالها أعضاء مجلس الأمن على الجهود التي بذلت حتى الآن في إطار مؤتمر جنيف الثاني. بيد أنه تجاهل طلباً قدمته دول عربية لتقديم إحاطة الى الجمعية العمومية للمنظمة الدولية.
وجاء الابرهيمي الى نيويورك في عطلة نهاية الأسبوع الماضي لعقد اجتماعات أبرزها مع الأمين العام للمنظمة الدولية بان كي - مون، ولتقديم احاطة الى مجلس الأمن بعد غد الخميس. وطلبت دول عربية مثل السعودية والإمارات العربية المتحدة أن يقدم الابرهيمي احاطة مماثلة الى الجمعية العمومية. لكن هذا "لا يزال مستبعداً". وأمل ديبلوماسي دولي أن تكون التقارير عن احتمال تقديم الابرهيمي استقالته "مجرد تكتيك منه للضغط على أطراف النزاع"."
الاخبار
البيان الوزاري: اقتراح باسيل معدّلاً
من جهتها، اشارت صحيفة "الاخبار" الى انه "تبدو الجلسة العاشرة اليوم للجنة صياغة البيان الوزاري الفرصة الأخيرة أمام القوى للوصول إلى اتفاق، مع حركة دؤوبة من الرئيس نبيه بري والنائب وليد جنبلاط. وقد يمثّل الكلام الذي قاله الوزير جبران باسيل في القاهرة صيغة مقبولة، مع بعض التعديلات.
لم يتوقف الرئيس نبيه بري والنائب وليد جنبلاط خلال الأيام الماضية عن السعي لإيجاد الصيغة المناسبة للبيان الوزاري، التي ترضي الجميع وتؤمن تشكيل الحكومة في أقرب وقت ممكن. وقبيل الجلسة العاشرة للجنة صياغة البيان الوزاري المقررة مساء اليوم، كثّف بري وجنبلاط اتصالاتهما. وعلى ما تؤكّد مصادر وزارية بارزة في قوى 8 آذار، فإن «جنبلاط أجرى سلسلة اتصالات، وتحديداً بالرئيس سعد الحريري، في محاولة للوصول إلى صيغة للحل مبنية على الصيغة التي أدلى بها وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل في اجتماع مجلس وزراء الخارجية العرب في القاهرة قبل يومين».
وفي الوقت الذي تشير فيه مصادر في قوى 8 آذار إلى أن «الأمور وصلت إلى خواتيمها»، و«الاتفاق بات بحكم المنجز»، تؤكّد مصادر وزارية «وسطيّة» المعطيات، معتبرةً أن «الجلسة المقررة اليوم هي الفرصة الأخيرة». وتضيف المصادر أن «لا وجود لأي مؤشرات تدل على أن التوافق الذي أدى إلى تشكيل الحكومة قد انتهى، بل على العكس».
ونقل النائب كاظم الخير عن الرئيس تمام سلام، بعد زيارته في السراي الحكومي، أن «اجتماع اللجنة الوزارية المكلفة صياغة مشروع البيان الوزاري سيكون حاسماً غداً (اليوم)، وهو آخر اجتماع لها، وبعد ذلك سيحال الموضوع على مجلس الوزراء، وبين اليوم وغداً، نتمنى أن يتم الاتفاق على صيغة معينة للذهاب إلى مجلس الوزراء باتفاق، ولكن في حال لم يحصل الاتفاق فسيعود بتّ الأمر إلى مجلس الوزراء».
وأشار الخير إلى أن «الصيغة التي طرحها الوزير جبران باسيل في القاهرة من الممكن أن تكون مدار بحث، أو انطلاقة للبحث أو التعديل للوصول إلى صيغة مشتركة».
بدوره، قال باسيل بعد عودته من القاهرة: «استطعنا تأكيد المؤكد للحق اللبناني بالمقاومة، وبتحرير أرضه المحتلة ومواجهة أي اعتداء إسرائيلي... ونأمل أن تكون هذه الانطلاقة اللبنانية لنص لبناني مستوحى من النقاشات التي حصلت في لجنة البيان الوزاري وحائزة على مواكبة كاملة من رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة، وبتغطية عربية». ولفت باسيل إلى أمرٍ آخر تحقق في اجتماع مجلس وزراء الخارجية العرب الذي انعقد تمهيداً للقمة العربية، وهو استصدار «قرار خاص بلبنان في موضوع النازحين، وتضمن نقطة مساعدة الدولة اللبنانية لتأمين حاجاتها لإغاثة النازحين، وأيضاً ضرورة عودة النازحين إلى بلادهم في أسرع وقت ممكن».
الخطاب الضعيف استدعاء لإسرائيل
من جهته، قال رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله السيد هاشم صفي الدين إن «المقاومة ببيان أو بكلمة ترسم معادلة، وبموقف تجعل الإسرائيلي يرتجف والأميركي يتضعضع، وهي في عزّ قوتها وعطائها، ولا يمكن أي موقع أن ينال من موقع المقاومة الشامخ». وأكد صفي الدين خلال احتفال في بعلبك أن «من يسعى لشطب المقاومة يسعى لكشف لبنان أمام العدو وتعريض لبنان للعدوان الدائم، والخطاب الضعيف هو استدعاء للإسرائيلي ليقصف ويدمر وينهب المياه والنفط. هذه المقاومة لها تاريخها. وإن ما أنجزته وما هي قادرة على إنجازه للدفاع عن لبنان، جنباً إلى جنب مع الجيش اللبناني، لا يمكن التعاطي معه بخفة ولا بسرعة ولا بأي عنوان آخر فيه التزام هنا أو هناك، أو لظرف سياسي طارئ».
في المقابل، أكد وزير الداخلية نهاد المشنوق أن «وزراء 14 آذار الذين يشاركون في الجلسات التزموا بأن المقاومة حق وواجب وحاجة، شرط ألا يكون بإدارة القطاع الخاص طائفياً وسياسياً»، مشيراً إلى أن «الدولة هي المرجع والحاضن لكل اللبنانيين الذين يصرون على حقهم في المقاومة وليس كما ورد في بعض التصريحات التي تعتبر المقاومة حقاً لها من دون غيرها من اللبنانيين، وتتضمن زوراً القول بأن المطلوب شطب المقاومة ومحوها من البيان». وقال: «نحن نريد أن يكون البيان الوزاري خطوة أولى نحو الاستراتيجية الدفاعية التي تستفيد من قدرة المقاومة الحالية المسلحة المختلف على سلاحها بين اللبنانيين منذ عام 2008، وتعطي الدولة حق القرار في الحرب والسلم».
التهنئة بـإطلاق سراح راهبات معلولا
على صعيدٍ آخر، توالت اتصالات التهنئة والإشادة بتحقيق صفقة التبادل التي أدت إلى إطلاق سراح الراهبات المختطفات من بلدة معلولا. وشكر رئيس الجمهورية ميشال سليمان في اتصال هاتفي «أمير قطر الشيخ تميم بن حمد والدولتين السورية والقطرية والأطراف المعنية بهذا الملف». وهنّأ بري بدوره بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس يوحنا اليازجي بـ«سلامة وعودة الأخوات الراهبات»، آملاً أن «يتوّج هذا الملف البغيض بالإفراج عن سيادة المطرانين يوحنا إبراهيم وبولس اليازجي وعودتهما سالمين». من جهته، هنّأ البطريرك الماروني الكاردينال بشارة الراعي البطريرك يوحنا العاشر، مقدراً جهود «كل من سعى للإفراج عن الراهبات وفي طليعتهم المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم والوسطاء القطريين». وكذلك فعل النائبان ميشال عون في اتصال مع البطريرك يوحنا العاشر، وجنبلاط في تصريح إلى جريدة الأنباء الإلكترونية، داعياً «كل الأجهزة الأمنية إلى الاستنفار في الحدود القصوى لوضع حدّ لظاهرة الخطف المتمادية»."
اللواء
«العاشرة» تتأرجح بين النجاح والفشل: مقاومة بالإتفاق أم بالإذعان؟
صيغة باسيل تحرِّك الإتصالات.. وغياب سلطة الدولة يمهّد لفوضى «المقاومات»
وكتبت صحيفة اللواء تقول "ارتفع بعد ظهر امس منسوب التفاؤل بإمكان انجاز البيان الوزاري في الجلسة العاشرة التي ستعقد عند الثالثة من بعد ظهر اليوم، إلا ان هذا التفاؤل، قياساً على التجربة، بقي حذراً وغير قاطع، نظراً الى ارتباطات النقاش اللبناني حول صيغة البيان «بمطبات» التوتر الكلامي او الدبلوماسي، في غير نقطة ساخنة اقليمية ودولية.
وعلى هذا، ساد انفراج طوال الساعات الاولى من يوم امس الى المساء، وبني على مقاربة وزير الخارجية جبران باسيل، والتي تبناها اجتماع وزراء الخارجية العرب (سبق واشارت اليه «اللواء» امس) على اساس تطوير صيغة حق لبنان واللبنانيين في مقاومة الاحتلال او الاعتداء الاسرائيلي.
وتركزت الاتصالات التي جرت بين الرؤساء الثلاثة، وبين القيادات الوسطية والافرقاء السياسيين البارزين لتطوير الصيغة بما يتناسب مع حق المقاومة ولكن ضمن الدولة اللبنانية وقرارها السياسي.
وفي معلومات المصادر ذات الصلة لحركة الاتصالات ان القوى المنضوية في الحكومة من فريقي 8 و14 آذار تبدي حرصاً منقطع النظير على عدم الوصول الى انقضاء مهلة الشهر، والابتعاد عن الجدل او النقاش الدستور حول الفقرة الاخيرة من المادة 64، باعتبار ان الانجاز الكبير الذي تحقق باصدار مراسيم الحكومة لا تجوز التضحية به على مذبح الصياغة على اهميتها التي تتعدى الشكل الى المعنى.
وقضت المشاورات على ان يحضر كل طرف صيغة نهائية يرتئيها لتجاوز الخلاف، لان الخروج ببيان وزاري تتفق عليه اللجنة، افضل بمرات من نقل المشكلة الى مجلس الوزراء باعتبار انه من الصعب ان ينجح المجلس في حل نقطة خلاف فشلت اللجنة في حلها، وما دام من غير المرغوب اعتماد صيغة التصويت لمحاذيرها السياسية ومخاطرها على وحدة القرار الحكومي في اللحظة الراهنة.
وفي هذا الاطار، اكد مصدر وزاري من فريق 14 آذار لـ«اللواء» ان الامور ما تزال في دائرة التعقيد، وعزا السبب في ذلك الى ان «حزب الله» يرفض لتاريخه ربط بند المقاومة بأي اشارة الى الدولة او الحكومة او السلطة السياسية.
واستبعد المصدر عينه ان تتوصل اللجنة اليوم الى اتفاق على مسودة البيان، ولم يشأن الجزم بتطور الموقف، لكنه ترك الابواب مفتوحة لاتصالات ربع الساعة الاخيرة الذي يسبق الاجتماع العاشر.
14 آذار
وجاءت هذه النتيجة لخلاصة يوم طويل من المشاورات والاتصالات ارتكزت اساساً على إمكان تطوير الصيغة التي طرحها باسيل امام مؤتمر وزراء الخارجية العرب بالقاهرة، على اعتبار أن هذه الصيغة تبقى ناقصة في نظر فريق 14 آذار، لأنها لم تشر إلى عبارة «المقاومة في كنف أو في رعاية الدولة».
ويرى هذا الفريق أن اعتماد صيغة باسيل، سيصبح في هذه الحالة من حق أي مجموعة لبنانية مدعومة من أي دولة في العالم أن تطلق ما تشاء من صواريخ على إسرائيل. بالتوقيت الذي يناسب هذه المجموعات، من دون ان يملك الجيش اللبناني القدرة على التحرّك ضدها، أو أن يتخذ القضاء العسكري أي قرار ضدها.
وعلى ذلك يشترط فريق 14 آذار شطب كلمة «اللبنانيين» في حق تحرير أو استرجاع مزارع شبعا إلخ.. والاكتفاء بكلمة «لبنان»، بما يعني ضمناً حق الدولة، وهذا ما رفضه فريق 8 آذار، علماً أن ممثل الأمم المتحدة في لبنان ديريك بلامبلي، اعتبر أن ما توافق عليه وزراء الخارجية العرب يصلح كحل لعقدة البيان الوزاري بالنسبة لموضوع المقاومة.
وشدّد مصدر في 14 آذار لـ «اللواء» على أن المواقف التي دأب نواب قيادات «حزب الله» لجهة التأكيد على ضرورة تضمين البيان حق المقاومة فقط، من دون اشارة إلى الدولة، تُشير إلى أن هذه العبارة تحوّلت الى نوع من الاملاء، وبالتالي فهي خلقت مشكلة، بدل ان تكون محاولة ضغط.
وأكّد هذا المصدر أن المقاومة تكون بالاتفاق وليس بالاذعان، فضلاً عن أن التعبير بحق اللبنانيين من شأنه أن يمهد لمقاومات متعددة، كما سبقت الإشارة.
وتخوف مصدر دبلوماسي من أن تكون التجاذبات الإقليمية تقف وراء المراوحة عند عقدة ربط المقاومة بالدولة، أو تحريره من هذا الارتباط.
وأكّد المصدر أن الدعم الدولي والعربي للبنان مهدد بالضياع اذا استمر الجدل اللبناني لإبقاء مرجعية الدولة خارج أي عمل للمقاومة ضد الاحتلال الإسرائيلي.
وكان مجلس الوزراء السعودي، أمس، قد أشاد بما تضمنه البيان الختامي الصادر في باريس من دعوات لتقديم دعم دولي للبنان وشعبه لمواجهة المشكلة التي تُهدّد امنه واستقراره.
الجلسة العاشرة.. هل تكون الأخيرة؟
والسؤال الذي تبادر إلى الأذهان، في ضوء نتائج هذه الاتصالات، هو هل تكون الجلسة العاشرة اليوم للجنة البيان، هي الأخيرة، مثلما أبلغ الرئيس تمام سلام الوزراء أعضاء اللجنة في اجتماع الجمعة.
بحسب المعلومات، فإن الاتصالات الجارية تحاول إقناع الرئيس سلام بإبقاء الجلسات مفتوحة للإفادة من فسحة الوقت المتبقي حتى يوم الاثنين المقبل، أي حتى انتهاء مهلة الشهر، علماً أن رئيس الحكومة كان يفكر بالعودة الى مجلس الوزراء لإحاطته بعجز اللجنة عن التوصل الى صيغة متوافق عليها للبيان الوزاري من دون اللجوء الى التصويت، فيما أوضحت مصادر مقربة من رئاسة الجمهورية أن الرئيس ميشال سليمان يفضل أن يتم إنجاز البيان داخل لجنة الصياغة، مشيرة الى أنه يفترض بالكتل الممثلة في اللجنة أن تقوم بهذه المهمة، وأن الرئيس سليمان يؤيد كل ما تقره اللجنة شرط عدم الخروج من الدستور، مذكّرة بأن رئيس الوزراء والحكومة مجتمعة مسؤولان عن سياسة الحكومة.
وكانت قناة «المنار» قد كشفت أمس، أنه بعد خطاب باسيل في القاهرة، اتصل مدير مكتب الرئيس سعد الحريري نادر الحريري بوزير الصحة وائل أبو فاعور وسأله عن صيغة حق لبنان واللبنانيين بالمقاومة التي وردت في خطاب باسيل، وإمكان موافقة فريق 8 آذار على وضعها في البيان الوزاري.
وقالت أن أبو فاعور، نقل هذا الموقف الى الرئيس نبيه بري رغم تأكيد نادر الحريري أن سؤاله سابق للتنسيق مع الرئيس الحريري وهو لجس النبض.
إلا أن الرئيس بري مضى في التقاط الفرصة وعهد الى وزيره علي حسن خليل بتحضير صيغة لطرحها على اللجنة اليوم بالتنسيق مع الوزير أبو فاعور ممثلاً النائب وليد جنبلاط، تكون مستوحاة من روحية النقاشات السابقة، وأجواء الاتصالات الجارية، وموقف لبنان في جامعة الدول العربية.
واللافت، في هذا السياق، أن «المنار» نقلت عن مصادر معنية قولها إن خطوة التوجه الى مجلس الوزراء قد تؤجل الى يوم واحد، إذا لم يحصل تقدم في مقاربة الصيغة الجديدة التي ستطرح في اجتماع اللجنة اليوم، ملوحة بأن التوجه لمجلس الوزراء يعني أن لا بيان، وبالتالي لا حكومة، وهو ما أعلنه صراحة رئيس المجلس التنفيذي في «حزب الله» الشيخ نبيل قاووق عندما اعتبر أن هذه الحكومة إذا تبنّت بياناً وزارياً يتنكّر للمقاومة ستكون حكومة التهديد للمصلحة الوطنية والتفريط بها، مؤكداً بأن الحزب لن يسمح لفريق 14 آذار بتحقيق مكاسب تباع للخارج على حساب المقاومة، وأن ما عجزت عنه اسرائيل عام 2006 عسكرياً لا يستطيع فريق 14 آذار أن يحققه سياسياً."
الموضوعات المدرجة تعرض أبرز ما جاء في الصحف، وموقع المنار لا يتبنى مضمونها