22-11-2024 02:57 AM بتوقيت القدس المحتلة

رغم الحرب والازمة لا زال الاصرار على الاكتساب أكثر

رغم الحرب والازمة لا زال الاصرار على الاكتساب أكثر

ربما ليس بالإمكان التطور خلال الحروب، تندر الأنشطة حينها وتحول الاحداث دون تحقيق فكرة معينة،

خليل موسى - موقع المنار - سورية

ربما ليس بالإمكان التطور خلال الحروب، تندر الأنشطة حينها وتحول الاحداث دون تحقيق فكرة معينة، تبقى الأساسيات في الحياة لا تتعدى الطعام والدواء. لكن عندما يتم الحديث عن إنجاز تم خارج هذا النطاق فلا بد أن التحدي سيد المواقف.

في سورية مجموعة من الشباب همّت على إنجاز دورات تثقيفية، اكتسبوا خلالها الكثير، ثلاثة سنوات من الأزمة في البلاد لم تحُل دون تعلمهم انواعا من الفنون التي تحتاج إلى حيز من المكان والزمان والراحة النفسية، ليبرز تجمع فناني فلسطين، تجمع ضم كل انواع الفنون التي بالإمكان العمل خلالها على نقل رسائل الإنسانية، منها التصوير والنحت والحفر والرسم.

موقع قناة المنار واكب عددا من الانشطة، ليزور مؤخرا ورشة للتصوير الضوئي، حيث أنهى التجمع دورة لتعليم فن الصورة لكن بدءا من الأساس الكلاسيكي لهذا المجال، ورشات عمل لتطبيق ما اكتسبه المتدربون بدأت بعد نهاية الورشة، التصوير الضوئي حتى لو كان مجرد مهنة فهو يحتاج إلى مقومات فنية عالية لدى المصور، أساسها النظرة الفنية، وبعدها يمكن استخدام المهارات الاخرى المكتسبة و التقنية.

المدرب رامز منزلاوي  المشرف على المشاركين في الورشة تحدث لموقعنا عن الفضول والشغف لدى الشباب المشاركين في الدورة، حيث هدفهم الاول تبادل الثقافات بين مجالات الفنون المتنوعة لدى المشاركين في التجمع، لكن ابرز ما تحدث عنه منزلاوي  هو تحدي الظروف التي تحول بين الشباب وتحقيق رغباتهم، تحدٍ يبدأ من الذات، ثم يشمل باقي الأمور، ليكون تحقيق الإنجاز ممكنا بعدها.

ما يخص الجانب المادي في هكذا نوع من الورشات الفنية، فإن التكلفة تكون عالية لكن تطوع المدربين بجلب معداتهم والمواد الأساسية الباقية سهّل الكثير على جميع المشاركين، وما يسهل الامر اكثر إمكانية العمل بشكل يدوي، حيث انتقل متدربو التصوير الى مرحلة مهمة وهي الطباعة بتقنياتها، وترك المدرب للمصورين الجدد في ورشته حرية الإبداع.

السؤال التقليدي الذي بات يطرح نفسه في سورية، كيف استطعتم  الاستمرار مع الازمة السورية ؟ يجيب منزلاوي، انهم تجمع بدأ في مخيم اليرموك  في المرحلة الزمنية المتوسطة للأزمة، وانتقلوا بعد تهجيرهم من المخيم نحو دمشق متخذين من مقر جمعية النور مكانا لهم لمتابعة انشطتهم، ليتوسع نشاطهم أكثر، يزيد عددهم ومجالات عملهم اكثر، منوها أنه في سورية الفلسطيني مثل السوري وكلهم أخوة، كي لا تكون الفكرة ان فقط الفلسطيني هو من يدخل هذا التجمع.

الفنانة رهف جيّاد أيضا مدربة في الورشة ذاتها، تحدثت عن أن ظروف الحرب هذه زادت الشباب إصرارا لكي يسايروا فضولهم في تعلم التاريخ لهذا الكلاسيك الفني، مؤكدة على رأيها في مجالها أنه من امتع الفنون، منوهة  لما لمسته في الانسان  بسورية ، "حب المعرفة والاطلاع والتعلم رغم الأزمة التي تحياها البلاد، كان اكثر وضوحا خلال التحديات" لتضيف "الشباب حابين يطلعوا من أزمتن، وانشالله ما بتطول الازمة".

لجين متدربة في الورشة دافعها هو حبها للتصوير الضوئي، وترى انه حتى تعرف كيف تتعامل مع آلة التصوير الديجيتال يجب أن تعرف التعامل مع اليدوي بمراحله الاولى بدءا من الأبيض والاسود، كي تستطيع تحديد اللون الأصح وطبيعة الصورة في حالاتها المتعددة، وهي لا تبالي بمسافة الطريق التي تقطعها كل يوم عمل في الورشة، مؤكدة ان الطموح لا حد يوقفه وستتعلم هذا المجال في كل تفاصيله.

رغم كل الظروف الصعبة التي تعيشها سورية نتيجة أزمتها والحرب عليها، من يدخل ضمن هذه الأجواء المفعمة بالتحدي، واللامبالية بخوف أو ضيق، فإنه سيجد حتما امور الشباب بحالة أفضل وباستعداد نفسي وعملي لما بعد الازمة، وحسب أحد المشاركين في الورشة، "نحن مستعدون للخروج من ازمتنا أكثر من أي أحد آخر".