وختمت الصحيفة بالقول إنّ حدث الكشف عن إرسالية السلاح الإيراني كان يفترض أنّ يمّثل ذروة الحرب الديبلوماسية التي تشنّها اسرائيل ضد ايران، لكنه مرّ بصورة مسلية جداً.
تحت عنوان "هيئة الأركان تتحقظ على العرض الدعائي للسفينة الإيرانية" أشارت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية إلى إن رئيس الأركان بني غانتس أدرك أن الإحتفال الإعلامي بالإستيلاء على سفينة السلاح من ايران استنفد نفسه نهاية الأسبوع، فأقلع مساء السبت الماضي إلى الولايات المتحدة في زيارة مقررة مسبقاً.
واعتبرت أن الأصوات المنتقدة للتطويق الإعلامي للسفينة، تتزايد داخل هيئة الأركان العامة للجيش الاسرائيلي، خاصة وأن ضباطاً كبار قالوا في الأيام الماضية للصحيفة إن عملية "الكشف الكامل"، كانت "نجاحاً إستخبارياً وعملانياً جيداً، لكن ما سُوّق للجمهور ووسائل الاعلام، جرى تضخيمه بما يتجاوز المقاييس المرغوبة".
وأضافت، هذا الانطباع تعزز أمس عندما انتقلت الأمور نهائياً من الجيش الإسرائيلي إلى مكتب نتنياهو، فلمسة رئيس الحكومة كانت واضحة في الاحتفال الذي جرى في مرفأ إيلات، ونتنياهو الذي يعي الانتقاد الداخلي جرّاء إصراره على عقد مؤتمر صحافي بعد خمسة أيام على ضبط السفينة، شنّ هجوماً على المجتمع الدولي، وعرض العالم ككتلة واحدة من النفاق الذي يتجاهل المشروع النووي الإيراني لكنه يقيم الدنيا ولا يقعدها اذا ما أغلقت اسرائيل شرفة في القدس.
وختمت الصحيفة، "هكذا، بحركة يد شُطبت سنوات من الجهد الدولي لتشديد العقوبات على نظام آيات الله".
وتناولت صحيفة "يديعوت احرونوت" الموضوع نفسه فعنونت التالي: "العالم لم يتأثر بسفينة السلاح الإيرانية"، وتساءلت ماذا حصل في وسائل الإعلام في العالم، بعد العرض الذي جرى في قاعدة سلاح البحر في إيلات للسلاح الذي ضُبط على السفينة الإيرانية؟ غالبيتها العظمى لم تبد اهتماماً بأربعين صاروخاً من طراز "ام ٣٠٢" وبقذائف الهاون وبالرصاصات.
وقالت إنه في الصحيفة الأكثر تقديراً في العالم، "نيويورك تايمز"، لم يرد أي ذكر لما عُرض في إيلات. "الواشنطن بوست"، لم تذكر الموضوع. المواقع الإخبارية الرائدة في بريطانيا لم تكن أكثر رأفة مع صنّاع القرار في اسرائيل.
وتابعت، في الـ"اندبندنت" والـ"غارديان" و"سكاي نيوز" لم يرد أي خبر عن الحدث. الموقعان الإخباريان الأولان تطرقا إلى حادث اطلاق النار الذي وقع عند معبر اللنبي الحدودي مع الأردن. كذلك الأمر في فرنسا وألمانيا، لم يُسجل انفعال خاص من حديث الكشف عن ترسانة السلاح الإيراني.
لكن المفاجأة بحسب "يديعوت احرونوت" جاءت من وسائل الإعلام العربية التي تطرّقت على نحو واسع إلى عرض السلاح على رصيف إيلات.
وختمت الصحيفة بالقول إنّ حدث الكشف عن إرسالية السلاح الإيراني كان يفترض أنّ يمّثل ذروة الحرب الديبلوماسية التي تشنّها اسرائيل ضد ايران، لكنه مرّ بصورة مسلية جداً. عشرات الملحقين العسكريين الأجانب الذين وصلوا للمشاركة في هذا الحدث، انتهزوا الفرصة، حالهم حال جنود وضباط الجيش الإسرائيلي ، كي يأخذوا صوراً لهم امام صواريخ "ام ٣٠٢".