22-11-2024 04:22 PM بتوقيت القدس المحتلة

التقلّبات المناخية تتلف الخضار والورد

التقلّبات المناخية تتلف الخضار والورد

يعيش أفراد أكثر من 200 عائلة من قرى وبلدات البترون وخارجها من مشاريعهم الزراعية، في سهل بساتين العصي في أعالي البترون. إلا أنّ الطبيعة تعاكس المزارعين، مع التقلّبات المناخية التي لا تحمل إليهم...

يعيش أفراد أكثر من 200 عائلة من قرى وبلدات البترون وخارجها من مشاريعهم الزراعية، في سهل بساتين العصي في أعالي البترون. إلا أنّ الطبيعة تعاكس المزارعين، مع التقلّبات المناخية التي لا تحمل إليهم الأمان، فلا قاعدة ولا فترات محدّدة للحرارة المرتفعة والصقيع والأمطار. الموازين تبدلت والتقلبات المناخية تقضي في كل مرة على المواسم.

لميا شديد / جريدة السفير

التقلبات المناخية تتلف الخضار والوردأكثر من مئتي مزارع من معظم البلدات المحيطة يعتمدون على الزراعة لتأمين لقمة العيش وإعالة عائلاتهم، إذ هناك حوالي 2000 دونم من الأراضي المزروعة بأنواع الخضار الموسمية كافة من البازيلاء والخضار، والزهور داخل البيوت البلاستيكية وخارجها، وبذلك يشكل هذا القطاع مصدرًا أساسيًّا للعيش. كلفة الزراعة باتت مضاعفة، من ثمن الشتول، إلى الأدوية والأسمدة، وصولاً إلى الحراثة وغيرها من المستلزمات الزراعية. وها هي العوامل الطبيعية هذا العام تسقط براعم الزهر، وتقضي على شتول الخس والبندورة والبازيلاء.

براعم مهترئة

يؤكّد مزارعون لـ«السفير» أن «الموسم لم يعد موسماً كاملاً، والكلفة التي تكبّدناها وأصحاب البيوت البلاستيكية، لم يعد بالإمكان سدّها من المحاصيل». يقف المزارعون ومستثمرو المشاريع مكتوفي الأيدي أمام شتول يابسة، وبراعم مهترئة من الصقيع وارتفاع درجات الحرارة بشكل غير طبيعي.

ويقول جوزيف أبي خليل لـ«السفير»، وهو من بلدة حراجل وسكان كفرحلدا يزرع الورد وبعض أنواع الزهور بالاضافة إلى الخضار: «ما نتخوف منه هو قلة المياه التي ستضيف خسارة على الخسائر التي ألحقتها الطبيعة بالشتول، فتفتحت براعمها باكراً، فيما تأخّر الورد بعدما يبست براعمه بسبب موجة الجليد. أمّا موسم البازيلاء فهذه المرة هو نصف موسم». ويضيف: أزرع 4 دونمات بازيلاء، كنت أقطف منها 12 طناً، واليوم الانتاج يقدر بـ6 أطنان، كذلك مواسم الخس ضربت بشكل كامل».

لم نقطف حبة

أما المزارع جميل مخايل الذي زرع البازيلاء في 4 خيم بلاستيكية، ضربها الجليد بالكامل، فيقول: «لم نقطف حبة واحدة منها، إذ كنا في أول الموسم عندما حلت موجة الجليد، نعتمد على الانتاج الزراعي كمصدر عيش مهم ورئيسي للمزارعين ومستثمري البيوت البلاستيكية والعقارات الزراعية، إلا ان الأوضاع تبدلت والضربات تنوعت. مرة أمطار غزيرة، ومرة أخرى صقيع وحرارة مرتفعة في عز الشتاء، ما ينعكس سلباً على المزروعات»، مضيفاً «6 آلاف شتلة عندما أزهرت جاءتنا ضربة الحرارة المرتفعة، ومن ثم الصقيع فضاع الموسم بكامله».

لا تقتصر الخسائر على سهل بساتين العصي، فالمشاريع الزراعية في بيت شلالا أخذت حصتها من التقلّبات المناخية التي أتلفت المزروعات، خصوصاً موسم الخس الذي لم تنجُ منه شتلة واحدة. فالحرارة المرتفعة خلال ساعات النهار والصقيع قضت على الخس، ولم يتمكن المزراعون من قطف خسة واحدة. فالمزارع زياد عيسى تكبّد خسائر كبيرة جراء العوامل الطبيعية «التي جاءت غير طبيعية». ويشير لـ«السفير» إلى أنه زرع «5 آلاف شتلة بازيلاء و18 ألف شتلة بندورة، قطفنا منها كمية قليلة قبل أن تأتي موجة الصقيع، فبقيت حبات البندورة خضراء، وتلفت من دون أن تتمكن من مقاومة الطبيعة التي حمّلتنا خسائر أكبر منّا».

يقدر حنا بو نصار، الذي يزرع في بيوت بلاستيكية في سهل بساتين العصي، الخسارة بثلث الموسم في البازيلاء والبندورة. ويرى أن «العوامل الطبيعية لا يمكن مقاومتها، تأتي إلينا في عز المواسم، في مراحل الأزهار، وفي بداية الموسم وتقضي على المواسم، إذا لم نقل بالكامل، فهي تأتي على نصف الموسم أو ثلثه».

يجمع المزارعون على أن الكلام على معاناة وخسائر، لا ينفع في ظل ظروف اقتصادية متردية يعيشها اللبنانيون على المستويات كافة. وهــــم باتوا يعون أن عليهم حلّ مشكلاتهم بأنفســهم، لأن أي وعود بتعويضات أو مراجعات في هذا المجال لا نتيجة فعلية منها.

الرابط على موقع جريدة السفير