27-11-2024 03:52 PM بتوقيت القدس المحتلة

هل حسم الأميركيون أمرهم وتبنّوا عون للرئاسة؟

هل حسم الأميركيون أمرهم وتبنّوا عون للرئاسة؟

هل اقتنع الاميركيون بضرورة وصول الجنرال ميشال عون إلى قصر بعبدا بعدما تخلى الرئيس الفرنسي عن فكرة التمديد لميشال سليمان؟ الصالونات السياسية تضج بهذه «المعلومات»


حسن عليق

هل اقتنع الاميركيون بضرورة وصول الجنرال ميشال عون إلى قصر بعبدا بعدما تخلى الرئيس الفرنسي عن فكرة التمديد لميشال سليمان؟ الصالونات السياسية تضج بهذه «المعلومات». بعضها يرى في الموقف الأميركي مؤامرة ضد حزب الله. لكن قيادة الحزب حسمت أمرها: مع الجنرال بلا نقاش.


طُوي ملف التمديد لميشال سليمان في رئاسة الجمهورية. لا أحد قادراً على الجزم بذلك. لكن لم يعد أحد، غير سليمان وبعض المحيطين به، متحمساً للتمديد. كان الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند أحد أبرز المتحمسين للتمديد. تؤكد مصادر القصر الجمهوري أنه طرح الفكرة على سليمان في قصر بعبدا، في تشرين الثاني 2012. لكن زوار العاصمة الفرنسية عادوا أخيراً برواية جديدة لتلك الواقعة. ينقل باريسيّو لبنان عن مقربين من هولاند تأكيدهم أن الرئيس الفرنسي سأل عن التمديد ولم يقترحه.

كلام يرى سامعوه أنه تراجع عن اقتراح «التمديد لسليمان بهدف تفادي الفراغ وتعريض الاستقرار للخطر». يضيف سياسي لبناني دائم التردد على الإليزيه أن هولاند يفضّل تعزيز موقع الرئاسة اللبنانية، لـ«كونها أعلى سلطة مسيحية في المشرق. والتمديد يؤثر سلباً في موقع الرئاسة».

هذا الكلام يصل إلى مسامع المرشحين للرئاسة، لكن من دون أن يعني أن السباق نحو قصر بعبدا قد بدأ. يقول أحد المرشحين «بالقوة»: لا يمكننا الحديث عن معركة على كرسي بعبدا، إلا إذا حُسِمَت مسألة «التأييد الأميركي لترشيح الجنرال ميشال عون للرئاسة». يقول هذه العبارة كما لو أنها حقيقة مطلقة. يضيف سياسي معني بملف الانتخابات الرئاسية: «يريد الأميركيون رئيساً يؤمن الاستقرار، ويستطيع التواصل مع حزب الله من دون أي عوائق». وفي الصالونات السياسية، يُشاع أن جيفري فيلتمان (وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية والسفير الأميركي الأسبق في بيروت) اتصل بأحد السياسيين من كارهي عون، مناكفاً: «ما رأيك؟ أليس مفيداً وصول عون إلى الرئاسة؟ ألا يساهم هذا الأمر في الحفاظ على المسيحيين في لبنان؟ ألا يستطيع عون المساعدة على تهدئة حزب الله ولجمه؟». أجاب السياسي اللبناني فيلتمان بـ«نكتة» ضمّنها ما معناه أن «وصول عون إلى بعبدا، مثله كمثل وصول سمير جعجع. وكلاهما يعادل انتخاب بشير الجميّل رئيساً للجمهورية: يؤدي إلى الحرب الأهلية».

ما تقدّم يتقاطع مع ما يشيعه مقربون من الرئيس نبيه بري والنائب وليد جنبلاط. «رائدا» مدرسة ما بعد الطائف السياسية يؤكدان أن الأميركيين تبنّوا ترشيح عون. «تريد واشنطن تعرية حزب الله وطنياً»، يقول أحد المقربين من الثنائي الذي يظهر توجساً من إمكان وصول عون إلى بعبدا. توجّس يدفع بعض محيطهما إلى وضع «الانفتاح» الأميركي والحريري على عون في إطار «مؤامراتي» بحت. في الأصل، يلفت سياسيون من التيار الوطني الحر وآخرون «وسطيون» إلى أن بري وجنبلاط يفضّلان رئيساً من مدرستهما. رئيس أقرب إلى تجربة الياس الهراوي منه إلى إميل لحود.

يضيف المقرّبون من بري وجنبلاط: «(الرئيس) سعد الحريري موافق أيضاً. ومن يرد أن يتأكد، فليدقق في التواصل بين (الوزير) جبران باسيل ونادر الحريري (مدير مكتب الرئيس الأسبق للحكومة)، أو فليستمع إلى الغزل الذي يقوله عون في سعد وفي نادر. لم يبق أحد ممانعاً ترشيح عون إلا نحن ومسيحيّو 14 آذار والسعودية».

في 14 آذار، وتحديداً في تيار المستقبل، ثمة من يبتسم بخبث عند سؤاله عن هذا الأمر. «كبّر عقلك!»، يقول مضيفاً: «إذا أعلن عون فكّ تحالفه بحزب الله، نبدأ التفكير في ترشيحه للرئاسة، مع مراعاة حلفائنا». يضيف السياسي المستقبلي كلاماً يفيد بأن تيار المستقبل لن يخسر من إغاظة حزب الله بالتقرّب من عون.

في 8 آذار عموماً، لا تقل الريبة من الأنباء المتداولة عن الهدنة على جبهة عون ــ الحريري عمّا هي عليه في محيط بري وجنبلاط. ثمة بين السياسيين من يعبّر صراحة عن خشية من اتفاق عوني ــ أميركي يطيح التحالف بين التيار الوطني الحر وحزب الله. يبدو جلياً أن مصدر الارتياب هو نقص المعلومات عمّا يدور في الجلسات المقفلة بين عون وكل من السفير الأميركي دايفيد هيل والرئيس سعد الحريري... والأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله.

تبدو قلة من حزب الله والتيار الوطني الحر على علم بما دار بين السيد والجنرال في لقاءاتهما الأخيرة. لكن مطّلعين على العلاقة بين الرجلين يؤكدون أن دعم الحزب ترشيح عون للرئاسة أمر «غير قابل للنقاش». بعض المقربين من حزب الله يذكّرون «المرتابين» بحرب تموز، وموقف الجنرال الثابت إلى جانب المقاومة. وتؤكد المصادر ذاتها أن الكلام الإيجابي بحق عون، وتأكيد وقوف حزب الله إلى جانبه في معركة الرئاسة «ليسا موجّهين إلى الجمهور حصراً، بل يقوله السيد نصرالله في اجتماعات حزب الله الداخلية».


http://www.al-akhbar.com/node/202614

 

     موقع المنار غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه