اقتربت عربات قوات تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش) ومعها آلاف المقاتلين من قبر أكبر رموز الإمبراطورية العثمانية في المنطقة.
اقتربت عربات قوات تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش) ومعها آلاف المقاتلين من قبر أكبر رموز الإمبراطورية العثمانية في المنطقة، وهو سليمان شاه ابن قلتمش، المدفون في منطقة قرقوزاق قرب مدينة الرقة، والذي سبق لرئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان ووزير خارجيته أحمد داود أوغلو أن قاما بزيارته مرات عديدة.
وحذر ناشطون من أن قبر قلتمش يمكن أن يشهد مصيرا مماثلا لعشرات الأضرحة التي سبق لعناصر «داعش» أن نبشوها ومن ثم فجروها.
وذكر ناشطون وميدانيون، أمس، ان قوات «داعش»، وعددها بالآلاف، سيطرت للمرة الأولى على منطقة جسر قرقوزاق ومحيطه، بعد اشتباكات عنيفة استمرت لعدة أيام مع مقاتلي «لواء جبهة الأكراد» و«الجبهة الإسلامية».
واقترب «داعش»، بتقدمه الميداني الأخير من ضريح قلتمش، وهو جد مؤسس الدولة العثمانية السلطان الغازي عثمان الأول بن ارطغل بن سليمان شاه الذي يقع على مقربة من الجسر، ويعتبر من أكثر الشخصيات احتراما لدى مسؤولي «حزب العدالة والتنمية» الحاكم في تركيا.
وضريح قلتمش يعتبر، وفق مؤرخين، «أصغر مستعمرة بالعالم»، لكنها مستعمرة «بالتراضي»، ولا سيما في أوقات العلاقات الطيبة التي جمعت سوريا وتركيا قبل اندلاع الأزمة في العام 2011.
ويحرس عناصر أمن تركية، يقارب عددها العشرين، الضريح الذي يحتل مساحة تقارب الـ 8797 مترا، تتضمن حديقة وقصرا صغيرا مسورا. ويضم البناء قبرين، يقال ان في احدهما خمس جماجم لأحد أبناء الشاه ومرافقيه، بينما يضم الثاني رفاته. وتوجد رخامة حجرية مثبتة عند مقدمة الضريح تتكلم عن أصول الشاه ولمحة عن تاريخه.
ووفقا لشبكات إخبارية سورية معارضة، ومقربة من أنقرة، فان الشرطة التركية لم تتمكن من استبدال نوبات الحرس في الضريح طوال الأسابيع الماضية، والذي كان يتم عبر بوابة «كوباني» الحدودية، باعتبارها خط العبور الشهري لتبديل نوبة الجنود، وذلك حتى سيطرة «قوات الإدارة الذاتية الكردية» عليها منذ أشهر، ما دفع الأتراك للجوء لبوابة جرابلس الأبعد، والتي أغلقت بدورها.
وتوقع ناشطون أكراد أن يشهد ضريح قلتمش مصيرا مشابها لمصير عشرات الأضرحة والمزارات في مناطق سيطرة «داعش»، والتي طالها النبش وإتلاف الرفات ومن ثم التفجير، إلا في حال نجح الأتراك في التوسط لدى «داعش» من أجل تجاهله، وهو أمر يعتبره ناشطون أمرا «محتملا» بسبب مراقبة الاستخبارات التركية لنشاط تنظيم «القاعدة» قرب حدودها، وإن تغاضت عن نشاطها. ومنذ أيام، قال ناشطون ان السلطات التركية اضطرت لإنزال العلم التركي عن الضريح، مع اقتراب قوات «داعش» منه.
ويعود أصل سليمان شاه بن قلتمش إلى صحاري آسيا الوسطى، التي كانت تحت سيطرة المغول. ومعروف أنه مات غرقا مع بعض أبنائه خلال عبوره نهر الفرات، حيث دفن ليعاد نقل رفاته بالاتفاق مع السلطات التركية، بعد بناء سد الفرات وتكون بحيرة الأسد التي غمرته. وتنص اتفاقية رسمية، من عهد الانتداب الفرنسي، على سوريا، على رفع العلم التركي على الضريح، وهي اتفاقية تطورت إلى «إبداء احترام سوري رسمي» للموقع باعتباره «صرحا ثقافيا»، واتفق خلال «شهر العسل السوري التركي» في العام 2010 على «وضع لوحات وشاخصات دلالة للمكان، وصيانة الطريق المؤدية للضريح باعتباره مقصدا سياحيا للزوار الأتراك».
وسبق وزار الضريح كل من الرئيس التركي عبد الله غول وأردوغان، الذي كان يصر دوما خلال رحلاته لسوريا على زيارته برفقة داود أغلو، مفاخرا أمام رفاقه والمسؤولين السوريين بالقول «سأزور قبر جدي».
http://www.assafir.com/Article/1/341979
موقع المنار غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه