ما انتظرته الطبيعة في الكانونين وشباط من شتاء وثلوج، أتاها في آذار الذي صدق فيه هذا العام المثل القائل: "بآذار خبي حطباتك الكبار".
ما انتظرته الطبيعة في الكانونين وشباط من شتاء وثلوج، أتاها في آذار الذي صدق فيه هذا العام المثل القائل: "بآذار خبي حطباتك الكبار".
وأغدق آذار، أمس، المزيد من خيراته المائية التي بلغت وفق أرقام مركز تل عمارة في البقاع ما يزيد عن 42 ملليمتراً في الساعات الأربع والعشرين الماضية.
وتعد هذه الكمية من الهطولات المطرية الأكبر في يوم واحد منذ بداية السنة المطرية الحالية في أيلول 2013. ووصلت الثلوج إلى مدينة زحلة، وتراكمت على طريق زحلة – ترشيش والتلال العالية في ضهر البيدر.
ووفق المدير العام لمصلحة الأبحاث العلمية الزراعية ميشال إفرام فإنّ الهطولات المطرية لشهر آذار بلغت حتى صباح أمس أكثر من 72 ملليمتراً، علماً أنّ متساقطات شهر شباط لم تتجاوز الملليمترين. وأشار إفرام إلى أنّ نهايات آذار ستشهد المزيد من المتساقطات المطرية، لافتاً إلى أنّ انحسار المنخفض الجوي سيبدأ صباح اليوم الجمعة، على أن يتحول الطقس إلى دافئ.
وأصبح مجموع الأمطار لغاية يوم أمس 223 ملليمتراً، يقابله للفترة نفسها من العام الماضي 665 ملليمتراً، أما المعدل العام التصاعدي لهذه الفترة فيبلغ 625 ملليمتراً. وأشار إفرام إلى أن هذه الأمطار خففت من حدة الأزمة الزراعية، إلا أنّها لم تحل أزمة نقص المياه.
وفي عاليه، تساقطت الثلوج بكثافة، صباح أمس، على ارتفاع 1200 متر، أي بدءاً من بلدة صوفر، وظل السير على الطرق طبيعياً، باستثناء طريق المديرج – ضهر البيدر التي بقيت سالكة للسيارات الرباعية الدفع والمجهزة بسلاسل معدنية، حيث عمدت القوى الأمنية إلى وضع حاجزين، الأول في صوفر والثاني في المديرج، ومنعت السيارات غير المجهزة والشاحنات من سلوك الطريق نحو البقاع.
وكانت منطقة ضهر البيدر قد شهدت تساقطاً للثلوج منذ مساء أمس الأول، ما اضطر القوى الأمنية إلى منع السيارات غير المجهزة من سلوكها، قبل أن تفتح الطريق أمام السيارات قرابة ظهر أمس.
وتسببت الرياح القوية باقتلاع بعض الأشجار وبأضرار في الممتلكات حيث تطايرت واجهات بعض المحال التجارية، فيما أعاق الضباب الكثيف حركة السير نهاراً في المتن الأعلى وعاليه.
وفي طرابلس والمنية شمالاً، اجتاحت مياه الأمطار عشرات المحال التجارية في منطقة الوادي في جبل محسن، وأدت إلى أضرار في الممتلكات، بعدما عجزت مصارف المياه عن استيعاب كميات الامطار المتساقطة، في وقت انتقد فيه أبناء المنطقة بلدية طرابلس بسبب عدم التدخل لمنع اجتياح المياه لمحالّهم ومنازلهم.
كذلك، قطع عشرات المواطنين طريق طرابلس - عكار لجهة بلدة بحنين ـ المنية، احتجاجاً على اجتياح مياه الأمطار لمحالهم ومنازلهم، وعدم مسارعة الأجهزة المختصة من دفاع مدني وبلدية إلى التدخل لمنع تدفق المياه وسحبها.
وتسببت المياه بأضرار كبيرة في المحال في مشروع غنيم وغمرت العديد من السيارات، ما دفع الأهالي إلى قطع الطريق للمطالبة بالإسراع في سحب المياه. وغطت موجة كثيفة من الضباب، أمس، إهدن والبلدات المجاورة، ما جعل الرؤية متعذرة والوصول إلى هذه البلدات صعباً إلا للسيارات المجهزة بأضواء كاشفة، في وقت غطت طبقة رقيقة من الثلوج البلدات بدءاً من ارتفاع 1400 متر لتصل إلى نحو 15 سنتمتراً على جبل سيدة الحصن في أعالي إهدن.
وفي بشري، غطت قشرة رقيقة من الثلج شوارع القضاء، إلا أنّ غزارة الأمطار أذابتها، باستثناء بلدة بقاعكفرا التي وصلت سماكة الثلوج فيها إلى عشرين سنتيمتراً. وقد بقيت الطرق مفتوجة وصولاً إلى الأرز، فيما لا تزال طريق الأرز ـ عيناتا مقطوعة بفعل الثلوج.
وكانت طريق نهر الموت - الضبيه قد شهدت، ليل أمس الأول، سيولاً غزيرة أعاقت سير المواطنين وعرّضت حياتهم للخطر، إذ غرقت السيارات في الوحول، ما دفع السائقين إلى سلوك طرق داخلية.