22-11-2024 11:32 AM بتوقيت القدس المحتلة

غرناطة غيت: وثائق تكشف لأول مرة عن قادة جبهة النصرة (الجزء الثاني)

غرناطة غيت: وثائق تكشف لأول مرة عن قادة جبهة النصرة  (الجزء الثاني)

لم يكن افراد هذه الشبكة من الناس فوق المعتاد ، بل على العكس من ذلك أغلبهم اناس عاديون في كافة المستويات ،

لم يكن افراد هذه الشبكة من الناس فوق المعتاد ، بل على العكس من ذلك أغلبهم اناس عاديون في كافة المستويات ، وقياداتهم الكبرى كانت تسعى جهدها  للحصول على أقامة اوروبية  فرنسية هنا وإسبانية هناك وبريطانية في مكان آخر.

وكانت محاكمة هذه الخلية مشهدا مخجلا لحالة الخوف واليأس التي طبعت كل من تم اعتقاله منهم ،  فلا أبو دحداح كان بطلا ومجاهدا أثناء اعتقاله ، ولا تيسير علوني ظهر بمظهر الذي يواجه ويصمد انطلاقا من عقيدة   خصوصا ان مراحل التحقيق لم تشهد تعذيبا جسديا يذكر ،  ورغم ذلك  كانت حالته المعنوية والنفسية في انهيار كامل وانشغلت لجنة الدفاع عن علوني بإثبات انه مريض بالقلب ولا  يتحمل السجن وان حالته النفسية صعبة ، وكل هذا وللأمانة كان  يجري تضخيمه من قبل لجنة الدفاع والمحامين والحملة الدولية  الداعمة ، وكان منبر الجزيرة أفضل سلاح تشهيري في هذه القضية.

في الادعاء العام الاسباني  وفي تقرير المخابرات تفصيل لشبكة التواصل الدولي التي تمتعت بها هذه الشبكة العنكبوتية  عبر العالم ، وهنا أيضا  يطرح السؤال  الكبير عن الغطاء العالمي الغربي والخليجي الذي كانت تتمتع به شبكات القاعدة والسلفية المحاربة. ويشير التقرير الى الدول التي كان لأبي دحداح سفراء   فيها وشبكات وعملاء يتعاونون معه انطلاق منها.

وهذه الدول حسب تقرير المخابرات الاسبانية :
1 – في المملكة المتحدة مع ابي قتادة  الذي يذكرنا نحن اللبنانيون ( بالشيخ عمر بكري )
2 – في بلجيكا مع طارق معروفي وهو بلجيكي من اصل تونسي ويعتبر مسؤولا كبيرا لإبن لادن  في أوروبا وهنا أيضا يطرح السؤال الكبير عن أصل الشبكات التونسية التي ذهبت لتقاتل في سوريا وعلاقتها بالنهضة كما يشير التحقيق الاسباني في مكان آخر.
3 – في ألمانيا  مع مأمون دركزلي (ابو الياس) وهذا كان على علاقة  مع ثلاثة من منفذي عملية 11 أيلول ( سعيد بهاجي، رمزي بن الشيبه، ومحمد عطا).
4 - في الدانمارك: مع سعيد منصور وهذا موجود في سوريا حاليا.
5 - في تركيا مع محمد بهايا (أبو خالد السوري).
6 – في أفغانستان مع مصطفى ست مريم (أبو مصعب السوري).
7 – في الأردن مع رياض عقله  (ابو نبيل)  وهو سوري من زعماء الطليعة المقاتلة لجماعة الأخوان المسلمين وهي التي ينتمي اليها أبو دحداح. وهنا أيضا إشارة واضحة الى علاقة الجماعة  بالتنظيمات التكفيرية حول العالم و منها جبهة النصرة في سوريا.
8 – في اندونيسيا  مع شخص يدعى بارليندونغان سيريغار.

ويشير تقرير المخابرات الاسبانية الى الدور المفصلي لقطر وبالتالي لجماعة الاخوان المسلمين  في إنشاء  وتثبيت البنى التحتية للقاعدة وللجماعات التكفيرية المحاربة حاليا في سوريا (  احد اعضاء الخلية هو تيسير علوني المولود في دير الزور بسوريا ويحمل الجنسية الاسبانية). ويقول أيضا (  ومن ابرز عناصرها الذين شاركوا  في بنائها على الصعيدين المحلي والدولي كان تيسير علوني  الذي على هامش عمله الصحفي  ومستغلا مهنته قام بأعمال دعم وتمويل رقابة وتنسيق وهي ميزات عنصر مميز في هذا التنظيم الاجرامي).

هذه العلاقة العضوية للتنظيمات التكفيرية المحاربة  مع جماعة الاخوان المسلمين جعلت من الاخوان المسلمين بدعم تركي  استراتيجي وعقائدي ودعم مالي قطري  القوة الخفية الحقيقية التي تقف  وراء جبهة النصرة ومن بعدها  احرار الشام  والجبهة الاسلامية، وكل هذه المسميات  الاعلامية التي تظهر وتختفي تباعا في سوريا و يظهرها   تقرير المدعي العام الاسباني  جليا في فقرة وردت  عن مصطفى ست مريم (ابو مصعب السوري) الذي ظهر في صورة مشتركة مع عبد القادر الصالح ومحمد بهايا نشرناها في وقت سابق في موقع المنار  انظر تقرير( حرب الالغاء.. داعش تثأر لحجي بكر وتقتل القائد العسكري لتنظيم القاعدة في سوريا).

 ويقول التقرير الاسباني  في هذا الصدد ( علاقة ست مريم بتنظيم القاعدة ثابته  وكذلك علاقته بتيسير علوني حيث تعود الى إقامة ست مريم في غرناطة وكان ينتمي الى تنظيم الإخوان المسلمين الذي ينتمي اليه علوني وكذلك علاقة ست مريم مع محمد بهايا  حتى تاريخ توجهه الى أفغانستان).
وتبرز العلاقة المبكرة بين تنظيم الاخوان المسلمين  السوري وتنظيم القاعدة حيث تعود الى ثمانينات القرن الماضي حسب التقرير ( العلاقة بين بن لادن وست مريم تعود الى العام 1988 حيث تحول ست مريم الى امير للمجموعة السورية المشاركة في القاعدة وعضو مجلس الشورى وما زال عضوا في القاعدة وكان كل اتباعه تيسير علوني وابو الدحداح يعملون بمشاركة الجماعة الاسلامية المسلحة في الجزائر).

نعود الى الحلقة الاساس في كل هذه المسميات التكفيرية المحاربة ، الى جماعة الاخوان المسلمين وتحديدا السورية،  التقرير يكرر في سرد  الوقائع العلاقة بين الاخوان السورية وبين القاعدة ( حسين حسين ابو علي هو من مجموعة شباب غرناطة  من الإخوان المسلمين كما هو حال تيسير علوني ومن خلية أبو  دحداح أرسل نقودا الى عضو القاعدة سدر وليد عوض المعروف صادق بورمان الذي هو على علاقة مع دركزللي ومع الممول كلجو ومع الاخوين أحمد  و محمد الكيلاني كلهم مع تيسير وأبو دحداح.

علاقة جماعة الاخوان المسلمين السورية بكل هذه التنظيمات يوردها أيضا تقرير للمعهد الاسكندينافي قدم للأمم المتحدة وحصلنا عليه من مصدر أممي، وهذا التقرير أيضا غير منشور وهو  كتب للأمم المتحدة ضن عدة تقارير عن الجماعات السورية المسلحة طلبتها الامم المتحدة من اربعة مراكز ابحاث امريكية ومن مركز أبحاث اوروبي
(تواصل قدامى المعتقلين في العراق وفي سوريا  مع تنظيم الدولة الاسلامية في العراق وتوجه عدد كبير من انصارهم من العراق ولبنان والأردن للديار الشامية ، وقد وجد الاسلام السياسي  السوري بكتلته الإخوانية  وبعض أساتذة كلية الشريعة المنشقين في ذلك فرصة  لتقوية نفوذهم الضعيف فرحبوا  بهذه الهجرة ولعبوا دور الغطاء المسؤول عن   الشحن والتعبئة التي تكفل بها الإعلام السعودي – القطري  وقد لعب عدد من أوساط الإخوان دورا  في عملية  التدخل غير السوري في الجيش الحر  فقد أكدت قوائم القتلى وجود اعضاء من حركة الإخوان  المسلمين المصرية في سورية،  ولم تتخذ الحكومة التونسية قرارا بمنع سفر المقاتلين  لسورية حتى استلم وزارة الداخلية  وزيرا مستقلا في حكومة العريض. وقد كان لعناصر من الإخوان نشطوا في إعلام حماس  دورا في مشاركة  عدد من الحماسيين في القتال الدائر في سورية.)

ويقول تقرير المعهد الأسكندينافي في مكان آخر متحدثا عن الدور الاخواني  في التحريض وفي ايجاد هذا الجماعات  ( والذي بلغ قمته في مؤتمر القاهرة  لعلماء المسلمين  في  13/6 2013  الذي جمع الاخوان والسلفية في نفس  الشعارات بحضور الرئيس الإخواني محمد مرسي).
 
 ونعود الى اتهامات المدعي العام الاسباني في المحضر(عندما انتقل بن لادن الى السودان عام 1991 مكث ست مريم في أفغانستان حتى عاد بن لادن والقاعدة الى افغانستان عام 1996 وكان ست مريم مدرب في معسكرات إرهابية).
بعد  عودة بن لادن الى افغانستان عاد ست مريم للتجوال حول العالم ، وهنا نعود االى أجواء جان الدفاع ومتابعة التحقيق التي كانت تتحدث   عن  جوازات السفر القطرية  الصحيحة بإشراف أمريكي التي كان يتنقل بها هؤلاء بأسماء مستعارة وفي كثير من الاحيان بتأشيرات دخول جانبية . وما يثير التساؤل الكبير هو احتفاظ ست مريم بإقامته الاسبانية رغم غيابه سنوات في أفغانستان مدربا في معسكرات تنظيم القاعدة. يقول تقرير المخابرات الاسبانية ( انتقل ست مريم اعتبارا من العام 1995 الى إسبانيا والمملكة المتحدة ودعم الجماعة الاسلامية المسلحة في الجزائر وترأس صحيفة الانصار للجماعة السلفية للدعوة والقتال، وفي العام 1998 عاد الى أفغانستان حيث كان يستقبل المجاهدين الأوروبيين المتحولين من فرنسا وإيطاليا وإسبانيا ، حيث  بعد عودتهم  من أفغانستان الى بلدانهم كانوا بمثابة خلايا نائمة بانتظار أوامر التنظيم وحتى العام 2001 استمر بالعمل للقاعدة وفي معسكر للتدريب في افغانستان).

هذا الكلام الذي يشير الى بلدان أخرى مثل ايطاليا وفرنسا ، حيث تشكل الاخيرة راس حربة عالمية في  قيادة الحرب السورية ، فالأوروبيون العائدون الى بلدانهم كانوا يمرون عبر المطارات ويعودون الى بيوتهم ويقومون بأعمال  ويترددون الى مساجد تحت المراقبة المستمرة والدقيقة من أجهزة المخابرات. التي لم تكن لتسمح لهم بهذه الحركة لولا ارتباطهم الوثيق بها و المصلحة المشتركة بين الطرفين التي بدأت في أفغانستان بحرب السوفيات ونراها الان في سوريا كما رأيناها في ليبيا والجزائر من قبل.