سجل تاريخ 16 آذار/ مارس 2011 يوماً أسوداً في تاريخ البحرين لناحية الانتهاكات التي تعرضت لها مهنة الطب في المملكة.
سجل تاريخ 16 آذار/ مارس 2011 يوماً أسوداً في تاريخ البحرين لناحية الانتهاكات التي تعرضت لها مهنة الطب في المملكة.
دفع الأطباء في مملكة البحرين ضريبة ممارستهم واجبهم، اعتُدي على الأطباء وأهينوا واعتقلوا وحوكموا بسبب تقديمهم العلاج لجرحى ومصابين تظاهروا في ساحات أرادوها ساحات للحرية.
يُسجل تاريخ هذا اليوم انتهاك القوات البحرينية مدعومة بقوات أجنبية شاركت في عداد قوات درع الجزيرة، مفهوم الحياد الطبي الذي يؤكد على ضرورة عدم إقحام الخدمات الطبية في أوقات النزاعات المسلحة والاضطرابات الأهلية، والذي يؤكد على وجوب السماح للأطباء بالعناية بالمرضى والجرحى بأن يلاقوا الرعاية الطبية بغض النظر عن انتماءاتهم السياسية".
صباح الأربعاء 16 آذار/ مارس 2011 حمل الهجوم الثاني على دوار اللؤلؤة لفض الاعتصام السلمي، أوقعت نيران العسكر مصابين وجرحى بعدما قُصف الدوار بالمروحيات العسكرية. لتنطلق المروحيات عُقبها باتجاه مجمع السلمانية الطبي أكبر المجمعات الطبية في البحرين.
كان مجمع السلمانية منذ 14 شباط/ فبراير 2011 قد استقبل 8 شهداء ومئات الجرحى والمصابين بنيران وغازات الأمن السامة، بعد أن كانت سيارات الاسعاف .
حوصر مجمع السلمانية الطبي، وأقدمت القوات العسكرية على الاعتداء على الطواقم الطبية أمام بوابات المستشفى مانعة الدخول أو الخروج.
كل من في السلمانية لم يسلم من بطش الأمن، فهوجم موظفو مكتب إدارة قسم التنظيفات في المستشفى وتعرضوا للضرب المبرح، كذلك جرى مع الموظفين في المغسلة... وجرى مباغتة أطباء في غرف العمليات أثناء قيامهم بواجبهم ومنهم الطبيب على العكري الذي انهالوا عليه بالشتم والضرب. ومُنع الدكتور العكري من مواصلة العملية.
احتجزت القوات العسكري جناحي 62 و63 اللذيْنٍ عجا بالمصابين والجرحى، خصوصاً إصابات الرأس، ومنعت الدخول إلا بإجراءات مشددة وتفتيش دقيق.
وبعد أن سلم كل من في مسشتفى السلمانية بأنهم محاصرون، وأطلقوا نداءات الاستغاثة التي بثتها بعض القنوات ومنها الجزيرة الانكليزية كما اتصلوا بمسؤولين. حضر وزير الصحة نزار البحارنة بنفسه إلى المجمع ولم يُسمح له بالدخول.
في اليوم نفسه أعلن الوزير استقالته ان منصبه بعد عجزه عن القيام بمهامه، وقال في تصريح صحفي ان استقالته بعد الاستغاثات المتكررة التي خرجت من المجمع، مشيراً أنه رغم وجوده لم يستطع المجمع تقديم خدماته.
كان هذا التاريخ مفصلياً ليضيف انتهاكاً أسوداً إلى سجل السلطات البحرينية. احتلال مجمع السلمانية الطبي لم يكن الانتهاك الوحيد بحق الكادر الطبي البحريني، اذ انطلقت عمليات الاعتقال بحق الأطباء منذ اليوم التالي.
اعتقل كل من د. علي العكري ود.محمود أصغر ود. ندى ضيف ود. غسان ضيف ود. باسم ضيف ود. عبد الخالق العريبي ود. نادر ديواني ود. جليلة العالي ورئيسة جمعية التمريض البحرينية رولا الصفار واعتقال د. زهرة السماك ود.عبد الشهيد فضل ود. نبيل تمام ود. نبيل حميد ود. عارف رجب ود. فاطمة حاجي ود. حسن التوبلاني..
حوكم الأطباء وأطلق سراح بعضهم تباعاً.. والجريمة: الالتزام بمقتضيات المهنة.