28-11-2024 12:57 PM بتوقيت القدس المحتلة

الجيش السوري يستعيد يبرود: تحول استراتيجي في المعركة

الجيش السوري يستعيد يبرود: تحول استراتيجي في المعركة

لم تكن يبرود مجرد بلدة او مدينة منذ كانت الحرب على سوريا، واستعادتها ليس محطة ميدانية بقدر ما هو تحول استراتيجي في المعركة .


عادت يبرود إلى كنف الدولة السورية.

لم تكن يبرود مجرد بلدة او مدينة منذ كانت الحرب على سوريا، واستعادتها ليس محطة ميدانية بقدر ما هو تحول استراتيجي في المعركة .. محطات كثيرة شَهدتها الحرب في سوريا لكن التحولات قليلة: بابا عمرو ، القصير ، الغوطة واليوم يبرود.

سريعا حسمها الجيش السوري بخلاف كل التوقعات ومنطق التكتيكات العسكرية والأساليب القتالية .. سريعا انهار آلاف المسلحين المحليين والخارجيين وسريعاً تهاوت كل التحضيرات على مدى عامين وتبددت الشعارات والبطولات والتهديدات بحفر القبور في يبرود.

ستترك معركة يبرود آثاراً عميقةً في وعيِ الجماعات المسلحة، وستخلف خلافات وانشقاقات بدأت فور الهزيمة تقاذفاً للمسؤوليات على شبكات التواصل واتهامات بالخيانة والتخاذل والغدر.

حسمت المعركة بسرعة قياسية برغم الميزات الجغرافية والتحصينات الطبيعية من مرتفعات صخرية ومغاور ومساحات جرداء وأبنية متلاصقة بشوارع منحدرة.

بسرعة انهارت نخبة الجماعات المسلحة من داعش والنصرة والجبهة الاسلامية والكتيبة الخضراء وكل ألوان الإرهابيين والانتحاريين المتدفقين من الخارج والمتراكمين من خيبات بابا عمرو والقصير وسائر القلمون.

سدت مسارب التهريب وخطوط الامداد بالسلاح والمسلحين من كل حدب وصوب عبر عرسال اللبنانية، وتأمنت طريق دمشق - حمص كلياً.

قطت رهانات عربية وغربية وحتى اسرائيلية على الجبهة الغربية بعد أن تصدعت الشمالية ولم تفلح الجنوبية.

والى كل ما تقدم شيء على قدر كبير من الأهمية، شيء يؤسس لمدرسة عسكرية في كيفية تفوق المدرعات على صواريخ موجهة في مناطق جرداء مفتوحة، وتفوق فريد من نوعه للمشاة في مساحات مفتوحة على قناصة يتحصنون في مرتفعات وشيارات.

كثيرة هي الدلالات التي حملها الحسم في يبرود، وكثيرا سيتردد صدى تداعياته على استراتيجيات الحرب في سوريا والمنطقة وربما في العالم.

حسن حمزة