ابرز ما جاء في الصحف اللبنانية اليوم الاثنين17/3/2014
تصدر خبر استعادة الجيش السوري لمدينة يبرود عناوين الصحف الصادرة صباح اليوم في بيروت، كما كان هناك رصد لموضوع التفجير الارهابي الذي استهدف بلدة النبي عثمان في البقاع الشمالي في وقت متأخر من ليل الاحد _ الاثنين.
السفير
«هزات ارتدادية» لمعركة القلمون
الإرهاب يضرب في النبي عثمان
بعد ساعات من سقوط يبرود التي كانت تشكل أحد أبرز معاقل تفخيخ سيارات الموت المرسلة الى لبنان، فجّر انتحاري نفسه بسيارة مفخخة في منطقة النبي عثمان البقاعية، إثر افتضاح أمره، في ما بدا أنها محاولة لـ«المكابرة» وتحويل الأنظار عن الهزيمة في عاصمة القلمون، وصولا الى الإيحاء بأن إخراج المجموعات المسلحة منها، لا يعني ضرب قدرتها على الإيذاء.
ويمكن القول إن انفجار الأمس يندرج في إطار «الهزات الارتدادية» للتحول الميداني الذي طرأ على مسرح المواجهة العسكرية في سوريا، بعد استعادة مدينة يبرود الإستراتيجية، في تطور نوعي يحمل دلالات تتجاوز الحدود الجغرافية للحدث، الى ما بعدها.
وفي حين كشفت مصادر أمنية مطلعة لـ«السفير» عن ورود معلومات حول احتمال تسرّب أكثر من سيارة مشتبه فيها الى الداخل اللبناني، أشارت المصادر ذاتها الى أن الأجهزة الأمنية المختصة تأخذ بعين الاعتبار احتمال أن تلجأ المجموعات المسلحة الى ردود فعل انتقامية، بعد هزيمتها في يبرود، وإن يكن هامش حركتها قد تقلّص بعد الضربة التي تلقتها.
وأفاد مراسل «السفير» في البقاع الشمالي علي جعفر أن شبانا اشتبهوا بسيارة «شيروكي» تسير بسرعة على الطريق بين النبي عثمان والعين، فتمت ملاحقتها من قبل عبد الرحمن القاضي( العين) وخليل خليل (الفاكهة) اللذين أمرا سائقها بالتوقف، وتردد أنه تم إطلاق النار على عجلات السيارة، فما كان من الانتحاري إلا ان فجّر نفسه بعد اكتشاف أمره، ما أدى الى استشهاد القاضي وخليل ووحيدة نزهة الى جانب سقوط عدد من الجرحى، نقلوا الى مستشفيات المنطقة، ومن بينهم حسين نزهة الذي أصيب بجروح خطيرة، علما ان بعض المصادر أشارت الى وقوع اربعة شهداء.
وتسبب الانفجار بأضرار كبيرة في السيارات والمنازل السكنية والمحال التجارية المجاورة للمكان الذي وقعت فيه الجريمة الإرهابية.
وتبنت «جبهة النصرة» في لبنان التفجير واعتبرت أن البيان الصادر باسم «لواء أحرار السنة» في بعلبك، والمتبني للتفجير ايضا، هو عمل استخباري، فيما رجح مصدر أمني زنة المواد المنفجرة بحوالى 120 كيلوغراما، احدثت حفرة بعمق 70سنتمترا، و راجت تكهنات بأن تكون السيارة قد أتت من وادي رافق، وأن تكون وجهتها الأصلية بعلبك أو الهرمل. وليلا قطع عدد من اهالي اللبوة الطريق استنكارا للجريمة.
...ومع سقوط يبرود وما تلاه من تفجير إرهابي في منطقة النبي عثمان، فإن السؤال الملحّ لبنانيا هو حول منحى التطورات المحتملة في الأيام المقبلة وما تفرضه من تحديات وانعكاسات على أمن الداخل الذي كان ولا يزال عرضة لتهديد المجموعات المسلحة المنتشرة على الجانب السوري من الحدود الشرقية، تارة بالقصف الصاروخي وطورا بالسيارات المفخخة.
صحيح، أن مقاتلي «النصرة» وأخواتها تلقوا ضربة قاسية في يبرود، شتتت قواهم وبعثرت صفوفهم، إلا أنه يبدو من المبكر الجزم بانتهاء مفعولهم التخريبي كليا.
وفي المعلومات، أن المدعو أبو عبد الله العراقي كان يقود مجموعات التفخيخ في يبرود، وهو ورفاقه مجهولي المصير، فإما أنهم قتلوا في المعركة أو فرّوا الى الخطوط الخلفية في فليطا ورنكوس. وقد عُثر أمس، في المدينة المستعادة على عدد من السيارات الرباعية الدفع (شبيهة بتلك التي انفجرت في الضاحية والهرمل)، بعضها من دون لوحات وبعضها الآخر يحمل لوحات لبنانية.
ويبدو أن تجفيف خطر السيارات المفخخة بشكل أكبر يرتبط بإنهاء وجود المسلحين في فليطا السورية، والتي يبدو أنها ستكون مسرحا للمعركة المقبلة، بعدما هرب اليها عدد كبير من مقاتلي «النصرة» الفارين من يبرود.
أما التحدي الآخر المترتب على سقوط يبرود، فيتعلق بهروب آلاف المسلحين نحو فليطا ورنكوس وعسال الورد الملاصقة للحدود مع لبنان، انتهاء بجرود عرسال التي تسلل اليها خلال الساعات الماضية، وفق المعلومات الأولية، قرابة 1500مسلح، فيما نُقل الى داخل البلدة حوالى 100جريح وعدد من القتلى.
وعندما تبدأ معركة السيطرة على فليطا ومحيطها، يُرجح حصول تضخم في حجم «نزوح» المسلحين السوريين الى جرود عرسال، الامر الذي قد يفرض على هذه البلدة الخيار: فإما ان تطلب من الجيش اللبناني تولي زمام الأمن في داخلها وجوارها الجردي، وترفع الغطاء عن كل مسلح يمكن أن يتلطى بها وبأهلها، وإما أن تصبح «رهينة» لهذا الدفق المتوقع من المسلحين، مع ما سيعنيه ذلك من استدراج للمواجهة اليها، ومن أزمة مع جوارها اللبناني الذي سيغلق نوافذه عليها.
وفي انتظار أن تحسم عرسال خيارها، عزز الجيش اللبناني تدابيره الاحترازية لمنع تسرب المسلحين الفارين من يبرود الى العمق اللبناني، فيما ابلغت مصادر عسكرية «السفير» أن الوحدات المنتشرة على الأرض اتخذت كل الإجراءات اللازمة للحؤول دون أي فوضى قد تترتب على التطورات الاخيرة، لافتة الانتباه الى أن الطبيعة الوعرة للجرود المتاخمة للحدود تجعل من الصعب ضبط التسلل اليها وبالتالي فإن مسؤولية الجيش تتركز على حصر بقعة الزيت ومنع توسعها الى ما بعد عرسال.
ولعل الملف الامني المتصل بوضع عرسال ومحيطها، سيكون الاستحقاق الابرز امام الحكومة بعد نيلها الثقة النيابية، سواء على مستوى الإجراءات الميدانية التي يجب أن تتخذها المؤسسة العسكرية ووزارة الداخلية أو على مستوى المعالجات الخدماتية لتداعيات ارتفاع أعداد النازحين السوريين.
طرابلس
شمالا، تجددت ليلا محاولات جرّ طرابلس الى مواجهة عبثية ضد الجيش اللبناني، بعدما استهدف مسلحون بعض مواقعه في محيط التبانة فردّ الجيش بالأسلحة المناسبة، في أعقاب اعتداءات على المراكز العسكرية أدت الى استشهاد عريف وجرح 15عسكريا.
ولم تنعكس أجواء التوافق حول البيان الوزاري على الوضع الأمني في طرابلس الذي استمر عصيّا على الاحتواء بعد أربعة أيام على انطلاق جولة العنف الـ20، في ظل رفض المجموعات المسلحة من كل الجهات الالتزام بوقف إطلاق النار.
وقد أدت الاشتباكات المتنقلة على المحاور وما رافقها من حملات تحريض واستهداف للجيش الى تعطيل كل أوجه الحياة في المدينة، وإلى فرض حصار عليها بالحديد والنار، وانفلات عدّاد الضحايا الذي سجّل حتى ليل أمس مقتل 10 أشخاص بينهم شهيد للجيش، وجرح نحو 70 شخصا.
ونشطت الاتصالات السياسية من أجل التهدئة وترك المعالجة الميدانية للجيش اللبناني
الاخبار
نهاية «دويلة القلمون»
حرب القلمون انتهت. لم تُحسَم كل معاركها بعد، لكن تحرير الجيش السوري وحزب الله لمدينة يبرود امس وجّه ضربة قاضية لمشروع «دويلة القلمون». في الجغرافيا، القلمون هي صلة الوصل بين حمص ودمشق. وهي البوابة الكبرى لسوريا على لبنان. وهي الجبال المنفتحة على بادية لا حدود لها: نحو حماه وحلب والرقة ودير الزور شمالاً، والعراق شرقاً، وكل ريف دمشق جنوباً.
كان مشروع المعارضة السيطرة على جبال القلمون، بشقيها: شرقي طريق دمشق ــ حمص (من شمالي الضمَيْر في ريف دمشق، إلى جنوبي «القريتين» في ريف حمص)، وغربيها (من شمالي الزبداني في ريف دمشق إلى جنوبي القصير في ريف حمص)، وإقامة «دويلة» على شكل شريط عرْضي يمتد من لبنان إلى العراق، يقسم سوريا إلى جزئين: دمشق وجنوبها من جهة، وحمص وشمالها وغربها. كانت سوريا ستسقط، عملياً، بيد المعارضة بلا كثير عناء. أمام ما كان يُرسَم للقلمون، كانت ستغدو تفاصيل صغيرة العمليات التي حُكي عنها سابقاً، مثل فصل دمشق عن حمص، وتالياً، قطع الطريق بين العاصمة والساحل.
في مواجهة ما حاكته المعارضة، صمد الجيش والقوى الرديفة له في غوطة دمشق، ثم أتت معركة الفصل في القصير. بدأ مشروع «دويلة القلمون» يترنح، إلى أن أسقطته معركة يبرود امس بالضربة القاضية. وسيؤدي سقوطه، بحسب مسؤولين ميدانيين، إلى «ارتدادات إيجابية» في كامل منطقتي حمص ودمشق خلال الأشهر المقبلة.
ليبرود والقلمون وجه آخر: الوجه اللبناني. أول سلاح ريف دمشق ومسلحوه مرّوا من لبنان عبر القلمون. وأول سلاح حمص ومسلحوها عبروا القصير وتلكلخ بعد البقاع ووادي خالد. لكن التسليح ليس سوى جزء بسيط من القصة. فنجاح مشروع «الدويلة» كان سيحتّم على اللبنانيين «التعايش» مع إمارة تمتد من حدود عكار شمالاً، إلى حدود مزارع شبعا جنوباً. إمارة لجبهة النصرة، أقوى الفصائل القلمونية. جبهة لا منافس لها إلا «الدولة الإسلامية في العراق والشام» المعروفة بـ«داعش»، او «الجبهة الإسلامية» التي لم تترك مجالاً طائفياً كان او سلوكياً للمزايدة على «النصرة» إلا واستغلته أبشع استغلال.
هذه الإمارة صدّرت إلى لبنان طلائع ما تنتجه: السيارات المفخخة. الغالبية العظمى من هذه السيارات خرجت من يبرود. كائناً من كانت الجهة التي تقف خلفها: «النصرة»، او «داعش» او «كتائب عبد الله عزام». لكن هل تعني نهاية معركة يبرود ان السيارات المفخخة لن تنفجر في لبنان؟ لا شك، بحسب أمنيين لبنانيين، ان معركة يبرود وتفكيك عدد من الشبكات الإرهابية في لبنان والاجراءات الامنية في الجرود الشرقية لمنطقتي بعلبك والهرمل، كلها عوامل ساهمت في إضعاف قدرة المجموعات الإرهابية على تنفيذ عمليات في لبنان. لكن عملية النبي عثمان أمس اكّدت أن الخطر لم يزُل، ولن يزول قريباً. صحيح ان الحرب حُسِمَت في القلمون، لكن المعارك لا تزال مستمرة. رنكوس وعسال الورد وفليطا ورأس المعرة ورأس العين كلها بلدات قلمونية ستشهد معارك او تسويات في الفترة المقبلة. ويتوقع معنيون ان يكون القتال في رنكوس هو الأشرس. ويتوقعون أيضاً أن تؤدي هذه المعارك إلى إضعاف المجموعات المعارضة أكثر وأكثر. فمنطقتها الآمنة التي اتخذت منها منطلقاً لعملياتها التفجيرية في لبنان ستتضاءل وتضمحل. وسيفرض ذلك على المجموعات الإرهابية إيجاد مناطق لها داخل لبنان لتفخيخ السيارات، ما سيُغيّر طبيعة المعركة بينها وبين الأجهزة الامنية اللبنانية.
وقع ما جرى في يبرود امس كان قاسياً على المعارضة. صمت شبه تام ساد منابر المعارضة وداعميها. وحده الناطق باسم «جبهة النصرة» في القلمون «عبد الله عزام الشامي» صرّح ملقياً باللائمة على «الخونة»، وعلى القوة النارية للجيش السوري، والقدرات القتالية لحزب الله. مصدر معارض قال لـ «الاخبار» إن معارضي الخارج عقدوا اجتماعاً في اسطنبول أمس، للتباحث في نتائج معركة يبرود. كان اللقاء عاصفاً، بحسب المصدر، والنقد الذاتي كان قاسياً. تم التركيز على تشتت المقاتلين، وعلى عدم وضوح الرؤية العسكرية لدى «القيادة السياسية» للمعارضة التي أسهمت في إرباك المقاتلين.
ما يمكن استخلاصه من أحاديث المعارضين هو اقتناعهم بأن أسوار دمشق تعلو امامهم أكثر فأكثر.
المستقبل
استنكار طرابلسي لاستهداف الجيش ومطالبته بالتحقيق «في ما يشاع عن تصفية جسدية لعدد من المطلوبين»
عرسال محاصرة بالاعتداءات.. والتفجيرات الانتحارية تتجدّد
جاء الأسبوع الطالع على وقع تصاعد تداعيات الوضع السوري على الداخل اللبناني، بدءاً من استمرار الافتراءات والاعتداءات على عرسال وأهلها وصولاً الى تجدد ظاهرة التفجيرات الانتحارية التي طاولت مجدداً منطقة البقاع الشمالي. في وقت استمر الوضع الميداني في طرابلس على حاله من الفلتان المريب والغريب.
وفيما كانت الضاحية الجنوبية وبعض أحياء بيروت وصولاً الى رويسات جديدة المتن تشهد إطلاق نار في الهواء ومواكب سيّارة ومظاهر ابتهاج بسقوط بلدة يبرود السورية، كانت بلدة عرسال عرضة لنحو 18 غارة جوية لطيران نظام الأسد استهدفت تلالها والمعابر الواصلة بينها وبين الداخل السوري ما أدى الى وقوع أربعة شهداء من بينهم ثلاثة أطفال. وذلك في موازاة تدفق آلاف النازحين إليها واستقبالها عدداً من الجرحى عدا عن جثث سبعة قتلى.
وأقفلت الطريق المؤدية الى عرسال ليلاً بعد أن كانت فُتحت بعد ظهر أمس عقب إقفالها في اللبوة منذ مساء السبت رداً على سقوط صواريخ من الداخل السوري أدت الى استشهاد المواطن صالح سيف الدين الجوني في النبي عثمان وجرح عدد آخر من المواطنين.
ولاقت خطوة قطع الطريق حالة من الاستياء الشديد لدى أهالي عرسال خصوصاً في شأن تراخي الأجهزة الأمنية والعسكرية المولجة حفظ أمن الطريق، وعدم إزالتهم السواتر الترابية. وأكد لقاء استثنائي عُقد في بلدية البلدة إدانة الارهاب «من أي مكان أتى ولأي جهة انتمى وإدانة إطلاق القذائف والصواريخ من السلسلة الشرقية المحاذية لجرود عرسال باعتبارها صواريخ فتنة». كما استنكر قطع الطريق المؤدية الى عرسال واعتبر ذلك أيضاً مثيراً للفتنة.
وطالب اللقاء «أبناء المنطقة والجيران بإعلاء صوت العقل والحكمة والنأي بالنفس عن الحريق المشتعل في سوريا لأننا وإن تعددت المصادر واختلفت المواقع، شركاء في الهم والمصيبة ولعلنا نسدّ منافذ الفتنة وشرورها».
السيارات المفخّخة
وفي موازاة ذلك عادت التفجيرات الانتحارية لتضرب في منطقة البقاع الشمالي مجدداً، حيث سُجّل في حدود العاشرة مساء تفجير انتحاري بسيارة مفخخة في وسط بلدة النبي عثمان ما أدى الى مقتل 4 أشخاص وإصابة سبعة آخرين بجروح.
وأفادت مصادر أمنية أن انتحارياً فجّر نفسه بالسيارة التي كان فيها وهي من نوع جيب «شيروكي» بعد محاولة توقيفه اثر الاشتباه فيه، ما أدى الى مقتل اثنين هما مسؤول «حزب الله» في المنطقة عبدالرحمن القاضي وخليل خليل وإصابة 11 آخرين بعضهم جروحه خطرة، إضافة الى تسجيل خسائر مادية جسيمة.
وبثت قناة «المنار» أن سيارة الجيب كانت محمّلة بعبوة زنتها 120 كيلوغراماً من المتفجرات.
وفيما تبنى تنظيم يُطلق على نفسه اسم «لواء أحرار السنّة في بعلبك» التفجير ودعا «حزب الله» والجيش الى «التحضر لمعركة يبرود في الداخل اللبناني»، حذرت «حبهة النصرة في لبنان» من أن «حساب ما يُسمى أحرار السنة في بعلبك (على مواقع التواصل الاجتماعي) ما هو إلا حساب استخباراتي يعتمد على الكذب والافتراء».
وتبنّت «النصرة» في تغريدة على موقع «تويتر» التفجير وقالت انه «ردّ على تبجّح وتشدّق حزب إيران باغتصاب يبرود».
وقال وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق لمحطة «ال.بي.سي» تعليقاً على ما حصل «سنتصرف بتضامن ومسؤولية في هذه الحكومة لمعالجة مربّع الموت الذي ذكرته سابقاً والذي يشمل ايضاً بريتال، وبوجود هذه الحكومة ستكون المواجهة أفضل».
وأوضح المشنوق في حديث آخر الى محطة «ام.تي.في» «ان هذه العملية مُدانة وإجرامية أيًّا كان من يقوم بها(...) هذه تنظيمات لا عمل لها إلا الارهاب ولا هدف لها إلا إشعال الفتنة في لبنان».
وأشار الى أن هذه السيارة هي الرقم 14 التي تنفجر داخل لبنان من طرابلس الى الهرمل»، مؤكداً أن هذه العمليات تتطلب تفاهماً جديًّا وتحمّل مسؤوليات جدّية كل القوى السياسية».
ويُشار الى أن «حزب الله» شيّع أمس جثث سبعة من عناصر سقطوا في معركة يبرود السورية، علماً أن بعض مواقع المعارضة السورية كانت أشارت الى سقوط أكثر من خمسين مقاتلاً للحزب في الأسبوع الماضي.
وكان لافتاً في المقابل ان «احتفالات» «حزب الله» وأنصاره بسقوط يبرود استمرت حتى ساعات الليل وتضمنت مواكب بالسيارات والدراجات النارية جابت شوارع بيروت والضاحية وجديدة المتن والمنطقة المحيطة بالنبعة وسن الفيل وأطلق المشاركون فيها شعارات وأهازيج فئوية وسياسية استفزازية. بعد أن كان جرى خلال النهار إطلاق النار في الهواء وتوزيع الحلوى على المارّة في أكثر من منطقة جنوباً وبقاعاً.
طرابلس
على الجانب الآخر، كانت طرابلس تشهد استمراراً للتوتر والاشتباكات عند محاور القتال بين جبل محسن وباب التبانة بحيث وصل عدد الشهداء الى 12 من بينهم جندي من الجيش والجرحى الى أكثر من ستّين.
ودعا لقاء عُقد في منزل النائب محمد طبارة في حضور نواب طرابلس و«اللقاء الوطني الاسلامي» وفاعليات من منطقة التبانة، الى «إعادة بناء الثقة بين أبناء المدينة والمؤسسات العسكرية والأمنية وعلى رأسها الجيش اللبناني والعمل على إجراء التحقيقات اللازمة بما يشاع عن عمليات تصفية جسدية لعدد من المطلوبين، وإعادة النظر في الاجراءات المتخذة وعدم الافراط في استخدام القوة».
واستنكر اللقاء «أي استهداف أو اعتداء على الجيش اللبناني»، وشدد على «ضرورة تطبيق العدالة على كل المخلّين بالأمن والخارجين عن القانون، بدءاً من المتورطين بتنفيذ التفجيرات الارهابية في مسجدي التقوى والسلام».
وتصاعدت حدّة الاشتباكات ليلاً وشملت الى المحاور التقليدية، مناطق الزاهرية وشارع سوريا والملّولة وسط أنباء تحدثت عن استهداف عدد من مواقع الجيش.
من جهته، أسِف رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان «لسقوط الشهداء من العسكريين والضحايا من المدنيين جرّاء عودة التوتر الى طرابلس ومحيطها وتعرّض بلدات بقاعية سيّما منها اللبوة وعرسال للقصف الذي يدفع ثمنه اللبنانيون من أرواحهم وارزاقهم وممتلكاتهم فيما لا يزال العدو الاسرائيلي يواصل اعتداءاته وتهديداته وقصفه القرى الجنوبية خارقاً القرار 1701 الذي دعا إعلان بعبدا الى احترامه وتنفيذه».
النهار
تداعيات لبنانية ليبرود: تفجير في النبي عثمان عرسال برميل بارود وطرابلس "تستهدف" الجيش
بعيدا من البيان الوزاري الذي دعا الرئيس نبيه بري مجلس النواب الى مناقشته والاقتراع على الثقة بالحكومة، في جلسة عامة تعقد يومي الاربعاء والخميس المقبلين، برزت الى الواجهة أمس التطورات الامنية في عرسال وجرودها، كما في طرابلس التي تشهد على الجولة العشرين من الاقتتال. لكن تفجير انتحاري نفسه بسيارته العاشرة ليلاً في النبي عثمان البقاعية سرق الاضواء مجدداً بعد غياب موجات العمليات الانتحارية قرابة شهر، اثر التفجير الذي استهدف حاجزاً للجيش اللبناني في الهرمل في 22 شباط الماضي. وأدى التفجير الى استشهاد أربعة اشخاص وسقوط عدد من الجرحى. والسيارة من نوع "نيو غراند شيروكي" كانت تحت مراقبة دورية لـ"حزب الله" حاولت مباغتة السائق وتوقيفه، ولما بالغ في السرعة اطلقت الدورية النار عليه، فاختار مكاناً مكتظاً وفجر نفسه. وقتل خليل خليل وعبدالرحمن القاضي اللذان كانا في عداد الدورية.
والملف الامني أول استحقاق ساخن ومتفجر يواجه الحكومة بعد بيانها الوزاري، اذ تشير معلومات الى ان عدد النازحين السوريين الى عرسال ارتفع الى نحو 90 الفاً، يضاف اليهم المسلحون الذين فروا من يبرود والذين قدرت مصادر غير اكيدة عددهم بالف مقاتل، عمل سلاح الجو السوري على ملاحقتهم فشن نحو 17 غارة متلاحقة على جرود عرسال.
هذا الوضع في عرسال زاد التوتر مع المحيط وخصوصاً مع اللبوة التي اقفلت الطرق المؤدية الى البلدة، وما لبث ان حصل التفجير بعيد فتح الطريق وتسرب اخبار عن خروج الانتحاري من عرسال مما رفع مجدداً منسوب القلق.
وهكذا تبدأ حكاية جديدة على الحدود اللبنانية - السورية مع سقوط يبرود في ظل تحميل القرى المجاورة لعرسال مسؤولية أيضاً في سقوط القذائف الصاروخية عليها اثر إستخدام المسلحين اراضي عرسالية لاطلاق قذائفهم، مما يكاد يحدث فتنة بين اهالي هذه القرى والبلدة وآخرها سقوط أربع قذائف صاروخية عصر السبت على بلدتي اللبوة والنبي عثمان في منطقة البقاع الشمالي أودت بحياة الفتى عباس صالح سيف الدين (15 سنة) واصابت ثلاثة آخرين، اضافة الى الحاقها اضراراً بعدد من المنازل والسيارات.
معلومات
وعلمت "النهار" ان رئيس الوزراء تمام سلام استدعى قائد الجيش العماد جان قهوجي للاطلاع منه صباح اليوم على التقارير المتصلة بعرسال ومحيطها وخصوصا ما يتعلٌق بالنازحين بفعل التطورات الاخيرة بيبرود لكي يبنى على الشيء مقتضاه. كما ستجرى في الاجتماع متابعة لحوادث طرابلس الاخيرة والاجراءات المتخذة لضبط الاوضاع فيها.
"حزب الله"
وفي التوترات المتنقلة، عمد انصار "حزب الله" الى تنظيم مسيرات سيارة احتفاء بانتصارهم والنظام السوري في يبرود، فجابت المواكب الضاحية الجنوبية، وكذلك كورنيش المزرعة حيث تسببت باشكال تدخل الجيش لحله، وفي جديدة المتن حيث استفز الاهالي.
طرابلس
من جهة أخرى، ارتفعت حصيلة ضحايا جولة العنف الـ20 في احياء طرابلس الشمالية الى 12 قتيلاً و57 جريحاً بينهم شهيد للجيش تمت تصفيته مباشرة على أيدي مسلحين، وخمسة عسكريين من الجرحى استهدفوا مباشرة، بعد مقتل المطلوب مصطفى النحيلي الذي اتهم الجيش بقتله، وصدرت دعوات وفتاوى تبيح دم العسكريين مساء السبت الماضي.
البيان الوزاري
أما سياسياً فمن المتوقع وفق معلومات "النهار" ان تؤدي المعالجات مع حزب الكتائب اليوم الى نهاية ايجابية لملف البيان الوزاري الذي تم الاتفاق عليه في جلسة طويلة لمجلس الوزراء ليل الجمعة، وقوبل بتحفظ وتهديد بالاستقالة من وزراء الكتائب.
وفي المعلومات المتوافرة ان رئيس حزب الكتائب الرئيس امين الجميل اتصل برئيس الجمهورية ميشال سليمان، كما اتصل وزيرا الحزب سجعان قزي ورمزي جريج بالرئيس سلام. وفي ضوء الاتصالات سيكون هناك تحرك من سليمان اليوم، ومثله من سلام، من أجل ايجاد مخرج بعدما تبلغ حزب الكتائب مواقف المراجع المسؤولة والحلفاء ولا سيما منهم الرئيس سعد الحريري، الذين تعاملوا بجدية ومسؤولية مع موقف الحزب الذي ابلغهم انه لا يسعى الى اسقاط الحكومة بل الى تحصينها.
اللواء
تفجير إنتحاري في النبي عثمان ردّاً على يبرود
إرتفاع ضحايا إشتباكات طرابلس إلى 11 بينهم جندي
إذا كان الرئيس تمام سلام سيستهل البيان الوزاري لحكومته، عند العاشرة والنصف، من قبل ظهر الأربعاء المقبل، أمام المجلس النيابي لنيل ثقته، بالإشارة الى «الظروف الاستثنائية التي طبعتها الهواجس الأمنية»، فإن جدول أعمال «حكومة المصلحة الوطنية» بعد نيل الثقة، وحتى قبلها، سيكون بمواجهة تحديات ما بعد دخول الجيش السوري النظامي الى «يبرود» واشتداد المواجهة في البلدات السورية المحاذية لها امتداداً الى الحدود الشرقية، وربما الشمالية مع لبنان، في ضوء طلائع المواجهات التي انخرط بها الجيش اللبناني في النقاط عند الأودية والمنخفضات الجردية في مرتفعات عرسال، والمواجهات التي جرت بين وحدات منه والعناصر المسلحة في التبانة في طرابلس، حيث يعتقد محللون أن الاشتباكات التي كانت دائرة بين باب التبانة وجبل محسن، تخطت أن يكون البيان الوزاري هو سبب هذه الاشتباكات.
وفيما كانت الأنظار سياسياً تتجه الى التفاهم على «توضيحات» تبقي وزراء حزب الكتائب داخل حكومة الرئيس سلام، لجهة توضيح العلاقة بين المقاومة ومرجعية الدولة، فرضت العملية الانتحارية التي وقعت ليل أمس على مفرق النبي عثمان - العين في البقاع، نفسها على جدول الاهتمام الرسمي والأمني، باعتبارها واحدة من أخطر تداعيات التطورات المتسارعة عند الحدود اللبنانية - السورية، وفي ضوء بدايات الاحتكاك بين اللبوة وعرسال، على الرغم من أن الجيش تدخل أكثر من مرة لإبقاء الطريق مفتوحة بين البلدتين، ومنع اندلاع الاشتباكات بينهما أو فتح جبهة جديدة.
وإذا كانت الحكومة، قبل بروز تحديات نتائج معركة يبرود قد أعلنت عن طموحها «بتشكيل شبكة أمان سياسية من أجل تحصين البلاد أمنياً، ومواجهة الأعمال الإرهابية بمختلف أشكالها واستهدافاتها»، فإن ما أعلنه الرئيس ميشال سليمان من أسف «لسقوط شهداء من الجيش اللبناني وضحايا من المدنيين، سواء بعد عودة التوتر الى طرابلس، وتعرّض بلدات بقاعية للقصف، من شأنه أن يشكل عنوان الاهتمام الرسمي بالتصدي، عبر الحكومة مجتمعة وبأدواتها الشرعية، للحؤول دون تحوّل الحدود اللبنانية شرقاً وشمالاً الى نقاط ساخنة أو خطوط تماس.
البيان الوزاري
أما البيان الذي وزعت نسخ رسمية عنه على الوزراء السبت، تمهيداً لإحالته الى المجلس النيابي اليوم لتوزيعه على النواب قبل 48 ساعة من موعد مناقشته، فقد أكد بأن الحكومة «تولي أهمية استثنائية لمواجهة الأعمال الإرهابية بمختلف أشكالها واستهدافاتها بكل الوسائل المتاحة للدولة، وهي ستتابع تعزيز قدرات الجيش والقوى الأمنية لتمكينها من القيام بهذا الواجب، إضافة لواجباتها في حماية الحدود وضبطها وتثبيت الأمن».
وتعهّد البيان، في هذا المجال «بتسريع عملية تسليح الجيش وتجهيزه من خلال مختلف مصادر التمويل، وعلى وجه الخصوص بفضل المساعدة السعودية الكريمة بقيمة ثلاثة مليارات دولار».
واعتبر أن أهم التحديات الملحّة أمام الحكومة، هو خلق الأجواء اللازمة لإجراء الانتخابات الرئاسية في موعدها، وأنها سوف تعمل على تأمين مناخات إيجابية للحوار الوطني الذي يدعو إليه ويرعاه رئيس الجمهورية، ولاستئناف النقاش حول الاستراتيجية الدفاعية الوطنية، كما ستعمل على متابعة وتنفيذ مقررات جلسات الحوار السابقة، وتلك الصادرة عن هيئة الحوار الوطني في القصر الجمهوري في بعبدا (في إشارة الى إعلان بعبدا).
وبالنسبة الى ملف النازحين السوريين الذين تجاوز عددهم قدرة لبنان على التحمّل لانعكاساته على الأوضاع الأمنية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية، فقد تعهدت الحكومة بالعمل على وضع الآليات اللازمة، بما يسمح بمعالجة وجودهم المؤقت ونتائجه على مختلف الصعد وتحميل المجتمعين العربي والدولي مسؤولياتهما بهذا الأمر، وأن الحكومة ستلاحق تنفيذ خلاصات مجموعة الدعم الدولية للبنان.
جلسات الثقة الأربعاء
وكان الرئيس نبيه بري قد دعا أمس الى جلسة عامة تعقد في العاشرة والنصف من يومي الأربعاء والخميس للمناقشة والاقتراع على الثقة، وهي الجلسة الأولى التي ستنعقد حتماً منذ جلسة التمديد للمجلس في 30/5/2013، حيث توقف المجلس عن عقد جلسات تشريعية، بالرغم من الدعوات العشر التي وجهها الرئيس برّي على مدى السنة الماضية، بسبب اختلاف النواب على التشريع في ظل حكومة مستقيلة.
وتوقعت مصادر نيابية، في هذا الإطار، أن لا يتجاوز سقف الثقة 114 نائباً بحد أقصى أو 110 نواب، على أن لا يقل عن مائة في حال حصلت مفاجآت غير متوقعة داخل الكتلة الواحدة، وذلك نظراً لأن من سبق وسموا الرئيس سلام في استشارات التأليف هم 124 نائباً، علماً ان كتلة نواب «القوات اللبنانية» ستحجب الثقة، بالإضافة إلى نواب مستقلين كالنائبين مروان حمادة ودوري شمعون، مع احتمال غياب عدد من النواب كالرئيس سعد الحريري والنائب عقاب صقر، وربما يغيب نواب ايضاً لاعتبارات امنية، او بداعي السفر.
هواجس الكتائب
وعلى صعيد التوضيحات التي طلبها حزب الكتائب، فان الاتصالات تركزت على أن الحزب متفهم أن لا إمكانية لإعادة النظر بالبيان الوزاري، وأن جل ما يطلبه يتعلق بتوضيح فقرة المقاومة لجهة ربط المقاومة بمرجعية الدولة، لأن الدولة هي مرجعية كل شيء، وما يهم الحزب، وفقاً لوزير العمل سجعان قزي ضمانات واضحة تزيل الالتباس، وهذه الضمانات يمكن أن تأتي اما على لسان الرئيس سليمان أو على لسان الرئيس سلام.
وذكرت مصادر متابعة، أن حزب الكتائب اعتبر تصريح الرئيس سليمان امام وفد من طلاب وشباب الحزب، بأنه يصب في الاتجاه الصحيح لجهة تفهمه موقف الكتائب وحرصها على أن تكون الدولة هي المرجعية لكل ما يحدث على الأراضي اللبنانية.
وفي السياق نفسه، أوضح وزير الإعلام، الحليف للكتائب، في اتصال مع «اللواء» أن الحزب لم يشترط تصحيحاً لما ورد في البيان، بل يريد تطمينات وتوضيحات من قبل المراجع الحكومية، مؤكداً ان الكتائب لم يطالب أيضاً بعقد جلسة لمجلس الوزراء، مثلما تردّد، كاشفاً عن اتصالات تتم على أعلى المستويات مع الحزب، املاً في أن تؤدي الى نتائج مرجوة، لأن وجود الكتائب داخل الحكومة يُشكّل عنصراً مهما، نظراً للدور الاساسي الذي تمثله في الحياة السياسية.
وقال الوزير جريج: الكتائب عبّر عن هواجسه، كان تحفظه داخل مجلس الوزراء بقرار من المكتب السياسي، فهو يُؤكّد أهمية أن تكون مقاومة الاحتلال تحت كنف الدولة وضمن مرجعيتها، وهذا أمر محق بالنسبة إليه، ولهذا السبب طلب التوضيح.
ورداً على سؤال، أجاب: «صحيح أن البيان الوزاري واضح في إحدى فقراته المتعلقة بواجب ومسؤولية الدولة في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي، إنما شاء الحزب أن يطلب توضيحاً اقوى، وأنا اتفهم هذا الموقف، فأنا حليف له، اما موقفي من الاستقالة أو عدمها، فأعبّر عنه عندما يطرح، متمنياً عدم الوصول الى هذا القرار، أي قرار الاستقالة.
تجدر الإشارة إلى أن الرئيس أمين الجميل قطع زيارته للخارج وترأس السبت اجتماعاً استثنائياً للمكتب السياسي لبحث مسألة تحفظ الحزب على فقرة المقاومة في البيان، قر على اثره المكتب «ربط استقالة وزراء الحزب بمعالجة رسمية للالتباس الخطير في دور الدولة ومكانتها وسيادتها ومرجعيتها في القرار الوطني، على ان يتقدّم الوزراء باستقالاتهم رسمياً قبل البدء بمناقشة البيان الوزاري، في حال لم تتم المعالجة المطلوبة.
انفجار النبي عثمان
وبينما كانت الأنظار مشدودة إلى تداعيات معركة يبرود، ولا سيما لارتباط بعض نتائجها بالوضع في عرسال وهي المدينة المتاخمة للحدود، حيث تعرّضت بعض المناطق القريبة من جرودها لقصف الطيران السوري، ونقل إليها بعد الظهر قوافل ضحايا يبرود، حيث وصل إلى مستوصف المدينة عشرة قتلى من المسلحين ونحو مائة جريح، انفجرت قرابة العاشرة من ليل أمس، سيّارة مفخخة يقودها انتحاري على الطريق الدولية وسط بلدة النبي عثمان عند محلة الجسر قرب محطة «العاشق»، وأمام مسجد الحسين في البلدة، أدى انفجارها الى استشهاد أربعة أشخاص وإصابة 11 آخرين بجروح، اضافة إلى احتراق عدد من السيارات ووقوع أضرار مادية جسيمة في الجامع والمباني المجاورة.
وبحسب المعلومات، فإن الانتحاري الذي كان يستقل السيارة، وهي من نوع غراند شيروكي سوداء اللون، صنع 1999، كان يقود سيارته بسرعة لافتة على طريق النبي عثمان - الفاكهة - العين باتجاه اللبوة، آتياً من جرود عرسال، وأثار شبهة عدد من الشبان، من بينهم الشابان عبد الرحمن القاضي وخليل خليل، فطاردوه وطلبوا منه التوقف، ثم عندما بادرا إلى اطلاق النار، فجر الانتحاري نفسه بالسيارة.
وقدر مصدر أمني زنة العبوة في السيارة المفخخة بـ120 كيلوغراماً، وتبين من التحقيقات الأولية ان السيارة كان لونها أخضر، وهي مسروقة لشخص من آل الحسيني.
وأعلنت «جبهة النصرة في لبنان» في بيان تبنيها للإنفجار، وذلك رداً على اغتصاب «حزب الله» لمدينة يبرود، نافية أن تكون العملية من مسؤولية «لــواء أحرار السنة في بعلبك» الذي أعلن بدوره مسؤوليته عن العملية «ثأراً ليبرود»، مشيراً إلى انه «حذر من نقل حمام الدم إلى الداخل اللبناني اذا بقي «حزب الله» يتصرف بتهوره ويقوم بمضايقة أهالي عرسال.
طرابلس
في هذا الوقت، استمرت المواجهات في طرابلس بين الجيش ومسلحين في بعض شوارع المدينة، ولا سيما في التبانة ومحلة الملولا، فيما استمرت الاشتباكات بين التبانة وجبل محسن، وأدت هذه الاشتباكات منذ أربعة أيام، إلى ارتفاع عدد القتلى إلى 12 بينهم جندي توفى أمس بعد اصابته بجروح في هجوم شنه مسلحون على دورية تضم ناقلتي جند، بينما ارتفع عدد الجرحى إلى حوالى 70 بينهم 17 جندياً.
وأوقف الجيش العديد من الأشخاص خلال مداهمات ليل السبت، ورد على مصادر النيران، كما عمد على توسيع انتشاره في عدد من الأحياء في مناطق الاشتباكات.
الموضوعات المدرجة تعرض أبرز ما جاء في الصحف، وموقع المنار لا يتبنى مضمونها