جولة في الصحافة الغربية في 16-2-2011
انهار الحلف الاستراتيجي بين مصر واسرائيل
أميركا ثم العالم
هل النظام الجزائري هو التالي
انهار الحلف الاستراتيجي بين مصر واسرائيل
هآرتس :معظم مواطني اسرائيل وُلدوا أو هاجروا الى البلاد في فترة حكم حسني مبارك في مصر، ولم يعرفوا في حياتهم واقعا مغايرا. هذا هو معنى الاستقرار الذي منحه مبارك للفهم الاسرائيلي. في كل التقلبات التي اجتازها الشرق الاوسط في العقود الثلاثة الاخيرة، يتخذ النظام المصري صورة الصخرة المنيعة. زعماء اسرائيل عرفوا بأن جناحهم اليساري مأمون، حين انطلقوا الى الحروب، بنوا المستوطنات وأداروا محادثات السلام في الجبهات الاخرى. الاحتكاكات في علاقات القدس والقاهرة، مهما كانت مثيرة للغضب، لم تهز أسس الحلف الاستراتيجي الذي نشأ في اتفاق السلام الاسرائيلي المصري.
استقالة مبارك بعد 18 يوما من المظاهرات في المدن المصرية، تُدخل المنطقة بشكل عام واسرائيل بشكل خاص في عصر جديد من انعدام اليقين. الولاية الطويلة للرئيس المصري لم تخرج عن المعايير الدارجة في الشرق الاوسط. حافظ الاسد قاد سورية ثلاثين سنة، مثل مبارك في مصر؛ الملك حسين وياسر عرفات شغلا منصبيهما أكثر من اربعين سنة. ولكن، عندما نزلوا عن المنصة، بقي إرثهما مضمونا. الحسين والاسد توج مكانيهما ابناهما بعدهما، وعرفات حل محله نائبه القديم محمود عباس. هذا هو السبب الذي يجعل تغيير الأجيال في الاردن، في سورية وفي السلطة الفلسطينية، يلقى القبول بطبيعية ولا يثير قلقا خاصا في اسرائيل. ما كان متوقعا ومعروفا، فانه لا يخيف.
ليس هذا هو الوضع في مصر. فقد خُلع مبارك من كرسيه على عجل، قبل ان يتمكن من اعداد أي من رجال بلاطه أو ابنه لخلافته في الرئاسة. قادة الجيش الذين تلقوا منه صلاحيات الحكم، يسعون الى تهدئة الجمهور في مصر والأسرة الدولية بالوعود في أنهم لا يعتزمون اقامة طغمة جديدة في القاهرة، بل أن يسلموا المسؤولية الى أيدي مدنية ويقودون الامور نحو الانتخابات. ولكن ليس لأحد، بمن فيهم الجنرالات في المجلس العسكري الاعلى لمصر، أي فكرة كيف ومتى سينتهي تداول السلطة. التجربة التاريخية تفيد بأنه بعد الثورات تكون حاجة الى عدة سنوات من صراعات القوى الداخلية الى أن يستقر النظام الجديد.
انعدام اليقين هذا يقلق رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو. ردود فعله في الايام الاولى من الثورة بثت قلقا عميقا على انهيار السلام مع مصر. وقد حاول ان يؤخر قدر الامكان سقوط مبارك، دون جدوى، وأمس رحب ببيان الجيش المصري الذي قال ان كل الاتفاقات الدولية ستُحترم، بما فيها السلام مع اسرائيل.
نتنياهو يخاف ان تتحول مصر الى جمهورية اسلامية معادية لاسرائيل، مثابة ايران جديدة وأكثر قربا. وهو يأمل ألا يحصل هذا، وان تقف مصر في المكان الذي توجد فيه اليوم تركيا: الحفاظ على العلاقات الرسمية مع اسرائيل، السفارات وخطوط الطيران والعلاقات التجارية، وذلك الى جانب انتقاد حاد للسلوك الاسرائيلي تجاه الفلسطينيين. السيناريو الافضل في نظره، حتى لو كان أقل معقولية، هو ان تكون مصر مثل تركيا قبل عصر اردوغان دولة مؤيدة لامريكا تحت سيطرة جيشها.
نتنياهو تقاسم مع مبارك الخوف المشترك من تعزز قوة ايران. فقد كانت مصر دولة أساسية في المحور السني، 'المعتدل'، الذي وقف الى جانب اسرائيل والولايات المتحدة ضد محمود احمدي نجاد وحلفائه في لبنان، في سورية وفي غزة. سقوط النظام في القاهرة لا يُغير هذا المنطق الاستراتيجي. الثوار في ميدان التحرير عبروا عن العزة الوطنية المصرية، وليس عن الاعجاب بالثورة الاسلامية في ايران. من سيرث مبارك سيرغب في مواصلة هذا الخط بل وأن يعزز الوطنية المصرية لا أن يجر مصر الى ان تكون ملحقة بحكام طهران.
هذا لا يعني ان ورثة مبارك سيشجعون اسرائيل على مهاجمة المنشآت النووية الايرانية. بالعكس: سيكونون منصتين للرأي العام في العالم العربي الذي يعارض الضربة المانعة (الوقائية) لايران. اسرائيل ستجد صعوبة في أن تعمل بعيدا في الشرق عندما لا يمكنها أن تعتمد على موافقة هادئة لعملياتها من الغرب. بدون مبارك، لا هجوم اسرائيلي في ايران. من سيحلون محله سيخافون غضب الجماهير، في أن يظهروا كعملاء لمثل هذه الحملة.
من يعارضون الهجوم، او يخافون من نتائجه رغم أنهم يتظاهرون بأنهم معه مثل نتنياهو ووزير الدفاع ايهود باراك نالوا الآن الذريعة المطلقة. أردنا ان نهاجم ايران، سيكتبان في مذكراتهما، ولكن لم يكن بوسعنا بسبب الثورة في مصر. ومثلما يروي اولمرت كيف كاد ان يصنع السلام، سيرويان كيف كادا ان يصنعا الحرب. في ذهابه، منع مبارك حربا وقائية اسرائيلية. ولعل هذه هي على ما يبدو مساهمته الاخيرة في الاستقرار الاقليمي.
أميركا ثم العالم
ميدل إيست أونلاين: كتب روبرت درايفوس :سأمنح الرئيس أوباما تحية ونصف التحية لفقرة السياسة الخارجية (القصيرة جداً) التي خصصها في خطابه عن حالة الأمة. وكان مما يصب في صالحه أنه لم يثر طيف الصين كتهديد للمصالح الامنية الأميركية، بل عمد بدلاً من ذلك إلى استخدام التقدم الاقتصادي والابتكارات التكنولوجية في الحواسيب والمساق فائق السرعة والتعليم العالي في الصين ليبرزها جميعا كتحد لتعزيز الاستثمار الأميركي في التعليم والتكنولوجيا. كما لم يحاول تخويف الأميركيين بشيء من التهديد الوجودي المضخم من تنظيم القاعدة أو إيران. وبالنسبة لأفغانستان قال: "وفي تموز (يوليو) المقبل، سوف نشرع في سحب قواتنا إلى الوطن".
ولم يعلن بصوت عال عن "النزعة الاستثنائية" الأميركية بالضبط، كما لم يزعم بأن مهمة أميركا هي إعادة صنع العالم بعبارات عديدة، لكنه اضاف إلى خطابه عبارة غريبة: "لا يوجد اي قوة عظمى منافسة مصطفة ضدنا". ومن دون قول ذلك صراحة، صور الولايات المتحدة، إذن، على أنها القوة العظمى الوحيدة في العالم، في رؤية ضالة تعزز وجهة نظر المحافظين الجدد والمتطفلين الليبراليين بأن لدى أميركا نوعا من المسؤولية المبهمة عن باقي العالم. وأعلن: "لقد تجددت القيادة الأميركية واستعيدت صورة أميركا "حقاً؟ لكن أوباما لم يتطرق في كلمته إلى الرؤية الضرورية المتواصفة للولايات المتحدة كقوة عالمية متداعية يعتمد مستقبلها على التوصل إلى سلسلة من التأقلمات مع على الاقل خمس او ست قوى ومناطق صاعدة اخرى.
وكعلامة على إنجازات إدارته، استشهد أوباما بالعراق حيث "سننهي في هذا العام مهمة سحب قواتنا إلى خارج العراق". وربما يكون الأمر كذلك، لكن أميركا تكون قد تركت في أعقاب ذلك دولة متشظية قتل منها ومات مئات الآلاف، ودمرت بنيتها التحتية. وأكثر من أي شيء آخر كما قال في كلمة سابقة له، يرى أوباما العراق كمكان "حان الوقت لطي صفحته"، لكن البلد الذي تتركه الولايات المتحدة وراءها بات جرحا مفتوحاً، وخراباً فعليا لدرجة أن جيرانه بمن فيهم إيران والمملكة العربية السعودية وتركيا، يخططون لتقسيمه والتضحية به".
وبخصوص أفغانستان، الحرب الأخرى، رسم أوباما صورة ورؤية عن الحرب التي تساء إدارتها على نحو كارثي، والتي سقطت فيها المزيد والمزيد من المحافظات الأفغانية في قبضة أو نفوذ طالبان مع وجود ملاذات آمنة لا يمكن النفاذ إليها، والتي تغذي حركة تمرد لن تذهب بعيداً في بلد تشتهر حكومته بأنها فاسدة على نحو لا يمكن تقويمه، وبأنها ضعيفة. وبالنسبة لأوباما، فإن كل شيء يبدو، مع ذلك، حسناً.
وأضاف أوباما عن أفغانستان: "في أفغانستان، استولت قواتنا على معاقل لطالبان ودربت قوات الأمن الأفغانية. أن هدفنا واضح. فمن خلال منع طالبان من إعادة إطباق قبضة قوية على الشعب الأفغاني، فإننا سنحرم تنظيم القاعدة من الملاذ الآمن الذي كان في السابق نقطة انطلاق لهجمات 11/9. وفيما يعود الفضل في ذلك إلى قواتنا ومدنيينا الأبطال، فإن عددا اقل من الأفغان هم تحت سيطرة التمرد الآن".
في أثناء ذلك، غرقت الباكستان، تلك الدولة الواقفة على شفا الفشل والتي يوجد اقتصادها بالكاد، في طوفان من الفترات الصعبة في العام الماضي، حيث يتفشى الإرهاب وحيث يرتبط العسكريون مع طالبان والمجموعات الإرهابية المتجمعة، مستهدفين الهند... حسناً، وهنا كل ما استطاع أوباما أن يفضي به حول الباكستان، هو قوله: "في الباكستان تتعرض القاعدة لمزيد من الضغط مقارنة مع أي نقطة أخرى منذ العام 2001. وتجري إزالة قادتهم وناشطيهم من ميدان المعركة. وتتقلص ملاذاتهم الآمنة".
وبالنسبة لإيران، وبينما لم يعرض لحسن الحظ مظهر الراقص أمام المستمعين الأميركيين، فقد استطاع صياغة عبارة واحدة: "بسبب الجهود الدبلوماسية التي انصبت على الإصرار على أن تفي إيران بالتزاماتها، فإن الحكومة الإيرانية تواجه راهناً عقوبات أكثر قسوة وأشد من ذي قبل". وغني عن البيان أن "عقوبات أكثر قسوة وشدا" ليستا باستراتيجية، وحتى الآن على الاقل، فإن أوباما فشل في تحقيق أي تقدم على صعيد الوفاق مع إيران.
ثم، في عبارة تحبس الأنفاس، لخص أوباما وضع بقية العالم: قائلاً: "لقد أعدنا ترتيب علاقاتنا مع روسيا وقوينا تحالفاتنا الآسيوية، وبنينا شراكات جديدة مع أمم مثل الهند".
لسوء الطالع، تعد السياسة الخارجية لأوباما خراباً. إذ لم يذكر في أي مكان في كلمته فشله الكامل في إحراز تقدم على الجبهة الإسرائيلية – الفلسطينية، كما أنه لم يتطرق إلى ذكر أي شيء عن جهد الإدارة المتنامي لتطويق واحتواء الصين، من خلال تسليح تايوان، وبناء تحالفات مع القوى الآسيوية المنافسة وإجراء مناورات عسكرية مع اليابان وكوريا الجنوبية، وإعادة فتح الروابط مع البوليس السري الإندونيسي العنيف. ويعد تعهده بالشروع بالانسحاب من أفغانستان بعد ستة شهور من الآن مثلجاً للصدر، لكن أوباما يواجه معارضة مريرة للانسحاب من جانب جنرالاته، كما ومن الجمهوريين. ولم يكن أي شيء قاله يتضمن ما يشي بالارتياح إلى أنه يرغب التصدي لذلك الضغط.
وبينما ضمن العبارة "إنفاق الدفاع" في سرده عن المناطق التي قد تشهد حالات خفض.. "إنفاق محلي وإنفاق الدفاع وإنفاق الرعاية الصحية والإنفاق من خلال حالات التوقف عن جمع الضرائب والثغرات القانونية"، وامتدح وزير الدفاع روبرت غيتس لموافقته على "خفض عشرات البلايين من الدولارات في الإنفاق، والتي يعتقد هو وجنرالاته أن قواتنا العسكرية تستطيع التصرف من دونها"، فان تجاهل حقيقة أن حالات التشذيب المتواضعة التي أضفاها غيتس في موازنة الدفاع ما تزال تسمح لموازنة البنتاغون المنتفخة بالاستمرار في منحاها الصاعد بحدة منذ أواخر التسعينيات (من القرن الماضي)، حتى من دون شمول تكاليف الحربين في العراق وأفغانستان.
وبشكل عام، بدا أوباما في الكلمة التي أعدت لتسجيل نقاط سياسية على الجبهة المحلية وكأنه يظهر عبارة راي برايس وتيمي يورو وآيدي آرنولد "دعوا العالم يذهب".
هل النظام الجزائري هو التالي
تايم :كانت البداية في تونس، ثم مصر. الآن يمكن أن يكون دور الجزائر لتحرر نفسها من نظام استبدادي.
وتحسبا لانتفاضة شاملة مثل تلك التي اقتلعت النظامين التونسي والمصري في شهر واحد، سارع مسؤلو الحكومة في الجزائر إلى تطويق الحركة المتسارعة للاحتجاجات في الشوارع واستعراض المشاعر المناهضة للحكومة وهي أمور كانت حتى وقت قريب بعيدة المنال.
وزير الخارجية الجزائري مراد مدلسي قال لراديو أوروبا 1 الفرنسي صباح الاثنين إنه سيتم إلغاء قانون الطوارئ المعمول به في الجزائر منذ 19 عاما في غضون أيام، وسيتم إنهاء نظام الرقابة الصارمة ورفع الحظر عن المظاهرات السياسية.
قد تكون هذه التصريحات دليلا على ما تتمنى حكومة الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة تجنبه، حيث إنه بعد شهر بالضبط من الاحتجاجات الضخمة التي أطاحت بالرئيس التونسي زين العابدين بن علي وأرسلته إلى المنفى في المملكة العربية السعودية بعد 23 عاما من الحكم الاستبدادي، وبعد ثلاثة أيام فقط من نجاح الثورة المصرية في إزاحة الرئيس المصري السابق حسني مبارك من منصبه بعد ما يقرب من 30 سنة، يتهيأ بعض الشباب الجزائري لإطلاق انتفاضتهم.
صدى الثورة
حوالي 2000 متظاهر في الجزائر العاصمة، نزلوا إلى الشوارع يوم 12 فبراير/شباط، ومن المقرر تنظيم مسيرات أخرى السبت 19 فبراير، في خطوة تعد صدى للثورة في تونس.
هتف المتظاهرون الجزائريون يوم السبت الماضي، "بوتفليقة اخرج"، وحمل بعض المتظاهرين الأعلام المصرية والتونسية، في خطوة قد تفهم على أنها رسالة بأن الحكومة الجزائرية سوف لن تستطيع تحدي إرادة المتظاهرين.
ومثلما أصبح ميدان التحرير القاهري رمزا للتلاحم بين المصريين، اختارت حركة الاحتجاجات في ميدان الأول من مايو/أيار في وسط الجزائر العاصمة نقطة تجمع لها. اشتبك آلاف من شرطة مكافحة الشغب مع المتظاهرين، وأظهرت مقاطع فيديو مصورة بالهاتف الخلوي الشرطة وهي تسحب المتظاهرين بعيدا عن مكان الاحتجاج.
طغاة الماضي
ورغم تصريحات مدلسي بأن الجزائر تختلف عن مصر وتونس، فإن أوجه التشابه بين هذين البلدين والجزائر تبدو واضحة على نحو متزايد، وبوتفليقة (73 عاما) يبدو أكثر عزلة إقليميا، بوصفه واحدا من طغاة الماضي في شمال أفريقيا.
يحكم بوتفليقة الجزائر منذ 11 سنة، وفي عام 2008 غير الدستور الجزائري -كما فعل مبارك وزين العابدين بن علي- ليسمح له بالبقاء في السلطة حتى نهاية حياته. في السنة التالية، فاز بفترته الرئاسية الثالثة في انتخابات رئاسية قاطعها كثير من أحزاب المعارضة، ولكنه حاز على أكثر من 90% من الأصوات، وهي نسبة مماثلة لنتيجة الفوز الساحق التي أعلنها مبارك عندما فاز في الانتخابات الرئاسية الماضية.
أوجه شبه
وهناك أوجه شبه أخرى بين الدول الثلاث. فمثلما أقام مبارك علاقات وثيقة مع الولايات المتحدة -وكانت المكافأة مليارات الدولارات من المساعدات العسكرية الأميركية- قام بوتفليقة بنسج شبكة علاقات وثيقة مع المسؤولين الأوروبيين والأميركيين، وأقنعهم بأنه يخوض معركة شرسة ضد المتشددين الإسلاميين والجماعات الإرهابية في الجزائر، وأن الوضع سيكون غاية في الخطورة في حالة غيابه.
خطر الإرهاب حقيقي. تأسست القاعدة في شمال أفريقيا بوصفها فرع تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي، في الجزائر عام 2007 وجاءت تمددا طبيعيا للجماعة السلفية للدعوة والقتال، التي تقاتل منذ فترة طويلة ضد سياسات بوتفليقة العلماني.
ولكن ليس في كل ذلك أي مصلحة لأولئك الجزائريين الذين يعتزمون بدء حركة احتجاجية، ورسالتهم التي يعلو صوتها يوما بعد يوم هي خلع بوتفليقة.
بعد أن استقال مبارك من منصبه يوم الجمعة، قام رسام الكاريكاتير الجزائري المعروف علي ديلم –الذي أصدر متشددون إسلاميون فتوى تدعو إلى إعدامه- بنشر كاريكاتير على مدونته يظهر مشجع كرة قدم جزائري تحت لوحة مكتوب فيها مصر 1 –الجزائر 0 وعبارة تقول: "علينا تحقيق التعادل".
لأسابيع عديدة قام الشباب الجزائري بنشر أشرطة فيديو من ميدان التحرير على موقع الفيسبوك، ودعوا إلى احتجاجات مماثلة في الوطن.
فشل مخابراتي
ولكن على الرغم من الحماس الذي يملأ الشارع الجزائري، فإن بعض أجهزة المخابرات الغربية تعتقد أن الجزائريين الذين أنهكتهم الحرب الأهلية سنوات طويلة، قد ينتابهم القلق من بدء حركة احتجاج قد تتطور إلى قتال تسفك فيه دماء بعض الجزائريين.
وكانت الجزائر قد عانت من خسائر جسيمة في الحرب بين الجماعات الإسلامية والقوات الحكومية التي استمرت من 1991 حتى 2002 وقتل فيها نحو 200 ألف شخص.
لكن من جهة أخرى فإن توقعات أجهزة المخابرات الغربية أثبتت عدم صلاحيتها إلى حد كبير في تقييم الأمور السياسية، حيث قالت تلك الأجهزة في تقاريرها التي نشرت قبل أسابيع قليلة، إن احتمال نجاح مظاهرات ميدان التحرير بالقاهرة في إزاحة مبارك ضئيلة جدا، اليوم الجميع يدرك مدى خطأ تلك التقارير.