28-11-2024 10:28 AM بتوقيت القدس المحتلة

فيسك: المسلحون اعتدوا على الكنائس وباعوا المعونات للأهالي.. وبسعر أعلى للمسيحيين

فيسك: المسلحون اعتدوا على الكنائس وباعوا المعونات للأهالي.. وبسعر أعلى للمسيحيين

"الكنسية الكاثوليكية اليونانية تحولت إلى مكان للعار"، أُحرقت نسخ عن العهد الجديد من "الانجيل"، كما أن الرسومات ولوحات الفسيفساء المنقوشة على الجدران قد خُربت

"الكنسية الكاثوليكية اليونانية تحولت إلى مكان للعار"، أُحرقت نسخ عن العهد الجديد من "الانجيل"، كما أن الرسومات – المضوعة بجانب الصليب المذبح المكسور - ولوحات الفسيفساء المنقوشة على الجدران قد خُربت بالسكاكين، هذا ما نقله الكاتب الصحفي البريطاني روبرت فيسك من مشاهداته في يبرود بعد تطهيرها من المسلحين.

"قد يسأل مشككون عن امكانية أن يكون الجيش السوري هو من قام بعمليات التخريب للاستفادة منها اعلامياً، لكن الأمر احتاج إلى أسابيع ليُلحق هذا الدمار بمكان العبادة هذا، بعواميده القديمة ولانتزاع عيون القديسين في اللوحات المرسومة بالفسيفساء"، كتب فيسك.

اعتدى المسلحون على صورة القديس جاورجيوس والتنين، فانتزعت عينا التنين والفارس.

في مقاله، تساءل فيسك كيف يُمكن أن ترمم العلاقة بين المسيحيين والمسلمين بعدما دُمرت بفعل الأحداث في سورية؟، مذكراً في الوقت نفسه أن أهالي المدينة المسلمين أقدموا وبشجاعة بالغة على حماية جيرانهم المسيحيين حتى النهاية!
طرقات ومباني يبرود متضررة وبيوتها ومحلاتها يبرود منهوبة، وأهاليها يعتريهم الخوف، قال روبرت فيسك.

من خلال حديثه  مع "أم قصي" – المسلمة السنية كما مسلحي "النصرة" بحسب تعبيره-  التي لم تُغادر المنطقة، اطلع فيسك على المعاناة التي عاشتها المنطقة في ظل سيطرة المسلحين. 

تتحدث "أم قصي" كيف أجبر مسلحو النصرة أهالي المنطقة على دفع ثمن المواد الغذائية التي كانت تهرب للمدينة. المواد نفسها كانت تُباع للمسيحيين بثمن أغلى كجزية لكونهم يعتنقون ديانة أخرى. تقول المرأة السورية إن معظم هذه المواد كانت عبارة عن معونات غذائية قدمتها الأمم المتحدة لمخيمات النازحين السوريين في لبنان.

تروي كيف أن المسلحين – ومنهم من لا يجيد التحدث بالعربية أصلاً- هددوهم وحاصروهم ومنعوا نحو 70 إمرأة سورية من التظاهر. "قالوا لنا إنه يمنع علينا تداول اسم بشار الأسد، فأجبنا أننا لا نريد أجانب في سورية. ثم نظمنا تظاهرة أخرى وكنا عبارة عن 10 أشخاص فقط، فحوصرنا من قبل 200 مسلح. ثم قاموا بتصوير تظاهرة مثلوها، ادعوا فيها ان منظم التظاهرة عميل للحكومة، ووضعوا السلاح في رأسه. لكن التسجيل كان مفبركاً". 

ختم فيسك مقاله بالقول إن يبرود حاليًا تشبه مناطق ومدن سورية كثيرة أخرى لناحية الخراب والدمار. "إلا أنه - دون شك- سيُعد إنتصاراً كبيراً".

 

لتنزيل تطبيق موقع المنار على أجهزة على أجهزة (IOS) الـ Iphone و Ipad، إضغط هنا.