26-11-2024 06:29 PM بتوقيت القدس المحتلة

أعدنا التفكير.. بـ«إسرائيل السعيدة»

أعدنا التفكير.. بـ«إسرائيل السعيدة»

إعادة التفكير في «إسرائيل» فعلياً، ستكون كفيلة بترسيخ صورتها القاتمة. هذا ما تقوله العبارة التي تستقبل المتصفّح على موقع الحملة: «لقد أعدنا التفكير، لا تزال (إسرائيل) أبارتايد».

أعدنا التفكير.. بـ«إسرائيل السعيدة»يجهد العدو الإسرائيلي باستمرار، لتلميع صورته أمام الرأي العام العالمي. بكافة الطرق والوسائل المتاحة، تحاول الدعاية الإسرائيلية تسويق «الجوانب الايجابية» للحياة في الكيان الإسرائيلي، وطمس حقيقة قيامه على الاحتلال، والتمييز العنصري.

في هذا الإطار، أنشأت منظّمة Rethink Israel الأميركيّة (إعادة التفكير بإسرائيل)، موقعاً الكترونياً «يعرض تنوّع «إسرائيل» وإبداعها بعيداً من السياسة والدين»، بحسب التعريف.

جوي سليم/ جريدة السفير

ولكن لسوء حظّه، لم يحظَ الموقع بحرية الذهاب بعيداً في التضليل. إذ ظهر موقعٌ مضاد له، يحمل العنوان نفسه مرفقاً بقناعي المسرح، للدلالة عل كونه النسخة الهزلية من الموقع الأصلي.

لا تزال تجربة المحاكاة الساخرة لـ Rethink Israel حديثة العهد، إذ تمّ إطلاقها في 12 آذار الحالي، ولم تنل بعد انتشاراً واسعاً على مواقع التواصل. لكنّ أهميتها تظهر بشكل واضح، على عدّة صعد، إذ أنّها تستخدم الموقع الالكتروني، ومنصات الإعلام الجديد، لدعوة المستخدمين إلى مشاركتها في تعرية دولة الاحتلال وممارساتها». كما أنّها تتخذ من السخرية غلافاً لطرح معلومات موثّقة عن تجاوزات الاحتلال، وبالأرقام.

موقع الحملة مخصّص للإضاءة على «نظام الفصل العنصري الإسرائيلي، وعلى ممارسته في الأراضي المحتلَّة، من تدمير للمنازل وتكريس لقوانين عنصرية، وانتهاكٍ لحقوق الإنسان». أما لماذا تمّ انشاء الحملة، فيجيب التعريف: «لأن «إسرائيل» هي دولة أبارتايد، فيما تحاول الظهور بمظهر الدول الغربية الليبرالية والمتنوّرة».

يحفل موقع Rethink Israel الأصلي، بأمثلةٍ عن مظاهر «الحياة العصرية» في الكيان، من السياحة والتقدّم التكنولوجي، وصولاً إلى العلاقات الاجتماعية والعاطفية. يعرض صوراً لشواطئ فلسطين المحتلّة، ويقارنها بشاطئ ميامي، ويروّج لكون تل أبيب هي النسخة القادمة من سيليكون فالي. كما يستخدم صوراً تعود إلى أوائل القرن العشرين، للإيحاء بأنّ المناطق المحتلة، كانت صحراء غير مأهولة، في مقابل صور عن العمران في تل أبيب ويافا وغيرهما. تريد المنظمة القول إنّ «إسرائيل» هي «أميركا الشرق الأوسط»، من خلال الترويج المكثّف للحرية الشخصيّة في دولة الاحتلال، إذ يشير الموقع إلى أنّ «إسرائيل» شهدت وصول «أول نائب يعلن مثليته الجنسية إلى مجلس نواب في الشرق الأوسط».

يحاول الموقع الساخر تفنيد ودحض ادعاءات الموقع الأصلي، موثقاً القرارات التي أصدرتها هيئات إسرائيلية تمنع زواج اليهوديات من فلسطينيي الداخل، وتمنع الاجهاض لدى العائلات اليهودية في إطار التحذير من «الخطر الديموغرافي» الذي يهددّ «إسرائيل»، جراء ارتفاع عدد الفلسطينيين داخل الكيان.

حافلات خاصة للفلسطينيين في الكيان الصهيوني وهذا تمييز عنصري فاضحخبرٌ آخر يتغنّى به الموقع الرئيس عن كون «إسرائيل الدولة الأولى التي تمنع عارضات الأزياء اللواتي يعانين من نقص حاد في الوزن «، فيتلقّفه الموقع الساخر ويعيد صياغته على الشكل التالي: «حميةٌ حتى الموت، «إسرائيل» تمنع العارضات النحيفات فيما تصرّ على ارساء حمية غذائية صارمة في غزة»، في اشارةٍ الى الحصار الخانق حول القطاع.

ينشر موقع المنظّمة تحليلاً عن ورود دولة الاحتلال بين «الدول الأكثر سعادةً في العالم»، وفقاً لتقرير السعادة الصادر عن الأمم المتحدة، في أيلول 2013. يقول موقع المنظّمة الأميركيّة إنّ «السعادة في «إسرائيل» تعود إلى شواطئها المريحة، والسياسات الاجتماعية الليبرالية حيث يمكنك أن تشرب بحرية». فيردّ موقع الحملة الساخرة بالأرقام، مشيراً إلى دراسة نشرتها «الغارديان» عن تدهور الصحّة النفسيّة للفلسطينيين في الضفّة الغربيّة وغزّة، وتبيّن أن 95 في المئة من سكان القطاع المستطلعة اراؤهم، يشعرون وكأنهم داخل سجن. فيما تسجّل الصحيفة أنّ 36 في المئة، من سكان الضفة يعانون من الاكتئاب.

المبادرة المضادة تبنّت اسم المنظمة كعنوانٍ لحملتها، لأنّها تعتبر أن إعادة التفكير في «إسرائيل» فعلياً، ستكون كفيلة بترسيخ صورتها القاتمة. هذا ما تقوله العبارة التي تستقبل المتصفّح على موقع الحملة: «لقد أعدنا التفكير، لا تزال (إسرائيل) أبارتايد».