العاصمة السورية دمشق بمدخلها الجنوبي، تتسم في هذه الايام بحركة ناشطة لا تخلو من معانيها الكبيرة..
خليل موسى - موقع المنار - دمشق
العاصمة السورية دمشق بمدخلها الجنوبي، تتسم في هذه الايام بحركة ناشطة لا تخلو من معانيها الكبيرة.. عمال يدأبون على ترميم الطريق الواصل ما بين دمشق ومطارها الدولي، الغوطة هناك تشهد ببساتينها المحيطة بطول الطريق على صلابة المكان، فكل المعارك التي أثرت على المشهد العام للطريق لم تستطع أن تمحي ملامح الاقتراب من عاصمة التاريخ.
إصلاح الطريق بدأ، أو حسب توصيف أحد المهندسين القائمين على العمل، "طريق الإصلاحات بدأ"، فثلاثة أعوام من الحرب أنهكت حتى إسفلت الطريق وكان لا بد من الشروع بالبناء، المخططات والخطط التي تشي ببدء هذا البناء، تشي أيضا باقتراب نهاية الأزمة في البلاد، السكان أنفسهم لم يعد بمقدورهم الصبر على الحال، لا بد من أن عزمهم على إنهاء مشاهد الخراب أصبح ناضجا للإقدام على خطوة المشاركة في إنهاء الحرب.
تجول موقع المنار الالكتروني، راصدا بعدسته طول الطريق، متحدثا مع العمال الذين ينيرون بسواعدهم شعاع أمل ببداية فترة جديدة في سورية، نعم آلة الجيش تعمل على إنهاء الحرب، وهم بعرقهم يعملون على مسح آثارها.
أحد العمال يقول " هو وطننا ونحن نشارك في بناءه، ليس مجرد كرم منا بل واجبنا تجاه الوطن" مشبها نفسه بجنود الجيش الذين يعملون ليل نهار على إزالة أسباب هذا الخراب، بدوره عامل آخر يعترف بأنه لم يكن يوما سعيدا ومقتنعا ومندفعا لعمله كما اليوم، فدافعه أكبر من لقمة العيش التي يقتاتها من وظيفته كعامل.
أما مهندس منفذ من المشرفين على الورش وهو يأمل بإنجاز الطريق بأسرع وقت ممكن، أخبرنا المهندس "أن العمل سيشمل إعادة إنارة الطريق من جديد، إضافة لتوزيع الأرصفة على جانبيه، وإصلاح الأجزاء المخربة من المنصف الفاصل بين شارعي الذهاب والإياب، إضافة إلى قرب إعادة إصلاح الأبنية المحيطة على جانبي الطريق".
الآليات الثقيلة والخفيفة المستخدمة في العمل على صيانة طريق المطار الذي يعج بالمركبات العابرة من وإلى العاصمة مرورا بكافة البلداتالتي استعادت الدولة السيطرة عليها كاملة إما بمصالحات او عن طريق الجيش،هي آليات تابعة لمؤسسة الإسكان العسكرية، التابعة للحكومة السورية، كما أن الشركة نفسها تعاقدت مع متعهدين لإنجاز العمل بأسرع وقت ممكن.
هذا وللتذكير، فإن طريق المطار تعرض لعدة لمحاولات قطع وسيطرة من قبل المجموعات المسلحة، ودارت عليه الكثير من المعارك التي كانت الشرسة التي كانت تنتهي كل مرة لمصلحة الجيش العربي السوري، إضافة لتعرض السيارات المارة لإطلاق نار من قناصة كانوا متمركزين في البلدات المحيطة بالطريق قبل استعادة الدولة زمام الامور فيها.
الطريق إلى دمشق أصبح قيد الإنجاز، و ربما يتساءل مراقبون لماذا الطريق أولا، ليجيب آخرون أنها تبدو خطوة تمهد بها الدولة السورية الطريق لمواطنيها الذين غادروا البلاد إثر الحرب، عله يكون طريق عودة للجميع نحو ديارهم.