نالت الحكومة اللبنانية برئاسة تمام سلام الثقة بتأييد 96 نائباً من أصل 128. وأعلن رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري أن الحكومة الجديدة نالت ثقة 96 نائباً فيما حجب الثقة 4 نواب من كتلة حزب
نالت الحكومة اللبنانية برئاسة تمام سلام الثقة بتأييد 96 نائباً من أصل 128. وأعلن رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري أن الحكومة الجديدة نالت ثقة 96 نائباً فيما حجب الثقة 4 نواب من كتلة حزب "القوات اللبنانية" وامتنع النائب عماد الحوت عن التصويت، هذا ما تطرقت اليه الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الجمعة 21-3-2014، كما وتحدثت الصحف عن الاستحقاقات التي تنتظرها الحكومة من الهواجس الامنية والاوضاع الاقتصادية الصعبة وصولا الى الاستحقاق الرئاسي. أمنيا تحدثت الصحف أيضا عن ما يحدث في طرابلس بعد دخولها يومها العاشر على وقع الحمم والتحريض وقطع الطرق والفوضى المتنقلة في كل شوارعها وأحيائها.
وفي سياق اخر، وفي تطور ملفت لسير المعارك العسكرية في سورية، برز أمس التقدم الذي حققه الجيش السوري في منطقة غرب حمص وتحديدا في مدينة الحصن وقلعتها بعد تمكن الجيش من دخولها بعد طرد المسلحين منها، وبهذا يكون الجيش قد أحكم السيطرة بالكامل على طول الحدود السورية مع شمال لبنان بانتظار استكمال معاركه في المناطق المتبقية في القلمون.
السفير
الجيش لثلاثية الغطاء السياسي والإنماء ووقف التحريض
«ثقة» طرابلس معلّقة.. بقرار إنقاذها
بداية مع صحيفة "السفير" التي اشارت الى أن الحكومة "نامت ملء جفونها، أمس، لكن طرابلس كانت تئن من السهر اليومي المستمر منذ عشرة أيام، على وقع القذائف والرصاص وأبواق سيارات الإسعاف التي تنقل ضحايا، معظمهم من الأبرياء، لتبلغ حصيلة الجولة العشرين نحو 115 قتيلاً وجريحاً.
نامت الحكومة ملء جفونها مع انتهاء «كرنفال» الثقة النيابية بحكومة التسوية الانتقالية، أمس، وها هو تمام سلام، يدخل صباح اليوم، إلى السرايا الكبيرة، رئيساً مكتمل الصلاحية والانتماء إلى نادي رؤساء الحكومات.. لكن السؤال ماذا بعد «سكرة» الفوز بأصوات 96 نائباً وكيف يمكن الفوز بأصوات أبناء طرابلس وكل منطقة لبنانية يعاني أهلها هاجس الأمن والنار والموت المجاني؟
الاستحقاقات التي تنتظر الحكومة المكتملة دستورياً كثيرة، خصوصاً أن موسم التعطيل طال زمانه وكثرت معه القضايا المؤجلة: سلسلة الرتب والرواتب، إقرار مراسيم تلزيم «بلوكات» النفط والغاز، خطوات مالية عاجلة بينها إقرار مشروع قانون الموازنة العامة وتغطية مستحقات الدولة المالية، وغيرها من الملفات الاجتماعية والمعيشية التي تبدأ ولا تنتهي، وتمسّ مصالح شرائح واسعة من اللبنانيين كالضمان الاجتماعي والاستشفاء والأكل والشرب والكهرباء والمياه.
هذه الاستحقاقات، على أهميتها، لا تحجب أبداً ملفاً ضاغطاً على حياة الناس ويومياتهم واقتصادهم واجتماعهم: الأمن ثم الأمن. هو ملفّ حيوي لا حدود له ولا يمكن تأجيله.
من الحدود الشمالية الشرقية المشرّعة على أكبر أزمة وطنية تشهدها سوريا منذ الاستقلال حتى الآن، إلى الحدود الجنوبية التي لا أحد يعرف ما تخبئه إسرائيل من وراء تهديداتها وانتهاكاتها ومناوراتها اليومية من خلف الأسلاك الشائكة.
وبين حدود شقيقة من هنا وحدود مع عدو من هناك، ثمة واقع أمني داخلي مفتوح على كل الاحتمالات. طرابلس التي تنزف ولا تجد من يداوي جرحها. تحريض لا ينتهي يجد متنفسات له في صيدا ومخيماتها أو في مناطق في قلب العاصمة، أو على طول الشرايين التي تربط هذه المنطقة بتلك.. ساحلاً وجبلاً وجنوباً وبقاعاً وشمالاً.
قبل يومين كان موعد عرسال وجرودها ومنطقة البقاع الشمالي مع الجيش اللبناني، واليوم صارت عكار كلها، خصوصاً منطقة وادي خالد، بعهدة الجيش، عنواناً لا بديل له، بعدما أقفل المعبر الشمالي الأخير لتنقل المسلحين السوريين واللبنانيين بين عكار وبين قلعة الحصن التي سقطت أمس بيد الجيش السوري وسقط فيها ما يزيد عن أربعين شاباً لبنانياً، وفق مراجع أمنية لبنانية.
والى الأمن، هناك الاستحقاق الرئاسي الذي بيّنت معظم المداخلات النيابية، في يومي المناقشات، في ساحة النجمة أنه بات يتحكم بخطاب معظم المكونات اللبنانية ومصالحها وتحالفاتها، خصوصاً المكونات المسيحية في المقلبين الآذاريين.
وقالت مصادر واسعة الاطلاع لـ«السفير» إن انتخابات رئاسة الجمهورية وضعت على السكة السياسية في عدد من العواصم المعنية، خصوصاً واشنطن وباريس اللتين تتعاملان مع الاستحقاق الرئاسي على قاعدة أنه سيحصل في موعده الدستوري، «لكن لا يمكن إغفال المعطيات الداخلية التي تجعل الحسابات متضاربة ومتباعدة، وبالتالي قد تعطل مفعول القرار الدولي والإقليمي بإجراء الانتخابات في موعدها».
وفي هذا السياق، شدد البطريرك الماروني الكاردينال بشارة الراعي على انتخاب رئيس جديد في «الموعد الدستوري المحدد». وقال أمام وفد نقابة المحررين: «لن نقبل بغير ذلك بديلاً مهما تكن الظروف والمعطيات». وأعلن رفضه الفراغ «جملة وتفصيلاً»، ملمحاً إلى أنه قد يُصدر «حرماً كنسياً» على كل نائب ماروني يقاطع جلسة انتخاب رئيس الجمهورية، أو يساهم بشكل أو بآخر في تعطيل الاستحقاق الدستوري.
أمنياً، وفي انتظار أن يبدأ الجيش عملية إعادة التموضع في منطقة البقاع الشمالي، خصوصاً في عرسال وجرودها، على قاعدة إقفال المعابر غير الشرعية والإمساك بوضع عرسال الداخلي ومداخلها التي توصلها بجاراتها البقاعيات، فإن قيادة الجيش وباقي الأجهزة الأمنية تعوّل على قرار سياسي واضح يتخذه «حزب الله» وحركة «أمل» برفع الغطاء السياسي كلياً عن «تجارة الخطف» التي وقع ضحيتها، أمس، المواطن جورج طهمزيان، حيث قامت مجموعة مسلحة معروفة بخطفه عند مدخل بلدة شليفا واقتادته إلى جهة مجهولة قبل أن تعود وتفرج عنه فجر اليوم.
طرابلس: فوضى متنقلة
أما طرابلس، فقد أمضت يوماً عاشراً على وقع الحمم والتحريض وقطع الطرق والفوضى المتنقلة في كل شوارع المدينة وأحيائها.
وعلمت «السفير» أن قيادة الجيش تمنت على رئيس الحكومة تمام سلام أن يبادر في أول جلسة تعقدها الحكومة بعد نيلها الثقة، إلى اتخاذ قرار سياسي واضح وحاسم يغطي المؤسسة العسكرية ولا يجعلها مطالَبة بفتح تحقيق مع توقيف مرتكب أو قتل «قائد محور» مطلوب بموجب عشرين مذكرة توقيف.
هذه القضية كانت، أمس، في صلب اجتماع قادة الأجهزة العسكرية والأمنية الذي ترأسه قائد الجيش العماد جان قهوجي في مكتبه في اليرزة، وتقرر أن يقدّم بعده المجتمعون رؤيتهم إلى الاجتماع الذي سيعقده المجلس الأعلى للدفاع، بعد عودة رئيس الجمهورية ميشال سليمان من قمة الكويت العربية.
وتتضمن هذه الرؤية ثلاثة محاور، أولها، وقف التحريض الطائفي والمذهبي، خصوصاً التحريض الذي تتعرّض له المؤسسة العسكرية، من خلال بعض المنابر الدينية ومواقع التواصل الاجتماعية، ثانيها، إقرار الحكومة خطة إنمائية لطرابلس وجوارها تتضمن عناوين محددة وغير تعجيزية يتكامل فيها دور القطاعين العام والخاص (نموذج إعادة فتح عدد من المصانع والمعامل المقفلة والتي يمكن أن تضع حداً لبطالة آلاف الشبان الذين يرتمون في أحضان «قادة المحاور» ومن يقف وراءهم لأسباب اجتماعية بحتة).
أما المحور الثالث، فهو عسكري ـ أمني ولا يجب أن يكون مقيداً مسبقاً بأية عناوين تؤدي إلى تقييد الجيش وباقي الأجهزة العسكرية والأمنية.
وعلم أنه عندما طرح وزير الداخلية نهاد المشنوق في اجتماع بعبدا الأمني يوم الاثنين الماضي «ضرورة وضع خطة أمنية لطرابلس»، بادر قائد الجيش إلى تذكير الحاضرين أن ثمة خطة موضوعة والجيش لا يزال ملتزماً بتنفيذها «ونحن نقوم بواجباتنا وفق المتاح»، ملمحاً إلى أن المطلوب أكثر من خطة.. والبداية تكون في القرار السياسي الصادر عن مجلس الوزراء.
وأبدت مراجع عسكرية معنية خشيتها من أن محاولة البعض رسم معادلات جديدة «قد يؤدي إلى نسف أية خطة عسكرية في طرابلس»، وتعطي مثالاً على ذلك، إصرار البعض على أن اعتقال أي مرتكب في باب التبانة يجب أن يسبقه توقيف علي أو رفعت عيد في جبل محسن. وقالت المراجع لـ«السفير» إنها تملك تسجيلات صوتية للأوامر التي أعطيت قبل يومين من قبل بعض النافذين في الحكومة للنزول إلى الشارع، بعنوان الضغط لفك الحصار عن عرسال.
وأشارت المراجع إلى أنه تم رصد اتصالات أجراها أحد المسؤولين النافذين بقادة مجموعات وبرموز سلفية شمالية يطلب فيها منهم النزول إلى الشارع للضغط على الحكومة في أول جلسة تعقدها بعد الثقة، لإحالة ملف تفجيري مسجدي السلام والتقوى إلى المجلس العدلي.
الجيش السوري «يضبط» الحدود مع لبنان
تأمين ارتباط دمشق بالساحل.. وعشرات القتلى بين المسلحين
زياد حيدر
أزاح الجيش السوري عبئا كبيرا عن كاهله، وكاهل مجمل قرى ريف حمص الغربي، بسيطرته، امس، على آخر ملجأ لمسلحي «جند الشام» و«جبهة النصرة» في قلعة الحصن التاريخية، وذلك بعد تحصنهم فيها لما يزيد عن عامين، وهو تطور عسكري له اهميته الاستثنائية بعد معركة يبرود، اذ يساهم في تعزيز أمن الطريق الدولي الذي يربط بين العاصمة دمشق ومنطقة الساحل السوري.
ويمكن مع اقتراب الحسم في معركة القلمون، التي يخوضها الجيش مع حليفه «حزب الله»، القول إن كل قدرة الإسناد والتموين العابرة للحدود من لبنان، تكون قد اندثرت، وأن رهان الحليفين يبقى على إمكانية الحفاظ على هذا النصر الميداني لوقت طويل، علما أنها لن تكون مهمة سهلة، في ظل التوتر الإقليمي القائم.
ورغم أن مصادر الجيش والأطراف السورية تشير إلى قتلى وجرحى بالمئات في القلعة وعلى أسوارها، وعلى طرق العبور إلى لبنان عبر القرى المجاورة، إلا أن عددا كبيرا تمكن من الفرار أيضا، إلى جرود عرسال وعكار ومنطقة وادي خالد.
وقتل في المعركة التي استمرت عدة أسابيع، بدءا من قرية الزارة وحتى الحصن، أمير تنظيم «جند الشام» خالد المحمود، الملقب بأبي سليمان الطرابلسي (أو الدندشي)، بعد إصابته خلال محاولته الهرب من القلعة.
ووفق معلومات رائجة، فإن الطرابلسي طلب من الجيش السوري عبر وسطاء، بينهم لبنانيون، فتح «خط انسحاب له ولعشرات المرافقين للعودة إلى سهل عكار»، وترافق الطلب مع «وعود بالمال وعدم إطلاق طلقة نارية واحدة»، إلا أن أوامر الجيش كانت بعدم «التهادن مع المقاتلين الأجانب». ومعلوم أن جلّ من في منطقة الريف الغربي لحمص، هم من المقاتلين اللبنانيين والفلسطينيين الآتين من لبنان، بعد أن انحسر وجود المقاتلين السوريين، بعد المصالحات التي جرت في الريف الغربي مرورا بقرية المتراس وتلكلخ وصولا إلى الزارة.
وأقرّت «جند الشام» بمقتل الدندشي «أمير» الجماعة في ريف حمص الغربي، كما وصفه البيان، الذي شدد على أن الدندشي «لم يرض أن يخرج من قلعة الحصن تاركاً وراءه النساء والأطفال والعجائز»، وأنه «بالفعل كان كما قال، وبقي في آخر الركب يدافع عن الأطفال والنساء والعجائز حتى استقبله كمين غادر وأصيب بطلقات عدة في جسده، وجراء القصف الكثيف المتواصل لم نستطع سحب كامل الجثث».
وأكد البيان مقتل مَن وصفهما بأبرز القادة العسكريين في «جند الشام»، وهما أبو النور قتيبة العكاري وأبو منصور الحجازي.
وتعاطى القادة الميدانيون منذ أمس الأول مع الحصن باعتبارها ساقطة عسكريا، وذلك بعد الانتهاء من حصارها، واقتحام قرية الحصن الملاصقة لها، وبعد تمكن الجيش من حصر المعركة بمحيط القلعة، والسيطرة على مجال الرؤية المحيط بها، بعد تمركزه في تلال قرية الشويهد.
وشن الطيران الحربي غارات على أطراف القلعة، لمنع حصول أية اختراقات أو هروب للمقاتلين. وتعمد الجيش استخدام الطيران نتيجة ارتفاع القلعة الأمر الذي كان يعطي أفضلية للمقاتلين المتمترسين فيها. كما توزعت مجموعات من الجيش في المناطق المحيطة بالقلعة، ولاسيما القريبة من الحدود اللبنانية قرب النهر الكبير ومنطقة القبية، ونصبت كمائن للمسلحين الذين تمكنوا من الهرب من ساحة القتال.
ولم تعرف حصيلة القتلى، في ظل تضارب الأرقام، وإن تشابهت في الإشارة إلى خسائر كبيرة بصفوف المقاتلين، وصلت أحيانا الى رقم 140 قتيلا ومئات الجرحى. وأشار «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، في بيان، إلى «عشرات القتلى والجرحى» نتيجة استهدافهم بالقصف من القوات السورية بين الحصن والحدود اللبنانية.
وبحدود الثالثة ظهر أمس، دخل عناصر الجيش السوري القلعة، ورفعوا العلم السوري على الأبراج الجنوبية الشرقية منها، في وقت كانت تدور معارك على طرفها الغربي مع من بقي من المتمترسين، حتى نهاية المعركة بسيطرة الجيش الكاملة على القلعة وقرية الحصن المجاورة لها.
وصاحب هذه العملية استهداف للمدفعية لمحيط السور الشرقي، كما رافقتها إزالة ألغام كانت زرعت على مداخل القلعة، وحلق الطيران الحربي «ابتهاجا» على ارتفاعات منخفضة، بعد سيطرة الجيش الكاملة على المنطقة.
وأكد الجيش السوري، في بيان، سيطرته الكاملة على كامل قطاع ريف حمص الغربي. وأوضح أن «وحدات من الجيش العربي السوري بالتعاون مع الدفاع الوطني تمكنت من رفع علم الجمهورية العربية السورية فوق قلعة الحصن، وإعادة الأمن والاستقرار إلى بلدة الحصن والبلدات المحيطة بهـا، والتي اتخذتها العصابات الإرهابية مقرا لتجميع السلاح والإرهابيين المتسللين عبر الحدود اللبنانية، ومنطلقا للاعتداء على السكان الآمنين في المناطق المجاورة».
وأضاف البيان «يأتي هذا الانتصار الكبير استكمالا للنجاحات التي حققها الجيش العربي السوري في منطقة تلكلخ في الريف الغربي لمدينة حمص، وليحكم إغلاق المناطق الحدودية مع لبنان ويعزز أمن الطريق الدولي الذي يربط المنطقتين الوسطى والساحلية، ويضيق الخناق على ما تبقى من البؤر الإرهابية في محافظة حمص». ونسب نجاح الجيش إلى «الانهيار المتسارع في معنويات العصابات الإرهابية ومتزعميها نتيجة للانتصارات المتتالية التي يحققها الجيش السوري».
وبثت قناة «الميادين» صورا مباشرة بدا فيها جنود داخل القلعة، وهم يرفعون العلم السوري ويلوحون به على سطحها، بينما تسمع أصوات رشقات رشاشة. وقال عقيد في الجيش السوري «تم تحرير قلعة الحصن والأرياف والقرى المجاورة، معقل الإرهابيين في ريف تلكلخ ومنطقة وادي حمص». وأضاف «استراتيجيا، هذا يعني أن خط الإمداد الذي كان يبدأ من وادي خالد في لبنان في اتجاه تلكلخ ثم حمص انقطع، وحدّينا (قللنا) من تسلل المسلحين والإرهابيين من داخل سوريا ومن لبنان ودول أخرى».
وبسيطرة الجيش على القلعة، باعتبارها نقطة تواجد المسلحين الأخيرة في ريف حمص الغربي، يكون قد انتهى تماما من عملية تطهير المنطقة، خلافا لما هو عليه الوضع في ريف المدينة الشرقي، الممتد نحو حماه، حيث يتمركز عدد كبير من الكتائب المسلحة في مدينة الرستن، والتي ستتأخر على ما يبدو معركتها، بسبب اتصالها بريف حماه المتوتر، وارتفاع عدد المقاتلين المتواجدين فيها.
كما سيتمكن الجيش، بانتصاره في معركة القلمون والتي دخلت مراحلها الأخيرة، من إقفال طرق الإمداد من شمال وشرق لبنان إلى المجموعات المقاتلة في غرب سوريا، والتي تضاءل حجمها بشكل جذري في الأسابيع الأخيرة."
النهار
من الثقة إلى العد العكسي للرئاسيات
واشنطن لا تدعم مرشحاً ولا تريد فراغاً
بدورها تناولت صحيفة "النهار" الملف الحكومي وتحدثت من وجهة نظرها عما حدث داخل مجلس النواب أمس وكتبت تقول "بغالبية 96 صوتاً ومعارضة أربعة نواب وامتناع نائب عن التصويت في جلسة حضرها 101 نائب، اجتازت حكومة الرئيس تمّام سلام آخر خطوات تثبيتها لتبدأ للتو مواجهتها الكبيرة مع الملفين الاساسيين اللذين يشكلان صلب مهمتها وأولوياتها في مهلة انتقالية قصيرة مبدئياً وهما الامن والاستحقاق الرئاسي. ولعل المفارقة البارزة تمثلت في طغيان الملف الامني على كل شيء آخر حتى خلال الساعات الـ 15 من المداخلات النيابية في يومي مناقشة البيان الوزاري، مع تواتر الانباء عن تدفق أعداد جديدة من النازحين والمسلحين من سوريا الى وادي خالد امس اثر سيطرة القوات السورية النظامية على قلعة الحصن في ريف حمص المتاخم للحدود الشمالية مع لبنان. واذ كانت المداخلات النيابية تشهد مبارزات حامية بين نواب من كتلة "المستقبل" و14 آذار وآخرين من "حزب الله" وقوى 8 آذار على خلفية تورط الحزب في القتال في سوريا، برز الهاجس الامني بقوة في اثارة جوانب أمنية تتعلق بالجيش، الامر الذي دفع الرئيس سلام الى التعليق فوراً على الامر، مشددا على انجازات الجيش في كشف شبكات التجسس والتفجير ومطالبا "بتحرير القوى الامنية من حساباتنا ".
وقال مصدر في كتلة "المستقبل" لـ"النهار" في معرض تقويمه لمرحلة ما بعد جلسة الثقة إن الحكومة تمثل ربط نزاع لإنقاذ مؤسسات النظام وترميم المنصة التي يقف عليها الجميع لئلا تنهار بهم، ولكن في الوقت نفسه هناك ادراك أن الخلافات لا تزال على ما هي. ومن هنا كانت كلمة الرئيس فؤاد السنيورة امس التي شددت على الثوابت ودعت "حزب الله" الى العودة من الحرب السورية "والانسحاب من هذا الأتون اليوم قبل الغد لأنّ ما يمكنُ إصلاحُهُ اليوم قد يتعذرُ غداً".
أما في الشق المتعلق بالاستحقاق الرئاسي، فبرزت مجموعة مواقف متعاقبة من داخل الجلسة النيابية ومن خارجها بدت بمثابة تهيئة اولية لملاقاة بداية المهلة الدستورية للاستحقاق في 25 آذار الجاري. الموقف الحكومي عبر عنه الرئيس سلام في رده على مداخلات النواب معلنا "ان حكومتنا ليست لملء الفراغ الرئاسي". اما المقاربة الاولى لرئيس مجلس النواب نبيه بري لهذا الاستحقاق فبرزت في قوله إنه يرى في الحكومة "القاطرة التي يجب ان تصل بلبنان الى انتخاب رئيس لست سنوات"، موضحا انه سيبدأ اعتبارا من 25 آذار اتصالات مع رؤساء الكتل للدعوة الى جلسة يؤمن فيها ثلثي اعضاء مجلس النواب في الدورة الاولى لانتخاب رئيس الجمهورية. ومن خارج المجلس استبق البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي بدء المهلة الدستورية بتحديده المواصفات التي يراها في الرئيس العتيد وهي ان "يكون قوياً ووطنياً ومتمتعاً بعلاقات طيبة مع الاسرة الدولية" مشددا على انه "من المعيب انتظار الدول لتملي علينا اسم الرئيس ".
واشنطن والاستحقاق
في غضون ذلك، حرصت مصادر ديبلوماسية معنية ومطلعة على الموقف الاميركي من الاستحقاق الرئاسي اللبناني على ايضاح الملامح العريضة لهذا الموقف في ظل ما تردد اعلامياً عن توجهات معينة في شأنه. وحددت هذه المصادر لـ"النهار" مجموعة نقاط من ابرزها ان الولايات المتحدة لا تدعم مرشحاً معيناً للرئاسة الاولى وليس لها مرشح محدد، بل هي تدعم العملية الدستورية وترغب في ان تكون عادلة وشفافة، كما تود ان ترى رئيسا عادلا بدوره يمكنه العمل مع جميع الافرقاء. وأضافت المصادر ان الولايات المتحدة لا ترغب في ان ينظر اليها على انها تدعم اي مرشح، وهي ترغب وتأمل في اجراء الانتخابات في موعدها ولا تود رؤية فراغ دستوري في موقع الرئاسة الاولى وخصوصا في هذه المرحلة البالغة الاهمية. ولفتت الى ان لبنان يحتاج الى رئيس قوي، لكن الرئيس القوي هو الذي يمكن ان يبني التوافق ويجمع اللبنانيين معاً حول رؤية يضعها ويهمه تأمين التوافق عليها . ونفت ما تردد عن توجه السفير الاميركي في بيروت ديفيد هيل الى المملكة العربية السعودية اخيراً، موضحة ان هيل موجود في واشنطن للمشاركة في اجتماع لرؤساء البعثات الديبلوماسية الاميركية في مناطق عدة، كما اشارت الى ان لقاءات هيل في لبنان تشمل كثيرين من المسؤولين، اذ يقوم بجهد كبير للوصول الى مختلف الافكار والاشخاص والاحزاب.
الى ذلك، سارعت فرنسا أمس الى الترحيب بمنح مجلس النواب حكومة الرئيس سلام الثقة "بغالبية كبيرة ". وقال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس في بيان إن نتائج هذا التصويت "تدل على روح المسؤولية التي تفرضها الظروف والتحديات التي يواجهها لبنان الصديق والتي اصبحت الحكومة اللبنانية الآن قادرة تماما على التصدي لها ". وجدد فابيوس "استعداد فرنسا للعمل مع الحكومة اللبنانية"، داعيا الى "التزام الاستحقاقات المؤسساتية المقبلة ولا سيما منها الانتخابات الرئاسية التي يجب ان تجرى وفق المهل الزمنية المنصوص عليها في الدستور " .
الحوار
وسط هذه الاجواء، ينتظر ان تبدأ رئاسة الجمهورية اليوم توزيع الدعوات على القيادات السياسية الاعضاء في هيئة الحوار الوطني من اجل عقد الجلسة المحددة لهذه الهيئة في 31 آذار الجاري في قصر بعبدا. وعلمت "النهار" ان الدعوة تتضمن مقدمة للاسباب الموجبة للحوار في موضوع الاستراتيجية الوطنية للدفاع، ويتوقع ان يعود المتحاورون الى مناقشة التصور الذي اعده رئيس الجمهورية ميشال سليمان ووزع على المتحاورين ولم يناقش بعد.
واوضح الوزير السابق ناظم الخوري المكلف مواكبة هذا الملف لـ"النهار" ان كل القوى السياسية لديها النية للمشاركة ولم تعلن اي منها رفضها. واضاف ان الرئيس سليمان "صاحب نهج حواري وهو بدأ عهده بالحوار وحريص على ان يختمه بالحوار ايضا، وقد اوجد آلية خاصة في رئاسة الجمهورية لمواكبة هذا الحوار بشكل منهجي ومنظم ". ولفت الى حرص سليمان على ان يختم عهده "بمناخات هيئة الحوار لانها تؤسس لآلية يمكن اي رئيس يأتي بعده اعتمادها خصوصا ان لبنان قائم على الحوار وهيئة الحوار ليست بديلا من أي سلطة ".
دخول الجيش السوري النظامي قلعة الحصن يعزّز سيطرة النظام على الحدود مع لبنان
دخلت القوات النظامية السورية قلعة الحصن الاثرية في محافظة حمص بوسط سوريا امس ورفعت عليها العلم السوري، بعدما سيطر عليها مقاتلو المعارضة المسلحة طوال اكثر من سنتين. وبلدة الحصن هي آخر معقل لمقاتلي المعارضة في ريف حمص الغربي، ومن شان السيطرة عليها اقفال الطريق الى الحدود مع لبنان في تلك المنطقة على المعارضة المسلحة.
واعلنت الامم المتحدة ان قافلة مساعدات انسانية جمعتها منظمات عدة تابعة للامم المتحدة، عبرت للمرة الاولى النقطة الحدودية التركية - السورية في نصيبين في اتجاه مدينة القامشلي في شمال شرق سوريا. كما اعلنت منظمة حظر الاسلحة الكيميائية ان النظام السوري نقل أو أوزال من اراضيه اكثر من نصف ترسانته من هذه الاسلحة.
قلعة الحصن
وقالت القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة السورية إن "وحدات من الجيش العربي السوري بالتعاون مع الدفاع الوطني تمكنت ظهر اليوم (امس) من رفع علم الجمهورية العربية السورية فوق قلعة الحصن وإعادة الأمن والاستقرار إلى بلدة الحصن والبلدات المحيطة بها التي اتخذتها العصابات الإرهابية مقرا لتجميع السلاح والإرهابيين المتسللين عبر الحدود اللبنانية ومنطلقا للاعتداء على السكان المدنيين الآمنين في المناطق المجاورة". وأضافت: "إن هذا الانتصار الكبير يأتي استكمالا للنجاحات التي حققها الجيش العربي السوري في منطقة تلكلخ في الريف الغربي لمدينة حمص وليحكم إغلاق المناطق الحدودية مع لبنان ويعزز أمن الطريق الدولي الذي يربط المنطقتين الوسطى والساحلية ويضيق الخناق على ما تبقى من البؤر الإرهابية في محافظة حمص".
ورأت "أن القضاء على التنظيمات الإرهابية في منطقة الحصن يأتي نتيجة مباشرة للانتصارات المتتالية التي يحققها الجيش العربي السوري والتي أدت إلى انهيار متسارع في معنويات العصابات الإرهابية ومتزعميها وتجدد العهد لأبناء شعبنا بمزيد من الانتصارات حتى يعود الأمن والاستقرار إلى ربوع الوطن".
وبثت قناة "الميادين" التي تتخذ لندن مقراً لها مشاهد مباشرة بدا فيها عدد من الرجال باللباس العسكري داخل القلعة وهم يرفعون العلم السوري ويلوحون به على سطحها، بينما تسمع اصوات رشقات رشاشة غزيرة.
وتحدث مصدر عسكري سوري عن مقتل 11 مقاتلا معارضا في مكمن نصبته لهم القوات النظامية لدى فرارهم من بلدة الحصن في اتجاه الاراضي اللبنانية. واكد مصدر امني لبناني تعرض نازحين من سوريا لقصف لدى عبورهم معابر غير قانونية متفرقة على مجرى النهر الكبير الذي يفصل البلدين، وتسجيل عشرات الاصابات. وأفاد "المرصد السوري لحقوق الانسان" الذي يتخذ لندن مقراً له ان "عشرات القتلى والجرحى" سقطوا نتيجة استهدافهم بالقصف من القوات النظامية بين الحصن والحدود اللبنانية. وبين القتلى قيادي لبناني في مجموعة "جند الشام" التي كانت تقاتل في قلعة الحصن يدعى خالد المحمود، وهو معروف ايضا بخالد الدندشي وابو سليمان.
وقال المصدر الامني اللبناني ان "60 جريحا" ممن اصيبوا في القصف لدى محاولتهم دخول لبنان نقلوا الى مستشفيات الشمال، موضحاً ان القصف طاول منطقة وادي خالد اللبنانية واصاب منزلا باضرار.
وقال خالد حسين الذي شارك في نقل الجرحى والنازحين في منطقة وادي خالد ان "عملية النزوح من الحصن الى وادي خالد بدأت قبل ثلاثة ايام"، وان 70 شخصا ادخلوا أمس غير المصابين. واشار الى وجود "جثث في مجرى النهر الكبير". وأكد "ان هناك عددا كبيرا من المق