أحياء سورية لم تستيقظ هذا العام - كما في العامين السابقين - على قرع الطبول والاهازيج الفلكلورية الكردية التي تبدأ صباحاً، ببهجة أناس يتشحون في أزيائهم ألوان علم كردستان
خليل موسى – موقع المنار – دمشق
أحياء سورية لم تستيقظ هذا العام - كما في العامين السابقين - على قرع الطبول والاهازيج الفلكلورية الكردية التي تبدأ صباحاً، ببهجة أناس يتشحون في أزيائهم ألوان علم كردستان، ويتجهون نحو الطبيعة ببساتينها وجبالها، ليستقبلوا الربيع بأول أيامه على طريقتهم.
موقع المنار الالكتروني واكب هذا العام عيد "النوروز" عند الأكراد في سورية، بعد أن أقرت الحكومة السورية ولأول مرة للأكراد أن يحيوا عيدهم بشكل رسمي وقانوني.
التقينا عمر أوسي، عضو مجلس الشعب السوري عن الاكراد، ليعطي موقع المنار تصريحا خاصا حول هذه المناسبة، فهي مزدوجة بالنسبة لهم هذه المرة، من ناحية هي عيد، وفرحة أكبر لسماح السلطات السورية لهم بإعلانه رسميا.
بدأ أوسي حديثه بلمحة تعريفية عن هذا العيد، فالنوروز في الميثولوجيا هو يوم للحرية والانعتاق والسلام، كما للعيش المشترك بين جميع مكونات شعوب "ميزوبوتانيا" والشرق الاوسط وباقي شعوب الشرق الأوسط، وكردستان، هو اليوم، هو يوم فلكي يتساوى به الليل والنهار، يحتفل به الشعب الكردي ومعه 300 مليون من شعوب المناطق المنحدرة من القوميات الإيرانية والهندوأوروبية، يحتفلون جميعا بيوم النوروز الذي هو بداية التقويم الفارسي والكردي.
الاحتفال هذا العام بليلة النورز تم في فندق الداما روز بدمشق، رعته الحكومة السورية ممثلة بوزيرة الشؤون الاجتماعية الدكتورة كيندا الشماط، وشخصيات برلمانية، ليقوم بتنفيذ المهرجان أعضاء المبادرة الوطنية للأكراد السوريين، وهذا ما ميز نوروز 2014 في سورية، حسب أوسي الذي أبدى فخرا وامتنانا لما قامت به الحكومة.
الاكراد لم يكونوا وحدهم من حضروا الحفل، إنما كان إلى جانبهم عرب وشركس وأرمن وتركمان وآشوريون، وجميع مكونات الشعب السوري، ليبدأ الحفل بإيقاد شعلة النيروز باشتراك عمر أوسي والوزيرة الشماط.
الإنجاز هذا العام كما وصفه أوسي، جاء بتوجيهات من الرئيس بشار الأسد، مبشرا باقتراب حل جميع مشكلات الاكراد خلال الفترة القادمة، واكد اوسي ان "الاكراد سوريون بامتياز" وشاركوا في الدفاع عن سورية ضد جميع الإرهابيين الذين دخلوها وجاؤوا ليعيثوا خرابا بالبلاد" .
يتابع أوسي "الأزمة السورية اثرت على احتفالات النوروز في الهواء الطلق"، لكنه اكد ان باقي الامكان الآمنة التي يتواجد فيها أكراد يحيون المناسبة في أماكن تواجدهم، ومنها منطقة دمر في دمشق.
إذن الازمة بما اثرته على هذه المناسبة لم تتاثر قوميا ولا حسب المعتقد الكردي، الدولة السورية منحت الحق بالاحتفال رسميا بها وإحيائها، كما بشرت الأحداث الاخيرة بأن الدولة تعمل على حل مشكلات ومتطلبات الاكراد ليكون الكردي مواطنا سوريا من الدرجة الاولى، كما عبر عمر أوسي متفائلا، خاصة بعد ان كشف عن أن الجامعات السورية، ستجعل من دمشق أول عاصمة في التاريخ تمنح إجازة جامعية في اللغة الكردية وآدابها.