"للطفل حق بأن يكون له....." ," وأما الطفل فله الحق...". لا تكاد الكتب المدرسية تفرغ من النصوص المقتطعة من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان بما يعني الطفل وحقوقه, لكن المضحك المبكي أننا سرعان ما نبصر ...
زهراء حمود / كلية الإعلام - الجامعة اللبنانية
"للطفل حق بأن يكون له....." ," وأما الطفل فله الحق...". لا تكاد الكتب المدرسية تفرغ من النصوص المقتطعة من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان بما يعني الطفل وحقوقه, لكن المضحك المبكي أننا سرعان ما نبصر صورة لباص أطفال امتد إليه يد الإرهاب المتخفي تحت وشاح هذا الإعلان المجازي، في يوم ربيعي، عندما أرادت "إسرائيل" اغتيال الطفولة وباقات الورد التي أراد أصحابها أن يهدوها لأمهاتهم!
من منا سينسى الغدر الحاقد الذي سرق تلك الشموس التي كانت تنتظر الفجر الجديد ليلوح في الأفق؟.. والذي ما زال نار حقدهم يطال أطفالنا على طول المعمورة؟
نعم.. إن الجرائم التي ترتكب بحق أطفالنا لم تقف يوماً عند هذا الحد ,ويا ليت ذلك, ولكنها مازالت إلى هذا الوقت تمسح الأمل عن كل برعمة يافعة! مع كل انفجار مع كل صاروخ يقصف العديد من الأطفال يذوب من بين أيديهم حق منصوص عليه في ذاك الإعلان الوهمي.
يا دعاة الإنسانية, أهكذا تكون التربية! أن تبعثوا بقذائفكم الموشومة لقتل أطفالنا؟ يا دعاة الدين, أهكذا يكون الإسلام! أن تقتل طفلاً بريئاً جرمه أنه طفل ورسول رب العالمين كان يمسح الحزن عن وجوه أطفال المسلمين ويداعبهم ويغبطهم برأفته وحنانه؟..
أين إعلانكم العالمي يوم وقعت مجزرة قانا الأولى والثانية, والدوير, ومروحين, وباص النبطية؟ أين إعلانكم عند الانفجار أمام دار الأيتام الإسلامية والرويس والهرمل والنبي عثمان ؟ أين إعلانكم في العراق و فلسطين وسوريا؟
الطفولة باتت الآن كما كانت حلماً صعباً وضائعاً، فالطفل اليوم لايعلم اذا كان سيعود من مدرسته كما عاد أطفال باص النبطية. صفحات الكتب والإنترنت تتزاحم عليها تلك النصوص, نحن نعلم ما هي حقوق الطفل وأهمية تأمينها له, ولكن أيضاً فلنؤمن أولا بحقه في الحياة لنستطيع توفير الباقي. فما نفع الحقوق اذا لم يكن هنالك حياة...
تبقى أيها الإعلان العالمي مجرد قطعة استنتاج نحفظها بعد نهاية كل درس!