أکد قائد الثورة الإسلامیة سماحة آیة الله السید علی خامنئي ضرورة بذل المزید من الإهتمام بالإقتصاد والثقافة من أجل أن نجعل اقتصاد البلاد والوضع المعیشی للشعب لا یتأثرا
أکد قائد الثورة الإسلامية سماحة آية الله السيد علي خامنئي ضرورة بذل المزيد من الإهتمام بالإقتصاد والثقافة من أجل أن نجعل اقتصاد البلاد والوضع المعيشي للشعب لا يتأثران بقرارات تتخذ من قبل دول أخرى مبيناً أن هذا هو اقتصاد المقاومة بعينه وقد أبلغنا الشهر المنصرم سياسته الکلية.
وأشار إلى ذلك سماحة آية الله السيد علي خامنئي صباح يوم الجمعة, من مرقد الإمام علي بن موسي الرضا (ع) في مشهد المقدسة، في کلمه لسماحته بمناسبة عيد السنة الإيرانية الجديدة حيث يلقي من هناك کلمة سنوياً بهذه المناسبة ويهنئ من هناك الشعب الإيراني.
وفي مستهل کلمته سأل القائد الباري تعالي أن يمن على جميع الإيرانيين والمسلمين بحياة مفعمة باليمن والبرکة متمنيا أن يکون العام الجديد العام الذي يستحقه الشعب الإيراني.
وأکد سماحته أن العام الإيراني المنصرم شهد تحقيق الملحمة السياسية حقا, حيث شهد في نصفه الأول إجراء الانتخابات الرئاسية وفي نصفه الثاني المسيرات الواسعة التي أقيمت بمناسبة ذکرى إنتصار الثورة الإسلامية.
وأشار قائد الثورة إلى المؤامرات التي يحيکها الأعداء ضد الشعوب الإسلامية مؤکدا ضرورة أن تتزود هذه الشعوب بالقوة للدفاع عن نفسها أمام المتغطرسين وقوى الشر الاستعلائية التي تريد ابتزاز الشعوب بسبب ضعفها.
وقال سماحته " إن الشعب الذي لايتسلح بالقوة فإنه سيهزم أمام هؤلاء الذين يستخفون به ويستضعفوه وبالتالي سيسحقونه لأنه لايقدر الدفاع عن نفسه". وتابع قائد الثورة الإسلامية قائلا " إن طبيعة العالم الذي نعيش فيه يتم إدارته وفق الأفکار المادية التي يتعرض في إطارها القوي للضعيف ويهدر کرامته وينقض عليه ."
وقال سماحته إن قوة الشعب ليست فقط في أسلحتة العسکرية المتطورة، رغم أنها ضرورية ولکنها ليست کافية لجعل الشعوب قوية. وأکد قائد الثورة أن توافر ثلاثة عناصر "الاقتصاد والثقافة والعلم" في أي بلد يجعله بلدا قويا.
فأما العلم فقد جرى الحديث عنه کثيرا على مدى الأعوام 10-12 الماضية, وقد ترك ذلك بحمد الله أثره حيث أن البلاد تقدمت على الصعيد العلمي. وأما الحقلين الاقتصادي والثقافي فإنهما يحتاجان إلى اهتمام أکثر من اللازم من أجل أن نجعل اقتصاد البلاد بشکل لايتأثر ولايتأثر الوضع المعيشي للشعب بقرارات تتخذ من قبل دول أخرى. وهذا هو اقتصاد المقاومة بعينه وقد أبلغنا الشهر المنصرم سياسته الکلية.
وأوضح سماحته أن اقتصاد المقاومة هو الاقتصاد الذي لايتأثر بالإجراءات والتقلبات العالمية ولا بالسياسيات الأميرکية وغير الأميرکية ويستند إلى الشعب.
وأثار قائد الثورة تساؤلات حول اقتصاد المقاومة الأول حول ماهية اقتصاد المقاومة وخصوصياته الإيجابية والسلبية, کما تساءل ثانيا عما إذا کان اقتصاد المقاومة الذي نرفع شعاره أمرا قابلا للتحقيق أم أنه مجرد أوهام وخيال؟ وأما السؤال الثالث الذي أثاره فهو عن مستلزمات تحقيق اقتصاد المقاومة إن کان أمرا قابلا للتحقيق ؟
وردا على السؤال الأول قال اية الله السيد علي الخامنئي إن اقتصاد المقاومة هو أنموذج علمي يتناسب مع متطلبات البلاد وليس مقتصرا على إيران.
ما يعني أن الکثير من البلدان اليوم قد فکرت بهذا الأمر وذلک لمواجهة الهزات الاجتماعية والاقتصادية التي وقعت في العقود الثلاث الماضية. ولأن هذا الاقتصاد هو اقتصاد مولد ونابع من صميم طاقات البلاد وشعبنا ، فنمو هذه الغرسة يعتمد على طاقات وإمکانيات بلادنا, ولکن هذا لا يعني أن نعيش العزلة وعدم الانفتاح على اقتصادات باقي البلدان.
وحذر قائد الثورة من ان هناك محاولات لتصوير الاقتصاد الإيراني بأنه اقتصاد معزول ومقيد وکل ذلک بهدف ثني الشعب عن بلوغ طريق السعادة.
وثالثا إن الاقتصاد المقاوم هو اقتصاد يقوم على دعائم الشعب, أي أنه لايقوم على دعائم الحکومة وليس اقتصادا حکوميا بل هو اقتصاد شعبي يقوم على إرادة الشعب ورؤوس أمواله وتواجده. ولکن هذا لايعني أن الحکومة ليست لديها مسؤوليات إزاءه.
وأشاد قائد الثورة الإسلامية آية الله خامنئي بالمشارکة الشعبية في مختلف مراحل الثورة الإسلامية منذ انتصارها حتى اليوم لاسيما مشارکته الواسعة في المسيرات المليونية في ذکرى انتصار الثورة الإسلامية, مؤکدا أنها برهنت تمسکه بنظامه وولائه للإسلام.
وقال قائد الثورة الإسلامية في خطابه الذي إلقاه اليوم الجمعة أمام أهالي مدينة مشهد المقدسة في الحرم الرضوي الشريف, إن المشارکة الواسعة لأبناء الشعب في الانتخابات التي جرت خلال سنوات الثورة تعني أن السيادة الشعبية الدينية قد ترسخت وتوطدت في البلاد وأن الدولة الإسلامية نجحت في تأصيل ومأسسة السيادة الشعبية الدينية.