23-11-2024 09:57 PM بتوقيت القدس المحتلة

ليبيا تسلمت من واشنطن ناقلة النفط المهرب

ليبيا تسلمت من واشنطن ناقلة النفط المهرب

سلمت قوات البحرية الاميركية السلطات الليبية سفينة محملة بالنفط المهرب من قبل انصار الحكم الفدرالي في شرق ليبيا، حيث لا يزال هؤلاء يتحدون سلطة الدولة من خلال محاولة السيطرة على ثكنة عسكرية.

 

سلمت قوات البحرية الاميركية السلطات الليبية سفينة محملة بالنفط المهرب من قبل انصار الحكم الفدرالي في شرق ليبيا، حيث لا يزال هؤلاء يتحدون سلطة الدولة من خلال محاولة السيطرة على ثكنة عسكرية.

وقالت السفارة الاميركية في ليبيا في بيان "اليوم، سلمت القوات الاميركية حكومة ليبيا الناقلة مورنينغ غلوري، تمت عملية التسليم في المياه الدولية قبالة الساحل الليبي، والحكومة الليبية وقواتها الامنية باتت تسيطر حاليا على الناقلة"، واوضحت السفارة انها تلقت ضمانات من الحكومة الليبية ان "القبطان وافراد الطاقم والمواطنين الليبيين الموجودين على متن الناقلة ستتم معاملتهم في شكل انساني انسجاما مع المعايير الدولية لحقوق الانسان".

وكانت الناقلة مورنينغ غلوري وهي سفينة مصرية ترفع علم كوريا الشمالية، وصلت في الثامن من اذار/مارس الى ميناء السدرة الذي يسيطر عليه متمردون، وبدأت بعيد ذلك عملية تحميلها بالنفط الذي باعه متمردون شرق ليبيا يدعون الى اقامة حكم فدرالي في ليبيا ويعطلون منذ 13 تموز/يوليو 2013 موانئ النفط ما ادى الى تعليق تصدير الخام الذي يشكل المورد الرئيسي للبلاد.

وسارع النائب العام الليبي الى اصدار امر بتوقيف الناقلة وطاقمها فيما اعلنت البحرية الليبية انها طوقت الميناء لمنعها من الخروج، ولكن في 11 اذار/مارس، اقرت السلطات الليبية بان الناقلة التي حملت نحو 234 الف برميل من النفط الخام استغلت سوء الاحوال الجوية للتوجه الى عرض البحر وتمكنت من الافلات من القوات الليبية.

غير ان القوات الخاصة في البحرية الاميركية نجحت الاثنين في اعتراض الناقلة في مياه المتوسط فاعادتها الى قبالة الشواطىء الليبية.

من جهته اعلن مصدر مسؤول في غرفة عمليات التحكم والسيطرة في مرفأ مدينة الزاوية النفطي في غرب ليبيا لفرانس برس طالبا عدم الكشف عن اسمه ان الناقلة "دخلت فجر السبت إلى المياه الإقليمية الليبية وترسو حاليا على بعد 12 ميلا من مرفأ الزاوية النفطي" الواقع على بعد قرابة 70 كيلومترا غرب العاصمة طرابلس، والخاضع لسيطرة السلطات الرسمية للبلاد.

واوضح ان "الوجهة النهائية للناقلة هي ميناء الزاوية النفطي الذي ستصله خلال الساعات القادمة لإفراغ الشحنة التي تم تهريبها من البلاد بشكل غير شرعي"، غير ان مصدرا آخر في الميناء قال ان ناقلة النفط غيرت وجهتها عصر السبت لتتوجه الى ميناء طرابلس.

وما انفك متمردو الشرق يتحدون سلطات طرابلس، وتواجه مسلحوهم السبت مع القوات الحكومية في اجدابيا التي تقع على بعد 840 كلم شرقي العاصمة، وقال مسؤول عسكري ليبي رفيع طلب عدم ذكر اسمه لفرانس برس إن "اشتباكات ضارية تجري في محيط معسكر لحنية الواقع غرب مدينة أجدابيا بين كتيبة الشهيد علي حسن الجابر التابعة لمنطقة الجبل الأخضر العسكرية لرئاسة الأركان العامة للجيش ومسلحين من قوات دفاع برقة المسيطرة على الموانئ النفطية في شرق البلاد".

وأضاف أن "الاشتباكات التي بدأت منذ فجر السبت في محيط المعسكر استخدمت فيها مختلف أنواع الأسلحة الخفيفة والمتوسطة والثقيلة ما خلف قتلى وجرحى في صفوف القوتين المتقاتلتين" بدون أن يحدد عددهم.

وتأتي هذه الاشتباكات على خلفية سيطرة كتيبة الشهيد علي حسن الجابر التابعة للجيش الليبي على معسكر لحنية الواقع عند المدخل الغربي لمدينة أجدابيا كخطوة أولى لمهاجمة قوات دفاع برقة وحرس المنشآت النفطية التي انشقت عن الحكومة وباتت مسيطرة على موانئ النفط في شرق البلاد منذ تموز/يوليو الماضي.

وسيطرت كتيبة علي حسن الجابر القادمة من مدينة البيضاء (1200 كلم شرق العاصمة طرابلس) وهي كتيبة مدفعية بقيادة محمد بوغفير السعيطي، على المعسكر المليء بمخازن الذخيرة والأسلحة بدعم ومساندة من كتيبة شهداء الجزيرة التابعة هي الأخرى لرئاسة الأركان العامة للجيش.

وأثارت هذه المساندة النعرة القبلية لدى سكان مدينة أجدابيا، إذ أن كتيبة الجزيرة معظم أفرادها ينتمون إلى قبيلة الزوية المناهضة للفدرالية فيما يتحدر معظم أفراد قوات دفاع برقة وحرس المنشآت النفطية السابقين من قبيلة المغاربة ذات الأغلبية السكانية في المدينة ويطالبون بحكم ذاتي في شرق البلاد بقيادة إبراهيم جضران المغربي رئيس ما يعرف بالمجلس السياسي لإقليم برقة.

ومنذ سقوط نظام معمر القذافي في تشرين الاول/اكتوبر 2011 تشهد ليبيا وضعا شديد الاضطراب سياسيا وتواجه توجهات تدعو الى اقامة حكم فدرالي على اساس اقاليم اضافة الى اعمال عنف خارج السيطرة وسط انتشار كبير للاسلحة ما يمنع اي انتعاش اقتصادي. وادى تعطيل موانىء النفط الى تراجع الانتاج الى 250 الف برميل يوميا مقابل نحو
1.5 مليون برميل يوميا في السابق.

ولم تنجح السلطات في اقامة شرطة وجيش محترفين وناجعين ما جعل المليشيات المسلحة تستفيد من هذا الفراغ.

واعلن انصار اقامة حكم فدرالي في ليبيا في آب/اغسطس 2013 من برقة تشكيل حكومة محلية وبنك وشركة نفط اتحادية.