بخلاف ما كان متوقعاً بعد صدور القرارات الخاصة بالإرهاب أخيراً، في شأن الحد من ذهاب الشبان السعوديين إلى القتال في سورية، فإن التغير الذي طرأ يتمثل في قلة الاحتفاء بهذه الخطوة.
عبدالله الدحيلان
بخلاف ما كان متوقعاً بعد صدور القرارات الخاصة بالإرهاب أخيراً، في شأن الحد من ذهاب الشبان السعوديين إلى القتال في سورية، فإن التغير الذي طرأ يتمثل في قلة الاحتفاء بهذه الخطوة في مواقع التواصل الاجتماعي و«الإنترنت».
وفيما رأى باحث متخصص في قضايا الإرهاب أن ما حدث متوقع، بحكم أن القصد من الذهاب في الغالب «عقائدي وليس حزبياً»، أكد رئيس حملة «السكينة» أن لغة التحريض «شهدت خفوتاً واضحاً منذ صدور القرارات».
وذكر رئيس حملة «السكينة» عبدالمنعم المشوح لـ«الحياة» أن الحملة رصدت «تراجعاً في لغة تحريض الشبان للذهاب إلى القتال في سورية، أو غيرها من البلدان»، وعزا ذلك «إلى النشاط الملحوظ الذي قامت به الجهات الشرعية، إذ صدرت مجموعة من الفتاوى، وألقيت المحاضرات التوعوية، التي تحذّر من الذهاب إلى مناطق التوتر والقتال».
وأضاف: «أن القتال الدائر بين الفصائل المقاتلة هناك، خصوصاً ما يدور من معارك بين الدولة الإسلامية (داعش) والجبهة الإسلامية، ساعد في تراجع بعض من كانوا ينوون الذهاب إلى سورية».
واعتبر الباحث المهتم بشؤون الإرهاب محمد القحطاني، في تصريح إلى «الحياة» أن ذهاب الشبان «يتجاوز فكرة الانتماء الحزبي، إلى الانتماء العقدي، ما يجعل الذهاب إلى القتال هناك يمثل طوق نجاة من نعيم الدنيا الزائل إلى نعيم الآخرة الدائم»، مضيفاً: «وأزعم أن القرارات الأخيرة أثرت في بعض من يصنفون بأنهم ذوو أبعاد حزبية، وأن القرارات تعيق حركتهم، بينما هؤلاء الشبان لن يؤثر فيهم الأمر، وكل ما سيحصل أن الاحتفاء بهم ممن يتبنون فكرهم وهم موجودون في السعودية يكون أقل، وذلك خوفاً من الملاحقة الأمنية».
وكانت مواقع التواصل الاجتماعي شهدت عدداً من حالات «النفير» إلى القتال في سورية، ومن قبلها إلى اليمن، وكانت تحظى باحتفاء يشمل الثناء والمدح، وإشهار مواقع «عزاء الشهداء»، كون الأسر لم تكن ترى في ذهاب أبنائها أي حرج لأنها «في سبيل الله، ونصرة للمظلوم».
موقع المنار غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه