أعلن الثوار الليبيون سيطرتهم على مرفأ البريقة النفطي بعد انسحاب القسم الاكبر من قوات العقيد معمر القذافي، في حين ان دبلوماسيين اميركيين التقوا مؤخرا ممثلين عن معمر القذافي لحثه على ترك السلطة
أدّت المعارك الدائرة حول مدينة البريقة إلى مقتل سبعة من الثوار الليبيين وإصابة 45 آخرين. وقال العضو في المجلس الوطني الانتقالي عبد الرزاق العرادي بعد تفقده الجبهة إن "قوات النخبة (في كتائب القذافي) انسحبت، الجنود الذين بقوا في المدينة محاصرون".
وأضاف العرادي أن هؤلاء "لا يستطيعون التقدم خشية تعرضهم للقتل بأيدي الثوار ولا يستطيعون ايضاً التراجع خشية قتلهم من جانب رجال القذافي". وأوضح مسؤولون في صفوف الثوار أن معظم مقاتليهم لم يدخلوا بعد المدينة بسبب وجود مئات الألغام والخنادق المليئة بمواد قابلة للإشتعال.
في وقت سابق، أعلن الثوار الليبيون الاثنين سيطرتهم على مرفأ البريقة النفطي شرق البلاد. بعد انسحاب القسم الاكبر من قوات العقيد معمر القذافي الى الغرب اثر تفخيخ المنشآت النفطية في حين ان دبلوماسيين اميركيين التقوا مؤخرا ممثلين عن معمر القذافي لحث الزعيم الليبي على ترك السلطة. وفي حال تاكدت السيطرة على البريقة التي تبعد 800 كلم شرق طرابلس و240 كلم جنوب غرب بنغازي. فان هذا الامر سيشكل انتصارا كبيرا للثوار وسيتيح لهم السيطرة على بنى تحتية حيوية لمستقبل البلاد الاقتصادي. وصرح المتحدث باسم الثوار شمس الدين عبد الملا ان "القسم الاكبر من قوات القذافي انسحب الى راس لانوف" على بعد خمسين كلم الى الغرب. موضحا انه بقي ما بين 150 الى 200 جندي موال للنظام في الموقع النفطي. واضاف "تم قطع امداداتهم من المواد الغذائية والمياه. انها مسالة وقت فقط قبل ان يلاحظوا هذا الامر. نامل بعدم اراقة الدماء".
ولكن المتحدث باسم نظام معمر القذافي في طرابلس نفى هذا الامر، مؤكدا ان البريقة لا تزال تحت سيطرة قوات الزعيم الليبي. وصرح المتحدث موسى ابراهيم للصحافيين ان "البريقة لا تزال بالكامل تحت سيطرة قواتنا بمساعدة القبائل والمتطوعين. وكل ما اعلنه المجلس الوطني الانتقالي المزعوم كذب ومعلومات غير صحيحة". والمجلس الانتقالي هو الهيئة السياسية للثوار. واضاف المتحدث ان "البريقة هي مستقبل ليبيا وثروة هذا البلد وابقاؤها تحت سيطرتنا مسالة حياة او موت"، مؤكدا ان الثوار "حاولوا استعادة المدينة ولكن تم صدهم وخسروا في المعركة اكثر من 500 من رجالهم". وتابع "المؤسف ان المجلس المجرم يرسل شبانا ليبيين الى الموت وقتل 520 منهم خلال الايام الاربعة الاخيرة على الجبهة". ولفت الى ان ثلاثين من قوات القذافي "استشهدوا".
وعلى الصعيد الدبلوماسي. اعلن مسؤول اميركي الاثنين ان موفدين اميركيين التقوا مؤخرا ممثلين عن نظام معمر القذافي وحثوا الزعيم الليبي على التخلي عن السلطة. واوضح المسؤول الاميركي الذي فضل الكشف عن هويته ان مسؤولين اميركيين "التقوا ممثلين عن النظام (القذافي) لتوجيه رسالة واضحة وصريحة بان الوسيلة الوحيدة للتقدم هي ان يتخلى القذافي عن السلطة". واضاف "لا يتعلق الامر بالتفاوض. ولكن بتوجيه رسالة". ولكن مسؤولا اميركيا اخر يرافق حاليا وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون الى الهند. قال ان جيفري فيلتمان. مساعد وزيرة الخارجية لشؤون الشرق لاوسط وجيني كريتز. السفير الاميركي في ليبيا وغير الموجود في هذا البلد. شاركا في الاجتماع. ولم يوضح المسؤول من مثل القذافي في هذا الاجتماع موضحا فقط انه جرى خارج ليبيا. ولكن محطة "سي ان ان" نقلت عن متحدث باسم نظام القذافي في طرابلس ان المحادثات جرت السبت في تونس. واكد المسؤول الاميركي ان "الرسالة واضحة ولا لبس فيها وهي نفسها التي نوجهها علنا يجب ان يتخلى القذافي عن السلطة كي تبدأ عملية سياسية جديدة تعكس ارادة وتطلعات الشعب الليبي". واضاف "ليست لدينا خطة للقاء جديد. لأن الرسالة وصلت".
وميدانيا. تفيد المعلومات الاولى ان المنشات النفطية في البريقة لم تتعرض حتى الان للقصف او لاعمال تخريب علما انها مزروعة بالالغام. واسفرت المعركة التي بدأت مساء الخميس على ثلاث جبهات عن 21 قتيلا في صفوف الثوار. ولم يعلق النظام الليبي حتى الان على السيطرة على البريقة. ويتوخى الثوار الحذر بالنظر الى الاخطاء التي ارتكبوها في الاشهر الاخيرة بسبب افتقارهم الى الخبرة وانعدام التنسيق في ما بينهم. من هنا. فان السيطرة الكاملة على البريقة قد تتاخر. وفي هذا الصدد قال عبد الملا ان "معظم المقاتلين الذين يدخلون الان هم فرق لتفكيك الالغام". واضاف "عثرنا على كمية كبيرة من الالغام المضادة للافراد. وعملية التنظيف يعوقها اطلاق الصواريخ انطلاقا من قرية البشر التي تبعد حوالى عشرين كلم ويامل الثوار بالسيطرة عليها اليوم".
وعلى الطريق بين بنغازي والجبهة بدا الارتياح على وجوه الثوار واضحا. وقال احدهم "هذا المساء نمضي ليلتنا في البريقة". وفي مستشفى اجدابيا التي تبعد 80 كلم من البريقة. عاش الاطباء للمرة الاولى استراحة المحارب بعدما عالجوا قسما كبيرا من الثوار الـ300 الذين اصيبوا في المعركة التي استمرت خمسة ايام. لكن السيطرة على البريقة لا تعني نهاية سريعة للنزاع الذي اندلع في 15 شباط/فبراير على خلفية ثورة شعبية ضد نظام معمر القذافي الذي يرفض مغادرة السلطة.
وفي الغرب اصيب 23 من الثوار على الاقل قبل الفجر في معارك ضد قوات القذافي على بعد حوالى عشرين كلم من مصراتة التي يسيطر عليها الثوار وتبعد 200 كلم شرق طرابلس. وقالت مصادر الثوار "تمكنا من صد قوات القذافي التي خسرت الكثير من المقاتلين وتخلت عن كثير من الاليات العسكرية والاسلحة والذخائر". كذلك. اكد الثوار ان قوات القذافي قصفت مواقعهم على بعد بضعة كيلومترات من وسط مدينة زليطن. وهي الهدف المقبل لهم على بعد 150 كلم شرق طرابلس.
وفي جنوب غرب طرابلس. تم تكريس العمل لتعزيز المواقع بعد احراز تقدم في بداية الشهر. واطلقت القوات الموالية فجر الاثنين صواريخ على مواقع الثوار في القواليش. البلدة الجبلية. وبير عياد في واد قريب. كما اعلن المجلس العسكري للثوار. من جهتهم. اطلق الثوار صاروخين على الاقل باتجاه الوحدات الموالية للنظام التي تقوم بحماية الاصابعة المدينة الاستراتيجية على بعد 80 كلم جنوب العاصمة وحيث انكفأت قوات معمر القذافي في 13 تموز/يوليو في ختام معارك كثيفة. واعلن اللواء مختار فرنانة قائد الثوار في المنطقة الاحد ان "الاكثر اهمية هو المحافظة على الاراضي التي سيطرنا عليها واحلال الامن قبل الهجوم. لن ندع قوات القذافي تستعيد المواقع التي استولينا عليها".