24-11-2024 05:44 PM بتوقيت القدس المحتلة

السيد نصر الله: حزب الله سيخرج من مؤامرة المحكمة الدولية أعز وأقوى مما كان

السيد نصر الله: حزب الله سيخرج من مؤامرة المحكمة الدولية أعز وأقوى مما كان

اكد الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله ان "حزب الله كما خرج من مؤامرة حرب تموز سيخرج من مؤامرة المحكمة الدولية اعز واقوى مما كان"

أكد الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله ان "حزب الله كما خرج من حرب تموز التي ارادوا ان يسحقوه فيها اقوى مما كان، سيخرج من مؤامرة المحكمة الدولية اعز واقوى مما كان". 

وفي كلمة ألقاها عصر اليوم الثلاثاء خلال حفل التخريج المركزي الثاني الذي اقامته مؤسسة الشهيد لأبناء الشهداء الذين وصلوا إلى مرحلة الاعتماد على النفس، في مجمع شاهد التربوي على طريق المطار – بيروت، سأل السيد نصرالله "هل يمكن لمقاومة لم يهزها أقوى سلاح جو في المنطقة أن يهزها بلمار أو كاسيزي وأولئك الكتبة المرتزقة ومن معهم"؟ مضيفا ان "100 قرار اتهامي لن تغير شيئا،  وكما علقتم امالا كبيرة في حرب تموز وذهبت امالا منثورة، ان امالكم الهزيلة على المؤامرة الجديدة المسماة المحكمة الدولية ستذهب هباء منثورا".

وشدد السيد نصر الله على اننا "نواجه مؤامرة القرار الظني بهدوء وعلم ووثائق خلافا لما يحاول البعض ان يتحدث عنه في وسائل الاعلام".

السيد نصر الله وفي تأييد لدعوة رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان للحوار اكد ان "حزب الله يؤيد اي حوار وطني واي تلاق بين اللبنانيين بمعزل عن الموضوعات وجدول الاعمال". وردا على من يقول ان حزب الله غير جدي في الحوار لأنه لم يقدم استراتيجيته الدفاعية  قال السيد نصر الله "أول من تحدث وأول من قدم استراتيجيته الدفاعية هم حزب الله ، وهؤلاء الجماعة ينسون ما حصل، و بعد ايام قليلة نفذنا الاستراتيجية الدفاعية التي طرحناها على الطاولة في حرب تموز وكان الانتصار".
كما أشاد السيد نصر الله بخطوة رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الأخيرة لجهة زيارته الجنوب.

وتطرق سماحته الى مسألة الموقوفين دون محاكمات وقال "هناك اعداد كبيرة من الموقفوين في السجون اللبنانية سواء كانوا اسلاميين او غير اسلاميين، الى اي طائفة او مذهب او تيار انتموا، نتحدث عن العدالة التي موضوعها الانسان، هناك اعداد كبيرة في السجون بلا محاكمات لسنة واثنتين وثلاثة واربعة وخمسة ويتبين فيما بعد عندما يحاكم بعضهم انهم بريئون وهذا ظلم كبير.. في ظل هذه الحكومة هي مدعوة لمعالجته واعتقد انها بدأت ممارسة جدية على هذا الصعيد، هذا الملف يحتاج بعض الهمة من القضاء اللبناني وربما بعض الاجراءات والتعديلات القانونية وبعض الهمة الحكومية، واعتقد ان هذا الملف ضاغط على آلاف العائلات وبالنهاية هؤلاء بشر وهذه الحكومة تتحمل مسؤوليتهم".

السيد نصر الله اشاد بمواقف شيخ الازهر الاخيرة وقال "نتوقف مليا وباحترام امام المواقف التي اعلنها سماحة شيخ الازهر الشيخ احمد الطيب خصوصا في الموضوع الذي يرتبط بالشيعة والسنة والتقريب والتلاقي بين المسلمين، فهو لم يتحدث عن شعارات عامة مستهلكة انما ذهب الى جوهر الموضوع، لذلك هذه المواقف التي اطلقها هي مواقف مسؤولة وبحجم التحدي الذي تواجهه الامة".

واضاف سماحته "كنا دائما نقول عند الانقسامات انها سياسية ولكن البعض كان يصر ان يلبسها لبوسا طائفيا ومذهبيا، وعندما يأتي اليوم الذي يلجأ فيه البعض الى خطاب مذهبي وطائفي فهذا دليل انه ضعيف وليس عنده قضية ولا منطق ولا حجة".


وهذا نص كلمة السيد نصر الله:

 

... في العام الماضي في مثل هذا الاحتفال، يعني في الاحتفال الذي أطلقته مؤسسة الشهيد باسم جيل الشهيد أحمد جغبير، أنا وإياكم بدأنا مواجهة المؤامرة التي خُطط لها منذ سنين، وتتذكرون في هذا الاحتفال قبل سنة بالتحديد نحن بدأنا مواجهة المؤامرة الجديدة المسماة بـ"المحكمة الدولية" وبـ"القرار الظني" وفي كل هذا السياق الذي شهدنا فصوله منذ عام إلى الآن وقبل عام أيضاً. وقلت في احتفالكم: نحن لا يمكن أن نتسامح، وكنّا جديين في هذا الأمر.


البعض كان يتصور، ويشتبه عليه الأمر أنه يمكن أن يعالج الأمور على طريقة تسوية تقول: هو يبقى في السلطة وأنت تتحمل وزر اتهام مقاومين مجاهدين، وهذا الأمر لم يكن مقبولاً بهذا الشكل وبهذا المعنى.


في كل الأحوال أنا لا أريد أن أتناول هذا الموضوع، فقط تكفي الإشارة لأن أقول من إحتفالكم المبارك في العام الماضي ما قمنا به نحن والكثير من الأصدقاء والحلفاء من توضيحات وما قدمنا من وثائق وما بيّنا وأوضحنا من أمور وما عقدنا من لقاءات أو مؤتمرات صحفية، أعتقد أيضاً وما قمنا به من نشاط سياسي، أعتقد هو الذي استطاع أن يوصل لبنان الى مرحلة أنه حتى لو صدر هذا القرار الاتهامي ومائة قرار مثل هذا القرار الاتهامي كان لا يمكن أن يحقق شيئاً من الأهداف، إذ إنه تمَّ تعطيل ومواجهة هذه الأهداف من خلال الجهد المتواصل.


أنا أعتقد أن بداية مواجهة المؤامرة من احتفال الشهداء وأبناء وبنات الشهداء له بركة وله كرامة، أدى إلى هذا التوفيق الذي حصلنا عليه، وأنتم تعرفون: الآن نحن نواجه هذا الأمر، نواجهه بيقين، بهدوء، بطمأنينة وبوضوح، بعلم، بوثائق، بمعطيات، بثقة، خلافاً لما يحاول البعض أن يتحدث عنه في بعض وسائل الإعلام أو يكتبه البعض أو يفترضه البعض عندما يتحدثون ويقولون إن حزب الله مرتبك وحزب الله مضطرب وحزب قلق ولا يعرف ماذا يفعل. وأنا قلت في بعض المناسبات وأعيد الآن: في حرب تموز، وفي هذه القاعة، قبل أيام مع الإخوة الجرحى والأخوات الجريحات قلت جملة وأعيدها الآن: نحن في حرب تموز عندما كان العالم كله يتآمر علينا، المجتمع الدولي والولايات المتحدة الأميركية، الدول الصناعية والقوى الكبرى، بعض الدول العربية للأسف الشديد، بعض الإعلام العربي وبعض الإعلام الأجنبي، بعض الداخل، وكان هناك مليون مهجر خارج بيوتهم وعشرات الشهداء ومئات الشهداء يسقطون والبنايات تتهدم والأرزاق تذهب والسماء تملأها الطائرات، هل سمعتم مجاهداً هرب من ساحة القتال نتيجة خوف أو ضعف أو اضطراب أو ارتباك؟ هل وجدتم في وجه أم شهيد أو أب شهيد أو أم مهجرة أو كبير أو صغير من هؤلاء الذين تحملوا أعباء المواجهة 33 يوماً، هل شهدتم عبارة تأفف، كلمة تراجع، تعبير عن ندم عن قلق، عن اضطراب، أم كنا نرى في العيون وفي الوجوه ونسمع من الأفواه كل ما يشدّ العزم؟ هذه هي الحقيقة، وعندما عادوا إلى ديارهم لم يطلب منهم أحد أن يعودوا إلى ديارهم، الأرض المملوءة بالقنابل العنقودية والبيوت المدمرة، الأرزاق المحطمة، لم ينتظروا أحداً، عادوا باعتزاز وبفرح واحتفلوا بانتصاراتهم وكلنا سمعنا الكلمات.


اليوم نحن نفتقد حاجّة كريمة "كاملة" الحاجة التي وقفت على أرض الضاحية الجنوبية في 14 آب وكانت تقول عندي بيتان بيت في الضاحية هدم وبيت في الجنوب هدم هذا كله فداء المقاومة. هذه هي مقاومتنا، هذه هي مسيرتنا، هذه هي حقيقتنا، هذه هي ثقافتنا، هؤلاء هم رجالنا ونساؤنا وصغارنا وأطفالنا وعجائزنا فضلا عن شبابنا وشاباتنا. هل يمكن لمسيرة، هل يمكن لحركة لم يهزها أقوى سلاح جو في المنطقة أن يهزّها بلمار أو فرانسين أو كاسيزي أو بعض الكتبة المرتزقة الذين يزينون ويكتبون ويعلقون ويضخمون؟ أبداً، وأنا لا أقول هذا لكم، انتم تعرفون هذه الحقيقة، أنا أقول للآخرين الذين يراهنون على هذا البعد المعنوي والنفسي والإرادي.....        
وأقول لكم: كما علّقتم آمالا كبيرة في حرب تموز وذهبت هباءً منثورة، إنّ آمالكم الهزيلة على المؤامرة الجديدة المسماة المحكمة الدولية ستذهب هباءً منثورا، وكما خرج حزب الله من حرب تموز التي أرادوا أن يسحقوه فيها أقوى مما كان، أقول لكم سيخرج حزب الله من مؤامرة المحكمة الدولية أقوى مما كان وأعز مما كان إن شاء الله، بعناية الله ونصره لنا وبإخلاص وصدق وثبات ومصداقية أبناء وبنات ورجال ونساء هذا الخط وهذه المسيرة وهذا الطريق.


طبعا هذا يفترض أن نتعاطى مع كل الأحداث والتطورات القائمة والحاصلة بهذه الروح وبهذا الثبات وبهذا الهدوء وبهذه المسؤولية.


قبل أيام تحدث فخامة رئيس الجمهورية عن نيّته إطلاق حوار جديد على المستوى الوطني، أنا اليوم في احتفالكم هذا أقول: أنّنا في حزب الله نؤيد أي حوار وطني ونؤيد أي تلاقٍ للبنانيين على طاولة حوار بمعزل عن طبيعة الموضوعات المطلوب مناقشتها ـ وطبعا أي جدول أعمال رئيس الجمهورية سيناقشه مع الأطراف المعنية ـ لكن نحن هنا نتحدث عن مبدأ الحوار ومبدأ التلاقي ومبدأ النقاش بين اللبنانيين، نحن ليس لدينا أي تحفظ عليه ونرحب به وندعمه ونسانده ونأمل أن يكون حواراً منتجاً ومثمراً ومفيداً.


دائما كنّا نقول نحن جاهزون للذهاب إلى أي حوار ولا نخاف من الحوار لأننا أصحاب رؤية ولدينا منطق ولدينا حجة ولدينا تجربة ولدينا دليل ولدينا شواهد حسيّة واقعية، نحن لا نتحدث عن أمور حصلت في التاريخ بل نتحدث عن تجارب عاشها شعبنا وأجيالنا الحاضرة ولدينا قوة المنطق.


أنا أسمع أحياناً من البعض يقول إن الدليل أنّ حزب الله غير جدي أنه لم يقدم إستراتيجيته الدفاعية. غريب، هناك أناس في لبنان "عن جد غريبين" فأول من تحدث وأول من قدم استراتيجيته الدفاعية هو حزب الله، يوم كنّا لا نزال نذهب ونجيء بشكل علني ـ لإنه غير علني ما تحملوا همّ ـ والإسرائيلي يقول إنّ إنجازه هو وضعي في المخبأ، هو مشتبه. أنا لست في المخبأ أنا لست في العلن صحيح لكنّي أنا آخِذٌ راحتي و"مكتّر كمان".


في كل الاحوال عندما كنت شخصياً أشارك مع الإخوة في طاولة الحوار في المجلس النيابي، أول من عرض الإستراتيجية الدفاعية كنت أنا، وتحدثت أكثر من ساعة والقوم جالسون يستمعون والكلام سُجّل ويوجد التسجيل وكلهم كتبوا ملاحظات ويومها كان الرئيس نبيه بري هو رئيس الجلسة وبعدما أنهيت (كلامي) قال لهم تفضلوا من عنده تعقيب أو حكي فكلهم بالإجماع قالوا كلا هذا كلام مهم وحكي كبير وبحاجة إلى مراجعة وتأمل ولنرفع الجلسة مع العلم أنه لا زلنا بأول النهار، هؤلاء الجماعة يبدو أنهم ينسون "طيب شوفو دفاتركم وشوفو التسجيلات".


نحن أول من قدّم استراتيجية دفاعية وبعد أيام قليلة نفّذنا الإستراتيجية الدفاعية التي طرحناها على الطاولة في حرب تموز وكان الإنتصار، يعني شاء الله سبحانه وتعالى أن تطبق الإستراتيجية الدفاعية سريعاً بدون أن نقصد وبالنهاية هذه إرادته. بكل الأحوال نحن في هذه النقطة نكتفي بالقول إننا ندعم أي حوار وطني يقوده فخامة رئيس الجمهورية ومستعدون للتعاون والتجاوب ونعتقد أن طريق الحوار هو الطريق المنطقي والطبيعي لمعالجة المشاكل الكبرى وحتى المشاكل الصغرى على المستوى الوطني، حتى في قضايا حساسة كالاستراتيجية الدفاعية، ولم نهرب يوماً من استحقاق من هذا النوع. نعم في يوم من الأيام ـ هذه النقطة يستشهدون فيها ـ لمّا بدأوا حملة إسقاط السلاح التي انتهت في مهدها، وبدأوا يخطبون ويجيّشون في كل يوم، واستخدموا تعابير طائفية ومذهبية، يومها أنا قلت إنه في ظل هذه الحملة لا معنى للحوار، إذ أن هناك أناس يشنون حرباً على المقاومة وعلى سلاح المقاومة. لكن هذا لا يتنافى مع التزامنا المبدئي وموقفنا الأساسي المؤمن بالحوار والمستعد للتجاوب مع الحوار.

 

أمر آخر أريد أن أشير له أيضاً هو الترحيب والإشادة بالخطوة الكريمة والمحترمة التي قام بها دولة رئيس مجلس الوزراء الأستاذ نجيب ميقاتي ومعه وزير الدفاع وقائد الجيش، والمتمثلة بزيارتهم إلى الجنوب. بعد أن حصلت الحكومة على الثقة، وبعد أول جلسة لمجلس الوزراء، يقوم رئيس حكومة لبنان، مع وزير الدفاع وقائد الجيش بزيارة الجنوب، وهذا عمل يجب الترحيب به، وله أيضاً دلالاته الوطنية والأخلاقية الكبيرة جداً، ولعل هذا قد يكون سابقة في تاريخ لبنان، وسابقة في الأداء الرسمي.


دائماً كانت المشكلة أن الجنوب إمّا ليس في اهتمامات الدولة، أو في أحسن الأحوال هو في آخر اهتمامات الدولة، لكن أن يبادر رئيس السلطة التنفيذية إلى زيارة الجنوب في الأيام الأولى لتولّيه هذه المسؤولية فهذا أمر يبشّر بالخير إن شاء الله.


وإذا كانت هذه من جملة نتائج حكومة حزب الله فليس هناك مشكلة، وهذا أمر جيد. هذا يعني أن الدولة عادت لتتحمل مسؤولياتها الحقيقية والجديّة، وأن لبنان كلّه، بكل مساحته هو مسؤولية الدولة.


للأسف كان بعض الأشخاص يتحدثون دائماً عن بسط سلطة الدولة على كل الأراضي اللبنانية وكانوا يقصدون بذلك فقط موضوع السلاح أمّا مسؤولية الدولة على كامل الأراضي اللبنانية التي تعني مسؤولية الدفاع ومسؤولية رفع الحرمان ومواجهة الإهمال وحل مشاكل سكان الأطراف، هذه لم تكن في حساباتهم، كانت الدولة بالنسبة إليهم مكاناً معيناً فقط أو منطقة محددة فقط. دائماً كان اللبنانيون دائما يتطلعون إلى حكومة لكل لبنان ولكل المناطق اللبنانية ونأمل أن تكون هذه الحكومة إن شاء الله حكومة لكل لبنان ولكل المناطق اللبنانية.

 

أمر ثالث أيضاً أريد أنّ أشير إليه في هذه الكلمة أنّ هناك ملفات وعلى ما أعرف من الإخوة الوزراء ومن خلال التواصل مع أطراف الحكومة، أنّ هذه الحكومة جادة في إعطاء الأولوية في الملفات الحساسة والضاغطة، هناك نوع من الملفات قد لا يحتاج إلى موازنات ولا يحتاج إلى أموال ولا يحتاج إلى دعم خارجي وإنما يحتاج إلى قرارات وإجراءات وتدابير، يعني إلى إدارة وإلى تحمل مسؤولية، هذا النوع من الملفات قد يخفف الكثير من آلام الناس ومن معاناة شرائح واسعة من الناس. على سبيل المثال ملف المعتقلين والموقوفين في السجون اللبنانية، هناك أعداد كبيرة من الموقوفين في السجون اللبنانية سواء كانوا إسلاميين أو غير إسلاميين إلى أي طائفة انتموا وإلى أي مذهب انتموا وإلى أي تيار سياسي انتموا، نحن هنا نتحدث عن العدالة التي موضوعها الإنسان بمعزل عن هويته الدينية أو الطائفية أو السياسية.


هناك أعداد كبيرة في السجون اللبنانية بلا محاكمات (مرّت عليهم) سنة واثنتين وثلاثة وأربعة وخمسة (أعوام) ولاحقاً يتبين عندما يحاكم بعض هؤلاء أنهم بريئون من التهم الموجهة إليهم، وهذا ظلم كبير.


هذه الحكومة مدعوة ـ وأعتقد أنها بدأت فعلياً ـ لممارسة جديّة على هذا الصعيد وهذا الأمر لا يحتاج لا إلى موازنات ولا إلى دعم دولي ولا إلى استحداث ضرائب جديدة ولا إلى أي شيء، "شوية همّة" من القضاء اللبناني المدني أو العسكري أو غيره، يمكن بعض الإجراءات القانونية وبعض التعديلات القانونية وبعض الهمّة الحكومية، وأنا أعتقد وأنتم تعرفون أنّ هذا ملف ضاغط على آلاف العائلات وبالنهاية هؤلاء بشر وهذه الحكومة تتحمل المسؤولية عنهم، وأي خطوة تسير باتجاه إطلاق سراح موقوفين بريئيين، ويعتبر بقاؤهم في السجن ظلماً، يجب أن تكون مدعومة ومؤيدة من الجميع وأن لا يدخل هذا الأمر لا في سياق النكايات السياسية بين المعارضة والموالاة ولا في سياق التجاذبات الطائفية والمذهبية التي يحاول البعض دائماً في كل شيء أن يحوّل الأمر إلى موضوع طائفي ومذهبي، وأيضا لا يجوز أن يخضع هذا الأمر إلى منطق المحاصصة الطائفية "ستة وستة مكرر"، كل موقوف في السجون اللبنانية بريء يجب أن يطلق سراحه، كل من ينتظر المحاكمة يجب أن تتم المسارعة إلى محاكمته وإذا ثبتت إدانته يسجن وإذا لم تثبت إدانته يطلق سراحه، لأنه ليس المطلوب إثبات البراءة بل المطلوب إثبات الجرم. هذا واحد من الملفات وهناك ملفات كثيرة، لا أريد أن آخذ وقتكم الآن، ولكن أنا من هذا المنبر أيضاً أدعو الحكومة والوزراء، ونحن كجزء من هذه الحكومة، إلى أنه هناك كثير من الملفات إذا جعلناها أولوية واهتممنا بها هي لا تحتاج إلى أعباء مالية، عادة عندما نأتي لنتكلم ببعض المشاريع  فبعضها يحتاج لأموال وإمكانات وموازنات، أما هذا الأمر فبأيدينا ويمكن أن نسارع إليه.


أمر أخير أريد أن أشير إليه قبل ختام الكلمة. طبعا اليوم ، لا أريد أن أتحدث عن حرب تموز وعن طبيعة هذه المناسبة فهذا نتركه للاحتفال القادم في ملعب الراية، ولكن أشير إلى أمر أخير قبل الختام وهو التوقف ملياً وأيضاً باحترام أمام المواقف التي أعلنها سماحة شيخ الأزهر الشيخ أحمد الطيب، خصوصاً في الموضوع الذي يرتبط بمسألة الشيعة والسنة والتقريب والتلاقي بين المسلمين، هو لم يتحدث عن شعارات عامة مستهلكة وإنما ذهب إلى حقيقة وجوهر الموضوع وهو طبيعة الخلاف القائم بين الشيعة والسنة وهو خلاف محدود، إذا بحثنا عن المشتركات العقائدية والفقهية والفكرية والثقافية والاجتماعية بين الشيعة والسنة سنجدها ضخمة جداً وكبيرةً جداً ولا تقاس إليها نقاط الاختلاف ولكن دائماً هناك من يحاول أن يستغل بعض نقاط الخلاف لأغراض سياسية ترتبط بأهداف سياسية وبصراع سياسي.


دائما كنّا في لبنان نقول خلال السنوات الماضية وعندما حصلت انقسامات سياسية حادة في لبنان إن هذه انقسامات سياسية، ولكن البعض كان يصرّ على أن يلبسها لبوساً طائفياً ومذهبياً، نحن لم نستخدم لا لغة الخطاب الطائفي ولا المذهبي ولم نلجأ إلى تحريض طائفي ومذهبي ودائماً كنّا نبحث عن المشترك وعن الخطاب الإسلامي العام وعن الخطاب الوطني العام وعن الخطاب القومي العام، أقول لكم عن غيرنا وحتى عنّا، عندما يأتي اليوم الذي يلجأ فيه أحدنا إلى خطاب مذهبي طائفي فهذا دليل أنه ضعف، هذا دليل ضعف، لا قضية لديه ولا منطق ولا حجة، لذلك هذه المواقف التي أطلقها سماحة شيخ الأزهر هي مواقف مسؤولة بحجم التحدي الذي تواجهه الأمة ودائماً كنا نقول هذا هو الخطر المتبقي الذي تلعب عليه قوى الاستكبار وتلعب عليه إسرائيل وتحلم بإعادة تمزيق هذه المنطقة وتفتيتها وافتتان هذه الأمة.


نحن رحبنا بهذه المواقف، طبعاً أنا شخصياً أشكره على إشادته بي وعلى إشادته بالمقاومة وهذا أيضاً موضع شكر وترحيب ونحن إن شاء الله مستعدون للعمل في لبنان في كل المواقع الإسلامية سنة وشيعة وفي مواقعنا العُلَمائية والدينية والثقافية والسياسية وغيرها لأي جهد يمكن أن يبذل في هذا الصعيد وأنا أدعو سماحة شيخ الأزهر وجامع الأزهر الشريف إلى القيام بدور قيادي ريادي تأسيسي على هذا الصعيد كما حصل في القرن الماضي. وأنا أعتقد أن جامع الأزهر الشريف من خلال موقعه الديني والتاريخي ومن خلال البلد الذي ينتمي إليه ومن خلال مقامه في الأمة هو الأكفأ والأجدر للقيام بخطوة تاريخية ونوعية من هذا النوع تحتاجها أمتنا في هذه المرحلة بالتحديد، وأنا أجزم بأنه سوف يلقى تجاوباً كبيراً من كل المرجعيات الدينية الشيعية على مستوى العالم.