22-11-2024 12:47 AM بتوقيت القدس المحتلة

نداء الإمام الخامنئي في عيد النيروز 20-03-2014

نداء الإمام الخامنئي في عيد النيروز 20-03-2014

أمّا بالنسبة إلى العام 1393 فهناك قضيّتان يبدو لي أنّهما أهم من غيرهما. القضيّة الأولى هي قضيّة الاقتصاد، والثانية هي قضيّة الثقافة. ومن المتوقّع في كلا المجالين وفي الساحتين بذل جهود مشتركة بين ...

                                               بسم الله الرحمن الرحيم

يا مقلّب القلوب والأبصار، يا مدبّر الليل والنهار، يا محوّل الحول والأحوال، حوّل حالنا إلى أحسن الحال. اللهم صلّ على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها. اللهم كن لوليّك الحجّة بن الحسن، صلواتك عليه وعلى آبائه، في هذه الساعة وفي كلّ ساعة، وليًّا وحافظًا وقائدًا وناصرًا ودليلًا وعينًا، حتى تسكنه أرضك طوعًا وتمتّعه فيها طويلًا. اللهم عجّل لوليّك الفرج واجعلنا من أعوانه وأنصاره وشيعته.

الإمام الخامنئيأبارك حلول العام الجديد لكلّ أبناء وطننا الأعزّاء ولكلّ الإيرانيّين في أرجاء البلاد، وفي أيّ مكان من العالم يعيشون. وأباركه خصوصًا لعوائل الشهداء الكريمة، والمعاقين وزوجاتهم، ولكلّ الذين جاهدوا ويجاهدون وتحمّلوا ويتحمّلون أعباءً وجهودًا في سبيل الإسلام وإيران. كما أبارك النوروز لكلّ الشعوب التي تحيي النوروز وتحتفي وتحتفل به.

لقد صادف حلول السنة الجديدة في هذا العام مناسبتين فاطميّتين ومراسم ذكرى استشهاد سيّدة العالم الإسلامي العظمى الصديقة الكبرى فاطمة الزهراء (سلام الله عليها). وهذا الاقتران يستدعي إن شاء الله، أن يتمكّن شعبنا من أن ينهل من بركات الأنوار الفاطميّة وأن يضع نفسه في معرض إشعاعات تعاليم هذه السيّدة العظيمة، ويتنوّر بأنوار الهداية الإلهيّة التي أهديت لكلّ شعوب العالم بواسطة فاطمة الزهراء (سلام الله عليها) وأهل بيت الرسول صلى الله عليه وآله وسلم.

يجب أن يكون مرور الأعوام وتعاقب السنين المختلفة مدعاة تجربة وبصيرة لنا. ينبغي أن نستلهم الدروس من الماضي وننظر إلى المستقبل بعيون مفتّحة وقلوب واعية، ونتّخذ قراراتنا للمستقبل. أسأل الله تعالى أن يمنّ على كل الإيرانيّين الأعزّاء في هذا العام الجديد بالسلامة في أجسامهم، والبهجة في أرواحهم، والأمن في نفوسهم، والسكينة الروحيّة، والتقدّم، والرقيّ، والسعادة. وأتمنّى أن يجود سبحانه وتعالى على شبابنا بالنشاط والحيويّة، وعلى رجالنا ونسائنا بالهمّة والإرادة والعزيمة الراسخة الصائبة للسير في طرق المجد، وعلى أطفالنا بالسرور والصحّة، وعلى عوائلنا بالأمن والمحبّة والألفة. ما يقع على عواتقنا من واجب هو النظر إلى الماضي لاستلهام العبر، والنظر إلى المستقبل من أجل البرمجة واتّخاذ القرارات. أُعلن في العام الذي مضى أنّه عام "الملحمة السياسيّة والملحمة الاقتصاديّة".

الإمام الخامنئيوقد تحقّقت الملحمة السياسيّة والحمد لله على أحسن وجه في كلّ الميادين المتنوّعة، سواء في الانتخابات، أوفي التظاهرات الكبرى، أوفي مشاركة الشعب في الميادين المختلفة والأنشطة والمساعي التي بذلها المسؤولون وأبناء الشعب على مدى أيام السنة. ولقد كانت السنة الماضية سنة تبادل الحكومات وتداول السلطة، وقد تمّ هذا الشيء بهدوء وبمنتهى الأمن في البلاد، وظهرت والحمد لله حلقة جديدة في السلسلة الطويلة لإدارة البلاد.

وفي مسألة الملحمة الاقتصاديّة لم يحدث الشيء الذي كان يجب أن يحدث والذي كان من المرتجى حدوثه. بُذلت جهود مشكورة، لكنّ العمل الكبير الذي كان يجب أن يقع في مضمار الملحمة الاقتصاديّة لا يزال أمامنا، ومن واجبنا أن نصنع هذه الملحمة. الاقتصاد قضيّة أساسيّة ومهمّة لبلادنا ولشعبنا، وفي نهاية عام 1392 تكوّنت والحمد لله بنية تحتيّة فكريّة ونظريّة للملحمة الاقتصاديّة. وأعلنت سياسات الاقتصاد المقاوم، والأرضيّة مهيّأة لبذل الجهود اللازمة في هذا المجال إن شاء الله.

أمّا بالنسبة إلى العام 1393 فهناك قضيّتان يبدو لي أنّهما أهم من غيرهما. القضيّة الأولى هي قضيّة الاقتصاد، والثانية هي قضيّة الثقافة. ومن المتوقّع في كلا المجالين وفي الساحتين بذل جهود مشتركة بين مسؤولي البلاد وجميع أبناء الشعب. وإنّ الشيء المأمول لبناء الحياة والمستقبل لا يمكن تحقيقه من دون مشاركة الشعب. لذلك، فضلًا عن الإدارة التي يجب أن يقوم بها المسؤولون، فإنّ حضور الشعب ومشاركته في المجالين حالة ضروريّة ولازمة؛ في المجال الاقتصادي وفي المجال الثقافي. فمن دون مشاركة الشعب لن تتقدّم الأمور إلى الأمام ولن يتحقّق المقصود. يمكن أن يقوم الناس- في مختلف فئاتهم وتشكّلاتهم الشعبيّة، وبما لهم من إرادات وعزيمة وطنية راسخة- بدورٍ خلاق؛ ويحتاج المسؤولون أيضًا إلى دعم الشعب من أجل أن يتقدّموا بالأمور إلى الأمام بصورة صحيحة، وهم أيضًا يجب عليهم بالتوكّل على الله تعالى، والاستمداد من التوفيقات والتأييدات الإلهيّة، وبمساعدة الناس، أن يردوا ساحة العمل بشكل جهادي، سواء على الصعيد الاقتصادي أو على المستوى الثقافي، وسوف أقدّم إيضاحات كلّ هذه الأمور إن شاء الله في كلمتي لشعب إيران يوم الجمعة.

من هنا أخال أنّ ما هو أمامنا في هذه السنة الجديدة هو اقتصاد يُراد له أن يزدهر بمساعدة المسؤولين والشعب، وثقافة تستطيع بهمم المسؤولين والشعب تعيين اتّجاه المسيرة الكبيرة لبلادنا وشعبنا. لذلك فقد جعلتُ شعار هذه السنة واسمها "الاقتصاد والثقافة بعزيمةٍ وطنيّة وإدارةٍ جهادية". نتمنّى أن يمدّ الله تعالى يد عونه لكلّ واحد من أبناء الشعب والمسؤولين المحترمين ليستطيعوا النهوض بواجباتهم على هذا الصعيد، وأن يُرضي عنّا القلب المقدّس لإمامنا المهدي المنتظر (أرواحنا فداه) ويُرضيَ عنّا الروح الطاهرة للإمام الخميني الجليل وأرواح الشهداء الأبرار. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

الرابط على موقع التعبئة التربوية