ابرز ما جاء في الصحف اللبنانية اليوم الثلاثاء 25/3/2014
رصدت الصحف الصادرة صباح اليوم في بيروت الموضوع الرئاسي، وآخر التطورات الحكومية والمواضيع المتعلقة بجلسة مجلس الوزراء المقررة يوم الخميس المقبل. كما كان هناك متابعة لتطورات الملف السوري.
النهار
بدأت المهلة الدستورية لمسار الاستحقاق الغامض
مجلس الدفاع غداً: طرابلس و"مربع الموت"
يبدأ من اليوم العد العكسي الدستوري لاستحقاق الانتخابات الرئاسية في مهلته التي تنتهي في 25 ايار المقبل، الامر الذي يعني دخول البلاد مبدئيا في مسار اطلاق حيوية سياسية مختلفة تتركز على بلورة الخيارات الاولية لهذا الاستحقاق. ولكن يبدو واضحاً ان هذا المسار سيبقى في مراحله الاولى بطيئا وغامضا وعرضة لمشاورات اولية غير حاسمة نظرا الى الكثير من العوامل الداخلية والخارجية التي تتحكم بالمناخ اللبناني عموما والتي لا يتوقع معها اي تطورات جدية اساسية في شأن الاستحقاق قبل اقترابه من اسابيعه الاخيرة.
ومع ذلك، برز امس موقف لرئيس الوزراء تمام سلام حرص فيه على التأكيد مجدداً ان "مشواري معكم كرئيس للحكومة ليس طويلا وامامنا انجاز عمل مؤسسي كبير اي انتخابات رئاسة الجمهورية"، مشددا على "تحقيق هذا الانجاز تعزيزا لمسارنا الديموقراطي وفتح صفحة جديدة لكل البلد لنطمئن ونطمئن الناس الى ان الامور على الطريق القويم والصحيح".
وعشية بدء المهلة الدستورية ايضاً، شكل رئيس مجلس النواب نبيه بري لجنة نيابية من "كتلة التنمية والتحرير" تضم النواب علي عسيران وميشال موسى وياسين جابر للشروع في اتصالات مع مختلف الافرقاء والكتل النيابية لتأمين انعقاد جلسة الانتخابات الرئاسية. وستقوم اللجنة بعد عودة النائب جابر من الخارج بجولة على رؤساء الكتل وشخصيات مستقلة وبكركي ورؤساء الطوائف.
وأوضح عضو اللجنة النائب ميشال موسى لـ"النهار"، أن مهمة اللجنة هي التشاور مع رؤساء الكتل النيابية والإطلاع على رؤيتها لسبل إنجاز الإستحقاق الرئاسي في ما يتعلق بالتوقيت والخطوات الواجب اتخاذها. وقال إن اللجنة ستجتمع قريبا خلال يوم أو يومين بعد عودة النائب ياسين جابر وتضع خريطة طريق لتحركها، على أن تضع نتيجة ما تتوصل إليه بين يدي رئيس المجلس كي يتخذ القرار الذي يعود إليه بدعوة النواب إلى جلسة انتخابية، مذكراً بأن الرئيس بري دعا تكراراً إلى جلسات انتخابية في مهلة الشهرين التي سبقت إنتهاء ولاية الرئيس السابق إميل لحود لكن النصاب لم يتأمن. والغاية اليوم هي التشاور مع المعنيين تحضيراً للأجواء من أجل تجنب وضع مماثل. وأوضح أن اللجنة تتعامل مع موضوع يخص مجلس النواب ولا علاقة أو تقاطع بين مهمتها ومهمة طاولة الحوار الوطني المدعوة إلى البحث في الإستراتيجية الدفاعية وتخفيف أجواء الإحتقان في البلاد.
طرابلس و"مربع الموت"
على صعيد المعالجات الأمنية، انعقد امس اجتماع في وزارة الدفاع ضم نائب رئيس الوزراء وزير الدفاع سمير مقبل، ووزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق، وقائد الجيش العماد جان قهوجي وقادة الأجهزة الأمنية. وقال الوزير المشنوق لـ"النهار" رداً على سؤال إن المجتمعين ناقشوا خطة أمنية متوازنة عادلة وعاقلة سوف نعرضها في المجلس الأعلى للدفاع ثم على مجلس الوزراء المقبل كي يقرها وهي تشمل طرابلس و"مربع الموت" (بريتال وعرسال والنبي شيت وصولاً إلى بيروت).
وسئل عن اتصالات مع جهات سياسية لضمان تطبيق الخطة، فأجاب: "بمن نتصل؟ نحن نضع الخطة ومجلس الوزراء يتحمل مسؤولياته. ولا خيار أمامنا، فإما ننتظر الحريق السوري ليصل إلى قلب بيتنا وإما نتخذ إجراءات توقف الحريق عند الحدود". وشدد على أن "الجيش وقوى الأمن والأمن العام قوة واحدة وجسم أمني واحد والمسؤولية واحدة. ليس هناك جيش يفعل وغيره لا يفعل فالجميع يتحملون مسؤولياتهم معاً".
وعلمت "النهار" في هذا السياق ان مجلس الدفاع الاعلى سيعقد اجتماعه غدا الاربعاء فور عودة رئيس الجمهورية ميشال سليمان من الكويت حيث يشارك في اعمال القمة العربية. وسيدرس المجلس خطة امنية جديدة لطرابلس وصفت بانها جدية للغاية تمهيدا لعرضها على مجلس الوزراء في جلسته المقررة الخميس في قصر بعبدا.
وكان الوضع في طرابلس شهد امس انحسارا ملحوظا للاشتباكات وهدوءاً نسبياً، لكنه ظل على نسبة عالية من الهشاشة مما يثير مخاوف من تجدد الاشتباكات في اي لحظة. وسجل تطور سلبي مساء امس مع الاجتماع الذي عقده عدد من المشايخ السلفيين في باب التبانة والذين اعلن باسمهم الشيخ سالم الرافعي نفي "اي تبرؤ من الاخوة في باب التبانة ورفع الغطاء عنهم". وقال ان المجتمعين "استنكروا اعمال الجيش وتعدياته ولن يقفوا مكتوفين حيال ما يحصل واتفقوا مع الشباب على خطوات ترفع الظلم وتعيد بعض الحقوق الى اهلها".
مجلس الوزراء
اما في القضايا الاخرى المعروضة على مجلس الوزراء فيتوقع ان تتخذ تعيينات نواب حاكم مصرف لبنان الاولوية، كما افيد عن امكان تعيين رئيس لمجلس الخدمة المدنية. وطلب وزير الاتصالات بطرس حرب امس من الرئيس سلام ادراج نتائج مفاوضاته مع الشركتين المشغلتين للخليوي في شأن تحسين شروط العقد مع كل منهما بعدما توصل معهما الى شروط مالية افضل للدولة وخفض بدل التشغيل.
الاخبار
المهلة الدستورية: انتخاب الرئيس لـيس حتمياً
رغم ان المهلة الدستورية لانتخاب الرئيس تبدأ اليوم، إلا انها غير كافية حتماً للقول بانتخابه، او القول بأنها ملزمة. أضحت احدى محطات الاستحقاق وليست محطته الاخيرة. بل من شأنها أن تكون حدثاً عابراً كسواها، وان يرافق اليوم الاخير منها مغادرة الرئيس الحالي قصر بعبدا.
نقولا ناصيف
من اليوم، 25 آذار، تبدأ المهلة الدستورية لانتخاب الرئيس الجديد للجمهورية عملاً بالمادة 73، من دون ان يكون في وسع اي أحد الجزم بأن الانتخاب سيحصل خلال شهرين على الاكثر، او شهر على الاقل، قبل اليوم الاخير من ولاية الرئيس ميشال سليمان. مذ وقع الشغور الاول في رئاسة الجمهورية عام 1988، بات من غير المؤكد ان المهلة الدستورية ــــ كما لعقود خلت ــــ هي الآلية الموجِّهة والملزمة لانتخاب الرئيس، ومن غير الضروري ايضاً انتخابه ضمن هذه المهلة.
لم تعرف الاستحقاقات المتتالية للرئاسة مهلة دستورية واحدة. حتّم في الغالب تغيير مواعيدها شغور مفاجىء بالاستقالة او الاغتيال رعت احكامه المادة 74 احياناً، وفي مرات اخرى وقع الشغور من ضمن المهلة نفسها لرئيس منتخب. الا ان المادة 73 لم تتسبّب مرة بتعطيل الانتخاب.
بيد أن ما خبره لبنان في سابقة 1988، ثم تكرارها في استحقاق 2007، أوجد دوافع مختلفة لتبرير شغور المنصب من خارج نطاق المادة 73. دوافع افتعلت خلو الرئاسة والحؤول دون انتخاب الرئيس الخلف، تارة بسبب إحجام مجلس النواب عن الالتئام في المهلة بذرائع امنية، وطوراً من جراء امتناعه عن الانعقاد وتوفير الشرط الجوهري للاستحقاق، وهو النصاب الدستوري للانتخاب. فاذا لعبة التلاعب بالنصاب تمنع اكتماله وتعطل المادة 73 تماماً، وافقادها وظيفتها.
لم يكن ما حدث عام 2007 المرة الوحيدة، والاولى، يتسبب تعطيل النصاب لاسباب سياسية باهدار المهلة الدستورية، ومن ثم شغور الرئاسة. في الشهرين الاخيرين من ولاية الرئيس امين الجميل، امتنع نواب مسيحيون ومسلمون مقيمون في المناطق الشرقية عن استجابة دعوتين وجههما رئيس المجلس آنذاك حسين الحسيني الى انتخاب الرئيس: اولى في 18 آب 1988 في «قصر منصور» لانتخاب المرشح الوحيد الرئيس سليمان فرنجيه، وعُدّ حينذاك «مرشح التحدي» الذي تدعمه سوريا ويرفضه الافرقاء المسيحيون المناوئون لهما. وثانية في اليوم ما قبل الاخير من نهاية ولاية الجميل في 22 ايلول في ساحة النجمة بحجة المكان غير الآمن الواقع تحت نفوذ الجيش السوري. في المرتين حيل دون اكتمال نصاب الثلثين، وكان الخلاف على مواصفات الرئيس. واتهم المسيحيون وقتذاك بمسؤولية التسبب بالفراغ.
على نحو مماثل كانت المرة الثالثة عام 2007 بين فريقي 8 و14 آذار: عطّل الاول نصاب الجلسة بسبب اصرار الثاني على انتخاب مرشح من صفوفه. فاذا هما يعطبان مجددا المهلة الدستورية ويقودان البلاد الى فراغ.
لن تكون هذه المرة، في مطلع المهلة الدستورية، اقل شأناً في الخلاف السياسي على الرئيس ومواصفاته، ومن ثم عدم استبعاد تعليق مفعول المادة 73. لعل المفارقة اللافتة هنا ان المهلة الدستورية الحالية التي تنتهي في اليوم الاخير من ولاية الرئيس الحالي، 25 ايار، تقع في اليوم نفسه تقريباً مع بدء ولاية اول رئيس للجمهورية في يوم اعلان الجمهورية في 26 ايار 1926، وانتخاب شارل دباس رئيساً.
هكذا دارت الدائرة على نفسها كي تعود، بعد 88 عاماً، الى الموعد ذاته.
اول مهلة دستورية لانتخاب الرئيس، عشية الاستقلال عام 1943، حدد موعدها انتخاب الرئيس بشارة الخوري في 21 ايلول 1943. الا انها لم تستقر بسبب استقالته المفاجئة في 18 ايلول 1952، في منتصف الولاية الثانية بعد تجديد الانتخاب، لتبدأ مذذاك مع الرئيس كميل شمعون مهلة دستورية جديدة منذ انتخابه في 23 ايلول 1952. اصبح لبنان يومذاك في اول عهده بمهلة دستورية منتظمة ثابر مجلس النواب على احترامها وانتخب في ظلها ستة رؤساء ما بين اليوم الاول منها 23 تموز واليوم الاخير 23 ايلول: الرئيس فؤاد شهاب (1958)، الرئيس شارل حلو (1964)، الرئيس سليمان فرنجيه (1970)، الرئيس الياس سركيس (1976)، الرئيس بشير الجميل (1982)، الرئيس امين الجميل (1982).
على مرّ الرؤساء المتعاقبين هؤلاء، عبرت المهلة الدستورية بسكينة، والتزم مجلس النواب احكامها رغم انتخابه اربعة منهم في ظروف استثنائية وخطيرة تراوحت بين «ثورة شعبية» صغيرة عام 1958 و«حرب اهلية» حقيقية عامي 1976 و1982. كان على مجلس النواب انتخاب الرئيس بأي ثمن ــــ اياً يكن المرشح ووطأة التهديدات والتدخل الخارجي ــــ كي لا يخلّ بالموعد الدستوري وامرار المادة 73 وتفادي الشغور: انتخب سركيس في مقر موقت للبرلمان في «قصر منصور»، والرئيسان الشقيقان في المدرسة الحربية في الفياضية. على التوالي، كان السوريون والاسرائيليون على ابواب الاستحقاقين، ولم يكن الافرقاء المحليون آنذاك اقل انقساماً حيال الاستحقاق والمرشح الوحيد تقريباً منهم اليوم.
كان على المادة 73 ان تشهد، للمرة الاولى، تعديلاً لموعدها من ضمن آلية الدستور وفق مشروع قانون بغية احترام تطبيقها، وقد املته الحرب الاهلية واستعجال الانتقال من عهد الى آخر. كان التعديل الوحيد الذي طرأ عليها عام 1976، ولم يتكرر مذ ذاك خلافاً للمادة 49 التي امكن الطعن فيها مراراً. قضى تعديل المادة 73 بتمديد المهلة الدستورية بين شهر على الاقل وستة اشهر على الاكثر، في محاولة ذات محتوى معنوي ليس الا، توخّت تقصير ولاية فرنجية من دون مغادرته منصبه الا في اليوم الاخير من الولاية. عملاً بهذا التعديل الذي اقره مجلس النواب في 10 نيسان في جلسة استمرت 11 دقيقة هي الاقصر في تاريخ البرلمان حتى ذلك الحين، انتخب سركيس في 8 ايار.
ثاني مهلة دستورية انبثقت من شغور رئاسة الجمهورية في 23 ايلول 1988 استمر 13 شهرا و13 يوما انتهى بانتخاب الرئيس رينه معوض في 5 تشرين الثاني 1989. الا ان اغتيال الرئيس الجديد في 22 تشرين الثاني جمّد سريان مهلة دستورية جديدة، سرعان ما انتقلت الى موعد آخر مع انتخاب الرئيس الياس هراوي في 24 تشرين الثاني. لم تعش طويلا، ورافقت من بعده رئيساً واحداً بانتخاب الرئيس اميل لحود في 15 تشرين الاول 1998 من ضمن المهلة ما بين 24 ايلول و24 تشرين الثاني.
ثالث مهلة دستورية نجمت عن تعذر انتخاب خلف للحود حتى انتهاء ولايته، فدخلت البلاد للمرة الثانية في شغور رئاسي استمر ستة اشهر ويوماً واحداً، انتهى بانتخاب الرئيس ميشال سليمان في 25 ايار 2008، فاتحة مهلة دستورية جديدة، من غير المؤكد ايضاً ــــ اليوم على الاقل ــــ انها سترافق انتخاب خلف له.
اللواء
«عجقة» على خط السراي .. والخميس التمديد لنواب الحاكم وعقدي الخليوي
سليمان لـ«اللــواء»: الإستحقاق الرئاسي في موعده و«إعلان بعبدا» في صلب قرارات القمة
عجقة مطالب واستحقاقات على خط السراي الكبير، في وقت كانت الانظار تتجه الى قمة الكويت لمعرفة ما ستسفر عنه من دعم ملموس للبنان الذي يواجه اعباء متزايدة من جراء النزوح السوري، الذي زادته تفاقماً انتقال الحرب السورية عنفاً وتدميراً الى الساحل المفتوح على طرابلس التي هدأت على محورها الساخن (باب التبانة وجبل محسن) قذائف الموت، وتبحث هي بدورها عن عودة الامن الشرعي الى كل احيائها، لتكون جزءاً من الاستقرار اللبناني، وتنتظر من مجلس الوزراء اقرار الخطة الامنية - الانمائية، السياسية المتكاملة لوقف الفلتان الامني في المدينة.
وعشية جلسة مجلس الوزراء بعد غد الخميس، يزور وفد من المجتمع الذي نظم تحركاً احتجاجياً قبل ايام في طرابلس، السراي الكبير غداً، ويسلم مذكرة الى الرئيس تمام سلام.
واذا كانت اولى باكورات جلسات مجلس الوزراء تنعقد غداً في قصر بعبدا، بعد عودة الرئيس ميشال سليمان من قمة الكويت لمناقشة واقرار عدد ضاغط من البنود الـ76 ابرزها التمديد لنواب حاكم مصرف لبنان ولاية ثانية، والبحث بمصير شركتي تشغيل الهاتف الخليوي، حيث من المرجح ايضاً تمديد عقدي الشركتين ثلاثة اشهر، اضافة الى البحث في الخطة الامنية لطرابلس، ومطمر الناعمة والنفايات الصلبة، فضلاً عن مسائل لها علاقة بقضايا حياتية وادارية ملحة.
وكان الرئيس سلام قد كشف في لقاء مع اعلاميي السراي الكبير انه يتجه لتكثيف جلسات مجلس الوزراء لانجاز ما يمكن انجازه من ملفات ادارية وقضائية ووظيفية تراكمت في السنتين الفائتتين، معتبراً ان تحسن الاوضاع في لبنان رهن باجراء الانتخابات الرئاسية، مشيراً الى ان اي قرار يصدر عن قمة الكويت سيصب في مصلحة كل العرب.
لبنان في القمة
وعلى صعيد القمة العربية، حظي لبنان باهتمام استثنائي في المناقشات مع وصول الرئيس سليمان الذي استقبله على أرض المطار امير الكويت رئيس القمة العربية الشيخ جابر الاحمد الصباح.
وأكد مشروع القرار الذي سيقره القادة العرب التضامن مع لبنان وحكومته، ومطالبة المجتمع الدولي بالتزام اسرائيل باحترام القرار 1701، والطلب الى الدول الاعضاء في الجامعة المشاركة في تحمل اعباء النازحين السوريين واحتياجاتهم، إن لجهة الخدمات الانسانية او استيعاب الاعداد، مع تأكيد القمة ان وجود النازحين السوريين على الاراضي اللبنانية هو مؤقت، ولا بد من العمل لاعادتهم بأقصى سرعة الى بلادهم.
وأكد الرئيس سليمان لـ«اللواء» انه سيؤكد امام القمة ان الاستحقاق الرئاسي في موعده وان «اعلان بعبدا» سيكون من ضمن مقررات القمة.
وستتضمن الكلمة، وفقاً لمعلومات «اللواء»، خمس نقاط:
1- قضية النازحين السوريين ودعوة العرب للتشارك مع لبنان لتحمل الاعباء والاعداد.
2- المطالبة بتنفيذ مقررات مجموعة الدعم الدولية التي انعقدت في نيويورك وباريس.
3- دعم الجيش اللبناني ليتمكن من القيام بمهامه بحفظ الامن ومواجهة الاعتداءات الاسرائيلية ومكافحة الارهاب والاشادة بالهبة التي قدمها خادم الحرمين الشريفين لتجهيز الجيش اللبناني وتسليحه بما يلزم من اسلحة بما مقداره ثلاثة مليارات دولار، ومطالبة الاشقاء العرب المشاركة في هذا الدعم.
4- «اعلان بعبدا» الذي حدد سياسة لبنان حيال الازمة السورية، والحاجة للتمسك بكل مندرجاته وتحييد لبنان بالكامل عن هذه الازمة.
5- دعوة هيئة الحوار الوطني للانعقاد.
واكدت مصادر رئاسية لـ«اللواء» ان صيغة المقاومة كما وردت في البيان الوزاري هي التي ستعتمد في كلمة الرئيس سليمان وفي بيان القمة الختامي.
وفي المعلومات ان الرئيس سليمان سيلقي كلمته في الجلسة الافتتاحية ويعود مساء اليوم الى بيروت.
يذكر ان لبنان قرر النأي بنفسه ازاء قرار المجلس الوزاري العربي باعتبار الائتلاف السوري المعارض ممثلاً شرعياً وحيداً للشعب السوري، وبالتالي دعوته لشغل مقعد سوريا في الجامعة.
كما ان وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل، حذر من ان يتحول لبنان الى مكان لتوطين قسم من اللاجئين السوريين، فضلاً عن تحويل جزء من اراضيه لمكان تجمع للمسلحين (راجع ص 2).
وافادت معلومات خاصة بـ«اللواء» ان الوزير باسيل دعا نظراءه العرب في خلال الجلسة المغلقة لمجلس وزراء الخارجية العرب لرفع حظر السفر الى لبنان، مؤكداً ضمان امن الرعايا العرب ورعايتهم، مشيراً الى ان الاجواء آخذة بالانفراج بعد تأليف الحكومة ونيلها الثقة، وهي مشجعة لاتخاذ قرار برفع الحظر.
وبالنسبة لدعوة سليمان الى طاولة الحوار، قالت مصادر مقربة من القصر الرئاسي لـ«اللواء» ان الرئيس سليمان مرتاح لمجرى الاتصالات الجارية والصدى الايجابي الذي لقيته دعوته، مع الاشارة الى ان الدعوات التي وجهت لاقطاب هيئة الحوار الاثنين المقبل، لم تأت اجابات رسمية عليها بعد، وان كانت المصادر المطلعة ترجح حضور الاقطاب المدعوِّين لهذه الجلسة.
انتخابات الرئاسة
اما بالنسبة إلى انتخابات الرئاسة التي دخلت اليوم المهلة الدستورية والمقدرة بشهرين، والتي استعد لها الرئيس نبيه برّي بتشكيل لجنة من ثلاثة نواب من كتلته هم: ياسين جابر، علي عسيران، وميشال موسى لاستمزاج آراء رؤساء الكتل ونوابها بما يرونه مناسباً، فقد بدت عنصر استقطاب محلي واقليمي ودولي نظراً لأهمية ملء الفراغ الرئاسي في هذه المرحلة المضطربة من تاريخ المنطقة العربي.
وإذا كانت المادة 73 من الدستور تولي رئيس المجلس دعوة المجلس لانتخاب الرئيس، الا أن أوساط عين التينة تعتبر أن تحديد موعد في الأسبوعين المقبلين في غير محله، لأن عمل لجنة الاتصالات النيابية يحتاج إلى وقت ولا يمكن القفز في المجهول وتحديد موعد جلسة لا يكتمل فيها النصاب، نظراً لما يمكن أن يترتب عن ذلك من انعكاسات سلبية، فضلاً عن الحاجة الى جلاء المناخ الإقليمي الدولي المتعلق بالرئاسة الأولى.
لذا يستبعد مصدر نيابي ان يبدأ التفكير بعقد أولى الجلسات قبل عيد الفصح لدى الطوائف المسيحية في الثامن عشر من الشهر المقبل، مشيراً إلى أن الرئيس برّي سيملأ هذا الوقت بعقد جلسة تشريعية خلال الاسبوعين المقبلين، ويضع على جدول أعمالها عدداً من المشاريع واقتراحات القوانين التي تهم الناس من خدماتية واجتماعية وإنمائية، خصوصاً وانه يحق له الدعوة لجلسة تشريعية رغم الدخول في مهلة الشهرين لانتخاب رئيس جديد.
السلسلة مجدداً...
وتحضيراً لهذه الجلسة، وجه الرئيس برّي دعوة إلى اللجان النيابية المشتركة (المال والموازنة، الإدارة والعدل، الدفاع والداخلية والبلديات) للاجتماع الخميس لإقرار سلسلة الرتب والرواتب، رغم اعتراض هيئة التنسيق النقابية عليها.
وفي هذا الإطار، أكّد مقرر لجنة المال والموازنة النائب فادي الهبر لـ «اللواء» بأن هناك توجهاً لدى المجلس النيابي، وعلى رأسه الرئيس برّي لتسريع خطوة إقرار السلسلة، مشيراً إلى أن القضية كبيرة، وأن هناك ما يقارب الإجماع على إقرار المشروع، لكن الأهم هو مقاربة المشروع من ناحية المعايير التي ستتخذ لجهة توحيد الحد الأدنى ومقاربة الكفاءات والمعاشات والجدوى بالنسبة للأساتذة والأسلاك العسكرية، كما حصل مع القضاة والأساتذة الجامعيين.
ولفت الهبر إلى أن الأمر الذي سيطاله التحفظ هو على الضرائب بهدف التأكد من الآتي:
- هل أن الإيرادات المرتقبة اكيدة؟ وهل هناك تأثير على مداخيل الدولة، وهل سيتم تنمية هذه الإيرادات التي تقدر حالياً بـ10 مليارات دولار سنوياً؟ وهل الضرائب عادلة وذكية ومدى تأثيرها على السوق؟
وإذ شدّد الهبر على أن السلسلة مطلب وطني محق، فانه كرّر بأن التحفظ النيابي هو على طريقة استجلاب الضرائب، والمطلوب برنامج موسع وبشكل سريع ضمن هامش اقتصادي منعاً لتشكيل أي صدمة عكسية.
تجدر الإشارة الى أن وفداً موسعاً من هيئة التنسيق لبى دعوة وزير التربية والتعليم العالي الياس بو صعب لاستطلاع ملاحظاتها على مشروع قانون سلسلة الرتب والرواتب، مكرراً مطالبته الأساتذة بأخذ موقف صريح إيجابي أو سلبي من السلسلة خلال الايام الثلاثة التي تفصلهم عن موعد الجلسة، مؤكداً أن الوزارة ستكون مع الخيار الذي يريده الأساتذة من بين الخيارين اللذين تضمنهما تقرير اللجنة الفرعية حول السلسلة ودق ناقوس الخطر على العام الدراسي والامتحانات الرسمية في حال لم تصل الامور إلى خواتيمها السعيدة.
مجلس الوزراء
وعلى صعيد جلسة مجلس الوزراء في العاشرة من صباح الخميس في بعبدا، فقد أكّد وزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس لـ «اللواء» ان التطورات الأمنية في طرابلس ستكون حاضرة في مناقشات الوزراء، وأن لدى وزراء المدينة رغبة في تسجيل ملاحظات لما جرى ويجري.
ولفت درباس إلى أن الخطة الأمنية باتت جاهزة وحاضرة، وقد تمت مراجعتها أمس في اجتماع أمني انعقد في وزارة الدفاع في اليرزة، بمشاركة وزير الداخلية نهاد المشنوق ووزير الدفاع سمير مقبل وقائد الجيش العماد جان قهوجي وقادة الأجهزة الأمنية، وهذه الخطة وضعت على النار، ويفترض بمجلس الوزراء أن يُحدّد مندرجاتها الامنية والإنمائية والسياسية، الى جانب العدلية والقضائية.
وأوضح أن الهدوء الذي شهدته طرابلس، هو هدوء مؤقت، لأنه غير مستند إلى قاعدة سياسية أو اتفاق يلتزم به الجميع.
ومن جهته، أكّد وزير البيئة محمّد المشنوق لـ «اللواء» أن موضوع مطمر الناعمة، أو بالأصح موضوع النفايات الصلبة في لبنان، غير مدرج على جلسة الخميس، إلا إذا أراد الرئيس سلام طرحه من خارج جدول الأعمال، التزاماً منه بما وعد به اهالي الناعمة، لافتاً إلى أن المطروح هو النظام الأساسي لكيفية العمل على النفايات الصلبة، باعتبار أن مطمر الناعمة هو وسيلة من الوسائل، وليس هو القضية.
وقال: مع تأكيدنا أن مطمر الناعمة سيقفل في 17/1/2015 فانه من البديهي أن تكون هناك خطة طوارئ وطنية بديلة تصب في كيفية معالجة المشكلة، وهناك اتجاه لوضع هذه الخطة، غير ان المطلوب هو الاسراع في التحضير للأمور الأساسية، من منطلق الحرص بيئياً على صحة المواطن.
اما بالنسبة إلى التجديد لنواب حاكم مصرف لبنان في الجلسة فأوضح المشنوق ان النقاش يدور حول مواصلة عمل هؤلاء النواب من خلال بقائهم لفترة ثانية أو مؤقتة، لكن من المرجح أن يُصار إلى التمديد لهم لفترة كاملة، وأن أي عملية استبدال لأحد من هؤلاء النواب لن تحصل لأنها يجب أن تشمل الكل.
وقال: بالنسبة لي شخصياً فأنا كنت أفضل قيام تغيير لكن الآراء التي عبّر عنها السياسيون وأصحاب القرار تفيد انه من الصعوبة حصول ذلك، لأنه ما من أسماء بديلة مطروحة.
المستقبل
اعتبر التمديد من «سابع المستحيلات» وأكّد أن مواقفه سببها الانقلاب على حكومة الحريري
سليمان لـ «المستقبل»: قمة العرب تتبنّى «إعلان بعبدا»
الكويت - جورج بكاسيني
من دون قفازات ولا مقدّمات أو اختيار للكلمات، يقول رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان رأيه كما هو، وكأن بدء مهلة نهاية ولايته الدستورية (اعتباراً من صباح اليوم) حرّره من قيود الموقع التي سبق أن تحرّر من جزءٍ منها منذ فترة مع إصراره على التعبير عن مواقفه كما هي، وتمسّكه بتنفيذ «إعلان بعبدا» الذي كشف لـ «المستقبل» أنه اتصل بالأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي أمس، قبل توجهه إلى الكويت، طالباً منه إدراجه في البيان الختامي للقمة العربية، التي تبدأ أعمالها اليوم، وأنه تلقّى تأكيداً من العربي فور وصوله إلى الكويت مساء بأنه أُدرج في مشروع البيان الختامي للقادة العرب.
وقال الرئيس سليمان في حوار مع «المستقبل» في الطائرة الرئاسية التي أقلته والوفد الوزاري والاعلامي المرافق إلى قمة الكويت ردّاً على سؤال عن حظوظ التمديد في ظل الحديث عن عقبات تعترض الاستحقاق الرئاسي: «التمديد غير وارد. أنا أصلاً أرفض التمديد لنفسي وكنت أكثر المعارضين للتمديد للمجلس النيابي فكيف أكون معه لنفسي؟ هذا قرار اتخذته وبالتالي لو كنت أريد التمديد فعلاً كما يقول البعض، لما كنت اتخذت المواقف التي أعلنتها في السنوات الأخيرة»، مضيفاً بالقول: «أنا لا أريد التمديد من جهة، والظروف المحلية والخارجية ليست مؤاتية للتمديد أيضاً».
وردّا على سؤال حول أنباء تتحدث عن موافقة إيرانية على التمديد له مقابل التمديد لبشار الأسد، قال سليمان: «لم أسمع بهذه المعادلة، لكن في كل الأحوال، لا يمكن أن يوافق حزب الله على التمديد. هذا من سابع المستحيلات. كيف يوافق حزب الله على التمديد بعد المواقف التي اتخذتها في الفترة الأخيرة؟ هذا مستحيل».
وأكّد أن «الانتخابات الرئاسية ستحصل بخلاف ما يظن البعض. أنا أضغط في هذا الاتجاه والبطريرك الماروني يضغط والجو العام يضغط، وستحصل انتخابات».
وتطرق الى مواصفات الرئيس العتيد فلفت الى اعتقاده بانه «سيكون توافقياً، لا من هذا الفريق ولا ذاك، ويمكن التوافق على اسم بهذه المواصفات» آملاً أن يتبنّى الرئيس المقبل «إعلان بعبدا، وأن يعمل على تنفيذه وأن يحفظ السيادة الوطنية».
وعن رأيه بموقف الرئيس السوري بشار الأسد حول وجوب انتخاب «رئيس ممانع» للبنان، قال سليمان: «ربما يكون المقصود النائب سليمان فرنجية، لأنّ النائب ميشال عون ليس ممانِعاً. لا أعرف. لكن لسنا بحاجة إلى مواصفات تأتي من الخارج. لدينا مواد أولية، ولم نعد في زمن المتصرفية. يمكننا أن ننتخب رئيساً بمواصفات يحددها اللبنانيون».
وهل يريد أن يواصل العمل السياسي بعد خروجه من قصر بعبدا؟ يجيب: «نعم، لكن ليس الترشّح للانتخابات النيابية، وإنما لعب دور على مستوى وطني من خلال مساعدة الرئيس العتيد انطلاقاً من خبرتي وعلاقاتي، حيث يمكنني أن أساعده في كثير من القضايا والملفات».
وحول سبب اتخاذه مواقف حازمة في السنتين الماضيتين، يصحّح سليمان: «في السنوات الثلاث الماضية وليس في السنتين الماضيتين فقط». ويوضح: «في السنوات الثلاث الأولى من عهدي التزمت بكوني رئيساً توافقياً. انتخبت على هذا الأساس وبالتالي كان هناك اتفاق دوحة، وسين سين، وذلك فرض أجواء مقبولة. لكن بعد الانقلاب على حكومة الرئيس سعد الحريري وبدعة الشهود الزور التي لم أفهم معناها حتى اليوم، بدأت أعلن المواقف التي أعلنتها لأعيد التوازن إلى البلد، وخصوصاً بعد تورّط حزب الله في سوريا».
وبشأن صحة الأنباء عن رفض «حزب الله» المشاركة في طاولة الحوار التي دعا إليها في 31 الجاري قال: «لم أتبلّغ من الحزب أي موقف في هذا الخصوص».
وعن الكلام والشائعات التي روّجت مؤخراً عن شروط حول الهبة السعودية المقدمة للجيش اللبناني، قال: «ما هذا الكلام؟ أية شروط يتحدّثون عنها؟ كيف توضع شروط على مسؤول يغادر منصبه بعد شهرين؟ هذا كلام غير صحيح. إن جزءاً من اقتراحي للاستراتيجية الدفاعية يقوم على تجهيز الجيش، وقد جاءتنا فرصة الهبة السعودية المشكورة لتأمين هذا الأمر، ولتعزيز مرجعية الدولة، بحيث يصبح الجيش صاحب الإمرة وحده. نحن بحاجة للمقاومة، لكن عندما يصبح الجيش قادراً، يمكن عندها للمقاومة أن تذهب إلى بيتها كما سبق وقال الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله».
يشار إلى أن الرئيس سليمان سيغادر الكويت مساء اليوم عائداً إلى بيروت قبل اختتام القمة، من أجل أن يعقد اجتماعاً للمجلس الأعلى للدفاع يوم غد الأربعاء، ليتمكّن من رفع مقترحاته إلى مجلس الوزراء يوم الخميس لاتخاذ القرارات اللازمة بشأن الوضع الأمني.
السفير
كل ماروني مرشح.. فمن هو الرئيس؟
الخامس والعشرون من آذار 2014 يوم غير عادي بالنسبة للمرشحين الرئاسيين. هم متوترون أصلا قبل بدء المهل الدستورية. تأتي المواعيد، فيصابون بـ"دوار الكرسي": من أين نبدأ وكيف لنا أن نصل إلى "القصر"؟
يكفي أن تكون مارونياً، فأنت مرشح للقب "فخامة الرئيس". تصل أو لا تصل. تلك حكاية أخرى، عمرها من عمر الجمهورية لا بل "الكيان الكبير" الوليد قبلها.
إلى الرئاسة.. ليس بالضرورة أن تمتلك برنامجاً. أن تكون طامحاً، غيوراً على مصلحة الوطن، قوياً، ضعيفاً، نزيهاً، تغييرياً، ثورياً، عادياً. ليس مهماً ذلك كله. المهم أن تحصل الصفقة.. والصفقة لا تحصل عادة بين المرشح ومنتخبيه.. بل بين "الدول".
ندر أن انتخب اللبنانيون وحدهم رئيسهم. في كل مرة، كانت "الدول" تضرب على صدرها. تبسط يدها. تسقط الأوراق في صندوق الاقتراع. "عاش الرئيس".
من هي تلك "الدول"؟ لا وصفة ثابتة. اقرأ موازين القوى في المنطقة، تقرأ هوية رئيسك في لبنان. صحيح أن عواصم القرار لا تريد شيئاً من لبنان "ولكن تريد كل شيء من المنطقة عبر لبنان"، وفق القول المأثور للرئيس الدكتور سليم الحص.
توجه سؤالك إلى أحد سفراء دول القرار: بالله عليك، ما هو سر هذا الحرص "الأممي" على استقرار لبنان؟ يقول كلاماً إنشائياً كبيراً عن الديموقراطية وتداول السلطة والسلم الأهلي والفرص النفطية الواعدة ونموذج العيش المشترك الخ...
تجيبه بأنها كلها أسباب غير مقنعة: "لقد صرنا نشعر بأن منسوب الوطنية عندكم أعلى بكثير منا.. إذا أجريتم فحص دم لكل الشعب اللبناني، فلن تكون نتائجه إلا خير دليل على ذلك"؟
يصول الديبلوماسي العريق والخبير بأحوال المنطقة منذ نصف قرن تقريباً ويجول ولا يقدم أسباباً مقنعة. يضحك قليلا ويقول: عندكم في لبنان 13 ألف جندي دولي ("يونيفيل") وهناك ما لا يقل عن أربعة آلاف جندي مدني (معظمهم من الجواسيس)!
قالها الرجل بالفم الملآن. لبنان منصة. هكذا كان ولا يزال. يقل اللاعبون على هذا المسرح أو يكثر عددهم، تبعاً لمعطيات الداخل والإقليم. كلما تشظت العلاقات اللبنانية وازداد الشرخ الوطني، كبر منسوب حضور الخارج.. والعكس صحيح. كلما استقر الإقليم وربما العالم، كان نصيب لبنان أن يكسب جولة من الاستقرار.
هل للبنان أن يفوز برئيس جديد بين الخامس والعشرين من آذار والخامس والعشرين من أيار؟
لأن حضور الثلثين من النواب، ما عاد موضع جدل دستوري، لا بد من "8 و14 آذار".. وما بينهما من وسطيين، حتى يكتمل نصاب المجلس.. فهل يتفق الطرفان على النزول الى المجلس النيابي، وترك الأمور تأخذ مجراها من دون خريطة مسبقة؟
الجواب الأرجح أن لا هذا ولا ذاك سيفرّط بمرشحه، قبل أن تنضج "الطبخة". قد يتساهل الكل، لكن "حزب الله"، حتى الآن، لن يفرّط بمرشحه ميشال عون، ولن يمانع بزيادة هوامش تجعل "الجنرال" يعتقد أنه يزيد فرص وصوله إلى بعبدا. إنها الفرصة الأخيرة لهذا الزعيم الماروني الذي أحدث انقلاباً في المدرسة التقليدية المارونية بأن اختار تفاهمات وتحالفات، داخلية وإقليمية، غير مألوفة، في مرحلة سياسية معينة.
اللاعب المحلي الثاني، هو "تيار المستقبل". يردد زعيمه سعد الحريري بأن "14 آذار" سيكون لها مرشحها. الأولوية لسمير جعجع برغم تخمة المرشحين، على عكس "8 آذار"(عون أولا وسليمان فرنجية ثانيا).
"حزب الله" والحريري يؤديان واجباتهما مع حليفيهما المارونيين، لكن هل "الواجبات" وحدها توصل إلى الرئاسة؟ هل الطموحات تكفي؟ هل موازين القوى الداخلية تقرر؟
يستطيع كل من "الحزب" والحريري أن يقول "هذا مرشحي.. وإلا فالفراغ". موازين القوى في الداخل والخارج تشي بأن حظوظ التمديد تناقصت إلى حد التلاشي. الأكيد أن "حزب الله" لن يسمح بوصول مرشح من "14 آذار". يلتقي معه النائب وليد جنبلاط. "البيك" كان صريحا جدا مع سمير جعجع على طاولة عشاء نعمة طعمة.
في خضم حماسة رئيس "القوات" لخيار انتخاب الرئيس بالنصف زائدا واحدا، انبرى جنبلاط مخاطبا ستريدا: "يذكرني ترشيح زوجك لرئاسة الجمهورية.. بترشيح بشير الجميل في العام 1982. بصراحة لا نستطيع تكرار التجربة نفسها بعد أكثر من ثلاثين سنة، خصوصا أن حوالي نصف اللبنانيين لا يزالون حتى اليوم يعتبرونه عميلا إسرائيليا"؟
في المقابل، هل يستطيع ميشال عون أن ينزع من ذهن فريق لبناني انه لن يمثل في موقع الرئاسة النظامين السوري والايراني. هذا الفريق اللبناني الذي صار ينظر إلى سوريا وإيران وحليفهما "حزب الله" بأنهم كلهم صاروا أكثر خطراً عليه من الإسرائيلي نفسه؟ هل يستطيع أن يشطب خطاباً عمره من عمر الطائف لم يسلم منه رفيق الحريري قبل حياته وبعد مماته، ولا سعد الحريري ولا تجربة سلطة امتدت عشرين سنة يختزلها الكتاب ـ العيدية: "الإبراء المستحيل"؟
ليس غريباً أن كل طرف تعامل مع تأليف حكومة تمام سلام في الأسابيع الأخيرة، تأليفاً وبياناً وثقة، كوصفة رئاسية. قيل لـ"الجنرال" سهّلها، تفتح أبواب كلام من نوع آخر. اعتقد الرجل أن الرئاسة صارت في جيبه ما دام سعد الحريري قالها كذلك. العبارة نفسها أسمعها له الأميركيون وسفراء غربيون، ما عدا سفير الفاتيكان الذي زار الرابية وقال له إن حظوظه الرئاسية شبه معدومة.. وبالتالي لا بأس أن يضع "الخطة ب". رفض "الجنرال" صيغة "صانع الرؤساء".
خرج سفير الفاتيكان، المعروف بتعاطفه مع الحالة المسيحية القلقة من تداعيات الأزمة السورية، من الرابية بانطباع سلبي عكسه في تقرير تضمن توصيات استثنائية. كانت النتيجة أن ميشال عون وصل إلى روما، لكنه لم يجد من يدخله إلى أروقة الفاتيكان التي تصنع السياسات.. فكان التعويض عند سعد الحريري في باريس.
إذا كانت العناصر الخارجية للانتخابات الرئاسية هي التعبير عن الرغبة بإجرائها في موعدها، فإنها متوافرة، ويمكن بالتالي للبنانيين أن ينتخبوا رئيسهم اليوم قبل الغد، لكن السؤال الحقيقي، إذا توافرت الرغبة، هل القدرة موجودة، وبماذا ترتبط القدرة؟ بأوزان إقليمية؟ هل هي التطورات السورية أم الإيرانية أم تطورات الإقليم بأسره؟ بأوزان لبنانية؟ هل هو "حزب الله" أم "المستقبل" أم الاثنان معا؟
ليس بالضرورة أن ينسحب تفاهم الرياض وطهران على ولادة الحكومة برعاية أميركية على الرئاسة ايضا. الحكومة بحد ذاتها كهيئة تنفيذية مكتملة الصلاحية، تحمل في طياتها تعبيراً عن بدل عن ضائع رئاسي.
ثمة عناصر غير متوافرة لإنتاج رئيس لبناني جديد. البدء بتناول الاستحقاق الرئاسي في الأروقة الدولية الضيقة، وخصوصاً في باريس وواشنطن، مؤشر إيجابي لكنه ليس كافياً. أن يزور سفير الولايات المتحدة ديفيد هيل الرياض غداة القمة الأميركية السعودية المقبلة فذلك يمكن أن يعطي إشارات معينة. أصلا، لا يخفي السعوديون حماستهم لواحد من أبرز المرشحين الموارنة.. وإذا تعذر تسويقه، لبنانياً وخارجياً، فليكن التمديد، ولو لفترة قصيرة جداً.
هل يمكن التفاهم على مرشح آخر؟
لننتظر تطورات الأزمة السورية في الأشهر المقبلة، ما دامت شروط العودة إلى "جنيف 3"، لن تكون متوافرة في المدى المنظور.
لنترقب مجريات الأحداث في القرم. موسكو تصعّد. واشنطن تتردد. طهران تتشدد. مناخ الحرب الباردة يتجدد.
عاش "جنرال" الفراغ في لبنان.
الموضوعات المدرجة تعرض أبرز ما جاء في الصحف، وموقع المنار لا يتبنى مضمونها