«المختار البيسة» رمز الإقطاع والاستبداد، وبين المحامي «سلنغو» رمز الكادحين. وها قد انتصر «المجاهدون» للكادحين. أكثر من ذلك، سنكتشف أنّ «الإخوة المجاهدين» يُناصرون العشق والعُشّاق.
ربّما آن الأوان لإنصاف «المجاهدين» في سوريا، ووضع الأمور في نصابها الطبيعي. المقاطع المصوّرة الآتية من قرية «أم الطنافس الفوقا» تؤكّد ذلك. بعدما شنّ «المجاهدون» قبل أيام «غزوة الأنفال» في الساحل السوري، تواردت الأنباء عن تمكّنهم من «تحرير» بلدة السّمرا (محافظة اللاذقية) المعروفة بـ«أم الطنافس» في المسلسل الكوميدي الأشهر «ضيعة ضايعة».
ولأنّ كلّ نبأ يحتاج إلى إثبات، ولأنّ الإعلام الحربي لـ«الإخوة المجاهدين» متطوّر وعصري، ها هم يوثّقون انتصارهم.
صهيب عنجريني/ جريدة الأخبار
ها هو يوتيوب ينقلُ لنا الوثائق على رأسها مقطعان مصوّران لعملية تحرير منزل «المختار البيسة». ورغم أن كلّاً من المقطعين لا يتجاوز 30 ثانية، غير أنهما يضمّان جميع مقوّمات «التحرير».
في المقطع الأول المعنون بـ«لحظة وصول الثوار والمجاهدين إلى بيت (المختار البيسة) أحد معالم قرية السمرا»، نشاهدهم أثناء عملية هرولةٍ شاقة. وعلى خلفية صوت رصاص، وبأنفاس متقطعة تتخللها التكبيرات المعهودة، يشرح لنا «المراسل الحربي» ما نراه: «الله أكبر.. قرية السمرا». ننتقل بعدها إلى قلب الحدث، حيث يشرحُ لنا المراسل /المجاهد «المنزل الشهير في «ضيعة ضايعة»، منزل المختار».
ولأن الحدث عظيم، لا بدَّ من إرداف الجملة بـ«الله أكبر». وفيما يُنادي زملاؤه على المختار «واا مختااار»، يحرص المراسل على توضيح المشهد: «كتائب الجبهة الإسلامية تقتحم..». المقطع الثاني «الجيش الحرّ في بيت المختار» يُكمل المشهد. ويؤكد حدوث «التحرير» الذي أدى نجاحه، على ما يبدو، إلى ارتياح «المجاهدين» نفسيّاً، ما منحهم فسحة لـ«التنكيت». يقول أحدهم «ليك عفوفة بالشباك». لكنّ «عفوفة» (تلعب دورها الممثلة رواد عليو) لا تظهر في الصورة. ربما كانت «الهداية» قد فعلت فعلها، فقرّرت أن تتحجّب وتتوارى عن الأنظار. وهذا هدفٌ إضافي ترمي إليه عمليات «التحرير».
في المحصلة، يفرض علينا هذان المقطعان إجراء مراجعة شاملة بغية إنصاف «المجاهدين»، ورفع الحيف الذي أصابهم. كثيراً ما اتّهم هؤلاء بأنهم عاجزون عن إسقاط النظام. لكن أليس «المختار البيسة» مظهراً من مظاهر الأنظمة المستبدة؟ ثم، هل تنبّهتم إلى الدلالة العظيمة التي ينطوي عليها اسم المختار؟ إنه «البيسة»، أي القط. ومن يُسقط القط اليوم، أمكنه إسقاط الأسد غداً، من يدري؟.
إذا تركنا هذا التفصيل، و«غُصنا» قليلاً في «عمق الحدث»، سنكتشف أن «المجاهدين» يقفون في صفوف الكادحين، خلافاً للاتهامات المُغرضة التي تطالهم.
لا شكّ في أن جميع مشاهدي المسلسل الشهير، يتذكّرون جيداً الصراع التاريخي بين «المختار البيسة» رمز الإقطاع والاستبداد، وبين المحامي «سلنغو» رمز الكادحين. وها قد انتصر «المجاهدون» للكادحين. أكثر من ذلك، سنكتشف أنّ «الإخوة المجاهدين» يُناصرون العشق والعُشّاق.
المختار، كان يمثّل عائقاً أمام زواج العاشقَين «سلنغو»، و«عفُّوفة». وها هم «المجاهدون» يقوّضون ذلك العائق. بفضلهم، بات ممكناً الاحتفالُ بتزويج الحبيبين، فتعمّ الأفراح، والليالي الملاح، و«زغردي يا انشراح».