تناولت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الأربعاء عدة مواضيع كان من أبرزها خطاب السيد نصرالله ودعوة الرئيس سليمان للحوار وردود الفعل عليها وكذلك الأحداث في سورية اضافة الى القرصنة الاسرائيلية على الس
تناولت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الأربعاء عدة مواضيع كان من أبرزها خطاب الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصرالله في حفل تكريم أبناء الشهداء. وكذلك تناولت الصحف دعوة رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان للحوار وردود الفعل عليها. ولم تغب الأحداث في سورية عن متابعة الصحافة اللبنانية. كما حضرت القرصنة الاسرائيلية على السفينة الفرنسية التي كانت متوجهة الى غزة في محاولة منها كسر الحصار المفروض على القطاع.
السفير
"سليمان ينبّه لمخاطر رفض دعوته... و<المستقبل> تستعين بالجامعة العربية !".. "نصر الله متجاوزاً <لغم> المحكمة: ندعم الحوار والتلاقي". وتحت هذا العنوان كتبت السفير "بانتظار ان تقارب الحكومة الملفات الصعبة وفي طليعتها ملف شهود الزور، يعقد مجلس الوزراء جلسة اليوم هي الثانية له هذا الاسبوع للبحث في أمور إدارية وإجرائية، الى حين ان تنضج دفعة جديدة من التعيينات، فيما يُتوقع ان يغادر الرئيس نجيب ميقاتي ترافقه عائلته الى الخارج في زيارة خاصة، في نهاية الاسبوع الحالي. الى ذلك، استمرت دعوة رئيس الجمهورية الى معاودة الحوار وفق صيغة متطورة موضع ردود فعل متباينة، تراوحت بين الترحيب من جانب مكونات الاكثرية الجديدة، والرفض او الموافقة المشروطة من جانب قوى 14 آذار، الامر الذي يؤشر الى ان الطريق امام استئناف الحوار لن تكون سالكة وآمنة، أقله في المدى المنظور".
"نصرالله: 100 قرار لا تحقق شيئا"
اضافت الصحيفة "في هذه الاثناء، أكد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله أن الحزب سيخرج من مؤامرة المحكمة الدولية أقوى وأعز مما كان، كما خرج من حرب تموز 2006، معربا عن دعمه لاستئناف الحوار، في موقف يعكس رغبة الحزب في الحد من مؤثرات «مؤامرة المحكمة» على الداخل، والسعي الى مواجهتها عبر مدّ يده الى الآخرين، من دون شروط مسبقة. وفي كلمة له خلال الاحتفال المركزي الثاني لتخريج أبناء الشهداء الذي نظمته مؤسسة الشهيد في مجمع شاهد - طريق المطار، أشار الى «ان البعض كان يتصور أنه يمكن أن يعالج الأمور على طريقة تسوية بأن يبقى هو في السلطة ونتحمل نحن وزر الاتهام لمقاومين ومجاهدين، وهذا الامر لم يكن مقبولا». وشدد على أن 100 قرار اتهامي لا يمكن أن تحقق شيئاً من الأهداف، «إذ أنه تمت مواجهة وتعطيل هذه الأهداف من خلال الجهد المتواصل، ونحن نواجه أمر المحكمة بيقين وهدوء وعلم وطمأنينة وثقة، بخلاف ما يتصور البعض بأن حزب الله مرتبك ومضطرب».
وسأل: هل يمكن لحركة ولمسيرة لم يهزها أقوى سلاح جو في المنطقة أن يهزها بلمار أو فرانسين او كاسيزي او بعض الكتبة المرتزقة؟. وتوجه نصر الله الى أولئك الذين علقوا آمالاً كبيرة على حرب تموز فذهبت هباء منثوراً، بالقول: «إن آمالكم الهزيلة على المؤامرة الجديدة المسماة محكمة دولية ستذهب هباء منثورا». وأيد نصر الله دعوة رئيس الجمهورية ميشال سليمان الى الحوار الوطني، «لأننا مع مبدأ الحوار والتلاقي بين اللبنانيين، وليس لدينا أي تحفظ عليه ونرحب به وندعمه، بمعزل عن الموضوعات المطلوب مناقشتها»، معربا عن اعتقاده بأن طريق الحوار هي الطريق المنطقية والطبيعية لمعالجة المشكلات الكبرى والصغرى على المستوى الوطني. وأضاف: «عندما كنت شخصياً أشارك في طاولة الحوار في المجلس النيابي، أول من عرض الإستراتيجية الدفاعية كنت أنا، وتحدثت أكثر من ساعة والقوم جالسون يستمعون والكلام سُجّل ويومها كان الرئيس نبيه بري هو رئيس الجلسة، وبعدما أنهيت (كلامي) قال لهم تفضلوا من عنده تعقيب أو حكي، فكلهم بالإجماع قالوا هذا كلام مهم وبحاجة إلى مراجعة وتأمل». ولفت الانتباه الى انه «بعد أيام قليلة طبقنا الاستراتيجية الدفاعية في حرب تموز وكان الانتصار».
"الحوار: حسابات مختلفة "
وكتبت السفير "وإذا كانت قيادات قوى الاكثرية قد رحبت تباعا بدعوة سليمان الى الحوار، إلا ان أوساطا قيادية في فريق 14آذار أبلغت «السفير» ان «ما من سبب يدفع الى المشاركة في حوار قرر الفريق الآخر سابقا وقفه وفق اجندته»، مشيرة الى انه «اذا كان رئيس الجمهورية يحتاج الى تعويض ما خسره في التشكيلة الحكومية، ورئيس الحكومة يبحث عما يعزز شرعية تمثيله ويريدان معا فترة سماح وتقطيع وقت، فإننا لن نعطيهما ذلك من رصيدنا».
وفي سياق متصل، رأت كتلة «المستقبل» في كلام ونوايا رئيس الجمهورية الحوارية توجهاً ايجابيا، واعتبرت أن عودة طاولة الحوار إلى الانعقاد لاستكمال معالجة موضوع سلاح «حزب الله» أمر جدي وإيجابي، إلاّ أنها لفتت الانتباه الى انه «حتى يكون الحوار هادفاً ومجدياً ومحققاً لغاياته، فإنه يقتضي التأكيد على حصر بند الحوار بموضوع سلاح حزب الله، إضافة الى وضع برنامج زمني لتنفيذ القرارات التي اتفق عليها في جلسات الحوار السابقة، وعدم إدراج أي بند آخر على جدول الأعمال». وشددت الكتلة على انه «من الضرورة أن يأتي الاستعداد للحوار بشكل واضح من قبل حزب الله حول موضوع السلاح، وتحديد تاريخ محدد لإنجاز الاتفاق حول هذه القضية، ومشاركة الجامعة العربية»".
"بري: «الجامعة» تحتاج لحوار"
"وتعليقا على موقف كتلة «المستقبل»، قال الرئيس نبيه بري أمام زواره ان هذا الموقف يوحي بان الحوار انتهى قبل ان يبدأ، لافتا الانتباه الى ان «من يريد ان يشارك فعليا وجديا في الحوار لا يضع شروطا مسبقة ولا يفرض نتائج مسبقة». وأضاف: يبدو ان هناك من يريد ان يحدد موضوع الحوار وشكله وآليته وان يضع في فم الآخرين ما الذي يجب ان يقولوه.. انه أمر غريب فعلا. واستهجن المطالبة بمشاركة الجامعة العربية في الحوار، وكأن أصحاب هذا المطلب لا يعرفون ماذا يجري في العالم العربي ولا يعرفون ان أعضاء الجامعة أنفسهم يحتاجون الى حوار بينهم".
"سليمان.. ومخاطر الانتظار"
"من ناحيته، قال مصدر مقرب من رئيس الجمهورية ميشال سليمان لـ«السفير» ان من يرفض الاستجابة للحوار عليه ان يتحمل مسؤولياته، معتبرا «ان بين من يقول ان الحوار غير نافع ابدا، وبين من يؤكد انه يحل كل شيء، وبين من يدعو الى إمرار الوقت بهدوء، يمكن ايجاد شيء ما في الوسط». ورأى المصدر «انه من الخطورة بمكان عدم الاستجابة للحوار بانتظار نتائج الانتخابات النيابية عام 2013 لان الامور لا تحتمل الانتظار في ظل المخاطر الحقيقية التي تحدق بلبنان». ولفت الانتباه الى انه من الصعب طرح كل الامور على هيئة الحوار الحالية، «بينما البحث عن أطر حوارية جديدة خيار ممكن التحقق» ، مشيرا الى ان ما طرحه الرئيس سليمان «أعمق من ان يُفهم على انه دعوة لطاولة الحوار بصيغتها السابقة».
النهار
النهار عنونت "نصرالله: سنخرج من مؤامرة المحكمة أقوى".. "السلاح يربك الحوار والتعيينات تشتّت الأكثرية". وكتبت في هذا السياق "لم تكد الحكومة الجديدة تبدأ مشوارها حتى بدأت متاعبها ضمن صفوفها، على رغم انها جاءت بعد اقصاء "حزب الله" الرئيس سعد الحريري لتقوم بعده حكومة اللون الواحد. وأول الغيث في هذه المتاعب: فرض واقع تعيين مدير عام جديد للامن العام بما يتجاوز الاطار المرسوم في اتفاق الطائف، وظهور تعارض عميق بين مواقف رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي من المحكمة الخاصة بلبنان وتلك التي جدد التعبير عنها أمس الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله. اما في ما يتعلق بمحاولة احياء هيئة الحوار الوطني التي بادر اليها السبت الماضي رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، فهي تاهت بين مطالبة قوى 14 آذار بحصر موضوعها ببند السلاح خارج السلطة الشرعية، ورفض قوى 8 آذار أي شروط مسبقة لانطلاق الحوار. ووسط هذين المشهدين المأزومين، ينعقد مجلس الوزراء اليوم في جلسة عادية وعلى جدول اعماله 30 بندا لن تقارب اي موضوع مثير للاهتمام، فيما يستعد رئيس مجلس النواب نبيه بري لتحريك عجلة الاشتراع ابتداء من الثالث من آب المقبل".
"نصرالله"
"ففي كلمة له عصر امس عبر شاشة التلفزيون في احتفال التخريج المركزي الثاني الذي اقامته "مؤسسة الشهيد لابناء الشهداء"، حمل السيد نصرالله على المحكمة الخاصة بلبنان قائلا انه "لو صدر هذا القرار الاتهامي ومئة قرار مثل هذا القرار الاتهامي، فانه لا يمكن ان يحقق شيئا من الاهداف". وتساءل: "هل يمكن حركة لم يهزها اقوى سلاح جو في المنطقة ان يهزها (القاضي دانيال) بلمار أو (القاضي دانيال) فرانسين أو (القاضي انطونيو) كاسيزي؟ كما خرج حزب الله من حرب تموز التي ارادوا ان يسحقوه فيها اقوى مما كان، اقول لكم سيخرج حزب الله من مؤامرة المحكمة الدولية اقوى مما كان وأعزّ مما كان". ورحب بنية الرئيس سليمان "اطلاق حوار جديد على المستوى الوطني". لكنه استغرب قول البعض "ان حزب الله غير جدي لانه لم يقدم استراتيجيته الدفاعية". واضاف: "عندما شاركت شخصيا مع الاخوة في طاولة الحوار في المجلس النيابي، كنت أول من عرض الاستراتيجية الدفاعية وبعد ايام قليلة نفذنا الاستراتيجية التي طرحناها على الطاولة في حرب تموز وكان الانتصار".
"حرب"
"وأوضح النائب بطرس حرب، الذي كان من اركان طاولة الحوار لدى انطلاقها عام 2006، لـ"النهار" ان كل ما قدمه السيد نصرالله في حينه "هو رأيه على ان يتولى لاحقا مع رئيس مجلس النواب نبيه بري عرض الاستراتيجية الدفاعية. لكن ذلك لم يحصل ابدا بعدما ذهب نصرالله الى حرب تموز". وعن لقاءه أمس الرئيس سليمان قال "ان البحث تناول التعيينات والكيدية في عمل بعض المؤسسات واستحقاقات المحكمة وقانون الانتخاب". ولفت الى "ان ما اعتمد في تعيين مدير جديد للامن العام، بصرف النظر عن كفاية من عيّن يكرس مرحلة الوصاية السورية من حيث استخدام الامن العام اداة للتنكيل بالناس ولمصلحة فريق ضد فريق آخر".
"عون"
وردا على سؤال وُجه الى رئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب العماد ميشال عون بعد اجتماع تكتله، عن ربطه سابقا العودة الى طاولة الحوار بفتح ملف شهود الزور، قال: "هناك سلطة جديدة الآن وأعتقد ان هذه السلطة مستعدة لاتخاذ قرار في ما يتعلق بموضوع شهود الزور. لذلك سنفصل هذا الموضوع عن طاولة الحوار". وعن العجز عن المحافظة على التوازن من خلال تعيين مدير عام للأمن العام قال: "لقد جرى توزيع هذه المديريات في عهد الرئيس لحود على ما أعتقد وفي لقائي الاخير معكم أعلنت موقفي في هذا الشان وأعلنت انه ليس مهما من سيتولى المنصب ولكن المهم ان يكون أداؤه جيدا. وقلت ايضا إنه من الممكن حصول تداول في المواقع الادارية. لم ينجح هذا الامر هذه المرة، فعمدنا الى حل الامور كما هي بشكل طبيعي". واعتبر معالجة ما حصل في لاسا "من اختصاص وزارة الداخلية".
وفي الشأن السوري عنونت النهار "13 قتيلاً في المواجهات الطائفية في حمص.. وواشنطن تدعو النظام إلى <إنهاء حملة العنف>". وقالت الصحيفة "أفاد ناشطون سوريون ان القوات السورية ومسلحين تابعين للنظام قتلوا 13 شخصاً في هجمات بمدينة حمص التي تشهد منذ السبت اقتتالاً ذا طابع طائفي هو الاعنف منذ بدء الاحتجاجات المطالبة باسقاط الرئيس بشار الاسد. وكرر البيت الابيض دعوته السلطات السورية الى انهاء "حملة العنف" على المدنيين وبدء "عملية انتقالية نحو الديموقراطية". وقال شاهد اسمه عبدالله في اتصال مع "رويترز": "لم نتمكن من دفن شهدائنا في المقبرة الرئيسية في المدينة لذا ذهبنا الى مقبرة أصغر بالقرب من المسجد... وعندها بدأ رجال ميليشيا باطلاق النار علينا من سياراتهم". واضاف ان الجثث نقلت الى مسجد خالد بن الوليد في شرق منطقة الخالدية في المدينة. ويقطن الخالدية أفراد قبائل سورية سنية من ريف حمص، بينما ينتمي الى حي النزهة القريب معظم أفراد قوى الامن والميليشيا المعروفة باسم "الشبيحة" من الطائفة العلوية. وقال ناشطون انه بعد مقتل الاشخاص الـ13 في الخالدية وباب عمرو (أول من أمس وأمس) بلغ مجموع القتلى منذ مطلع الاسبوع نحو 30 شخصا. وأوردت صحيفة "الوطن" القريبة من النظام ان الامن لم يستتب بعد في مدينة معرة النعمان".
"واشنطن"
في واشنطن، صرح الناطق باسم البيت الابيض جاي كارني بأن "التعامل الوحشي للحكومة السورية مع مواطنيها يجب ان يتوقف. هذا واضح". وقال: "لا نزال ندعو هذا النظام الى وقف حملة العنف، الى سحب قوى الامن من حماه ومدن اخرى، والى السماح للسوريين بالتعبير بحرية عن آرائهم بهدف حصول عملية انتقالية فعلية نحو الديموقراطية". وكرر موقف الادارة الاميركية القائل بأن الاسد "فقد شرعيته"، موضحا ان الولايات المتحدة "تواصل العمل مع الشركاء الدوليين لتصعيد الضغط على النظام السوري ليضع حداً لاعمال العنف ويلبي تطلعات السوريين".
"ميدفيديف"
"في مدينة هانوفر الالمانية، اكد الرئيس الروسي دميتري ميدفيديف بعد محادثات مع المستشارة الالمانية انغيلا ميركل انه لا يؤيد اتخاذ قرار دولي ضد سوريا شبيه بالقرار الذي اتخذه مجلس الامن في حق ليبيا، وخصوصا ان يستخدم مثل هذا القرار لتبرير عملية عسكرية في سوريا".
الاخبار
من جهتها صحيفة الاخبار عنونت "نصر اللّه في تكريم أبناء الشهداء: حرب تمّوز 2006 = المحكمة 2011". وكتبت في السياق "لو لم يذع «خطيب» الحفل أسماءهم، لبدوا كأنهم من والدٍ واحد. وهذا ليس شعراً، أو افراطاً في الوصف. فأن تتحدث عن أبناء الشهداء في المقاومة، يعني أنهم ـــــ إلى حدٍّ بعيد ـــــ يتشابهون، كما آباؤهم. أمس، وفي تكريم المتخرجين من أبناء الشهداء، بدوا كالتوائم. وهم، كما آباؤهم، يمشون إلى الطريق نفسها. الطريق التي تنتهي باكراً. في العام المنصرم، كانوا «جيل الشهيد أحمد جغبير» الشهيد الأول كابن لشهيد. قضى أحمد في معارك بنت جبيل ـــــ عيناتا، وقد اختير ذاك اليوم لتكريمه. صار هناك جيلان من الشهداء. وأمس، كانوا «جيل الشهيد خليل محمد ماضي»، الذي استشهد لاحقاً والده وشقيقه وابن شقيقته. لم تقصفهم الطائرات الحربية. جميع هؤلاء، قضوا في المواجهات المباشرة مع جيش العدو. هكذا، أذيعت أسماء الأبناء الثلاثية، وصعدوا إلى منبر التكريم توالياً. 107 متخرجين، ترن أسماء آبائهم في وجوههم، ولا يبدون انفعالات المتخرجين عادةً. ذلك رغم أن من بينهم، الشابة التي استشهد والدها في البقاع الغربي، أثناء تصديه لدبابات الاحتلال، وقد كبرت، وتفوقت في هندسة الاتصالات. ومن بينهم مهدي، الذي غادره والده إلى الله، حين كان في الرابعة، بعد قصف على معسكرات التدريب، وقد صار مهندساً ميكانيكياً، بتفوقٍ أيضاً. وأيضاً وأيضاً، من بينهم نور الهدى اسماعيل، التي لم تر والدها وتفوقت، وفاطمة، وكوثر، وغيرهن. كن، باللباس الأسود، الذي يغطي الجسد كاملاً، يحتفلن بلا صخبٍ، بما حلم به آباؤهن قبل الموت الكثير".
"ثم كرمت العائلات. وفي تلك الحال كان الموقف أشد تأثيراً. فماذا يمكن القول لأمٍ فقدت جميع أبنائها؟ لا إجابة. ماذا يمكن القول حين يتضح أن عدد أبنائها جميعهم هو ثلاثة، أي إنهم ماتوا جميعهم، وأن آخرهم، وقد يكون أصغرهم على الأرجح، استشهد في حرب تموز. تلك السيدة التي أكلت السنين وجهها، وتمشي حاملةً في رأسها صور أطفالها، إلى منصة التكريم، غير آبهة بكثرة التصفيق، ماذا تعني لها محكمة دوليّة لا تحاكم اسرائيل التي قتلت أبناءها في أرضهم؟ ومن سيقنعها بأن العالم هنا ليس بهذا الضيق من بعد رحيلهم. كلهن متشابهات، أولئك الأمهات اللواتي لا يُجدن الابتسام إلا عنوةً. فمهما كان الحديث عن الشهادة عقائدياً، ومهما كان الإيمان بالغيب قوياً، يدفع باتجاه اعتبار الأبناء في مكانٍ أفضل، لا يمكن تجاهل الحزن الكثير الذي يرتدي الأمهات ويرتدينه. إن كانت هذه الأم هي والدة عماد مغنيّة، أو والدة خليل ماضي، أو أي مجموعة أخرى من الشهداء، فلا فرق. هي الأم ذاتها. هي، بلا شك، تلك السيدة المسنة جداً، التي تعكزت إلى عصا، واستندت إلى أصوات أولادها، لتفادي الموسيقى القوية، التي بثت على عمق ثلاث طوابق تحت الأرض. إحداهن، أخذت الدرع التكريمية، وبذلت دمعة تفطر القلب. للحظة، بثت الشاشة العملاقة دمعة".
"وخرج السيد حسن نصر الله، من على الشاشة الشهيرة. في بداية حديثه، كان متأثراً بالصور التي شاهدها، مع عائلات الشهداء، على شاشة مثبتة في مكان وجوده. هو، مثل جماهيره، يعتمد على الشاشة في علاقته معهم. لكنه «مرتاح ومكتّر». الاسرائيليون يظنونه في مخبأ وهو يسخر من ظنونهم. خرج صوته بالقوة، في بداية كلمته، على غير عادته. وبعد حديث طويل، مشبع بالوعظ الديني، والإرشاد، تطرق السيد إلى «ما يطلبه المشاهدون»، من دون أن تتغير «قاعدة» نصر الله التاريخية أبداً. موضوع المقاومة شيء والسياسة الداخليّة شيء آخر.
فجأة يختفي الرجل الهادئ الذي يتحدث عن الغيب بلطافة بالغة، ويظهر القائد الشرس، الذي يتوعد الأعداء، والأخصام أيضاً، بالويل والثبور. لم يتكلم كثيراً في السياسة. طبعاً لم يتجاهل نصر الله «حدث الساعة». لكنه كان أكثر ثقةً وحزماً من جميع المرات السابقة: «كما خرج حزب الله من حرب تموز أقوى مما كانه قبلها، سيخرج منتصراً من مؤامرة المحكمة الدولية، وأقوى عليها مما كانه قبلها». قالها بأسلوب الواثق الذي يعيد الذاكرة، إلى خطاب السادس من أيّار الحاسم. لم تكن تلك دعوةً إلى الحرب مع أخصام الداخل، كما يحلو لنصر الله تسميتهم. فهو، في الوقت عينه، رحّب بدعوة رئيس الجمهورية، ميشال سليمان، إلى الحوار الوطني، بغض النظر عن الموضوعات المطروحة. الحزب مع الحوار... مبدئياً. فمن الناحية العملية، الرجل مستاء من التجارب السابقة. ومستاء أكثر من «البخ» الاعلامي المتواصل، الذي يتهم حزب الله بعدم تقديم استراتيجيته الدفاعية، علماً أن نصر الله نفسه كان «أول من قدم هذه الاستراتيجية». لكن، البعض، برأي نصر الله، ذاكرته قصيرة. طبعاً، هو يعرف جيداً أن القصة ليست قصة ذاكرة.
اليوم، ولو صدر 100 قرار اتهامي آخر، لن يهتز الحزب. نصر الله واثق من ذلك. استعاد هدوءه، ووجه التحية لرئيس الحكومة، نجيب ميقاتي، شاكراً إياه على زيارته الجنوب. وإلى ميقاتي، حيا شيخ الأزهر أحمد الطيب، واصفاً مواقف الأخير بالعاقلة والمسؤولة. استعاد هدوءه، بعدما ابتعد عن «سيرة» المحكمة الدولية. لكن، في أية حال، وبعد الوثائق التي عرضها نصر الله نفسه، وكل التسريبات، بات الحزب يفهم جيداً أن القصة ليست قصة ذاكرة أبداً. ولذلك، سيكون التعامل مع المحكمة، منذ الآن وصاعداً، كما تعاملت المقاومة مع اسرائيل، قبل خمسة أعوام بالضبط: بشراسة بالغة".
وفي ما خص تطورات الاحداث في سورية عنونت الاخبار "حمص: نار الطائفية تهدد البيت السوري". وكتبت "الحركة الاحتجاجية في سوريا دخلت منذ أيام شهرها الخامس. ورغم أن اتجاهها العام لم يخرج عن مساره السلمي، إلا أنه سال دم وسقط شهداء بين المتظاهرين وقوى الأمن. ورغم ذلك، فإنها لم تنزلق إلى تهديد السلم الأهلي العام. ومع مرور الوقت، سرت مخاوف من أن يترجم الشحن المذهبي إلى أعمال عنف، وهذا ما بدأت ملامحه تطل في أكثر من مكان، لكن المسألة ظلت هي الأخرى تحت السيطرة بفضل الوعي الوطني. ما جرى في حمص في الأيام الأخيرة مؤشر خطير على أن نار الطائفية تنذر بالخطر، حيث حصلت عمليات خطف وقتل وتمثيل بالجثث لأسباب طائفية، وأدى ذلك إلى صدمة كبيرة في مدينة يعد تاريخها صفحة ناصعة من التعايش. الحكم والمعارضة، الكل يلقي مسؤولية ما حصل على الآخر، في الوقت الذي بدأ فيه سعير الطائفية يهدد البيت السوري".
اللواء
صحيفة اللواء عنونت "تعقيدات التعيينات تتضخّم.. ونصر الله: لا قيمة لـ100 قرار إتهامي"... "قرطباوي للبحث عن الجوانب القانونية لشهود الزور أولاً". وكتبت تقول "خارج المواقف الرتيبة للاطراف من تكريس النقاط الخلافية، سواء في ما يتصل بالحوار او الاستراتيجية الدفاعية، او بسلاح حزب الله، بقيت الساحة الحكومية منشغلة عشية الجلسة الثالثة لمجلس الوزراء غداً في بعبدا، بالتعيينات الادارية التي تتضخم الخلافات حولها، سواء في رئاسة الجامعة اللبنانية، او مجلس القضاء الاعلى، او مديرية امن الدولة التي يطالب النائب ميشال عون بتسمية من يديرها بعد تحديد صلاحيات لها تفوق صلاحيات فرع المعلومات الذي يطمح الرئيس نجيب ميقاتي الى تحويله الى شعبة، او في الملفات الحيوية، كملف الكهرباء الذي صار التقنين الحل الامثل للصعوبات المحيطة به لتوفير الطاقة، فإذا بالعاصمة والضواحي مهددة بتقنين قاس طوال فترة شهر رمضان المبارك، بما يزيد عن 25 في المائة عن العام الماضي، حيث من المتوقع ان تصل ساعات التقنين الى 12 ساعة في بعض المناطق، وتكون حصة بيروت 6 ساعات على الاقل، او ملف المستشفيات والنقص الفادح في الادوية او فتح الابواب لاصحاب الحالات الخاصة، او المطالب النقابية التي بدأت تفرض نفسها على الطاولة، فيما الابواب العربية ما تزال مقفلة بوجه الحكومة الجديدة".
واضافت "واذا كانت جلسة مجلس الوزراء غداً، ستكون خالية من بند التعيينات، باستثناء التمديد لمدير عام تعاونية الموظفين انور ضو لمدة سنة، فإن <شهية> البعض لم تعد خافية على اصحاب <السلطة الجديدة>، بحسب تعبير عون الذي لم يخفِ طموحه في ان تكون مديرية امن الدولة التي يرغب بأن تكون من حصته <منتجة وفعالة>، وان يكون عملها متمماً، بحسب قوله لما يقوم به في مجلس النواب وتصبح عنصر مراقبة. والى أمن الدولة، فإن عون يرغب ايضاً في ان يضع يده على السلك القضائي بعد امساكه بالعدلية وهذه المرة من خلال ان يكون مدعي عام التمييز من داخل الحصة المسيحية، اضافة الى رئاسة مجلس القضاء الاعلى والمرشح لها رئيس غرفة محكمة التمييز القاضي الياس ابو ناصيف، علماً ان هذا الموضوع غير مطروح اقله الى حين بدء السنة القضائية.
اما في ما يتصل بالمواقع الإدارية الأخرى، فان الثابت حتى الآن، أن لا اتفاق بعد داخل الحكومة على الآلية التي سوف تعتمد لاجراء التعيينات في المراكز الإدارية، مع أن رئيس الجمهورية ميشال سليمان مؤيداً من رئيس الحكومة، لا يمانعان من اعتماد الآلية التي وضعها وزير الدولة للشؤون الإدارية محمّد فنيش في الحكومة السابقة، الى جانب كون هذه التعيينات تبدو معقدة، ولا سيما في لجنة الحوار الفلسطيني ورئاسة الجامعة اللبنانية، حيث يطمح الرئيس نبيه بري أن يحظى مرشحه بإجماع حكومي حوله، مع ان لديه مجموعة مرشحين من العمداء في الجامعة، ليس من بينهم الوزير السابق عدنان السيد حسين المدعوم من قبل حزب الله".
وفي الشأن السوري عنونت الصحيفة "سكان حمص محاصرون داخل المنازل: 20 قتيلاً وأجواء رعب".. "نزوح واسع إلى وادي خالد وميدفيديف يرفض قراراً دولياً". وكتبت في هذا المجال "صعَّدت القوات السورية حملتها الامنية مستهدفة مدينة حمص، النقطة المركزية للاحتجاجات المؤيدة للديمقراطية، حيث سقط امس ثلاثة عشر قتيلا برصاص قوات الامن ورجال ميليشيا موالية للرئيس السوري بشار الاسد. وفي حين اكدت دمشق متانة الوضع المالي في البلاد جدد الرئيس الروسي رفض بلاده اي تدخل اجنبي في سوريا أو أي قرار دولي بهذا الشأن. وقتل سبعة اشخاص امس في مدينة حمص بوسط سوريا برصاص ميليشيات موالية للنظام اطلقت النار على اشخاص كانوا يشاركون في مراسم تشييع، ما يرفع الى عشرين حصيلة القتلى في هذه المدينة منذ الاثنين. واكدت <لجان تنسيق الثورة> السورية ان <سبعة شهداء سقطوا واصيب اكثر من اربعين شخصا في حي الخالدية في حمص خلال مراسم تشييع امام مسجد خالد بن الوليد>. واضافت اللجان ان <الميليشيات الموالية للنظام نزلت من سيارتي اسعاف امام المسجد وبدأت بإطلاق النار على الجمع>.
"وضع الليرة متين"
"في غضون ذلك قال أديب ميالة حاكم مصرف سوريا المركزي ان فائض السيولة لدى المصارف نما بنسبة 12 بالمئة حتى الخامس من تموز الجاري رغم الاحتجاجات التي تشهدها البلاد منذ اذار. وقال ميالة ان سعر الليرة السورية مستقر رغم الضغوط الكبيرة على سعر الصرف نتيجة الازمة. واضاف ان الودائع خلال الربع الثاني من العام نمت بنسبة أربعة في المئة. وقال <وضع الليرة السورية متين... ومخزون المصرف المركزي من الاوراق النقدية السورية كبير جدا. فائض السيولة لدى المصارف نما بمعدل 12 بالمئة حتى تاريخ الخامس من تموز من هذا العام. < من جهة اخرى وفي إطار استكماله إنجاز حزمة التشريعات التي تترجم توجهات عملية الإصلاح السياسي وتعزيز البناء الديمقراطي ناقش مجلس الوزراء السوري امس مشروع قانون الانتخابات العامة الجديد الذي يهدف مشروع القانون إلى تطوير العملية الانتخابية وضمان سلامتها وحق المرشحين في مراقبتها وتحقيق الإشراف القضائي عليها بشكل كامل. وقرر المجلس تشكيل لجنة من وزراء العدل والداخلية والإدارة المحلية تقوم بإعادة صياغة مشروع القانون وفق المقترحات العامة وعرضه على المجلس لاستكمال مناقشته في جلسة مقبلة خلال الأسبوع المقبل".
"مدفيديف"
"دولياً أكد الرئيس الروسي دميتري مدفيديف أنه لا يؤيد اتخاذ قرار دولي ضد سوريا شبيه بالقرار الذي اتخذه مجلس الأمن الدولي بحق ليبيا، وبالأخص أن يتم استخدام مثل هذا القرار لتبرير عملية عسكرية في سوريا. وقال مدفيديف خلال زيارته إلى ألمانيا :< لا توجد رغبة البتة بأن تسير الأحداث في سوريا وفق النموذج الليبي، ولا رغبة في اتخاذ قرار يتم استخدامه، أو التلويح به كورقة.. وتحت مبرر أن الاسد سيئ، لاغلاق السماء (السورية)>. وأضاف: <إننا نتلمس خيارات محتملة لارسال إشارة إلى الجانبين، للاسد لكي ينفذ الاصلاحات، وللطرف المقابل لكي لا يحتج فقط بل ويقدم اقتراحات بنَّاءة>".
المستقبل
بدورها المستقبل عنونت "البيت الأبيض يدعو النظام السوري الى <وقف التعامل الوحشي مع مواطنيه> ".. "مقتل 20 مدنياً في حمص واتهام حكومة دمشق بتأجيج الطائفية". وكتبت "سقط 20 مدنياً أمس وأول من امس برصاص الجيش السوري في حمص ثالث مدن سوريا التي تشهد منذ السبت الماضي مواجهات ذات طابع طائفي هي الاولى في اربعة اشهر من الانتفاضة ضد النظام، في وقت جدد البيت الابيض دعوته الى إنهاء "الحكومة السورية التعامل الوحشي مع مواطنيها". فقد قتل سبعة اشخاص أمس في مدينة حمص بوسط سوريا برصاص ميليشيات موالية للنظام اطلقت النار على اشخاص كانوا يشاركون في مراسم تشييع، ما يرفع الى عشرين حصيلة القتلى في هذه المدينة منذ الاثنين، وفق ما افاد ناشطون. وأكدت "لجان تنسيق الثورة" السورية على موقعها الالكتروني ان "سبعة شهداء سقطوا واصيب اكثر من اربعين شخصاً في حي الخالدية في حمص خلال مراسم تشييع امام مسجد خالد بن الوليد". واضافت اللجان ان "الميليشيات الموالية للنظام نزلت من سيارتي اسعاف امام المسجد وبدأت باطلاق النار على الجمع". وتعذر تأكيد هذه الحصيلة لدى ناشطين حقوقيين اخرين".
"دولياً، جدد البيت الابيض أمس دعوته السلطات السورية الى انهاء "حملة العنف" بحق المدنيين والبدء بـ"عملية انتقالية نحو الديموقراطية". وقال غاي كارني المتحدث باسم الرئيس الأميركي باراك اوباما ان "التعامل الوحشي للحكومة السورية مع مواطنيها يجب ان يتوقف، هذا واضح". وأضاف "لا نزال ندعو هذا النظام الى وقف حملة العنف، الى سحب قوات الامن من حماة ومدن اخرى، وإلى السماح للسوريين بالتعبير بحرية عن آرائهم بهدف حصول عملية انتقالية فعلية نحو الديموقراطية".
وأكد الرئيس الروسي ديميتري مدفيديف أنه لا يؤيد اتخاذ قرار دولي ضد سوريا شبيه بالقرار الذي اتخذه مجلس الأمن الدولي بحق ليبيا، ولاسيما استخدام مثل هذا القرار لتبرير عملية عسكرية في سوريا. وقال مدفيديف خلال زيارته إلى ألمانيا أمس "لا توجد رغبة البتة بأن تسير الأحداث في سوريا وفق النموذج الليبي، ولا رغبة في اتخاذ قرار يتم استخدامه، أو التلويح به كورقة، وتحت مبرر أن الرئيس بشار الاسد سيئ، لاغلاق السماء (السورية)"، مشيرا إلى أنه تم بحث الوضع في سوريا خلال اللقاء مع المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل. وأضاف: "إننا نتلمس خيارات محتملة لارسال إشارة إلى الجانبين، للاسد لكي ينفذ الاصلاحات، وللطرف المقابل لكي لا يحتج فقط بل ويقدم اقتراحات بناءة"".