تناولت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الاثنين 31-3-2014 الحديث محليا عن ابرز التطورات السياسية وخصوصا طاولة الحوار كما تحدثت الصحف عن بعض الملفات الامنية
تناولت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الاثنين 31-3-2014 الحديث محليا عن ابرز التطورات السياسية وخصوصا طاولة الحوار كما تحدثت الصحف عن بعض الملفات الامنية. إقليميا، تطرقت الصحف الى التطورات العسكرية الاخيرة في الساحة السورية وخصوصا المعارك التي يخوضها الجيش العربي السوري في محافظة اللاذقية.
السفير
الخطة الأمنية: «مهلة السماح» تنتهي
الحوار يفقد «نصابه».. والنفط «يعوم»
كتبت صحيفة "السفير" في عددها الصار اليوم الإثنين "ينطلق الأسبوع على ثلاثة خطوط متوازية، أمنياً وسياسياً وحكومياً، إذ يفترض أن يُباشر خلال الساعات المقبلة تنفيذ الخطة الأمنية الصارمة في طرابلس والبقاع الشمالي، بعد استكمال الاستعدادات العملانية المتصلة بها، ويعقد مجلس الوزراء بعد ظهر اليوم جلسة سيكون ملف النفط أحد أبرز ضيوفها، فيما تواجه جلسة الحوار الوطني التي دعا رئيس الجمهورية الى التئامها قبل الظهر اختباراً صعباً مع قرار معظم مكونات «8 آذار» ورئيس حزب «القوات اللبنانية» بمقاطعتها".
وإذا كانت المجموعات المتضررة من ضبط الأمن قد حاولت استباق الخطوات المقررة بالتشويش عليها، عبر تفجير سيارة مفخخة بحاجز للجيش في وادي عطا في جرود عرسال، ومحاولة تفجير مركز له في طرابلس، فإن المعطيات المتوافرة تفيد بأن قرار تزويد الخطة الأمنية بـ«الأنياب» هو حاسم ولا عودة عنه بعد تأمين الغطاء السياسي لها، في وقت أكدت مصادر واسعة الاطلاع لـ« السفير» أن التأخير الذي حصل يعود الى فرصة أخيرة أعطيت للمجموعات المسلحة والجهات التي تغطيها، من أجل درس خياراتها جيداً وتجنب ارتكاب أي خطأ قاتل، حين تدق ساعة الصفر.
ومن المتوقع أن تنطلق الخطة الأمنية من جبل محسن في اتجاه باب التبانة والأحياء الأخرى، في مسارين متلازمين، بعدما اكتملت الاستعدادات اللوجستية والتقنية للوحدات العسكرية خلال الساعات الـ48 الماضية، حيث تم تحضير أفواج مقاتلة نخبوية، معززة بفصائل من القوة الضاربة في فرع المعلومات لتنفيذ المداهمات والاقتحامات، وذلك في رسالة واضحة للمجموعات المسلحة بأن الخطة حازمة هذه المرة، ولا جدوى من مقاومتها.
وتفيد المعلومات بأن المجموعات المسلحة في التبانة والقبة والمنكوبين تشعر بقلق حقيقي، عشية انتشار الجيش، خصوصا بعدما لمست أن هناك توجها حقيقيا للإمساك بالارض في جبل محسن، لنزع أي ذريعة لدى مسلحي الاحياء الأخرى في طرابلس، ولذلك كان خيار بعض رؤساء المجموعات الخروج من تلك المناطق الى القرى والبلدات التي يتحدرون منها، فيما آثر البعض الآخر رفع سقف الاعتراض الى أعلى المستويات علهم يحصلون على تطمينات معينة.
وفي المعلومات أن قرابة 100 استنابة قضائية صدرت بحق مطلوبين للعدالة في طرابلس والبقاع الشمالي وبيروت، وذلك استنادا الى لوائح متوازنة ومتطابقة بين مخابرات الجيش وفرع المعلومات، حظيت بتغطية من رئيسي الجمهورية والحكومة.
ويبدو أن إصدار هذه الاستنابات قبل المباشرة في تطبيق الخطة الأمنية جاء في إطار محاولة وضع المطلوبين امام خيارين، فإما التواري عن الانظار وإخلاء الساحة امام الجيش وقوى الأمن، وإما المثول امام القضاء.
وبينما أكد رئيس الحكومة تمام سلام امام زواره أن الأمن اهم شيء الآن، «وهناك خطة امنية واسعة ستنفذ خلال يومين على الأكثر في الشمال والبقاع لضبضبة كل الزعران»، قال وزير الداخلية نهاد المشنوق لـ«السفير» إن انتشار قوى الأمن في بعض أحياء طرابلس جاء في سياق التهيئة لتنفيذ الخطة الأمنية الشاملة، كاشفا عن أنه سيُباشر في تنفيذ هذه الخطة خلال مهلة، اقصاها 48 ساعة، بعدما يكون القادة العسكريون والأمنيون قد أنهوا وضع اللمسات الأخيرة على كل الترتيبات الضرورية.
وأكد المشنوق أن الخطة ستُنفّذ بحزم، ولن يكون التقاعس مسموحا من أي جهة أمنية او سياسية، مضيفا: لا مكان بعد اليوم للأمن بالتراضي او بالتراخي، وعلى كل طرف ان يتحمل مسؤولياته.
ورداَ على سؤال حول التهديدات التي صدرت عن بعض مسؤولي المحاور في طرابلس، أجاب: العد العكسي بدأ، والخطة الأمنية ماضية في طريقها، وكلام هؤلاء لن يغير شيئا في ما تقرر، ولا تراجع امام أي نوع من التهديدات والضغوط.
وعلمت «السفير» أن الرئيس سعد الحريري أبلغ المشنوق ضرورة التطبيق الحازم للخطة الأمنية ومواجهة كل من يحاول اعتراضها.
وأجرى وزير الداخلية خلال الأيام القليلة الماضية مشاورات واسعة بعيداً عن الأضواء مع الفعاليات السياسية والدينية في طرابلس وعرسال وعكار، تمهيدا للمباشرة في تطبيق الخطة، ومن المقرر أن يلتقي أيضا وفد «هيئة العلماء المسلمين» في السياق ذاته.
الى ذلك، علمت «السفير» أن المشنوق أبدى خلال مجلس رسمي انزعاجه الشديد من تجاهل أطراف رسمية وسياسية لقوى الأمن وتهميش تضحياتها ومهامها لصالح التركيز على دور الجيش اللبناني حصراً، منبّها الى أن هذا التصنيف يؤدي من جهة الى جعل الجيش هدفا مركزيا للاعتداءات، ويتسبب من جهة أخرى بإضعاف معنويات قوى الأمن. ودعا المشنوق الى إعادة الاعتبار لمسؤوليات قوى الأمن والنظر بمساواة الى المؤسستين الأمنية والعسكرية على قاعدة التكامل بينهما لا الفصل بينهما.
الحوار
في هذه الأثناء، تعاود هيئة الحوار اجتماعاتها اليوم في القصر الجمهوري، بدعوة من الرئيس ميشال سليمان، وعلى جدول أعمالها استكمال النقاش في الإستراتيجية الدفاعية وفق التصور الذي اقترحه رئيس الجمهورية في ايلول 2012، والبحث في ظاهرة السلاح المنتشر في ايدي اللبنانيين والمقيمين على الأراضي اللبنانية.
وبدا أن «النصاب السياسي» للجلسة قد فُقد قبل انعقادها، مع إعلان «حزب الله» ورئيس «تيار المردة» النائب سليمان فرنجية ورئيس «الحزب السوري القومي الاجتماعي» النائب اسعد حردان ورئيس «الحزب الديموقراطي اللبناني» النائب طلال ارسلان ورئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع عن مقاطعتهم الجلسة الحوارية التي سيشارك فيها الرئيس نبيه بري والرئيس تمام سلام والرئيس أمين الجميل والعماد ميشال عون والنائب وليد جنبلاط والشخصيات الأخرى المنضوية في إطار هيئة الحوار.
وأكد مصدر مقرّب من رئاسة الجهورية لـ« السفير» أن سليمان الذي أصرّ على بدء العهد بالحوار سينهيه بالحوار، لإبقاء هذه المساحة من التلاقي بين الاقطاب اللبنانيين حيّة طالما الأزمات قائمة في المنطقة، مشيراً الى أن كل شيء مفتوح للنقاش من الإستراتيجية الدفاعية الى أي موضوع يجمع على طرحه الأفرقاء».
واعتبر سلام امام زواره أن «الحوار ضروري ومطلوب، وهو بند وارد في البيان الوزاري»، مشيرا الى ان «الحوار يفتح المجال امام القوى السياسية لتلتقي وتناقش المواضيع الخلافية، خصوصا أن مساحة انعدام الثقة بين هذه القوى كبيرة، ولا يردمها الا الحوار».
وقالت أوساط بارزة في «8 آذار» لـ«السفير» إن سليمان أخطأ في مبدأ الدعوة الى طاولة الحوار في الأيام الاخيرة من عهده، لافتة الانتباه الى أن أحداً ليس بصدد تعويمه او التبرع بهدايا سياسية له في نهاية ولايته، وتحديداً بعد المواقف السلبية التي أطلقها حيال المقاومة.
واعتبرت المصادر انه ما من قيمة أصلا للبحث في الإستراتيجية الدفاعية، وفق التصور الرئاسي، ما دام الرئيس يعتبر أن معادلة الجيش والشعب والمقاومة هي معادلة خشبية.
وأبلغ مصدر بارز في «تكتل التغيير والاصلاح» «السفير» أن العماد ميشال عون سيشارك في جلسة الحوار، ليس بالضرورة لأنها ستؤدي الى نتيجة، بل انسجاما مع نفسه ومع موقفه الداعي الى الحفاظ على مناخ الوصل بدلا عن الفصل، واستكمالا للدينامية التي أوصلت الى تشكيل الحكومة ووضع البيان الوزاري ونيل الثقة النيابية.
وقال الوزير الكتائبي سجعان قزي لـ«السفير» إن الرئيس أمين الجميل سيشارك في الحوار، انطلاقاً من قناعة راسخة لديه بأن الحوار موازٍ لوجود لبنان، ويشكل حاجة قائمة بحد ذاتها، بمعزل عن النتائج التي يمكن التوصل إليها. وإذ اعتبر انه لا المشاركة في الحوار ولا مقاطعته تشكل بطولة، داعيا الى تحييد الحوار عن التجاذبات السياسية.
في هذه الأثناء، رد الأمين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصر الله على كلام سليمان حول «المعادلات الخشبية»، وأعطى في خطاب القاه عبر الشاشة لمناسبة افتتاح منتدى جبل عامل للثقافة والأدب في عيناثا، إشارة واضحة الى ان الحزب سيقاطع جلسة الحوار اليوم، مفضلاً انتظار انتخاب رئيس جديد للجمهورية «من أجل التأسيس لمرحلة جديدة».
وقال نصرالله إنّ «الذهب سيبقى ذهباً، واذا غيّر أحد رأيه فلا يبدل ذلك من حقائق الأشياء»، مشيراً الى أن «الخشب صنع منه اللبنانيون توابيت لجنود الاحتلال، وهو سيبقى موجوداً لكل غازٍ لهذه الأرض المقدسة»، متوجها الى الذين ينتقدون هذه المعادلة بالسؤال «أين فشلت المعادلة الثلاثية وأين نجحتم أنتم الذين تتحدثون عن فشلها؟».
وفي ردّ ضمني على موقف نصرالله، أعلن سليمان عن أسفه «لقرار بعض أركان الهيئة بعدم الحضور»، آملا «في أن ينضمّوا في الجلسات اللاحقة الى مركب الوحدة الوطنية».
وأكد ضرورة «تعزيز قدرة الجيش اللبناني، وإعادة البندقية حصرا الى قبضته، ما يعزز هيبته وقدرته على اقتلاع الإرهاب من جذوره: جيش لا توضع أمامه خطوط حمراء».
وفيما يعقد مجلس الوزراء جلسة اليوم في القصر الجمهوري، علمت «السفير» ان مرسومي النفط المتعلقين بالعقود والبلوكات سيطرحان على الجلسة، في إطار استكمال الاستعدادات لإطلاق المناقصة، بعدما جرى ترحيل هذين المرسومين من الحكومة السابقة.
الى ذلك، علمت «السفير» ان لقاء مارونيا عقد في بكركي، تحت مظلة مناسبة اجتماعية، حضره الوزراء الموارنة وقائد الجيش وحاكم مصرف لبنان ورئيس مجلس القضاء الأعلى ورئيس مجلس شورى الدولة ورئيس الرابطة المارونية، جرى خلاله التوافق على ضرورة إدراج قانون استعادة الجنسية اللبنانية على جدول أعمال مجلس النواب، كما تمّ البحث في ملفي الاستحقاق الرئاسي والنازحين السوريين.
النهار
تشاور ولا حوار وجنبلاط : المقاطعة لا تفيد
الخطة الأمنية تنتظر الساعة الصفر للتنفيذ
من جهتها، كتبت صحيفة "النهار" تقول "لا تهم طاولة الحوار اللبنانيين بقدر ما يهمهم الاستقرار الامني الذي ينتظر خطة أمنية توافر لها الغطاء السياسي، وتنتظر الساعة الصفر لبدء تنفيذها، وهي تسابق التطورات المتلاحقة في طرابلس وعرسال. واذا كانت حركة الاتصالات السياسية الاستخباراتية بدأت تهيئ الارضية للتنفيذ في عاصمة الشمال، فإن خطر الارهاب، وخصوصا على الجيش، في عرسال ومناطق حدودية أخرى مع سوريا، يقضم هيبة الدولة ومؤسساتها مع سقوط مزيد من الشهداء، واخرهم ثلاثة وقعوا ضحية سيارة انتحاري فجر نفسه بحاجز للجيش في منطقة جرود عرسال.
وصرح مصدر وزاري لـ"النهار" بأن الخطة الامنية جاهزة، لكن تفاصيلها متروكة لقيادة الجيش التي تجري حركة اتصالات وتدرس الوقائع الميدانية وتحدد الساعة الصفر، وهي باتت ملحة بعد ازدياد استهداف الجيش.
وقد أقيم حاجز عين عطا المستهدف، منذ فترة قصيرة، لضبط الحدود التي استخدمت مدخلاً للسيارات المفخخة والمسلحين الى الداخل اللبناني، كما أوقف من خلاله عشرات من المسلحين الامر الذي ضيّق الخناق عليهم. ويقع الحاجز في منطقة هي آخر نقطة لبنانية قبل الحدود السورية لجهة جرود عرسال وقد سلمت عبره راهبات معلولا الى القوى الامنية اللبنانية .
وبعد تسريب ?