11-04-2025 05:08 PM بتوقيت القدس المحتلة

"أحمد ينقذ أميركا" .. الكفار يهزمون الارهابيين بالبوفيه المفتوح

جمد يفاجأ بلطف مضيفيه ويقرر فجأة الاستغناء عن مخطط زرع ‘الديناميت’ تحت منصة الاستقبال، ولكن المخابرات الامريكية تكتشف السر، وعلى الفور يسارع بطلنا بالهرب الى المكسيك

"أحمد ينقذ أميركا" .. الكفار يهزمون الارهابيين بالبوفيه المفتوحاذا تمكنت من مشاهدة فيلم "احمد ينقذ امريكا" فانك بالتأكيد ستشعر بالسخرية والمرارة والغضب في الوقت نفسه واحيانا ستميل الى فكرة طريفة بأن هناك مؤامرة كارتونية على العرب، أحمد او ‘أجمد’ حسب اللهجة الامريكية شخصية كاريكاتورية ظهرت بعد احداث الحادي عشر من سبتمبر على يد الكوميدي جيف دونهام.

رائد صالحة/ القدس العربي

وأجمد لمن لا يرغب بمشاهدة القنوات الامريكية هو عبارة عن هيكل عظمي يرتدى عمامة وهوايته كما هو متوقع زرع القنابل واعداد التفجيرات أما عبارته المفضلة فهي ‘ساقتلك’.وقد اشتهرت الشخصية الكارتونية واصبحت ضيفا مستحبا في معظم برامج ‘التوك شو’ وعروض الكوميديا على المسارح ومن النادر أن تعثر على أي مواطن امريكي لم يشاهد ‘أجمد’ على قناة ‘اليوتوب’، بحيث اصبح اطرف شخصية مكروهة في الوعي الامريكي على مدار عقد كامل.

ولكي يتم تحويل الشخصية الى موضوع فيلم فقد وجد أجمد نفسه في يوم سيئ للغاية بحيث فجر نفسه عن طريق الخطأ كان وجوده على شكل هيكل عظمي ليس بالامر الرديء بما فيه الكفاية، ولكي تزداد الامور قتامة يقتاد نسر اصلع، يرمز الى القوة الامريكية، بقايا حطامه الى بلدة امريكية صغيرة تدعى امريكافيل، حيث تحتضنه هناك عائلة ساذجة تعتقد انه طالب فرنسي!.

العائلة تتكون من طفل ناقم على كل شيء ومراهقة تتذمر باستمرار وهي تبحث عن عشيق وزوجة معتادة على زيارة الكنيسة لرؤية صديقاتها وهي تدهس العديد من المارة في الطريق واب مهذب يميل الى الغباء.

تمتلك مشاعر الاحباط ‘أجمد’ في البداية لانه ما زال حيا يرزق ولم يحقق رغبة قائده بقتل أكبر عدد من الكفار ولكنه يريد الان اقتناص فرصة وجودة في البلدة الامريكية في عمق احشاء العدو لقتل اكبر عدد ممكن من الأهالي الذين حضروا بطريقة فنية بعيدة عن أي واقع لتحيته والترحيب بقدومه، أجمد يفاجأ بلطف مضيفيه ويقرر فجأة الاستغناء عن مخطط زرع ‘الديناميت’ تحت منصة الاستقبال، ولكن المخابرات الامريكية تكتشف السر، وعلى الفور يسارع بطلنا بالهرب الى المكسيك في حين يتم اعتقال العائلة بتهمة احتضان ارهابي وتبدأ عملية احتجازهم في معتقل غوانتانامو.

وفي نهاية المطاف، وكما هو متوقع يقرر أجمد العودة الى امريكا مع قائده لانقاذ العائلة، هذه التفاصيل التي ستفسد حتما اية فرصة لمشاهدة الفيلم مشبعة بالمفارقات الكوميدية اللاذعة بما فيها انتقاد طريقة معالجة الاعلام الامريكي بتغطية الاحداث واسلوب حياة المواطن الامريكي العادي والتمييز العنصري ضد السود.

المسلمون في أميركا محط سخرية هوليوود الفيلم الذي تم عرضه الجمعة، على محطة ‘سي أم تي’ للمرة الاولى كارتوني بالدرجة الاولى ولا يحتمل نقدا اكبر من مساحة سخريته،الا ان المفارقة الساخرة تكشف سذاجة المعالجة الفنية لظاهرة الارهاب والعداء للولايات المتحدة في الاعلام الامريكي بشكل مدهش.

الامريكيون يعتقدون ان حنق العالم العربي والاسلامي ضدهم يعود الى اسباب سطحية، وهم يعتقدون بان الارهابيين ضحية لغسيل دماغ والاجابة التي يقدمونها من خلال هذه الاعمال الفنية ‘غسيل دماغ’ مختلف يتكئ على افكار سخيفة من نوع ضرورة وجود مطاعم ‘بوفيه’ مفتوحة لملء البطون واشغالهم بعروض فنية وان العداء لامريكا ينبع من جهل الاخر بطريقة عيش المواطن الامريكي العادي واسلوب حياته الممل.

النقاد الامريكيون ينظرون بطريقة مختلفة الى الفيلم وهم يعتقدون بان شخصية ‘أحمد’ في الفيلم ناجحة تماما وهي تشبه الى حد كبير كل الشخصيات السحرية التي ظهرت منذ ولادة الرسوم المتحركة، شخصية باردة تماما تتحول فجأة الى وهج قادر على فعل كل شيء وقادرة على تحقيق اي شيء لانه لا توجد قيود، وفي النهاية الفيلم ناجح في السوق الامريكية لانه لا يمكنك التوقف عن الضحك لمدة اسبوع.