24-11-2024 05:52 AM بتوقيت القدس المحتلة

الحوسبة السحابيّة في لبنان مايكروسوفت تستطلع

الحوسبة السحابيّة في لبنان مايكروسوفت تستطلع

اختارت شركة مايكروسوفت أن تدخل السوق اللبناني باكراً لاستطلاع إمكانية الاستثمار في الحوسبة السحابية. من القطاع الحكومي الى الخاص ومن السحابة العامة الى الخاصة تسعى الشركة إلى أن تسبق منافسيها.

اختارت شركة مايكروسوفت أن تدخل السوق اللبناني باكراً لاستطلاع إمكانية الاستثمار في الحوسبة السحابية. من القطاع الحكومي الى الخاص ومن السحابة العامة الى الخاصة تسعى الشركة إلى أن تسبق منافسيها.

بسام القنطار / جريدة الأخبار

الحوسبة السحابيّة في لبنان مايكروسوفت تستطلع توجه شركات التقنية تركيزها بشكل أكبر على تقنيات الحوسبة السحابية التي تنتشر بشكل أوسع يوماً بعد يوم. وبالتزامن مع عقد مايكروسوفت منتدى متخصصاً للحوسبة السحابية الوطنية، أجرت «الأخبار» مقابلة مع ثلاثة من مديري الشركة الذين شاركوا في أعمال المنتدى.

تؤكد هدى يونان، مديرة مايكروسوفت لبنان أن قطاع التكنولوجيا في لبنان يحقق تقدماً ملحوظاً على مستوى المصارف والمستشفيات والمدارس والجامعات والشركات والمصانع، وجميع هذه القطاعات وصلت إلى مرحلة مميزة في استخدام تكنولوجيا المعلومات.

ولعل القطاع الوحيد الذي لم يتقدم بالشكل المطلوب هو القطاع الحكومي، بسبب حالة عدم الاستقرار. وتلفت يونان إلى أن لبنان من البلدان القليلة التي لم تنشئ بعد وزارة متخصصة لتكنولوجيا المعلومات، وأنه من البلدان القليلة أيضاً التي لا تزال تستحوذ على ملكية شركات الخلوي.

برأي يونان هناك اهتمام في لبنان بالحوسبة السحابية، خصوصاً أن الجميع يرغب في تطبيق حلول هذا القطاع الذي يقدم الكثير من الإمكانيات، إحداها التوفير الكبير في التكاليف، لكن هناك العديد من الأسئلة التي تنتظر الإجابة؛ فمن سوف يمتلك هذه السحابة الحكومية؟ وهل سيعتمدون سحابة واحدة أم عدة سحابات؟ هذه أمور لم تحسم، لكن تم تشكيل لجان حكومية لنقاش هذه الخطوات، بحسب يونان.

جميع الزبائن يتجهون إلى الحوسبة السحابية

بدوره يلفت هاني مرقص، مدير قطاع تكنولوجيا الحوسبة السحابية في شركة مايكروسوفت، إلى أن لبنان في المنطقة الدافئة بين دول شديدة التقدم في المستوى التكنولوجي وشديدة الإنفاق، ودول لا تزشركته توفر حلول السحابة العامة والخاصة استجابة لمتطلبات عملائها»، موضحاً «أن مايكروسوفت تطمح إلى أن تبدأ بتوفير هذه الحلول في لبنان، علماً بأن الحوسبة السحابية هي المرحلة المقبلة من التكنولوجيا». ولفت الى أن «مايكروسوفت» تركز على ضمان الأمن المعلوماتي لبيانات المستخدمين، سواء كانوا من القطاع الحكومي أو من القطاع الخاص.

كيف يمكن القطاع العام اللبناني أن يستخدم الحوسبة السحابية بما يخدم القطاع والمواطنين؟ يؤكد مرقص أن جميع الزبائن يتجهون إلى الحوسبة السحابية. ويمكن مقارنة الحوسبة السحابية اليوم بما حصل في بداية القرن الثامن عشر، عندما كان يتم بناء محطة للكهرباء إلى جانب كل مصنع، الى أن أصبحت الكهرباء خدمة تقدم من قبل شركات متخصصة، سواء كانت مملوكة من الدولة أو من القطاع الخاص، وهذا تماماً ما يحصل حالياً في قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، وهذا ما يطلق عليه اسم الحوسبة السحابية، أي أن تصبح تكنولوجيا المعلومات خدمة تقدم من قبل مقدمي خدمة، سواء كانوا من القطاع الخاص أو من الحكومة نفسها.

ويلفت مرقص الى أنه بغض النظر عن استعداد الوزارات اللبنانية لاعتماد الحوسبة السحابية، فالأساس هو أن نعرف كيف يمكن كل وزارة أن تستفيد من هذه الخدمة، سواء التي تقدم من داخل الدولة أو من خارجها. والأهم أن يكون هناك وعي من قبل الجهات الحكومية حول أهمية الحوسبة السحابية وكيف يمكن استخدامها.

وفد مايكروسوفت الإقليمي الذي زار لبنان ضم أشرف عبد الوهاب، وهو مدير شؤون الشركة في مصر والشرق الأوسط. يشعر عبد الوهاب أن الجهات الحكومية اللبنانية التي قابلها لديها اهتمام بموضوع الحوسبة السحابية، وأن يكون هناك سحابة داخل لبنان أو خارجه.

سؤال الخصوصية والأمان أمر أساسي يطرحه موضوع الحوسبة السحابية. وحول هذه المسألة يؤكد عبد الوهاب أنه ليس من المتوقع أن يتم وضع كل عناصر قاعدة البيانات على سحابة عامة لأسباب مختلفة، لكن أسطورة أن قاعدة البيانات إلى جانبي يعني أنها آمنة لا بد أن تنتهي، وهي معلومة غير دقيقة على الإطلاق، لأنه في العديد من التسريبات، ومن أشهرها قضية التسريب من داخل وكالة الأمن القومي الأميركي، تبين أنها حدثت من الداخل وليس من الخارج. والأساس هو أن يكون هناك قانون للأمن السيبراني، وهو عبارة عن مجموع الوسائل التقنية والتنظيمية والإدارية التي يتم استخدامها لمنع الاستخدام غير المصرّح به وسوء الاستغلال واستعادة المعلومات الإلكترونية ونظم الاتصالات والمعلومات التي تحتويها، وذلك بهدف ضمان توافر واستمرارية عمل نظم المعلومات وتعزيز حماية البيانات وسريتها وخصوصيتها.

يرى مرقص أن مستوى الحماية الذي تضعه الشركات الكبرى المتخصصة لقاعدة البيانات يكون عادة أعلى بكثير من مستوى الحماية الذي تضعه شركات متوسطة وصغيرة. أما بالنسبة إلى الخصوصية، فالأهم أن يتعهد مقدم خدمات الحوسبة السحابية بعدم نقل قاعدة البيانات للاستفادة منها في قطاع الإعلانات وغيرها، وهذا الأمر تقدم حوله مايكروسوفت ضمانات عاليه وأكيدة. أما الموضوع الاهم فيتعلق بالسيادة على قاعدة البيانات، فالأساس هو أين تضع المعلومات وما هو القانون التي تخضع له؟ وفي غالبية الدولة يخضع مركز قاعدة البيانات لقانون الدولة المضيفة وسيادتها، وحالما يصدر أمر قضائي لتسليم بيانات فإن مايكروسوفت تنصاع لهذا الأمر.

ومن المعلوم أن هناك درجات مختلفة من حساسية المعلومات؛ فمثلاً المعلومات المرتبطة بالأمن القومي لا يمكنها أن تكون خارج سيادة الدولة أو مبنى الوزارة المعنية، وهي تحتاج الى سحابة خاصة مؤمنة بموظفين حكوميين لبنانيين، لكن هذا لا يمنع أن هناك معلومات وبيانات وتطبيقات يمكن أن تكون على سحابة عامة، بحسب مرقص.

ومن أبرز الأمثلة التي يقدمها مرقص حول مدى استفادة الحكومة من الحوسبة السحابية قدرة وزارة التربية والتعليم على التوفير في استضافة موقعها على الإنترنت، لأنه لن يكون هناك عملية ولوج واسعة النطاق على موقعها إلا في فترة صدور نتائج الامتحانات الرسمية، ويمكن من خلال السحابة أن ترفع قدرة الولوج لتتلاءم مع الطلب في هذه الفترة، ثم تعود إلى وتيرتها الطبيعية في باقي الأيام، الأمر الذي يوفر كثيراً في الإنفاق على خدمات الاستضافة. كذلك يمكن أن تتم الاستفادة من خدمات «office 365» عبر الحوسبة السحابية، وذلك عبر تشغيل حزمة من البرامج المكتبية التي تجمع ما بين تقنيات برامج «مايكروسوفت أوفيس»، و«شيربوينت أونلاين» و«إكستشينج أونلاين»، و«لينك أونلاين».

وتلفت يونان إلى أن هناك عدداً من الشركات التي تقدم خدمات استضافة سحابات في لبنان، وتعمل مع الشركات المتوسطة والصغيرة التي لا تملك قدرات توظيف مدير تكنولوجيا وتفضّل أن تكون جميع الخدمات التكنولوجية مؤمنة عبر سحابة عامة. وفي حالة الحكومة، التصنيف مهم جداً. هناك قاعدة بيانات متاحة للعموم، مثل نظام السير والفرص الاستثمارية، ويمكن هذه المعلومات أن تصبح موجودة على السحابة العامة، وهذا يخفف المصاريف. وهناك قاعدة بيانات تحتاج إلى خصوصية أعلى ويجب أن تبقى داخل البلد، مثل موضوع السرية المصرفية التي تلزم البنوك بأن تبقي معلوماتها داخل لبنان.

الرابط على موقع جريدة الأخبار