28-11-2024 05:35 AM بتوقيت القدس المحتلة

علماء: تغير المناخ يهدد بزيادة النزاعات وإنعدام الأمن الغذائي

علماء: تغير المناخ يهدد بزيادة النزاعات وإنعدام الأمن الغذائي

أن ‘نسبة سكان العالم الذين سيعانون شحا في المياه وفيضانات كبيرة ستزداد في ظل اشتداد الإحتباس الحراري في القرن الحادي والعشرين’.

علماء: تغير المناخ يهدد بزيادة النزاعات وإنعدام الأمن الغذائيذكرت لجنة مدعومة من الأمم المتحدة أمس الإثنين ان تأثيرات التغير المناخي بدأت تحدث بالفعل في كل القارات وعبر المحيطات، ولكن العالم غير مستعد للمخاطر .فقد إنتهت اللجنة الدولية الحكومية المعنية بالتغير المناخي من صياغة تقرير بشأن تأثيرات التغير المناخي على الإنسان والأنظمة الطبيعية، خلال مؤتمر لمدة خمسة أيام في مدينة يوكوهاما اليابانية، وتوصلت إلى وسائل التكيف المحتملة التي يمكن اللجوء إليها لتقليص المخاطر.

وجاء في هذا التقرير المعنون ‘التغير المناخي لعام 2014: التداعيات وسبل التكيف ومكامن الضعف’ وهو الاكثر مدعاة للقلق منذ العام 2007 أن ‘احتمال حدوث تداعيات خطرة وواسعة النطاق ولا رجعة فيها يتزايد مع اشتداد الاحتباس الحراري’، من انعدام الامن الغذائي وشح المياه وهجرة سكانية كثيفة وخطر وقوع نزاعات.

ولفت التقرير إلى أن السكان الفقراء في بلدان الجنوب هم الأكثر تأثرا بالتغير المناخي. وأوضح أن ‘نسبة سكان العالم الذين سيعانون شحا في المياه وفيضانات كبيرة ستزداد في ظل اشتداد الإحتباس الحراري في القرن الحادي والعشرين’.
ومن المتوقع أن يؤدي اشتداد الظواهر المناخية القصوى إلى نزوح سكاني. وحذرت الهيئة من إرتفاع خطر وقوع نزاعات عنيفة نتيجة شح الموارد المائية والغذائية وتزايد موجات الهجرة.
وستزداد المشاكل الصحية الناجمة عن موجات الحر، شأنها في ذلك شأن الأمراض المرتبطة بسوء التغذية ونوعية المياه في المناطق الفقيرة.

وبحسب التقرير لن توفر هذه المشاكل من شرها أي منطقة في العالم. فسيكون الوصول إلى المياه مسألة مصيرية في افريقيا. وستزداد الفيضانات وموجات الحر في أوروبا، مع تداعياتها على البنى التحتية وقطاع الصحة.
وقد تؤدي الفيضانات وموجات الحر الشديد في آسيا إلى تنقل كثيف للسكان. وستتفاقم الظواهر المناخية القصوى في أميركا الشمالية (مثل موجات الحر الشديد والفيضانات الساحلية والحرائق). أما أميركا اللاتينية، فهي أيضا ستواجه مشاكل في مواردها المائية.

وسيؤثر الإحتباس الحراري خصوصا على المناطق القطبية والجزر، من خلال الذوبان المتسارع لجبال الجليد وإرتفاع مستوى مياه المحيطات.وأوضح التقرير ان المخاطر الناجمة عن التغير المناخي ‘مرتفعة إلى مرتفعة جدا’ إذا ارتفعت درجات الحرارة بواقع أكثر من 4 درجات مئوية فوق مستويات ما قبل الثورة الصناعية حيث يتجه العالم الآن . وأضاف انه في حال إرتفعت درجات الحرارة بين درجة إلى درجتين مئويتين، فان المخاطر ترتفع ‘بشكل متباين’.

وعرض واضعو التقرير مجموعة من التدابير للتكيف مع إرتفاع درجة حرارة الأرض، من قبيل حماية السواحل وتخزين المياه وإعتماد سبل جديدة للزراعة وأنظمة إنذار صحية.وهذا التقرير، الذي أعدته الهيئة الأممية الحائزة جائزة ‘نوبل’ للسلام، هو ثمرة عمل ضخم بذله العلماء لإستعراض 12 ألف دراسة في هذا المجال وتحضير التقرير العلمي الأكثر شمولية منذ تقرير العام 2007.

ومنذ ذلك التقريرعُقدت اجتماعات في كوبنهاغن وكانكون ودوربان، في مسعى للتوصل إلى إتفاق دولي ملزم قانونيا لمكافحة الاحترار. لكن هذه المساعي لم تتكلل بنجاح كبير.وقال فيسنت باروس، الرئيس المشارك لمجموعة عمل مسؤولة عن وضع التقرير ‘نحن نعيش في عصر من التغير المناخي من صنع الإنسان’.

وقال رئيس اللجنة راجيندرا باتشوري ‘سوف تطال تأثيرات التغير المناخي الجميع على سطح كوكبنا’.وقال باتشوري ‘أحد الأشياء التي توصلنا إليها هي أهمية خيارات التكيف والتخفيف لأنها الطريقة الوحيدة التي ربما نقلل بها من مخاطر التغير المناخي’.

وقال كريستوفر فيلد، الرئيس المشارك لمجموعة العمل، ان التكيف بدأ يحدث، ولكن بتركيز أكبر على التفاعل مع أحداث ماضية، منه على الإستعداد لمستقبل متغير. ولفت كريس فيلد إلى أن المشاكل المرتبطة بالاحترار ‘غير عصية على الحل. لكن المشكلة الحقيقية هي أننا لسنا طموحين وجريئين بما فيه الكفاية لحلها’.

‘ومن المقرر إصدار تقرير ثالث سوف يركز على التخفيف من التغير المناخي في نيسان/أبريل المقبل في برلين .
وتركز قمة تعقد في باريس عام 2015 على وضع معاهدة مناخ دولية جديدة لتحل محل ‘بروتوكول كيوتو’ الذي إنتهت المرحلة الاولى منه في 2012.