تحت عباءة المقاومة, وعلى مرأى النظر من الحدود مع إسرائيل, اجتمع حشد غفير من الشخصيات الفكرية والثقافية والفنية والشعرية, من خلال منبر ثقافي عاملي مميز, بل أحد أهم الصروح الثقافية في جنوب لبنان.
"لطالما كان الشعر في جبل عامل وكل جهد أدبي (..)، لطالما كان منبراً معبراً عن التزام أهل هذا الجبل وعلمائه وفقهائه ونخبه بقضايا الوطن وقضايا الأمة، أدبياً وثقافياً وسياسياً وجهادياً وعلى كل صعيد."
سماحة الأمين العام السيد حسن نصرالله
تحت عباءة المقاومة، وعلى مرأى النظر من الحدود مع "إسرائيل"، اجتمع حشد غفير من الشخصيات الفكرية والثقافية والفنية والشعرية، من خلال منبر ثقافي عاملي مميز، بل أحد أهم الصروح الثقافية في جنوب لبنان.
فاطمة شحادة / موقع المنار
هو منتدى جبل عامل للثقافة والأدب، الذي شيّد حديثاً على مساحة تتجاوز ثلاثة آلاف متر مربع. ويضم البناء أقساماً عدة أبرزها المسرح الذي أطلق عليه «مسرح الانتصار»، مع كامل تجهيزاته التقنية وغرفة تحكم بالصوت وهو يتسع لحوالي أربعمئة مقعد. فيما تضم الطبقة الثانية من المبنى: إدارة المنتدى، وديوان اللقاءات الأدبية، ومركز ثقافي خاص بالمرأة، و«تراس» علوي مكشوف على مساحة 250 م2. كما تحيط بالمركز مساحات خضراء بالاضافة الى موقف كبير للسيارات.
فكرة المنتدى انطلقت منذ حوالي ثلاث سنوات، والهدف هو "العمل على تنشيط الحراك الثقافي الأدبي العاملي والمساهمة في تطويره، والعمل على استقطاب وإبراز المواهب الإبداعية المختلفة والمساهمة في تطويرها."
وفي اتصال مع موقع قناة المنار، تحدث الأستاذ أحمد سمحات، أحد أعضاء الهيئة التأسيسية، أن الهدف من المنتدى هو "تفعيل التواصل بين النخب والمؤسسات الثقافية العاملية خصوصا واللبنانية عموما، إضافة إلى نشر ثقافة الصمود.." والمنتدى الذي شُيّد في بقعة جغرافية لها تاريخها، لا بد أن "يضيء على التراث والتاريخ العاملي في سائر المجالات الفكرية والثقافية".
ويشير سمحات إلى أن نشاطات المنتدى ستمتد على مدى أشهر السنة من خلال رزنامة ستبرمجها هيئة إدارية برئاسة الشيخ فضل مخدر، كما "سيتم إصدار نشرة دورية ومجلة ثقافية، وكتاب المنتدى السنوي لإبراز الحراك الثقافي العاملي.." وسيشكل هذا الصرح "حاضنة للمثقفين والأدباء والشعراء، من خلال مد أواصر التعاون مع المنتديات الثقافية العربية والعالمية."
اختيار بلدة عيناثا لم يكن عبثيا لما تحمله هذه البلدة "وأخواتها" من البلدات الواقعة على الحدود الجنوبية من رمزية في وجدان المقاومة. و"حاضرة جبل عامل"، بلدة عيناثا، التي أنتجت خلال عشرات السنين الماضية العديد من العلماء والأدباء والشعراء، فكانوا منبعا للثقافة والفكر الأصيل، وعملوا على نشر ثقافة المقاومة وزرعها في أرض أنبتت وأينعت ثمرا حصاده انتصارات هذا الزمان..
فهنيئا لوطن يتظلل تحت عباءة مقاومته، بالإضافة إلى البندقية، فكر ومنتديات، وأقلام وأشعار، ليغدوَ المجتمع بأسره مجتمعا مقاوما لا تقوى عليه حتى أعتى جيوش العالم..