24-11-2024 09:00 PM بتوقيت القدس المحتلة

صحفية مسيحية من لبنان: أقبل كفّ العباس وعند الحسين أشعر بولادة جديدة

صحفية مسيحية من لبنان: أقبل كفّ العباس وعند الحسين أشعر بولادة جديدة

وفي تلک الزیارة تغیرت حیاتي. إیمان المرء ونور الله یستطیع أن یهد جبال الالم والظلم. وبعد عودتي من تلک الزیارة تعلّمت أن أجعل زیارة السیدة زینب تقليدا

صحافية مسيحية من لبنان: أقبل کف العباس وأشعر بولادة جديدة عند الإمام الحسينسلّمت العتبة الحسينية المقدسة في مدينة كربلاء العراقية راية الامام الحسين (ع) الى الاعلامية اللبنانية المسيحية "غدي فرنسيس"، التي  قالت إبان تسليمها الراية إن "أهل البيت(ع) رسالة للإنسانية جمعاء وليسوا فقط لمذهب معين".

وأوضحت الاعلامية فرنسيس: "لا يمکن أن يصف المرء ما هو أکبر من وجوده وحياته. نحن في حضرة أهل بيت رسول الله. هنا مرقد إبن الإمام علي وأنا الآتية من النجف. الحسين عليه السلام هو رسالة أکبر من مذهب. رسالة الإنتصار بالدم على السيف. رسالة الفداء والموقف البطولي لأجل القضية والرب الواحد الاحد. والمسيحي الحقيقي من يفهم المسيح عيسى ابن مريم. ومريم إسم في سورة قرآنية نزلت بوحي على نبي الإسلام. من يفهم ربه يتابع کل سير أنبيائه. ومن يتابع کل السير، لا يمکن أن يصل إلا لولاية أهل البيت.

وإن تسألني کيف وصلت إلى هذا العشق وأنا اللبنانية المولودة في طرابلس في قضاء الکورة. سأستوقفک في محطة العام ٢٠٠٦. ففي ذلک العام خاضت مجموعة من الشبان في الجنوب اللبناني حرباً من ٣٣ يوماً، وأعطتني أن أرى وأشهد على حريق الدبابات الإسرائيلية وتراجع العدو الإسرائيلي الذي هو العدو الاوحد لنا جميعاً. نظرت عن کثب، فرأيت عقيدة يحملونها، استطاعت أن تسلّحهم بما هو أقوى من کل الأسلحة والنيران. تسلّحوا بالله وسموا نفسهم حزب الله ورموا قائلين "يا أبا عبدالله".

لکن الزيارات هي أمر بين الإنسان وربّه وخالقه. هي تأمل وسکون وسجود للخالق. هي دمعة استذکار للمظلوم المنتصر. هي دعاء لحماة الحق في أرضي. لقد اکتشفت قيمة الزيارة أولاً في زيارة السيدة رقية. الطفلة التي استشهدت حسرةً على رأس أبيها بعدما سبيت مع من بقي من عائلتها من کربلاء إلى الشام متن حراب الظلم والظالم والفتنة.
بعد فترة من زيارة السيدة رقية التي قصدتها لوحدي وبصمت، استدعاني سلطان مشهد، غريب طوس، الإمام علي ابن موسى الرضا عليهما السلام.

مرقد الامام الحسين عليه السلاموفي تلک الزيارة تغيرت حياتي. إيمان المرء ونور الله يستطيع أن يهد جبال الالم والظلم. وبعد عودتي من تلک الزيارة تعلّمت أن أجعل زيارة السيدة زينب ابنة علي، تقليداً دائماً في کل مشاويري المهنية إلى سوريا. فهي صحفية المشهد العاشورائي وحاملة الالم والصامدة القوية الصابرة البليغة وهي من وقفت بوجه الظالم متحدية جوره وحرابه، وهي من حمت الإمام زين العابدين بحضنها وعقلها ونثرت فکره وفکرها حول زوايا الشام. أشعر انها تحميني، وأشعر انها تقويني، وأشعر انها تقويهن کلهن في الزيارة، امهات الشهداء وزوجاتهم،وبناتهم، ولا يزال مذهب أهل البيت، يجيّش الأبطال ويرسلهم إلى الجنّة.

اليوم وفي الليالي الفاطمية، حيث يستذکر صبر الزهراء وفدائها، وتحت قمر بدر، أتعرف إلى أرض العراق المقدسة وأعبر من النجف الأشرف إلى مسجد الکوفة، أسجد في منزل أمير المؤمنين المتواضع لعظمة زهده وخلوده، وأقوم في مسجد السهلة أملاً بفرج حفيده. أنتقل في موکب الشمس إلى کربلاء، أقبل کف العباس الوفي، وأشعر بولادة جديدة وانتصار أزلي عند الإمام الحسين.

موقع "وطنيون"