23-11-2024 06:37 AM بتوقيت القدس المحتلة

الاتحاد الاوروبي يطلق عملية عسكرية في افريقيا الوسطى بقيادة فرنسا

الاتحاد الاوروبي يطلق عملية عسكرية في افريقيا الوسطى بقيادة فرنسا

اطلق الاتحاد الاوروبي عملية العسكرية في افريقيا الوسطى بعد اشهر امضاها في جمع القوات الضرورية، في حين تشهد البلاد عودة اعمال العنف.

اطلق الاتحاد الاوروبي عملية العسكرية في افريقيا الوسطى بعد اشهر امضاها في جمع القوات الضرورية، في حين تشهد البلاد عودة اعمال العنف.

وجاء في بيان ان المجلس الاوروبي "اطلق اليوم عملية عسكرية في جمهورية افريقيا الوسطى بهدف المساهمة في ايجاد بيئة آمنة في هذا البلد" الغارق في عمليات القتل الطائفية، واوضح المجلس الذي يمثل الدول الاعضاء ان "القوة ستضم حتى الف جندي بقيادة الجنرال الفرنسي فيليب بونتياس".

وهذه القوة الاوروبية مطلوبة بالحاح من قبل فرنسا التي ارسلت منذ الخامس من كانون الاول/ديسمبر حوالى الفي جندي الى افريقيا الوسطى لتعزيز القوة الافريقية الموجودة ميدانيا منذ وقت طويل وقوامها نحو ستة الاف رجل، لكن الانتشار الكامل لبعثة "يوفور - جمهورية افريقيا الوسطى" الهادفة الى احلال الامن في المطار وبعض الاحياء في بانغي سيتطلب عدة اسابيع، كما اعلن مصدر دبلوماسي.

وياتي هذا الاعلان عشية قمة مصغرة حول افريقيا الوسطى مع افتتاح القمة الرابعة للاتحاد الاوروبي - افريقيا الاربعاء في بروكسل.

وقالت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون ان "اطلاق هذه العملية يدل على ارادة الاتحاد الاوروبي للمشاركة بقوة في الجهود الدولية لاعادة الاستقرار والامن الى بانغي والى مجمل اراضي جمهورية افريقيا الوسطى".

واضافت اشتون ان هذه المهمة "تشكل عنصرا رئيسيا في مقاربتنا الشاملة الرامية الى حل المشاكل الهائلة التي تشهدها جمهورية افريقيا الوسطى"، في حين من "الاساسي احلال النظام العام في اسرع وقت لكي يكون ممكنا استئناف العملية الانتقالية السياسية".

واطلاق هذه المهمة التي تقررت في كانون الاول/ديسمبر، كان متوقعا في الاساس لشهر اذار/مارس، لكنه تاخر بسبب قلة حماسة الدول الاعضاء في الاتحاد الاوروبي في جمع العديد اللازم والوسائل اللوجستية الضرورية والمتواضعة نسبيا.

واصبحت الموافقة على العملية ممكنة بفضل مساهمات اللحظة الاخيرة التي اتت من ايطاليا التي قدمت اليات ونحو اربعين رجلا والمانيا وبريطانيا اللتين وضعتا في التصرف طائرات لنقل الجنود، بحسب مصدر اوروبي.

وعززت اسبانيا مع 90 رجلا والسويد مع طائرات نقل ايضا الدول السبع التي كانت وافقت منذ البداية على المشاركة في هذه العملية وهي فرنسا واستونيا ولاتفيا واسبانيا وبولندا والبرتغال وجورجيا.

وعلى خط مواز، اعلنت الرئيسة الانتقالية لافريقيا الوسطى كاثرين سامبا بانزا اثناء زيارة الى باريس قبل قمة بروكسل فتح تحقيقات على اثر مقتل ما لا يقل عن 24 شخصا السبت في بانغي بيد جنود تشاديين في ظروف غامضة.

وهذا الحادث هو الاكثر خطورة الذي تتورط فيه قوات اجنبية في افريقيا الوسطى منذ سقوط الرئيس فرنسوا بوزيزي الذي اطاح به في اذار/مارس 2013 تحالف سيليكا وغالبيته من المسلمين.

واعتبر الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند الثلاثاء ان الوضع الامني في افريقيا الوسطى "تدهور" وان المسلمين "مستهدفون مباشرة" في هذا البلد، وذلك في ختام لقاء في باريس مع الرئيسة الانتقالية لافريقيا الوسطى كاثرين سامبا بانزا.

وقال هولاند والى جانبه رئيسة افريقيا الوسطى في الاليزيه عشية قمة اوروبية مصغرة حول افريقيا الوسطى سيلتقيان خلالها مجددا في بروكسل، ان "الوضع في افريقيا الوسطى سجل تحسنا في بعض النقاط وتدهورا في نقاط اخرى".

واثناء مؤتمر صحافي في بروكسل بعد لقاء مع رئيس المجلس الاوروبي هيرمان فان رومبوي اعرب الامين العام للامم المتحدة بان كي مون عن "قلقه العميق حيال الوضع الخطير في هذا البلد وتداعيات المعارك والفظائع التي ترتكب ضد المدنيين".

ومنذ عام، تمر المستعمرة الفرنسية السابقة التي تعتبر بين الدول الاكثر فقرا في العالم والمعتادة على الانقلابات المتكررة وحركات التمرد في ازمة غير مسبوقة اوقعت الاف القتلى ومئات الاف النازحين.

وكانت تشكلت ميليشيات مسيحية (انتي بالاكا) مكونة من قرويين من غرب جمهورية افريقيا الوسطى ردا على تجاوزات السلطة حين كان يتولاها تمرد سيليكا ذي الغالبية المسلمة في 2013، وتهاجم هذه الميليشيات مواطنيها المسلمين الذين يفرون بكثافة من البلد الغارق في مجازر طائفية.

ودفعت عودة اعمال العنف بنحو 16 الف شخص على الفرار من منازلهم في بانغي منذ بداية الاسبوع الماضي، بحسب المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للامم المتحدة التي اعربت الثلاثاء عن استعدادها لاجلاء نحو 19 الف مواطن مسلم مضطهدين من ميليشيات مسيحية محلية، اكان داخل جمهورية افريقيا الوسطى او خارجها.

اما بالنسبة الى اطلاق النار السبت، فان ظروفه الدقيقة تبقى غامضة، وبحسب القوة الافريقية، فان الجنود التشاديين الذين دخلوا بانغي بمهمة مواكبة قافلة مدنيين مسلمين يريدون مغادرة المدينة ردت باطلاق النار بعد ان هوجمت بقنبلة يدوية، ونفى ممثلون لميليشيات انتي بالاكا هذه الرواية.

وعاد الجدل على المستوى الدولي مع تصريحات جديدة الثلاثاء للمفوضية العليا لحقوق الانسان والدبلوماسية الفرنسية، وقالت المتحدثة باسم المفوضية سيسيليا بويي "يبدو ان الجنود التشاديين اطلقوا النار دون تمييز على حشد من الناس".

ورات باريس على العكس ان المسؤولية تقع "في قسم كبير على الانتي بالاكا"، بحسب المتحدث باسم الخارجية الفرنسية رومان نادال الذي طلب "كشف ملابسات اعمال العنف هذه".