ما كشف من وثائق ( إدوارد سنودن) لم ينته فصولا حتى الان فعدد الوثائق التي تم الكشف عنها لم يتعد 300 صفحة من أصل 20 الف صفحة وربما 80 الف صفحة.
ما كشف من وثائق ( إدوارد سنودن) لم ينته فصولا حتى الان فعدد الوثائق التي تم الكشف عنها لم يتعد 300 صفحة من أصل 20 الف صفحة وربما 80 الف صفحة، هي أصل الملف المعروف حسب ما تقول صحيفة (لوكانارد أنشينيه) الفرنسية القريبة من دوائر الاستخبارات الفرنسية .
وكشفت الأسبوعية الفرنسية عن معلومات جديدة ظهرت في هذا الملف تفيد ان خبراء وكالة الامن الوطني الامريكي اخترقوا شبكة المعلوماتية الخاصة بشركة (اورانج) الفرنسية ويقومون منذ سنوات بتسجيل كل المكالمات الهاتفية وحركة الانترنت التي تمر على شبكة هذه الشركة في أوروبا والشرق الاوسط.
وكشفت الصحيفة الفرنسية أن شركة (اورانج) تدير الكابل الدولي الذي يربط مدينة مرسيليا الفرنسية على البحر المتوسط بمنطقة الشرق الاوسط ومنطقة شرق وجنوب آسيا وتقول الصحيفة أن المخابرات الفرنسية حصلت من شركة (أورانج) على حرية الوصول والتصرف بجميع المكالمات الهاتفية وكل حركة الانترنت التي تمر عبر هذا الكابل.
من هذه المعلومة الجديدة التي تكشفها جريدة (لوكانارد أنشينيه) يمكن لنا ان نعرف ببساطة ان اتصالات اللبنانيين الهاتفية وعبر الانترنت تقع تحت مراقبة أجهزة المخابرات الاجنبية خصوصا الأمريكية والفرنسية . ومن المعروف ان هذا الكابل البحري يمر عبره كل الاتصالات الدولية اللبنانية وحركة الانترنت من والى لبنان كما أن الاتصالات الداخلية اللبنانية تعمل على بنية تحتية تقنية من انتاج فرنسي بعقود صيانة مع شركات تابعة لشركة اورانج وبالتالي فإن اجهزة الاتصال هذه تخضع لنفس المعايير الاستخبارية التي يخضع لها كابل مرسيليا البحري، لناحية حصول اجهزة المخابرات الفرنسية والامريكية على كل حركة الاتصالات اللبنانية .
وتقوم المخابرات الامريكية والفرنسية بمراقبة كافة الاتصالات اللبنانية والتعرف على مواقف السياسين اللبنانيين والشخصيات اللبنانية من استحقاقات داخلية لبنانية واستحقاقات اقليمية، كما ان هذا التحكم بالاتصالات يستخدم في الضغط على الكثير من المسؤولين ورجال الاعمال اللبنانيين خصوصا في القطاع المصرفي اللبناني الذي تتحكم هذه المخابرات باتصالاته كاملة وتعرف مصادر الاموال التي تأتي الى هذا القطاع وتخرج منه من دول الجوار العربي .
وتقول مصادر في باريس ان حركة نقل اموال سورية معارضة رصدت باتجاه مصارف لبنانية ومصارف غربية عبر شبكة الانترنت استغلتها الادارة الفرنسية في الضغط على بعض المعارضين السوريين للقبول برئاسة برهان غليون للمجلس الوطني السوري مرتين متتاليتين، كما تم استغلال المعلومات المتوفرة في الضغط على معارضين للقبول بإنشاء الائتلاف السوري المعارض من رحم المجلس في شتاء العام 2012 في العاصمة القطرية الدوحة.
نعود الى الصحيفة الفرنسية التي تقول ان المخابرات الامريكية تعرف بدقة كل حسابات قيادات القاعدة وداعش على شبكة تويتر خصوصا الذين يقاتلون في سوريا وبالتالي فهي تخترقهم ومن خلال استعمالهم للنت تعرف بشكل دقيق اماكن تواجدهم وتعرف تحركاتهم المسبقة.
أما المؤسسة الامريكية التي تتحكم بهذه الشبكة فهي تسمى (وكالة الامن الوطني) وهي تعد حوالي 3300 موظف بميزانية في العام 2013 تفوق 10 مليارات دولار، موزعة 5 مليارد دولار للتجهيز والاستخدام والصيانة التقنية ، 1500 مليون دولار لتحليل المعلومات، والباقي لتمويل عمليات ومشاريع وبرامج مشتركة مع وكالة الاستخبارات الامريكية (سي آي إيه). وتعتمد وكالة الامن الوطني على محطات اعتراض تقنية للاتصالات منتشرة حول العالم ومنها محطة اتصالات في قبرص لمراقبة لبنان وسوريا ومحطة في فلسطين المحتلة، فضلا عن محطات اعتراض للاتصالات على متن السفن الحربية الامريكية التي تجوب في بحار المنطقة وعبر القواعد العسكرية الامريكية في الخليج وتركيا.
موقع المنار غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه