أطلقت فرقة 107 الفنية صرخة مدوية علت أصداؤها مسرح كلية الفنون في الجامعة اللبنانية. ما بقى بدها، مسرحية تبدأ بحلم وتنتهي بحلم آخر.. حلم العودة إلى فلسطين، وحلم وقوف كل الدول العربية بوجه المحتل...
"مهما ليل الظالم طال، وانفقد معدن الرجال .. رح تبقى تنبت أبطال، تتنور درب الأجيال
يا جيراني نحنا أدّا.. يلا عالغاصب نتحدى.. ونصرخ بوجه اللي تعدى.. ما بقى بدها!"
أطلقت فرقة 107 الفنية صرخة مدوية علت أصداؤها مسرح كلية الفنون في الجامعة اللبنانية. ما بقى بدها، مسرحية تبدأ بحلم وتنتهي بحلم آخر.. حلم العودة إلى فلسطين، وحلم وقوف كل الدول العربية بوجه المحتل. ورغم الأسلوب الكوميدي في المسرحية، إلا أنها فتحت جرحا في قلب كل من حضرها، والرسالة واضحة: ما بقى بدها!
فاطمة شحادة / موقع المنار
بحضور عدد من المخرجين والفنانين وحشد كبير من طلاب الجامعة اللبنانية وأساتذتها, قدمت فرقة الـ 107 الفنية عرضا مسرحيا بعنوان "ما بقى بدها". تجري أحداث المسرحية على "سطح بناية"، أبطالها 8 شخصيات، كل أدى دوره بإتقان وأوصل الرسالة التي يريدها..
الشخصية المحورية هو لؤي، الإنسان الذي إحتُل بيته فاتخذ من سطح المبنى بيتا له، وجيرانه (عبد الغني الكحتي، الخواجة عدنان ضاهر، ودمَج) لا يجرؤون على مساعدته في إسترداد منزله خوفاً من تزعزع علاقتهم بالجار الغاصب (يعقوب الداوودي). اجتمع الجيران عند لؤي للإحتفال بعيد ميلاد الببغاء الذي يملكه أحدهم، متناسين حالة لؤي القابع على السطح، ومع ذلك فالببغاء لم يحضر لأنه تم إختطافه.. وفجأة، تطل الصحافية "ميديا" من قناة "أكاذيب" الإخبارية لنقل حدث إختطاف الببغاء من دون الاكتراث لحالة لؤي أيضاً.. تتسارع الأحداث في قالب كوميدي وموضوعي، وتنتهي أحداث المسرحية بصرخة أطلقها شباب جامعييون "ما بقى بدها"!
لماذا فلسطين؟
في حديث خاص لموقع المنار مع أسرة 107 الفنية، أكد كاتب المسرحية الشاب، حسن قطيش، وهو أحد الممثلين في المسرحية بدور زكور الناطور، أن "طرح قضية فلسطين كانت من أولوياتنا منذ انطلاقة الفرقة، والهدف هو إعادة فلسطين إلى نفوس الشباب، وأن ننتبه للقضية الأساس، فقد انشغلت كل أمة بمشاكلها وغرقت في مشروع كبير هدفه حرف البوصلة وجعل فلسطين طي النسيان.. خاصة عند الأجيال الصاعدة"
وأشار قطيش أنهم حاولوا أن يكونوا موضوعيين في طرح القضية "من دون السعي لإرضاء أي طرف.. قمنا بنقل الواقع كما هو!"
من جهته، أكد المخرج الشاب زين العابدين السباعي، أن القصة التي طرحوها إنما هي من الواقع وحقيقية، "حاولنا جمع ما يحصل في الوطن العربي، سلطنا الضوء على الأمور كما هي، كيف يتم استغلال الشعوب العربية، وكيف يتم تعامل الدول المجاورة مع القضية.. والإعلام أيضا كيف يتعامل معها.. كل هذه الأمور والأحداث جمعناها في عملنا.. فكان عملا ترميزيا بامتياز.. كل شخصية في المسرحية ترمز لدولة عربية ما، أو ربما أكثر من دولة، وربما تدل على شخص.. وقد يشعر المشاهد أنه هو المقصود.."
أما حسين محي الدين (الخواجة عياش الضاهر)، فقال: "إن فلسطين هي البوصلة، هي مهد الحضارات وقبلة الأديان، يجب أن تبقى الأنظار موجهة إليها.." وعن دوره يقول: "لعبت دور الخواجة عياش، وكان رمزا للأنظمة العربية التي تعيش على أمجادها ولا تتذكر إلا حرب ال 67، تحاول أن تعيش جو انتصارات لكنها كلها من الخيال.."
فرقة ال 107 الفنية
"مية و سبعة " فرقة مسرحية تأسست عام 2008، وكان مكان انطلاقتها هو سبب تسيمتها ، إذ أن الغرقة 107 الصغيرة الموجودة في الطابق الأول لمبنى "كلية الإعلام و التوثيق الفرع الأول" كانت منطلق أعمال هذه المجموعة من الطلاب الموهوبين.
تتناول فرقة 107 في أعمالها المسرحية قضايا إجتماعية بأسلوب كوميدي متّزن، والإتزان في الكوميديا هو تقديم عمل مضحك له رسالة إجتماعية مع الحفاظ على المعايير الأخلاقية القائمة، بشكل تقبله كل فئات المجتمع وتتأثر به بشكل إيجابي.
أعمال الفرقة المسرحية : "إيد بإيد" 2009 (إلغاء الطائفية) - "حلم ولا حقيقة" 2010 ( الصداقة و أهمية الوحدة) - "خطوط مقطوعة" 2012 (التفكك الأسري)، "مش راكبة" 2013 (الوضع اللبناني)، شاركت الفرقة في العديد من الأفلام القصيرة والإعلانات، وورش في العمل المسرحي.