لم يُشكل الداعية السعودية محمد العريفي ولا نظيره السوري عدنان العرعور حالة شاذة في اوساط دعاة "الجهاد" في سورية، يوماً بعد يوم تتكشف الأخبار عن حالات شبيهة
لم يُشكل الداعية السعودية محمد العريفي ولا نظيره السوري عدنان العرعور حالة شاذة في اوساط دعاة "الجهاد" في سورية، يوماً بعد يوم تتكشف الأخبار عن حالات شبيهة حتماً لن يكون آخرها النائب الكويتي السابق مبارك العلوان.
الكويتي الذي وقف في 1 آذار/ مارس 2012، يلقي مداخلة في مجلس الأمة الكويتي داعياً حكومة بلده للمبادرة بأي فعل ضد سورية، واصفاً الرئيس السوري بـ "هولاكو العصر"، ومتهماً الجيش السوري بقطع الرؤوس! وقف يومها ممزقاً للدستور السوري قبل أن يدوسه أمام الكاميرات، قائلاً "الكثير منهم (السوريين) في الأردن وتركيا وغيرهما فلنمدهم بالسلاح".
غرر كلام الوعلان بالكثيرين الذي علقوا على مواقفه بالثناء، معتبرين أن النائب الكويتي السابق يمثل نموذجاً للرجال والأحرار. فكيف ترجم هذا "الحر" مواقفه؟
تنقل صحيفة "الراي" الكويتية، اليوم السبت، أن الغيور على الشعب السوري مبارك الوعلان الذي نعت الحكومة السورية ورئيسها بأبشع الصفات، تواصل مع وزارة الخارجية الكويتية مطالباً اياها بضرورة التحرك لمنع ولده من "الجهاد" في سورية.
وذكرت الصحيفة الكويتية أن "مبارك الوعلان اتصل قبل يومين بوكيل وزارة الخارجية خالد الجار الله، وابلغ اليه ان ولده محمد الذي يدرس في العاصمة الاردنية عمان سافر الى اسطنبول بغرض دخول سورية لـ«الجهاد» هناك مع احد الفصائل المقاتلة".
وأضافت أن الوعلان طلب من الجار الله "الإيعاز لأعضاء القنصلية الكويتية في اسطنبول لاتخاذ أي اجراء ممكن مع السلطات التركية لمنع ابنه محمد من عبور الحدود وإقناعه بالعودة الى الكويت"، وهذا بالفعل ما حدث.
النائب الذي دعا باندفاع لهبة ضد الحكومة السورية ولتسليح "الكثير" من السوريين المتواجدين في الأردن وتركيا، استكثر على "الأشقاء" و"الاخوان" في سورية أن يقدم نجله على مذبح "حرية سورية".
لماذا يبخل دعاة "الجهاد" على سورية بدمائهم ودماء أبنائهم؟ وهل المطلوب أن تُحرق بلاد الشام بدماء أهلها ليحصد الغير؟
موقف الوعلان يذّكر بالمفاجأة التي فجرها الاعلام السعودي عندما خرج الاعلامي داوود الشريان، المقرب من وزارة الداخلية، ليهاجم مشاركة سعوديين في القتال في سورية. ثلاث سنوات شحذ فيها الاعلام السعودي الهمم مطلقاً "دعوات الجهاد" من خلال فتح الهواء أمام من وصفهم الشريان نفسه بمشايخ الفتنة. موقف العريان جاء بعدما غررت دعوات الجهاد بأبناء بعض المسؤولين في السلطة، فكان لابد من تحول بعد تحسس الخطر.
الشريان وصف دعوات "الجهاد" بأنها "كذبة" داعياً عدنان العرعور وغيره من "دعاة الجهاد" لإرسال ابنائهم.
كلام أيدته تغريدات لضاحي الخلفان الذي اختار أن يصوب على السعودي محمد العريفي، قائلاً: "اذا كان الشيخ العريفي بيجاهد الطيارة الخاصة على حسابي الشخصي مدفوعة الأجر"!