26-11-2024 04:42 PM بتوقيت القدس المحتلة

بوردة اللون والوجدان كان تكريم أمهات شهداء التفجيرات الإرهابية

بوردة اللون والوجدان  كان تكريم أمهات شهداء التفجيرات الإرهابية

الإرهاب أرادها دمارا وتخريبا وموتا والفنانون في لبنان أرادوها حضارة ووحدة لبنانية في مواجهة الموت العبثي.

 

 

الإرهاب أرادها دمارا وتخريبا وموتا والفنانون في لبنان أرادوها حضارة ووحدة لبنانية في مواجهة الموت العبثي.

أكثر من 55 فنانا وفنانة من كل لبنان اجتمعوا صباح أمس الأحد  في المرسم الفني التعبيري مقابل الصرح الثقافي للمستشارية الثقافية للجمهورية الإسلامية الإيرانية - بئر حسن،في تظاهرة فنية تكريما لأمهات الشهداء الذي قضوا في التفجيرات الإرهابية.

منّسق النشاط فؤاد شهاب قال لنا " بدعوة من ملتقى (من أجل الفن) ورعاية بلدية الغبيري اردنا  أن نكرم الأمهات بطريقتنا الفنية ،وهذه التظاهرة التي يشارك فيها هذا العدد الكبير من الفنانين يقدمون اليوم صورة الوطن المليء بالمحبة والعاطفة والتضامن،ونحن نقول اليوم بريشتنا ان الحياة طبيعية وسنستمر بالإصرار على الحياة بفرح".


لوحة أحلام عباس كانت "أجمل الأمهات" أم تنبض بالصبر والرضا والدعاء وهي أم الشهيد في كل مكان وزمان، تحية منها بصوت اللون والخط ،أحلام قالت "لوحتي رسمتها بأسلوب فطري وفيها دلالات أن الشهيد لا يموت وتبقى روحه معنا ذكريات وصورا".

أما سيلفي علم فرأت أن موضوع النشاط وجداني ويهم كل إنسان في الوقت الحاضر، الأمهات يضحين كثيرا في سبيل الأولاد ومن الموجع أن يقدمن فلذات أكبادهن في تفجيرات عبثية .

ولوحتها ترمز إلى الأم التي قدمت شهيدا وهي مقسومة إلى قسمين بشكل  عامودي ويبدو الفارق في ملامحها ما قبل وما بعد خسارتها .

الفنان القادم من سورية رضوان باقي رسم بالأبيض والأسود ،الأسود الحزين ولكن يوجد فيه أمل والأبيض لون عطاء الشهداء .

رضوان يعتبر انه يقاوم بريشته ولوحته تحية إلى كل من يدافع عن أرضه .

جنان موسى رسمت قلب الأم التي عاشت تجربة مؤلمة وأصبحت "أم الشهيد" ورغم كل شيء تبقى متفائلة بالحياة .

مريم غانم رسمت وجوها لأمهات الشهداء وكانت العيون في اللوحات مغلقة لأنها لا تريد ان ترى الواقع القاسي .

زينب ضيا ارادت أن تجسد الأمل في لوحتها والإستمرارية من خلال فكرة ان الشهيد يغادر ولكنه يترك لنا أبناء .

ليليان مخلوف رسمت اليد الآمنة التي عكست من خلالها أن يد الأم  هي رمز الحنان وأرادت أن تطلق صرخة وهي "الأمهات يريدون أن يربوا أطفالهم بعيدا عن هذا الإجرام والقتل ". 

 دارين جابر رسمت "صرخة أم" مستعملة الكولاج بالإضافة إلى الأكريليك وأخرجت الورد والطبيعة من الصرخة .

أما فاديا الخطيب فعكست موضوع التفاؤل والأمل ورسمت الأم التي تحمل صورة الولد وخلفها الكنيسة والجامع في دلالة على الوحدة وهي تقول إنه رغم المعاناة لا بد ان يكون هناك ضوء .

صفاء الصغير عبّرت في لوحتها "عناق" عن العاطفة بين الأم وإبنتها . 

ملكة عازار بكت اللوحة بين يديها دماً بدل الدموع ..وهي عيون أم الشهيد التي جفّت دموعها .

أحمد عبد الله لوحته كانت بعنوان دمعتين ووردة وعبر بألوانه عن الحب وعاطفة الأمومة وصبرها .

نسرين قاسم رسمت قافلة من الأمهات اللواتي يعطرن الحياة بشهادة أولادهن .

بدورها كريستيل وهبي أرادت ان تقول في لوحتها أن الذي يقوم بهذا الإجرام لا يعرف إنه مخطئ وهو تعوّد على ذلك .
رولا شقير والتي شاركت بنشاط "جسر اللون" بتفخيخ السيارة بالورد أرادت أن ترسم باللون هذه المرّة ورسمت السماء الزرقاء وورود شقائق النعمان والتوليب والدماء التي تنبت نصرا جديدا .

زهراء مرعي قامت بإعداد عملا من مادة الفليّن وكتبت عليه " اماه يا ريحانة الجنة" وهي اعتبرت ان المجرمين يعطون الأمهات اللون الأسود اما نحن نهديهن الألوان والفرح والأمل.

منى نور الدين تقول إن في ظلّ هذه الأوضاع أردنا ان نعبر ان وجعنا واحد ونحن يد واحدة وعنوان لوحتي "تآخي" .

اما لوحة رباب أمين فشجرة مغروسة في الأرض في نفس الوقت هي الشمعة المتفانية والجذور هي شعب المرجان ونقشة بذة الجيش اللبناني والأوراق هي الشهداء .

باسكال مسعود رسمت الطفل الذي يبحث عن الأمان، والأمل هو الضوء  في الظلام يراه قريبا ويسعى ويحاول أن يلمسه ولكنه لا يقدر .

جنان سليم رسمت شجرة يابسة ولكنها "حامل" بموسم جديد .

ماريا نصر الله رسمت أما تحمل السلاح وتصوبه باتجاه العدو ،مشيرة إلى ان ثقافتنا هي ثقافة مقاومة .

النحات عبد الرحمن محمد كان يجول حول الخشب المشظى ولكنه لا زال شامخا وهو يرمز إلى أم الشهيد التي المّ بها الأسى والأوجاع ولكنها لا زالت شامخة .

رئيس بلدية الغبيري الحاج محمد سعيد الخنسا وبعد ان قام بجولة على النشاط قال في تصريح لنا "أرادوها دمارا وتخريبا وموتا وأردناها حضارة ووحدة لبنانية في مواجهة الإرهابيين التكفيريين ".

وأضاف "التفجير حصل في مركز ثقافي وقرب دار أيتام أي ما بين الفكر والعاطفة وكذلك الفنان رأيناه اليوم هنا لانه يجول بين الفكر والعاطفة ".

وتابع" كل فنان يعبر اليوم عن فكره وقضيته بتعبير إنساني صادق، من كل الطوائف يشاركون والشهداء الذين سقطوا هنا أيضا كانوا من كل الطوائف وفي هذا رسالة فنية مدوية أن هناك اجماعا من اللبنانيين في وجه الأرهاب".

إبن الشهيد عباس حمود اعتبر ان النشاط واسى آهالي الشهداء وأضاف" نحن موجودون اليوم من أجل ان نقول اننا ضد الأرهاب الأعمى الظلامي".

وحملت جدة الشهيدة ملاك زهوي صورة حفيدتها وإلى جانبها جميلة حجازي التي حملت بدورها صورة شقيقتها الشهيدة إيمان حجازي .

وفي ختام النشاط تناول المشاركون مع ذوي الشهادء الغداء في مطعم الفانتزي ورلد على طريق المطار .

تصوير : محمد الطقش