قتل الراهب اليسوعي الهولندي فرانز فان در لوغت برصاص مسلح امام منزله في احد الاحياء التي تتواجد فيها الجماعات المسلحة في مدينة حمص وسط سوريا.
استشهد الراهب اليسوعي الهولندي فرانز فان در لوغت، اثر إطلاق مسلحين النار عليه أمام منزله في احد الاحياء التي تتواجد فيها الجماعات المسلحة في مدينة حمص وسط سوريا.
وكالة الانباء السورية قالت إن "مجموعة إرهابية مسلحة اغتالت الأب فرانس فاندر لوخت بحي بستان الديوان بمدينة حمص القديمة"، ونقلت عن مصدر في المحافظة "أن إرهابيين أطلقوا النار فجر اليوم على الأب فرانس في دير الآباء اليسوعيين في الحي المذكور ما أدى إلى استشهاده على الفور".
الفاتيكان وفي بيان له أسف لاغتيال الأب فرانس فاندر لوخت "على يد المجموعات الإرهابية المسلحة في حمص واصفا إياه بـ"رجل السلام"، ونقلت وكالة آكي الإيطالية للأنباء عن المتحدث باسم الفاتيكان "الاب فيديريكو لومباردي" قوله "هكذا مات رجل السلام الذي أراد بشجاعة كبيرة أن يبقى وفياً للشعب السوري الذي أعطاه منذ فترة طويلة حياته ومساعدته الروحية".
وعبر لومباردي عن فخر الفاتيكان بالأب فرانس الذي "كان قريبا من المتألمين في إطار شهادة الحب ليسوع حتى النهاية".
ومن جانبها أكدت الرهبانية اليسوعية في الشرق الأوسط استشهاد الأب فاندر لوخت "أمام دار الآباء اليسوعيين في حمص".
وقال الرئيس الاقليمي للرهبنة اليسوعية في الشرق الأوسط والمغرب العربي الأب أليكس باسيلي في بيان، "بلغنا من قبل إخوتنا في المنطقة أن الأب فرانس فاندر لوخت اختطف من قبل رجال مسلحين انهالوا عليه بالضرب ثم أردوه قتيلاً برصاصتين في الرأس أمام مقر إقامة الآباء اليسوعيين في حمص فليتقبله الرب ويدعم اخواننا في الرهبنة".
وعاش الأب فاندر لوخت في سورية منذ عام 1966 بعد فترة وجيزة أمضاها في لبنان يدرس العربية، وهو معروف جدا في حمص ويتمتع بشعبية كبيرة بين السكان من كل الطوائف.
وقد كان أيضاً طبيباً نفسياً وشارك بشكل فاعل في الحوار بين الأديان، وأطلق في حمص في ثمانينيات القرن الماضي مشروع "الأرض" وهو مركز روحي أنشئ خارج المدينة يضم نحو 40 طفلاً معاقا عقلياً من القرى المجاورة.
ورفض الأب فان در لوغت مغادرة الدير الذي يقيم فيه في حمص، وقال في مقابلة مع وكالة فرانس برس في 4 شباط/فبراير عبر سكايب "انا رئيس هذا الدير، كيف اتركه، كيف اترك المسيحيين هذا من المستحيل"، وكان عدد المسيحيين داخل حمص في حينه لا يتجاوز الـ 65، وقد خرج عدد منهم خلال الاسابيع الاخيرة.
وقال أيضاً بلغة عربية سليمة "ثمة ايضا سبب مهم جدا بالنسبة الي، انا حصلت على الكثير من الشعب السوري، من خيرهم وازدهارهم، اذا الشعب السوري يتألم حاليا، احب ان اشاركهم ألمهم ومشاكلهم".
ووصف وزير الخارجية الهولندي الاغتيال بـ "الجبان"، وقال فرانز تيمرمانز على صفحته على موقع "فيسبوك"، "الرجل الذي لم يقدم الا الامور الجيدة لحمص، والذي اصبح سوريا بين السوريين، والذي رفض الرحيل حتى عندما اصبحت حياته في خطر، اغتيل بطريقة جبانة".
واعربت واشنطن عن "حزنها" لخبر الاغتيال، ونددت المتحدثة باسم الخارجية الاميركية جنيفر بساكي بـ "هذا الهجوم العنيف وكل الهجمات التي تستهدف المدنيين الابرياء والاقليات"، مشيدة بـ "جهود الراهب اليسوعي للتخفيف من المعاناة الهائلة في مدينة" حمص.