22-11-2024 12:40 PM بتوقيت القدس المحتلة

ماذا تروي مجموعة من الدفاع الشعبي عن ملحمة مقاتليها العشرة أثناء هجوم الغوطة

ماذا تروي مجموعة من الدفاع الشعبي عن ملحمة مقاتليها العشرة  أثناء هجوم الغوطة

ما زال الهجوم الكبير الذي شنته مجاميع كبيرة من مسلحي المعارضات السورية في الغوطة الشرقية في تشرين الثاني الماضي يحمل قصصا عن حجم الهجوم الكبير والمباغت وملامح التصدي

ماذا تروي مجموعة من الدفاع الشعبي عن ملحمة مقاتليها العشرة  أثناء هجوم الغوطة الكبير في تشرين الثاني الماضي؟


ما زال الهجوم الكبير الذي شنته مجاميع كبيرة من مسلحي المعارضات السورية في الغوطة الشرقية  في تشرين الثاني الماضي يحمل قصصا عن حجم الهجوم الكبير والمباغت وملامح التصدي لهذا الهجوم عبر قلة من الرجال كانوا في ارض المعركة لحظة الهجوم، وساهمت تضحياتهم وصمودهم حتى آخر شهيد في تأخير الهجوم الضخم والمنظم  الذي شنه آلاف المقاتلين صبيحة يوم الاربعاء الواقع في 27 تشرين الثاني عام 2013 ، حتى تمكنت قوات دعم من الجيش السوري وحلفائه من الوصول الى العتيبة التي  فيها تم ايقاف الهجوم ومنها بدأ الهجوم المعاكس الذي استعاد كل قرى الغوطة الشرقية التي سقطت بيد المسلحين حينها.

في تقريرنا هذا نروي قصة عشرة رجال من قوات الدفاع الشعبي السوري  شكلوا  القوة التي اخرت هجوم آلاف المسلحين حتى تمكن الجيش وحلفاؤه من حشد قوات في العتيبة، ولولا صمود هذه القلة من الرجال وتأخيرهم زحف الهجوم ثلاث ساعات  لكان آلاف المسلحين وصلوا الى اسوار مطار دمشق الدولي قبل ان تصل قوات الدعم الى منطقة مستوصف العتيبة تحديدا وتصدهم عند هذا المحور.

في إحدى قرى الغوطة الشرقية لدمشق التقينا  مجموعة من قوات الدفاع الوطني جميعهم من السوريين،  روى لنا المقاتلون اخبار الحرب التي تعصف بسوريا منذ ثلاث سنوات ، خصوصا اخبار الحرب في الريف الدمشقي التي خاضوها في جوبر، في السيدة زينب، في السبينة، في حجيرة، في العتيبة، المليحة، داريا، المعضمية، دوما، في كل منطقة شهدت معارك خلال الحرب في سوريا وعليها ، يتحدثون عن كل مراحل الحرب التي خاضوها بسرعة وينتقلون بسرعة أكبر   الى الحديث عن   هجوم الغوطة الشرقية في تشرين الثاني عام  2013 الذي يفردون له اوقاتا طويلة في السرد والنقاش وبالملاحظات، ونحن هنا ننشر قصة مجموعة العشرة كما رواها لنا رفاقهم في السلاح مزودين بشريط وثائقي مصور عن المعركة  وعن  مجموعة العشرة الشهداء حصلنا عليه من المقاتلين، وهذا الوثائقي  انتج خصيصا لتخليد ذكرى رفاقهم العشرة الذين أفشلوا محاولات آلاف المسلحين الوصول الى مطار دمشق الدولي. ونشير ايضا اننا سوف ننشر بعض الصور من التقرير وليس كله.

صبيحة يوم الاربعاء الواقع في 27 تشرين الثاني عام 2013 قام عدة آلاف من المسلحين التكفيريين بهجوم منظم على مواقع الجيش السوري والدفاع الوطني والحلفاء في منطقة الغوطة الشرقية لدمشق بقصد فك الحصار عن  مجاميع المسلحين في  الغوطة والوصول الى مطار دمشق الدولي ، وتختلف الروايات حول كيفية وصول هذا العدد الكبير من المسلحين الى مواقع الجيش وقوات الدفاع دون أن يشعر بها احد مستفيدة من عامل المفاجأة فبينما يقول البعض ان أحد الرجال اللبنانيين  كشف عملية التسلل أثناء نوبة حراسة  ورمى عليها فاتحا المعركة  يروي البعض الاخر قصصا مغايرة لكيفية اكتشاف التسلل الكبير عند فجر يوم الاربعاء، غير أن المؤكد ان هذا الهجوم تم بدون اي تواصل لاسلكي بين مجموعات المسلحين التكفيريين، كما انه اصبح من المؤكد حسب مسؤول عسكري في الدفاع الوطني شارك بالمعركة ان سيارتي تشويش لاسلكي شاركتا في الهجوم وبعكس ما هو شائع  لم تتعطل أجهزة الاتصال جميعها  بل تعطل  بعض الاجهزة بينما بقيت اجهزة أخرى تعمل بشكل عادي  ونتحفظ عن شرح الاسباب بناء على طلب مجموعة الدفاع الوطني.

يروي لنا المقاتلون انه في  يوم الاربعاء توجهت مجموعة من الدفاع الوطني من احد مناطق دمشق  الى أرض المعركة في منطقة العتيبة في عملية تبديل روتيني مع مجموعة كانت قد سبقتهم بعدة أيام الى هناك، حيث كانت تدور معركة قوية مع آلاف المسلحين الذين بدأوا الهجوم الواسع عند ساعات الفجر الأولى وكانت تتصدى لهم مجموعات صغيرة وقليلة العدد من الجيش السوري وقوات الدفاع الشعبي والحلفاء ، وحسب مسؤول في الدفاع الشعبي كانت مجاميع المسلحين على علم بعدم وجود أعداد كافية من المقاتلين لحماية المنطقة، ويبدو ان ذلك تم عبر رصد قامت به الاقمار الصناعية ومخبرون على الارض.

بدأ المقاتلون القليلو العدد في المنطقة  عملية تبديل في  مواقعهم عبر حركة سريعة لمواجهة  الكم الكبير الزاحف من الارهابيين تحت غطاء ناري كثيف. ويروي أحد المقاتلين ان خطة سريعة وضعت على عجل لوقف الهجوم وتطلب الامر ان يتوجه عدد من مقاتلي الحلفاء الى ارض منطقة العتيبة لوقف الهجوم الكبير ، وكانت  حماوة المعركة تفرض ان يتم انتقال الحلفاء تحت تغطية نارية كثيفة  حتى يصلوا الى العتيبة لرص الصفوف ووقف اندفاعة المسلحين التكفيريين. وكانت التغطية النارية مطلوبة من ناحية الميمنة حيث كان هجوم التكفيريين يأتي  من اليسار ومن الوسط في ذلك المحور اي من قلب الغوطة ومن خارجها في آن معاً.

في ذلك الوقت وصلت مجموعة الشهداء العشرة الى ارض المعركة وتلقت الامر من قائد السرية بالتمركز السريع  في الموقع 1023 على ميمنة الرفاق المشتبكين مع آلاف الإرهابيين، يقول مسؤول في الدفاع الوطني، مضيفا أنه بالسرعة المطلوبة تمركزت المجموعة التي كانت مذخرة بشكل ممتاز  في ثلاثة مواقع وبدأت بإطلاق  نار كثيف من محور اول على الصفوف الأولى للإرهابيين ومن محور ثان على الصفوف الثانية ، ومن محور ثالث على صفوف الإرهابيين الخلفية، وقد اربك هذا الامر مجاميع الارهابيين المتقدمة وجعلها ترتد الى الوراء ظنا منها  بأنها وقعت في فخ عملية التفاف عليها من كل الجهات  فدبت الفوضى في صفوفهم وارتبكوا وأخذوا يدوسون على قتلاهم في عملية التراجع هذه،  هذا الوضع ترك فرصة كبيرة  لمجموعات  الحلفاء  عبر اليسار والوسط للتقدم السريع والآمن  الى العتيبة  والتمركز  ووصول التعزيزات والتموضع في مواقع جديدة في المحاور الاساسية للهجوم الارهابي لفك الحصار عنهم والمتابعة بطريق واحدة نحو مطار دمشق الدولي.

هناك عند موقع العشرة وبعدما فشل الارهابيون في الميسرة توجهوا بالمئات الى الموقع الصامد الذي كان يتمركز فيه المقاتلون  العشرة ودارت معركة عنيفة حيث أصبح هذا الموقع هاما واستراتيجيا ، وتلقت المجموعة الصامدة امرا عبر الاتصال اللاسلكي بالثبات والمحافظة على الموقع بإصرار  وصمود حتى لا يستمر زحف الارهابيين عبر هذا المحور ويلتفوا على المجموعات الصديقة.

تابع المقاتلون العشرة تصديهم لمئات التكفيريين ، مرت ساعة ، ساعتان ، وما زالوا يتعاملون مع  المهاجمين بنيران كثيفة عن اليمين واليسار ومن  الجهة الخلفية ، ساعة ثالثة وكان الاتصال الاخير عبر الجهاز من قائد المجموعة  الى غرفة القيادة، (إن الذخيرة شارفت على النفاد لكن معنا القنابل اليدوية سنرميها عليهم عدا قنبلتين سنبقيهما إذا أتوا لأسرنا سنفجرهما بهم وبنا. لن يمروا بإذن الله).
 يقول احد المسؤولين  كانت  آخر صيحاتهم  وتكبيراتهم مسموعة على الجهاز ومن ثم انقطع الاتصال وساد صمت رهيب  في غرفة العمليات، لقد أخروا الهجوم لأكثر من ثلاث ساعات وكبدوا  العدو العشرات من القتلى والمصابين وأفشلوا مخططهم بفك الحصار عن الغوطة الشرقية والوصول الى مطار دمشق الدولي .