28-11-2024 06:31 AM بتوقيت القدس المحتلة

سوريا... تغيير ميزان القوى يحتاج لمعجزة

سوريا... تغيير ميزان القوى يحتاج لمعجزة

استراتيجية اتبعتها الدولة السورية خلال سنوات الأزمة الثلاث التي انقضت، جعلت الموازين أكثر تميزا، الحالة أفضل، كما أن الوضع يسير في ربع الساعة الأخيرة عسكريا.

خليل موسى – سورية

استراتيجية اتبعتها الدولة السورية خلال سنوات الأزمة الثلاث التي انقضت، جعلت الموازين أكثر تميزا، الحالة أفضل، وهذا ما تنقله مشاهد الميدان، كما أن الوضع يسير في ربع الساعة الأخيرة عسكرياً، لكن ثمة مواضيع لا بد من الخوض فيها لكي يكون الثبات أقوى، والتحسب للتغيرات الطارئة لا يقل اهمية عن الإنجازات السابقة جميعها، القوى بيد الجيش السوري و انتزاع المبادرة منه يحتاج لمعجزة، وزمن المعجزات قد يكون انتهى.

خطط واستراتيجيات إسعافية تقوم بها الولايات المتحدة الامريكية بقصد تعويض شيء مما استعاده الجيش السوري، لكن ماذا يفيد البكاء على الأموات!!

موقع "قناة المنار" الالكتروني أجرى لقاءات حول عدة مواضيع مع الدكتور سليم حربا الباحث والخبير الاستراتيجي، تبدأ السلسلة بموضوع هام هو ما يتم الترويج له من لمسات أخيرة تضعها الولايات المتحدة على خطة تهدف إلى دعم ما أسمته بالمعارضة المسلحة، بتزويدها بأسلحة غير فتاكة.

واكد الدكتور حربا أنه "لم يدخل سلاحا إلى الداخل السوري منذ بدء العدوان حتى الآن، إلا برعاية أمريكية سواء مباشرة, أو مداورة والأسلحة التي دخلت كلها من أنواع فتاكة"، مشيرا إلى أن "الأمريكيين في صدد إعادة ترتيب الأدوار"، قاصدا  أدوار حلفائها وأعوانها في المنطقة.

"حشد البوارج والأساطيل لتغذية العدوان على الدولة السورية، وإطلاق العنان للأدوات بزيادة تسليح العصابات المسلحة، في الداخل السوري تجاوز بالعسكرة البعد الاعلامي والسياسي في التدخل الأميركي في الأزمة السورية"، هذا ما أشار إليه حربا في حديثه منوها إلى اعتقاده "بوجود الكثير من المحطات والفضائح التي تثبت تورط الولايات المتحدة الأمريكية مباشرة في التسليح أهمها المستودعات التي سيطرت عليها جبهة النصرة والجبهة الإسلامية، بمنطقة (قطمة) شمال إدلب، عندما هاجمت مخازن السلاح التي حصل عليها ما كان يسمى "الجيش الحر", حيث كانت المستودعات تحوي أسلحة أمريكية متطورة في كليتها, مشيرا حربا إلى تدخل روبرت فورد شخصيا في منع هكذا فضيحة.

ما هو الجديد في إعلان أميركا التسليح في هذا التوقيت:

اهداف عدة قسمها الدكتور سليم, منها إعلامية سياسية, وأخرى مادية عسكرية, تأتي محاولة أمريكية من التطور الاخير الذي أعلنته, بصدد التسليح بأسلحة متطورة, وتدريب مسلحين ومرتزقة في الأردن وقطر وشمال السعودية, ليبدأ حربا بالجانب الاول, محاولة الضغط على الدولة السورية, وجعلها تعمل في إطار الضغط, والحذر محاولة إعادة الاستحقاقات  الدستورية في سورية وعلى رأسها الانتخابات الرئاسية, كما ايجاد قاسم مشترك لكل الأطراف العدوان خاصة ان التباين بين قطر والسعودية وتركيا بدأ يزداد, أي  تريد أميركا بأي شكل من الأشكال أن تشكل نقطة التقاء بي الأطراف بمحاولة ردم هذه الشروخ بين ما أسماه الخبير الاستراتيجي بالأدوات, على أن يتفقوا على دعم المجموعات المسلحة في الداخل السوري.

يضيف حربا مسألة أخرى مهمة وهي محاولة إيقاف التداعي الذي وصل إليه ما يسمى الائتلاف المعارض, خاصة بعد ما وصل إليه من حالة تداعي بين مكوناته, وما حصله ممن فشل في جنيف2, الاميركي يرى أن يعطيهم دفعا بأن المدد والدعم قادم.

الانتقال للهدف العسكري يعطي المحاولة ان تكون اكثر جدية لوقف الانهيار الذي وصل إليه مجاميع الإرهاب في سورية خاصة بعد الانتصارات التي حققها الجيش العربي السوري في القلمون, تحديدا انتصار يبرود والحصن, وتظهير القوة والانتصارات السورية على حساب المجموعات الارهابية أعطى اميركا دافع لتقديم أو إعادة الدعم لتلك المجموعات.

ومن ضمن الاهداف المادية العسكرية أيضا زيادة امد الأزمة في سورية زيادة التسليح, ومحاولة تشتيت القدرات والجهود العسكرية السوري في عدة اتجاهات, في الشرق والغرب والشمال والجنوب, والتركيز على منطقة الساحل السوري, وأيضا محاولة من قبل الولايات المتحدة الأمريكية بتسويق حالة للرأي العام بأنها تدعم المعارضة المسلحة, في وقت تعرف فيه اميركا أنه لا معارضة معتدلة في سورية, خاصة بعد سيطرة الحركات والتنظيمات الإسلامية المتشددة والمتطرفة على الوضع في الميدان والتي أصبحت الجناح العسكري لما يسمى "الائتلاف السوري المعارض", لكن انهيار الإرهاب وتهاويه في سورية, برأي الدكتور حربا أصبح وضعا لا يمكن ترميمه ولا يمكن لمعجزة ان تعيد التوازن العسكري ولا لمعجزة ان تنتزع من الجيش العربي السوري المبادرة, خاصة بعد ما حققه الجيش السوري من انتصارات.

ركز حربا على الانتصار السوري, مقابل انهيار الارهاب, فاعتبر الخطوة الأخيرة الأمريكية محفزا لمجموعات الارهاب, بأن تحاول النهوض من حالة انهياره التي لن تترمم أبدا, فقد كان الإرهاب في الماضي أقوى مما هو عليه بمئات المرات, ولم يستع حينها أن يحسم التوازن, فكيف الحال اليوم وقد قلب الجيش السوري كل الموازين, سؤال طرحه الدكتور حربا ليكون جوابه وضحا.

إذاً لا بد من التيقظ لما قد يأتي او يحدث ونحن في ربع الساعة الاخيرة, كلاما قاله الخبير الاستراتيجي مؤكدا ان النصر للجيش السوري محسوم بعد كل ما تم انجازه وتحقيقه. والشعب السوري سينتصر في معركته مع الإرهاب.