جاء ما بعد يبرود.. وكم من الأسئلة التي طرحت حول الخطوة التالية لتحرير يبرود في جبال القلمون السورية، الجواب كان متوقعا.
خليل موسى – سورية
جاء ما بعد يبرود .. وكم من الأسئلة التي طرحت حول الخطوة التالية لتحرير يبرود في جبال القلمون السورية، الجواب كان متوقعاً. تبعا للتسلسل الجغرافي والاهمية الاستراتيجية لدى المسلحين الذين تحصنوا فيها وكانوا متحضرين للانتقال إليها، وكأنهم كانوا يعرفون تماما انهم لن يصمدوا في جرود يبرود وما حولها.
مؤنٌ غذائية، ومخزون من الاسلحة كان عنوان النهاية، او المحطة الأخيرة في المعارك الضارية القلمونية، تحضَّر الجيش العربي السوري جيدا، تمكن من السيطرة تباعا على التلال المحيطة والاستراتيجية، ليكون أهمها ما انتشر خبرا عاجلا مفاجئا: تلة الرادار أو المعروفة بمرصد صدنايا، مما سهّل السيطرة على رنكوس، ليستيقظ السوريون اليوم على وقع احتفالات الجيش بالسيطرة الكاملة عليها، بما لا يتجاوز الـ 24 ساعة من بدء العملية.
للتذكير فقط، مزارع ريما، يبرود وفليطة ورأس المعرة ورأس العين سلسلة من القرى التي تهاوت تباعا أمام تقدم الجيش العربي السوري واليوم أتت رنكوس لتكمل الحلقة الهامة في مسلسل الانتصارات، وهي بلدة محاطة بمزارع عسال الورد وحوش عرب، فيبقى بعدها أمام الجيش العربي السوري القليل من البؤر الحدودية التي هرب إليها من تمكن من المسلحين، وهي مناطق جبلية، و حسب القادة الميدانيين لن يتمكن المسلحون من الاختباء والتحصن فيها لأنها باتت مرصودة بشكل جيد من قبل الجيش.
المسلحون الذين تجمعهم صفة التنظيمات "الإسلامية"، كانوا قد سيطروا على "رنكوس" منذ عامين تقريباً، وأبرزهم ما يسمى لواء "القادسية"، وهو أحد الوية ما يسمى "الجبهة الاسلامية" و "جبهة النصرة" الفرع الرسمي لتنظيم القاعدة في سورية، إضافة إلى مجموعات صغيرة تشكل رديفا لتلك المجموعات "الاسلامية" المتطرفة في المدينة.
أما عن اهم أحداث العملية العسكرية التي انتهت بتحرير كامل رنكوس، فقد عمد الجيش العربي السوري الى السيطرة المطلقة على كافة المرتفعات والتلال المحيطة، وهي الاستراتيجية المتبعة في غالبية العمليات العسكرية في القلمون التي حسمها الجيش لمصلحته، إضافة لمشهد الرمايات النارية المركزة والدقيقة على أوكار وتجمعات المسلحين، تبعها دخول قوات المشاة التي اشتبكت داخل رنكوس وانتشرت لتلاحق فلول المجموعات التي أخذت تهرب من البلدة بعد تقهقرها خاصة بعد مقتل البغدادي أهم قادة جبهة النصرة في رنكوس، لتنتهي المعركة بمقتل المئات من المسلحين، وهروب واعتقال آخرين، وبات الوضع مستقرا وآمنا أكثر بعد تمشيط الجيش للبلدة وتفكيك العبوات الناسفة وجمع أسلحة المجموعات التي خزنتها ولم تتمكن أن تستخدمها جميعها في معاركها مع الجيش العربي السوري.