هذه الحملة بدأت مع صدور روايته «سيد بغداد» التي تحدث فيها عن جندي أميركي خلال الحرب في العراق، يتعرف فيها إلى الدين الإسلامي، ويعتنقه.
يرى الروائي (والطبيب) اللبناني محمد طعان (الذي يكتب بالفرنسية)، أن ثمة حملة «خفيّة» (ولا تظهر إلى العلن بعد بشكل واضح) تُشن عليه (وتطرح الكثير من التساؤلات)، لتمنع نشر أعماله في فرنسا، مثلما تنسحب أيضاً على منع ترجمة أعماله إلى اللغة الانكليزية.
في زيارة قام بها مؤخراً للصفحة الثقافية في «السفير»، أعرب كاتب «سيد بغداد» و«فول سوداني» و«ما باحت به سارة» ـ وغيرها من الأعمال الروائية التي بلغت 8 روايات (تُرجم منها 6 إلى العربية، كما تحولت بعضها إلى سيناريوهات أفلام سينمائية) أعرب عن أنّ ما يجري ضده في الخفاء ليس سوى جزء من الحملة التي تلف كلّ من لا يريد أن يقف في خط «قوى الاستكبار العالمي» التي تُهيمن اليوم على كلّ شيء بما فيها الثقافة.
ويرى الطبيب الذي جاء إلى الكتابة الروائية عن طريق الصدفة، (إذ مثلما يقول، كان يحب في الأصل كتابة السيناريوهات السينمائية)، أن هذه الحملة بدأت مع صدور روايته «سيد بغداد» التي تحدث فيها عن جندي أميركي خلال الحرب في العراق، يتعرف فيها إلى الدين الإسلامي، ويعتنقه.
الرواية التي بيعت جميع نسخ طبعتها الأولى، كان سيعاد نشرها ـ وفق ما رواه الكاتب لنا ـ في إحدى الدور الفرنسية الكبيرة بعد أن تعرف إلى «عميل أدبي» أعجبته، ووعده أنها ستصدر خلال فترة قصيرة، لكن السنوات مرت ولم تصدر في فرنسا، ربما «لأسباب سياسية» أو ربما «لأسباب دينية»، بمعنى أن بطل الرواية، الأميركي، اعتنق الدين الإسلامي الذي آمن بمبادئه السمحة، وهذا ما يظهر في كتاب طعان، على العكس من كل ما يكتب عنه في الغرب، الذي يحاول أن يشوه هذا الدين وتعاليمه عبر مئات الكتب التي تنشر اليوم والتي لا هدف منها سوى نشر «صورة مشوهة» ومخالفة عن جوهره الأصلي.
ما يدفع الكاتب إلى الاعتقاد بهذا الأمر، ما حدث معه مع إحدى المترجمات من الفرنسية إلى الانكليزية، إذ بعد أن تمّ الاتفاق المبدئي على نقل الكتاب إلى الانكليزية، عادت لترفض العمل في الترجمة معللة رفضها، (في رسالة الكترونية، «إيميل»، كما يقول الكاتب)، بأنها «لا تنوي ترجمة رواية يعتنق فيها بطلها الدين الإسلامي».
يقول إنه من تلك اللحظة بدأ يفكر في الأمر، ما طرح عليه تساؤلات شتى، لم يجد حتى الآن إجابات عنها، على الرغم من أن جميع من قرأ رواياته يبدون إعجابا بها ويرغبون في أن تطبع في فرنسا، إلا أنهم سرعان ما يتراجعون عمّا يكونون قد أعلنوه. يذكر أن رواياته الثلاث الأولى كانت قد طُبعت هناك، لكن أعماله الأخيرة بدأ يطبعها على حسابه الخاص في بيروت.
ويضيف محمد طعان، إنّ هذه التساؤلات الخاصة وجد لها جواباً حين أخبره الصحافي تييري ميسان حين التقاه منذ فترة، أن برنار هنري ليفي هو من منع دار النشر الفرنسية إصدار كتبه، نظراً إلى موقف الكاتب من القضية الفلسطينية، كما موقفه من الكثير من القضايا التي لا توافق وجهة نظر «المؤسسة الرسمية» الغربية.
في أي حال، ننقل هنا ما قاله الكاتب، وقد يكون من الصعب علينا برهنة هذا الكلام نظراً إلى عدم امتلاكنا أي وثيقة تؤكد هذه القضية برمتها. وهذا ما يدفعنا أيضاً إلى عدم التعليق. فقط، نروي ما أخبره الكاتب ونترك الحكم للقارئ.